الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
62 - كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
-
1 - باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
-
قال الحافظ:
…
وقد وقع في حديث عبد الله بن بسر عند مسلم ما يدل على أن القرآن مائة وهو المشهور (1).
قال الحافظ:
…
حديث «للعامل منهم أجر خمسين منكم» لا يدل على أفضلية غير الصحابة، لأن مجرد زيادة الأجر لا يستلزم ثبوت الأفضلية المطلقة، وأيضًا فالأجر إنما يقع تفاضله بالنسبة إلى ما يماثله في ذلك العمل (2).
5 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم «لو كنت متخذًا خليلاً» قاله أبو سعيد
3671 -
عن محمد بن الحنفية قال: «قلت لأبي: أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أبو بكر. قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر. وخشيت أن يقول عثمان، قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين» (3).
3672 -
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، حتى إذا كنا بالبيداء -أو بذات الجيش- انقطع عقد لي،
(1) قلت: ليس عند مسلم بل عند الطبراني والبخاري في تاريخه (1/ 1/322) والسير (3/ 431) وقد عزاه الحافظ في الإصابة للبخاري في التاريخ.
(2)
فمن عمل عملًا عدل خمسين مرة من عمل الأصحاب لذلك العمل لا يدل على الفضل المطلق.
(3)
وهذا من تواضعه رضي الله عنه وهو الرابع.
فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه (1)، وأقام الناس معه، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء. فأتى الناس أبا بكر فقالوا: ألا ترى ما صنعت عائشة؟ أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالناس معه، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء. فجاء أبو بكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع رأسه على فخذي قد نام، فقال: حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس، وليسوا على ماء وليس معهم ماء. قالت فعاتبني وقال: ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعنني بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصبح على غير ماء، فأنزل الله آية التيمم {فَتَيَمَّمُوا
…
} [النساء: 43] فقال أسيد بن الحضير: ما هي بأول بركتكم (2) يا آل أبي بكر فقالت عائشة: فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحته».
3673 -
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أُحد ذهبًا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه» (3).
3674 -
عن سعيد بن المسيب قال: أخبرني أبو موسى الأشعري أنه توضأ في بيته ثم خرج فقلت: لألزمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأكونن معه يومي
(1) وفيه: نظر ولي الأمر لمصلحة المسلمين والرفقة بهم، وكان هذا من أسباب نزول رخصة التيمم.
(2)
إذا كان تسبّب شخص في خير لا بأس أن يقال له: هذا من بركة فلان.
(3)
وهذا من فضل الصحابة رضي الله عنهم لسبقهم للدين وكونهم قدوة صالحة في الخير. وسبّهم كلهم المعروف عند أهل العلم أنه يكفر؛ لأنه بغض لهم بخلاف سب الواحد والاثنين.
هذا. قال فجاء المسجد فسأل عن النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: خرج ووجَّه ها هنا، فخرجت على إثره أسأل عنه حتى دخل بئر أريس، فجلست عند الباب - وبابها من جريد- حتى قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته فتوضأ، فقمت إليه، فإذا هو جالس على بئر أريس وتوسَّط قُفَّها وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر، فسلمت عليه ثم انصرفت فجلست عند الباب فقلت: لأكوننَّ بوّاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اليومَ، فجاء أبو بكر فدفع الباب، فقلت من هذا؟ فقال أبو بكر. فقلت: على رسلك، ثم ذهبت فقلت: يا رسول الله هذا أبو بكر يستأذن، فقال: ائذَن له وبشَّره بالجنة. فأقبلتُ حتى قلت لأبي بكر: ادخل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبشَّرك بالجنة. فدخل أبو بكر فجلس عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم معه في القُفَّ ودلَّى رجليه في البئر كما صنعَ النبي صلى الله عليه وسلم وكشفَ عن ساقيه. ثم رجعت فجلست وقد تركت أخي يتوضأ ويلحقني، فقلت إن يرد الله بفلان خيرًا -يريد أخاه- يأت به. فإذا إنسان يُحرَّك الباب، فقلن: من هذا؟ فقال: عمر بن الخطاب، فقلت على رسلك ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه فقلت: هذا عمر بن الخطاب يستأذن. فقال: ائذن له وبشِّره بالجنة. فجئت فقلت: ادخل وبشَّرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة. فدخل فجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في القُفِّ عن يساره ودلَّى رجليه في البئر. ثم رجعت فجلست فقلت: إن يُرد الله بفلان خيرًا يأت به، فجاء إنسان يُحرِّك الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: عثمان بن عفان فقلت: على رسلك. فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال: ائذن له وبشِّره بالجنة على بلوى تصيبه، فجئت فقلت له: ادخل، وبشَّرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة على بلوى تصيبك.
فدخل فوجد القُفَّ قد
ملئَ، فجلس وجاهه من الشقِّ الآخر. قال شريك بن عبد الله قال سعيد ابن المسيب: فأولتها قبورهم» (1).
3675 -
عن أنس بن مالك رضي الله عنه حدثهم «أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أُحد وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فقال: اثبُت أُحد. فإن عليك نبي وصدَّيق وشهيدان» (2).
3677 -
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إني لواقف في قوم فدعوا الله لعمر بن الخطاب -وقد وُضع على سريره- إذ رجل من خلفي قد وضع مرفقه على منكبي يقول: رحمك الله، إن كنت لأرجوا أن يجعلك الله مع صاحبيك، لأني كثيرًا ما كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كنت وأبو بكر وعمر، وفعلت وأبو بكر وعمر، وانطلقت وأبو بكر وعمر، فإن كنت لأرجو أن يجعلك الله معهما (3). فالتفتُّ فإذا هو علي بن أبي طالب».
3678 -
عن محمد بن إبراهيم عن عروة بن الزبير قال: سألت عبد الله بن عمرو عن أشد ما صنع المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: رأيت عقبة بن أبي معيط (4) جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فوضع إدًا في عنقه فخنقه به خنقًا شديدًا، فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه فقال:{أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ} [غافر: 28].
(1) اجتمع الثلاثة وانفرد عثمان.
(2)
دلالة على أنهما يستشهدان رضي الله عنه عنهما عمر وعثمان.
(3)
يجعله الله معهما، رضي الله عن الجميع.
(4)
وكان عقبة من أشد الناس عداوة للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولهذا قتله النبي صلى الله عليه وسلم صبرًا لشدة عداوته.