الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
50 - بَابُ مَنْ خَصَّ بِالعِلْمِ قَوْمًا دُونَ قَوْمٍ، كَرَاهِيَةَ أَنْ لَا يَفْهَمُوا
وَقَالَ عَلِيٌّ: «حَدِّثُوا النَّاسَ، بِمَا يَعْرِفُونَ أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ، اللَّهُ وَرَسُولُهُ» .
127 -
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ عَلِيٍّ بِذَلِكَ.
(باب): استئناف، ولأبي ذر "باب" بدل.
(دون قوم) أي: سوى قدوم.
(حدثنا عبيد الله)، زاد غير أبي ذر:"ابن موسى".
(معروف)، زادت كريمة:"ابن خربوذ" بفتح الخاء المعجمة والراء المشددة وضم الموحدة وآخره دال معجمة وسقط هذا الأثر عند الكشميهني، ولغير أبي ذر.
(وقال عليّ): فذكره معلقًا ثم عقبه بالإسناد.
(حدثوا الناس بما يعرفون)، زاد أبو نعيم في "المستخرج":"ودعوا ما ينكرون".
128 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَمُعاذٌ رَدِيفُهُ عَلَى الرَّحْلِ، قَالَ:«يَا مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ» ، قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ:«يَا مُعَاذُ» ، قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ ثَلَاثًا، قَالَ:«مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ، إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ» ، قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَفَلَا أُخْبِرُ بِهِ النَّاسَ فَيَسْتَبْشِرُوا؟ قَالَ: «إِذًا يَتَّكِلُوا» وَأَخْبَرَ بِهَا مُعَاذٌ عِنْدَ مَوْتِهِ تَأَثُّمًا.
(ومعاذ رديفه) أي: راكب خلفه، جملة حالية.
(على الرحل): بإسكان الحاء المهملة وأكثر ما يستعمل للبعير، لكن معاذ في تلك الحالة كان رديفه على حمار.
(يا معاذ بن جبل): بنصب "ابن"، وفي معاذ بالضم والفتح.
(لبيك وسعديك)، "اللَب" بفتح اللام: الإجابة، و"السعد": المساعدة، وتثنيتهما للتكثير، أي: إجابة بعد إجابة وإسعادًا بعد إسعاد.
(ثلاثًا) أي: النداء، والإجابة ثلاثًا. وصرح بذلك في رواية مسلم.
(صدقًا): احتراز من شهادة المنافق.
(من قلبه): متعلق بصدقًا.
(حرمه الله على النار) أي: نار الخلود التي أعدت للكافرين للأحاديث الدالة على أن طائفة من العصاة يعذبون.
(فيستبشروا): جواب بالنصب: العرض، ولأبي ذر بإثبات النون، أي: فهم كقوله: {وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ} .
(يتكلوا): بتشديد التاء الفوقية المفتوحة وكسر الكاف: من الاتكال، وروي بإسكان النون وضم الكاف، أي: يمتنعوا من العمل اعتمادًا على ما يتبادر من ظاهره.
وفي "مسند البزار" بسند حسن من حديث أبي سعيد الخدري في هذه القصة: أنه صلى الله عليه وسلم أذن لمعاذ في التبشير أولًا فلقيه عمر فقال: لا تعجل ثم دخل فقال: يا نبي الله، أنت أفضل رأيًا من أن الناس إذا سمعوا ذلك اتكلوا عليها، قال: فرده وهذا معدود من موافقات عمر.
(عند موته) أي: موت معاذ.
(تأثمًا): بفتح الهمزة وتشديد المثلثة المضمومة، أي: خشية الوقوع في إثم كتم العلم ودل صنيعه على أن النهي عن التبشير كان على التنزيه لا على التحريم، وإلا لما أخبره أصلًا.