الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من بعض الروايات؛ لأنهم حُفَّاظ، ومما يقوي عدم الإدراج رواية ابن حبان الماضية، وثبوت المثل مرفوعًا في رواية ابن عباس وعمار بن ياسر.
(الحمى): المحمي من إطلاق المصدر على المفعول.
(ألا وإن حمى الله): سقطت الواو في رواية عن أبي ذر: "في أرضه"، سقطت هذه من رواية الستملي.
(محارمه)، عند أبي داود:"معاصيه".
(مضغة): قدر ما يمضغ.
(صلحت) بفتح اللام، وحكي ضمها.
(القلب): سمي به لتقلبه في الأمور، لأنه خالص ما في البدن، وخالص كل شيء قلبه، أو لأنه وضع في الجسد مقلوبًا، وهذا الحديث عده العلماء رابع أربعة يدور عليها الأحكام، بل قال ابن العربي: إنه يمكن أن ينتزع منه وحده جميع الأحكام.
قال القرطبي: لأنه اشتمل على التفصيل بين الحلال وغيره، وعلى تعلق جميع الأعمال بالقلب.
41 - بَابٌ: أَدَاءُ الخُمُسِ مِنَ الإِيمَانِ
53 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَقْعُدُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ يُجْلِسُنِي عَلَى سَرِيرِهِ فَقَالَ: أَقِمْ عِنْدِي حَتَّى أَجْعَلَ لَكَ سَهْمًا مِنْ مَالِي فَأَقَمْتُ مَعَهُ شَهْرَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ القَيْسِ لَمَّا أَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنِ القَوْمُ؟ - أَوْ مَنِ الوَفْدُ؟ -» قَالُوا: رَبِيعَةُ. قَالَ: «مَرْحَبًا بِالقَوْمِ، أَوْ بِالوَفْدِ، غَيْرَ خَزَايَا وَلَا نَدَامَى» ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ
نَأْتِيكَ إِلَّا فِي الشَّهْرِ الحَرَامِ، وَبَيْنَنَا وَبَيْنَكَ هَذَا الحَيُّ مِنْ كُفَّارِ مُضَرَ، فَمُرْنَا بِأَمْرٍ فَصْلٍ، نُخْبِرْ بِهِ مَنْ وَرَاءَنَا، وَنَدْخُلْ بِهِ الجَنَّةَ، وَسَأَلُوهُ عَنِ الأَشْرِبَةِ: فَأَمَرَهُمْ بِأَرْبَعٍ، وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعٍ، أَمَرَهُمْ: بِالإِيمَانِ بِاللَّهِ وَحْدَهُ، قَالَ:«أَتَدْرُونَ مَا الإِيمَانُ بِاللَّهِ وَحْدَهُ» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:«شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصِيَامُ رَمَضَانَ، وَأَنْ تُعْطُوا مِنَ المَغْنَمِ الخُمُسَ» وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنِ الحَنْتَمِ وَالدُّبَّاءِ وَالنَّقِيرِ وَالمُزَفَّتِ "، وَرُبَّمَا قَالَ:«المُقَيَّرِ» وَقَالَ: «احْفَظُوهُنَّ وَأَخْبِرُوا بِهِنَّ مَنْ وَرَاءَكُمْ» .
(باب: أداء الخمس): بضم الخاء، أي: خمس الغنيمة، وقيل: إنه روي بالفتح، أي: قواعد الإسلام الخمس. قال ابن حجر: وفيه بعد.
(عن أبي جمرة): بالجيم والراء.
(من القوم أو من الوفد): شك من أحد الرواة، إما أبو جمرة أو من دونه.
قال ابن حجر: وأظن من شعبة، فإنه في رواية برة وغيره بغير شك، وأغرب من قال: إنه من ابن عباس.
قال النووي: الوفد: الجماعة المختارة للتقدم في لقي العظماء، وأحدهم:"وافد".
قال: ووفد عبد القيس المذكورون كانوا أربعة عشر راكبًا، كبيرهم الأشج واسمه: المنذر بن عائذ، وسمي منهم صاحب "التحرير" غير الأشج منقذ بن حبان، ومزيدة بن مالك، وعمرو بن مرحوم، والحارث بن شعيب، وعبيدة بن همام، والحارث بن جندب، وصحار بن العباس بصاد مضمومة وحاء مهملتين.
زاد ابن حجر: وعقبة بن جروة، وقيس بن النعمان، والجهم بن قثم، والرستم، وجويرية، والزارع، فهؤلاء أربعة عشر.
وقد روى الدولابي عن أبي خيرة الصباحي قال: كنت في الوفد الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبد القيس وكنا أربعين رجلًا.
قال ابن حجر: فلعل الأربعة عشر، هم رؤوس الوفد، وممن سمي منهم غير من سبق مطر أخو الزارع وابن أخته ولم يسم، ومشمرج، وجابر بن الحارث، وخزيمة بن عبد عمرو، وهمام بن ربيعة، وجارية بالجيم بن جابر، ونوح بن مخلد، فهؤلاء بضعة وعشرون.
(مرحبًا): نصب بمضمر، أي: صادفت رحبًا، بضم الراء، أي: سعه.
قال العسكري: أول من قال: مرحبًا: "سيف بن ذي يزن".
(غير) بالنصب، قال: وروى بالكسر صفة، والمعروف الأول، وفي "الأدب":"مرحبا بالوفد الذين جاءوا غير خزايا"- جمع خزيان، وهو الذي أصابه خزي.
(ندامى): جمع ندمان من الندم، كنادم، حكاه الجوهري وغيره، وقيل: ندمان خاص بالمنادمة ونادم بالندم، وجمعه: نادمون، فعدل عنه
للاتباع كالعشايا والغدايا، وفي النسائي:"مرحبا بالوفد ليس الخزايا ولا النادمين"، قال ابن أبي جمرة بشرهم بالخير عاجلًا وآجلًا، لأن الندامة إنما تكون في العاقبة.
(إلا في الشهر الحرام)، للأصيلي وكريمة:"في شهر الحرام"، وهي رواية مسلم من إضافة الشيء إلى نفسه كمسجد الجامع ونساء المؤمنات، أي:"شهر الوقت الحرام"، واللام في الأولى للجنس، ففي "المغازي":"أشهر الحرام"، وفي "المناقب":"إلا في كل شهر حرام".
وقيل: للعهد، أي: رجب، وصرح به عند البيهقي، لأن مضر كانت تبالغ في تعظيمه، ولهذا أضيف إليهم في حديث أبي بكرة، حيث قال: رجب مقتربًا من التنوين لا بالإضافة.
(فصل): فاصل، أي: يفصل بين الحق والباطل، أو بين واضح يخبر بالرفع صفة، والجزم جوابًا من بالفتح لا غير، وتدخل بالوجهين، وروى بإسقاط الواو، فليس إلا الجزم جوابًا، ورفع "نخبر".
(فأمرهم بأربع)، قيل: أول الأربع: إقام الصلاة، وذكر الشهادتين للتبرك، وتقديم ما هو الأصل، فإنهم إنما سألوا عن الإيمان، فتقدم إيمانهم، فأنتم من أقدم الناس إسلامًا، فوقع الأمر بالأعمال، ولهذا سقط ذكر الشهادتين في طريق أخرى، وقيل: الأربع ما عدا أداء الخمس كأنه أعلمهم أولًا باقواعد الإسلام وفروض الأعيان، ثم أعلمهم بما يلزمهم إخراجه إذا وقع لهم جهاد ولم يقصد إلى ذكرها بعينها، لأنها مسببة عن الجهاد، ولم يكن الجهاد إذ ذاك فرض عين، ولذلك لم يذكر الحج، لأنه لم يكن فرض، وقيل: عد أولًا بأربع، فلما دنا زاد، ولا ضير في ذلك، وقيل: عد الصلاة والزكاة واحدة، لأنها قرينتها في القرآن، وقيل: أداء الخمس داخل في إيتاء الزكاة، والجامع بينهما أنهما إخراج مال معين في حال دون حال، ووقع في "سنن البيهقي" و"مسند أحمد" زيادة:"وتحجوا البيت الحرام".