الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
342 -
حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ، فَقَالَ لَهُ عَمَّارٌ، وَسَاقَ الحَدِيثَ.
343 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ ذَرٍّ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَمَّارٌ: «فَضَرَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ الأَرْضَ، فَمَسَحَ وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ» .
6 - بَابٌ: الصَّعِيدُ الطَّيِّبُ وَضُوءُ المُسْلِمِ، يَكْفِيهِ مِنَ المَاءِ
وَقَالَ الحَسَنُ: «يُجْزِئُهُ التَّيَمُّمُ مَا لَمْ يُحْدِثْ» وَأَمَّ ابْنُ عَبَّاسٍ وَهُوَ مُتَيَمِّمٌ " وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: «لَا بَأْسَ بِالصَّلَاةِ عَلَى السَّبَخَةِ وَالتَّيَمُّمِ بِهَا» .
344 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ، قَالَ: كُنَّا فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَإِنَّا أَسْرَيْنَا حَتَّى كُنَّا فِي آخِرِ اللَّيْلِ، وَقَعْنَا وَقْعَةً، وَلَا وَقْعَةَ أَحْلَى عِنْدَ المُسَافِرِ مِنْهَا، فَمَا أَيْقَظَنَا إِلَّا حَرُّ الشَّمْسِ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنِ اسْتَيْقَظَ فُلَانٌ، ثُمَّ فُلَانٌ، ثُمَّ فُلَانٌ - يُسَمِّيهِمْ أَبُو رَجَاءٍ فَنَسِيَ عَوْفٌ ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ الرَّابِعُ - وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا نَامَ لَمْ يُوقَظْ حَتَّى
يَكُونَ هُوَ يَسْتَيْقِظُ، لِأَنَّا لَا نَدْرِي مَا يَحْدُثُ لَهُ فِي نَوْمِهِ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ عُمَرُ وَرَأَى مَا أَصَابَ النَّاسَ وَكَانَ رَجُلًا جَلِيدًا، فَكَبَّرَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ، فَمَا زَالَ يُكَبِّرُ وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ حَتَّى اسْتَيْقَظَ بِصَوْتِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ شَكَوْا إِلَيْهِ الَّذِي أَصَابَهُمْ، قَالَ:«لَا ضَيْرَ - أَوْ لَا يَضِيرُ - ارْتَحِلُوا» ، فَارْتَحَلَ، فَسَارَ غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ نَزَلَ فَدَعَا بِالوَضُوءِ، فَتَوَضَّأَ، وَنُودِيَ بِالصَّلَاةِ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَلَمَّا انْفَتَلَ مِنْ صَلَاتِهِ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مُعْتَزِلٍ لَمْ يُصَلِّ مَعَ القَوْمِ، قَالَ:«مَا مَنَعَكَ يَا فُلَانُ أَنْ تُصَلِّيَ مَعَ القَوْمِ؟» قَالَ: أَصَابَتْنِي جَنَابَةٌ وَلَا مَاءَ، قَالَ:«عَلَيْكَ بِالصَّعِيدِ، فَإِنَّهُ يَكْفِيكَ» ، ثُمَّ سَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَاشْتَكَى إِلَيْهِ النَّاسُ مِنَ العَطَشِ، فَنَزَلَ فَدَعَا فُلَانًا - كَانَ يُسَمِّيهِ أَبُو رَجَاءٍ نَسِيَهُ عَوْفٌ - وَدَعَا عَلِيًّا فَقَالَ:«اذْهَبَا، فَابْتَغِيَا المَاءَ» فَانْطَلَقَا، فَتَلَقَّيَا امْرَأَةً بَيْنَ مَزَادَتَيْنِ - أَوْ سَطِيحَتَيْنِ - مِنْ مَاءٍ عَلَى بَعِيرٍ لَهَا، فَقَالَا لَهَا: أَيْنَ المَاءُ؟ قَالَتْ: عَهْدِي بِالْمَاءِ أَمْسِ هَذِهِ السَّاعَةَ وَنَفَرُنَا خُلُوفٌ، قَالَا لَهَا: انْطَلِقِي، إِذًا قَالَتْ: إِلَى أَيْنَ؟ قَالَا: إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: الَّذِي يُقَالُ لَهُ الصَّابِئُ، قَالَا: هُوَ الَّذِي تَعْنِينَ، فَانْطَلِقِي، فَجَاءَا بِهَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَحَدَّثَاهُ الحَدِيثَ، قَالَ: فَاسْتَنْزَلُوهَا عَنْ بَعِيرِهَا، وَدَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِإِنَاءٍ، فَفَرَّغَ فِيهِ مِنْ أَفْوَاهِ المَزَادَتَيْنِ - أَوْ سَطِيحَتَيْنِ - وَأَوْكَأَ أَفْوَاهَهُمَا وَأَطْلَقَ العَزَالِيَ، وَنُودِيَ فِي النَّاسِ اسْقُوا وَاسْتَقُوا، فَسَقَى مَنْ شَاءَ وَاسْتَقَى مَنْ شَاءَ وَكَانَ آخِرُ ذَاكَ أَنْ أَعْطَى الَّذِي أَصَابَتْهُ الجَنَابَةُ إِنَاءً مِنْ مَاءٍ، قَالَ:«اذْهَبْ فَأَفْرِغْهُ عَلَيْكَ» ، وَهِيَ قَائِمَةٌ تَنْظُرُ إِلَى مَا يُفْعَلُ بِمَائِهَا، وَايْمُ اللَّهِ لَقَدْ أُقْلِعَ عَنْهَا، وَإِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَيْنَا أَنَّهَا أَشَدُّ مِلْأَةً مِنْهَا حِينَ ابْتَدَأَ فِيهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«اجْمَعُوا لَهَا» فَجَمَعُوا لَهَا مِنْ بَيْنِ عَجْوَةٍ وَدَقِيقَةٍ وَسَوِيقَةٍ حَتَّى جَمَعُوا لَهَا طَعَامًا، فَجَعَلُوهَا
فِي ثَوْبٍ وَحَمَلُوهَا عَلَى بَعِيرِهَا وَوَضَعُوا الثَّوْبَ بَيْنَ يَدَيْهَا، قَالَ لَهَا:«تَعْلَمِينَ، مَا رَزِئْنَا مِنْ مَائِكِ شَيْئًا، وَلَكِنَّ اللَّهَ هُوَ الَّذِي أَسْقَانَا» ، فَأَتَتْ أَهْلَهَا وَقَدِ احْتَبَسَتْ عَنْهُمْ، قَالُوا: مَا حَبَسَكِ يَا فُلَانَةُ، قَالَتْ: العَجَبُ لَقِيَنِي رَجُلَانِ، فَذَهَبَا بِي إِلَى هَذَا الَّذِي يُقَالُ لَهُ الصَّابِئُ فَفَعَلَ كَذَا وَكَذَا، فَوَاللَّهِ إِنَّهُ لَأَسْحَرُ النَّاسِ مِنْ بَيْنِ هَذِهِ وَهَذِهِ، وَقَالَتْ: بِإِصْبَعَيْهَا الوُسْطَى وَالسَّبَّابَةِ، فَرَفَعَتْهُمَا إِلَى السَّمَاءِ - تَعْنِي السَّمَاءَ وَالأَرْضَ - أَوْ إِنَّهُ لَرَسُولُ اللَّهِ حَقًّا، فَكَانَ المُسْلِمُونَ بَعْدَ ذَلِكَ يُغِيرُونَ عَلَى مَنْ حَوْلَهَا مِنَ المُشْرِكِينَ، وَلَا يُصِيبُونَ الصِّرْمَ الَّذِي هِيَ مِنْهُ، فَقَالَتْ: يَوْمًا لِقَوْمِهَا مَا أُرَى أَنَّ هَؤُلَاءِ القَوْمَ يَدْعُونَكُمْ عَمْدًا، فَهَلْ لَكُمْ فِي الإِسْلَامِ؟ فَأَطَاعُوهَا، فَدَخَلُوا فِي الإِسْلَامِ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ:" صَبَأَ: خَرَجَ مِنْ دِينٍ إِلَى غَيْرِهِ " وَقَالَ أَبُو العَالِيَةِ: «الصَّابِئِينَ فِرْقَةٌ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ يَقْرَءُونَ الزَّبُورَ» .
بابٌ بالتنوين
(الصعيد الطيب وضوء المسلم): هذا لفظ حديث أخرجه البزار عن أبي هريرة مرفوعًا، وصححه ابن القطان، ولأحمد وابن حبان والأربعة من حديث أبي ذر:"أن الصعيد الطيب طهور المسلم وإن لم يجد الماء عشر سنين".
(السبخة): بفتح المهملة والموحدة والمعجمة: الأرض المالحة التي لا تكاد تنبت.
(عوف): بالفاء. (كنا في سفر): في مسلم عن أبي هريرة: "أنه وقع عند خروجهم من خبير"، ولأبي داود عن ابن مسعود:"من الحديبية"، وفي "مصنف عبد الرزاق"، عن عطاء بن يسار مرسلًا:
"أن ذلك كان بطريق تبوك"، وكذا البيهقي في "الدلائل" من حديث ابن عامر، وفي رواية لأبي داود:"أن ذلك كان في غزوة جيش الأمراء"، وتعقبه ابن عبد البر بأن تلك مؤتة ولم يشهدها النبي صلى الله عليه وسلم وهو كما قال.
وذهب جماعة إلى تعدد وقوع ذلك ليحصل الجمع من هذه الروايات خصوصًا أن في سياق الأحاديث اختلافا، وأن في بعضها أن الذي كلأ الفجر "ذو مخبر"، وفي بعضها:"بلال".
(أسرينا)، في "الصحاح": سريت وأسريت بمعنى، أي: سرت ليلًا، وفي "المحكم": السرى: سير الليل، وقيل: كله.
(وقعنا وقعة): نمنا نومة.
(وكان أول): بالنصب خبر كان.
(يحدث): بضم الدال بعدها مثلثة، أي: من الوحي فكانوا يخافون من إيقاظه قطع الوحي.
(جليدًا): من الجلادة بمعنى: الصلابة: فما يزال.
(فكبّر). في استعمال التكبير: سلوك طريق الأدب، فالجمع بين المصلحتين، وخص التكبير، لأنَّه أصل الدعاء إلى الصلاة.
(الذي أصابهم) أي: من نومهم عن صلاة الصبح حتى خرج وقتها.
(لا ضير) أي: لا ضرر.
(أو لا يضير): هو شك من عوف بينه البيهقي، ولابي نعيم:"لا يسوء ولا يضر".
(ارتحلوا): زاد مسلم عن أبي هريرة: "فإن هذا منزل حضرنا فيه الشيطان".
تنبيه: تكلم العلماء في الجمع بين هذا الحديث وحديث: "أن عيني تنامان ولا ينام قلبي".
قال النووي: وله جوابان:
أحدهما: أن القلب إنما يدرك الأمور المتعلقة به كالحدث والألم ونحوهما، فلا يدرك ما يتعلق بالعين كرؤية البحر والشمس؛ لأنّها نائمة والقلب يقظان.
والثاني -وهو ضعيف-: أنه كان له حالان: حال لا ينام قلبه وهو الأغلب، وحال ينام فيه قلبه وهو النادر، فصادف هذا قصة النوم، والمعتمد الأول، فإن قيل: القلب يدرك لرؤية الوقت الطويل.
أجيب: لعله كان مستغرقًا بالوحي كما كان يستغرق حالة إلقاء الوحي في اليقظة، والحكمة في ذلك بيان التشريع بن لفعل؛ لأنَّه أوقع في النفس كما في قصة سهوه.
(إذا رجل معتزل)، قيل: هو خلاد بن رافع الأنصاري أخو رفاعة.
(ولا ماء): بالفتح، أي: موجودًا فدعا فلانًا، هو عمران بن الحصين راوي الحديث.
(فابتغيا)، للأصيلي:"فأبغيا"، أي: اطلبا.
(مزادتين): المزادة بفتح اليم، والزاي: قربة كبيرة، وتسمى أيضا "السطيحة"، و"أو" هنا شك من عوف.
(أمس): خبر المبتدأ.
(هذه الساعة): بالنصب على الظرفية.
(خلوف): بضم الخاء واللام: جمع خالف، أي: غيّب عن الحي، زادئه على جواب السؤال، وللمستملي والحموي:"خلوفًا" بالنصب على الحال: السادة مسد الخبر.
(الصابي): بلا همز، أي: المائل من صبا يصبو، أي: خرج من دين إلى دين.
(هو الذي تعنين): فيه أدب حسن؛ إذ لو قال لها: "لا " لفات المقصود، أو "نعم" لم يحسن منهما، إذ فيه تقرير ذلك فتخلصا أحسن تخلص.
(ففرغ)، للكشميهني:"فأفرغ"، زاد الطبراني والبيهقي:"فمضمض في الماء وأعاده في أفواه المزادتين"، وإطلاق في الأفواه من الجمع على المثنى.
(وأوكا) أي: ربط وأطلق، أي:"فتح".
(والعزالي): بفتح المهملة وكسر اللام، جمع:"عزلاء" بسكون الزاي: مصب الماء من الراوية، ولكل مزادة عزلاون من أسفلها.
(أسقوا): بهمزة قطع مفتوحة أو وصل مكسورة.
(وكان آخر ذلك) برفع اسم كان والخبر: "أن أعطى".
(وأيم الله): بفتح الهمزة وكسرها والميم مضمومة، أصله: أيمن الله، فحذفت النون تخفيفًا، وهو اسم رفع للقسم مرفوع بالابتداء وخبره محذوف، أي: قسمي.
(ملأ): بكسر اليم وسكون اللام وفتح الهمزة.
(سويقة): بفتح أوله.
(ودقيقة): بفتح أوله، ولكريمة بضمه مصغرًا.
(حتى جمعوا لها طعامًا) أي: كثيرًا.