الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَامِرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم «يَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ» قُلْتُ: كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ؟ قَالَ: يُجْزِئُ أَحَدَنَا الوُضُوءُ مَا لَمْ يُحْدِثْ.
215 -
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي بُشَيْرُ بْنُ يَسَارٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُوَيْدُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ خَيْبَرَ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالصَّهْبَاءِ، «صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم العَصْرَ، فَلَمَّا صَلَّى دَعَا بِالأَطْعِمَةِ، فَلَمْ يُؤْتَ إِلَّا بِالسَّوِيقِ، فَأَكَلْنَا وَشَرِبْنَا، ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى المَغْرِبِ، فَمَضْمَضَ، ثُمَّ صَلَّى لَنَا المَغْرِبَ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ» .
57 - بَابٌ: مِنَ الكَبَائِرِ أَنْ لَا يَسْتَتِرَ مِنْ بَوْلِهِ
216 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِحَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ المَدِينَةِ، أَوْ مَكَّةَ، فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِي قُبُورِهِمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«يُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ» ثُمَّ قَالَ: «بَلَى، كَانَ أَحَدُهُمَا لَا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ، وَكَانَ الآخَرُ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ» . ثُمَّ دَعَا بِجَرِيدَةٍ، فَكَسَرَهَا كِسْرَتَيْنِ، فَوَضَعَ عَلَى كُلِّ قَبْرٍ مِنْهُمَا كِسْرَةً، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَ فَعَلْتَ هَذَا؟ قَالَ:«لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ تَيْبَسَا» أَوْ: «إِلَى أَنْ يَيْبَسَا» .
(بحائط) أي: بستان.
(من حيطان المدينة أو مكة): شك ابن جرير وجزم في "الأدب"
بالأول، وفي "الأفراد" للدارقطني من حديث جابر أن الحائط كان لأم مبشر الأنصارية.
(وما يعذبان في كبير ثم قال: بلى) أي: وإنه لكبير كما صرح به في "الأدب"، والمعنى: أنه ليس بكبير في مشقة الاحتراز أو فيما عند الناس وهو كبير فى الذنوب وفيما عند الله كقوله: {وتحسبونه هينًا وهو عند الله عظيم} ، وقيل: ضمير وإنه عائد إلى النميمة فقط، وقيل: إلى العذاب لما في "صحيح ابن حبان": يعذبان عذابًا شديدًا في ذنب هين.
(لا يستتر): من الاستتار، ولابن عساكر:"يستبرئ" من الاستبراء، ولمسلم:"يستنزه" من الاستنزاه بالزاي والهاء، وهو المتنزه من ملاقاة البول، ولأبي نعيم:"لا يتوقى"، والمراد برواية:"يستتر": لا يجعل بينه وبين بوله سترة، يعني: لا يتحفظ منه ليوافق سائر الروايات.
(النميمة): نقل كلام الناس على وجه الإفساد.
(بجريدة)، وفي لفظ:"عسب رطب" كسرتين بكسر الكاف، أي: قطعتين، يخفف بالبناء للمفعول ما لم تيبسا بالفوقية أوله، أي: الكسرتان، وللمستملي:"إلى [أن] ييبسا" بالتحتيه أوله، أي: العودان، وللكشميهني:"إلا أن ييبسا" بحرف الاستثناء.
والحكمة في ذلك: أن الرطب يسبح فيحصل التخفيف ببركة التسبيح.
وقال الطيبي: الحكمة في ذلك غير معقولة.
وقد اختلف في المقبورين: هل هما كافران أو مسلمان؟ والصواب الأول وبه جزم أبو موسى المديني بدليل قصر تخفيف العذاب على مدة رطوبة الكسر شيء، ولو كانا مسلمين لقبلت الشفاعة منه صلى الله عليه وسلم في حقهما أبدًا، والشفاعة في التخفيف عن الكافر غير مستنكرة بدليل قصة أبي طالب، فإنه صلى الله عليه وسلم لفرط رحمته لما سمع صوتهما لم يستجز أن يجاوزهما لما عنده من الرأفة حتى يفعل الممكن من طلب التخفيف فيشفع لهما إلى المدة المذكورة.