الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تبع من تصرف الرواة وأوهامهم لا يسعى في توجهه، بل العمدة على الثابت في رواية الثبت ونحوه لاتحاد القصة.
(فسكتنا)، في بعض طرقه:"فقلنا: الله ورسوله أعلم"، وذلك من حسن أدبهم، لأنهم علموا أنه لا يخفى عليه، ويعرفونه في الجواب، وأنه ليس مراده مطلق الإخبار بما يعرفونه، وفي الحج من حديث ابن عباس:"قالوا: يوم حرام"، وهو من الرواية بالمعنى.
(فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم)، يقدر في الأول:"سفك"، وفي الثاني:"أخذ"، وفي الثالث:"ثلب"، لأن الذوات لا تحرم.
و"العرض" بالكسر: موضع المدح والذم من الإنسان سواء كان في نفسه أو سلفه.
(كحرمة يومكم)، قيل: المشبه به أخفض رتبة من المشبه، ومن خلاف القاعدة.
والجواب: أن تحريم اليوم والشهر والبلد كان ثابتًا في نفوسهم مقررًا عندهم بخلاف الأنفس والأموال والأعراض، فكانوا في الجاهلية يستبيحونها، فورد التشبيه بها هو مقرر عندهم، ومناط التشبيه ظهوره عند السامع.
11 - بَابٌ: العِلْمُ قَبْلَ القَوْلِ وَالعَمَلِ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد: 19] فَبَدَأَ بِالعِلْمِ
«وَأَنَّ العُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، وَرَّثُوا العِلْمَ، مَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ بِهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الجَنَّةِ» وَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ} [فاطر: 28] وَقَالَ: {وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا العَالِمُونَ} [العنكبوت: 43] {وَقَالُوا
لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [الملك: 10] وَقَالَ: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 9] وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ» وَإِنَّمَا العِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ " وَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: «لَوْ وَضَعْتُمُ الصَّمْصَامَةَ عَلَى هَذِهِ - وَأَشَارَ إِلَى قَفَاهُ - ثُمَّ ظَنَنْتُ أَنِّي أُنْفِذُ كَلِمَةً سَمِعْتُهَا مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ تُجِيزُوا عَلَيَّ لَأَنْفَذْتُهَا» وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} [آل عمران: 79] " حُلَمَاءَ فُقَهَاءَ، وَيُقَالُ: الرَّبَّانِيُّ الَّذِي يُرَبِّي النَّاسَ بِصِغَارِ العِلْمِ قَبْلَ كِبَارِهِ".
(وأن العلماء
…
إلى قوله: وافر): طرف من حديث أخرجه أبو داود والترمذي وابن حبان والحاكم من حديث أبي الدرداء (3).
(وأن): بالفتح، ويجوز بالكسر على الحكاية.
(ورثوا): بتشديد الراء المفتوحة، أي: الأنبياء، وبكسرها مخففة، أي: العلماء.
(بحظ): نصيب.
(ومن سلك
…
) إلى آخره: حديث أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة.
(سهل الله له طريقًا) أي: في الآخرة، أو في الدنيا بأن يوفقه للأعمال الصالحة.
(يفقهه)، للمستملي:"يفهمه"، وهو باللفظ الأول موصول في الكتاب، وبالثاني في كتاب "العلم" لابن أبي عاصم من حديث ابن عمر، عن عمر مرفوعًا بسند حسن.
(وإنما العلم بالتعلم): هو حديث أخرجه الطبراني من حديث معاوية وأبو نعيم من حديث ابن مسعود وأبي الدرداء.
(وقال أبو ذر)، وصله الدارمي في "مسنده" عن مرثد قال: أتيت أبا ذر وهو جالس عند الجمرة الوسطى، وقد اجتمع عليه الناس يستفتونه، فأتاه رجل فوقف عليه ثم قال: ألم تنه عن الفتيا؟ فقال: لو وضعتم
…
إلى آخره.
(الصمصامة) بمهملتين: الأولى مفتوحة: السيف الصارم الذي لا ينثنى، وقيل: الذي له حد واحد.