الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه - وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها (1) - فقالت زينب بنت جحش: فقلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كثر الخبث».
3348 -
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يقول الله تعالى: يا آدم. فيقول: لبيك وسعديك، والخير في يديك. فيقول: أخرج بعث النار. قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين. فعنده يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد. قالوا: يا رسول الله، وأينا ذلك الواحد؟ قال: أبشروا فإن منكم رجلًا ومن يأجوج ومأجوج ألف. ثم قال: والذي نفسي بيده إني أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة. فكبرنا. فقال: أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة. فكبرنا. فقال: أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة. فكبرنا. فقال: ما أنتم في الناس إلا كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض، أو كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود» (2).
8 - باب قول الله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء: 125]
3349 -
عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنكم محشورون حفاة عراة غرلًا. ثم قرأ {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا
(1) هكذا كما فعل شيخنا (مد الخنصر والبنصر والوسطى وحلق الإبهام والسبابة).
(2)
وهذا مصداق لقوله تعالى: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف: 103] وكبر شيخنا أربعًا، وهكذا يكبر كثيرًا، عندما يعجبه شيء.
فَاعِلِينَ} [الأنبياء: 104]».
وأول من يكسي يوم القيامة إبراهيم (1). وإن أناسًا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: أصحابي، أصحابي. فيقال إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم، فأقول كما قال العبد الصالح {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ -إلى قوله- الْحَكِيمُ} [المائدة: 117، 118].
3350 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة، فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك لا تعصني؟ فيقول أبوه: فاليوم لا أعصيك. فيقول إبراهيم: يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون، فأي خزي أخزي من أبي الأبعد؟ فيقول الله تعالى: إني حرمت الجنة على الكافرين. ثم يقال: يا إبراهيم ما تحت رجليك، فينظر فإذا هو بذيخ ملتطخ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار» (2).
3352 -
عن ابن عباس رضي الله عنهما «أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى الصورة في البيت لم يدخل حتى أمر (3) بها فمحيت. ورأى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بأيديهما الأزلام فقال: قاتلهم الله، والله إن (4) استقسما بالأزلام قط» .
(1) وهذه منقبة عظيمة لإبراهيم، وهو أفضل الخلق بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
(2)
يوم القيامة ليس يوم عمل، ومسخ إلى ذيخ ثم ألقي في النار حتى لا يبقى إلى إبراهيم تعلق به وتزول شفقته به.
(3)
وإن دعت المصلحة إلى محل به صور دخل.
(4)
إن نافية يعني ما استقسما.
3353 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه «قيل يا رسول الله من أكرم الناس؟ قال: أتقاهم. فقالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: فيوسف نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله. قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: فعن معادن العرب تسألون؟ خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا» (1).
3345 -
عن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتاني الليلة آتيان، فأتينا على رجل طويل لا أكاد أرى رأسه طولًا (2)، وإنه إبراهيم صلى الله عليه وسلم» .
3355 -
عن ابن عباس رضي الله عنهما - وذكروا له الدجال بين عينيه مكتوب كافر أو: ك، ف، ر- قال:«لم أسمعه، ولكنه قال: أما إبراهيم فانظروا إلى صاحبكم، وأما موسى فجعد آدم على جمل أحمر مخطوم بخلبة، كأني أنظر إليه انحدر في الوادي» (3).
3356 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اختتن (4) إبراهيم عليها السلام وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم» .
(1) خيار الناس أتقى الناس.
(2)
والخلق نقص بعده حتى الآن.
* أهل السنة يفضلون العرب من جهة النسب على غيرهم، والعمدة على التقوى، والصحيح عدم اشتراط الكفاءة.
(3)
في نسخة «يكبر» كما في العيني. قال شيخنا: كأنه رآه في النوم.
(4)
فيه الدلالة على شرعيته الختان وأنه من الفطرة، ولو كان كبيرًا إذا لم يخش ضررًا.
3358 -
عن حماد بن زيد (1) عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لم يكذب إبراهيم عليها السلام إلا ثلاث كذبات: ثنتين (2)
منهم في ذات الله عز وجل، قوله:{إِنِّي سَقِيمٌ} [الصافات: 89] وقوله {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} [الأنبياء: 63] وقال: بينا هو ذات يوم وسارة إذ أتى على جبار من الجبابرة، فقيل له: إن هاهنا رجلًا مع امرأة من أحسن الناس، فأرسل إليه فسأله عنها فقال: من هذه؟ قال: أختي
…
الحديث
…
فأتته وهو قائم يصلي، فأومأ بيده: مهيم؟ قالت: رد الله كيد الكافر -أو الفاجر- في نحره، وأخدم هاجر (3)، قال أبو هريرة: تلك أمكم يا بني ماء السماء».
3359 -
عن أم شريك رضي الله عنها «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغ، وقال: كان ينفخ على إبراهيم عليها السلام» (4).
3360 -
عن عبد الله رضي الله عنه قال: «لما نزلت {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82] قلنا: يا رسول الله، أينا لا يظلم نفسه؟ قال: ليس كما تقولون {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}: بشرك. أولم تسمعوا إلى قول لقمان لابنه {يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13]» (5).
(1) وقع في بعض النسخ يزيد وهو غلط ظاهر، وليس في رجال الجماعة من نسبه هكذا.
(2)
كلهن في ذات الله كما في رواية.
* قال أختي، لأنها أقرب إلى أن تسلم لئلا يغار.
(3)
وهذا من رحمة الله سخر هذا.
(4)
يسمى الضاطور، ويشرع قتله.
(5)
الشرك أعظم الظلم، ويطلق الظلم على التعدي على الناس.
قال الحافظ:
…
قوله: (أمر بقتل الوزغ وقال كان ينفخ على إبراهيم عليها السلام) ووقع في حديث عائشة عند ابن ماجه وأحمد «أن إبراهيم لما ألقي في النار لم يكن في الأرض دابة إلا أطفأت عنه، إلا الوزغ فإنها كانت تنفخ عليه، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلها» (1).
3364 -
عن سعيد بن جبير قال ابن عباس: «أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل اتخذت منطقًا لتعفي أثرها على سارة، ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل -وهي ترضعه- حتى وضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء فوضعها هنالك، ثم قفى إبراهيم منطلقًا (2)
…
الحديث
…
فلما جاء إسماعيل كذا وكذا، فسألنا عنك فأخبرته، وسألني كيف عيشنا، فأخبرته أنا في جهد وشدة. قال: فهل أوصاك بشيء؟ قالت: نعم، أمرني أن أقرأ عليك السلام، ويقول: غير عتبة بابك. قال: ذاك أبي، وقد أمرني أن أفارقك، الحقي بأهلك. فطلقها (3). وتزوج منهم أخرى».
(1) إسناده صحيح لولا سائبة مولاة الفاكه بن المغيرة ترويه عن عائشة، وفي التقريب: مقبولة، وحديثها حسن في الشواهد.
(2)
هذه قصة عظيمة من أعظم القصص، جاء بها من الشام ووضعها بأرض ليس فيها أحد ثم ما حصل من مجيء جرهم وبناء بيت الله العتيق، كل هذا من آيات الله العظيمة.
(3)
فيه امتثال إسماعيل لأبيه في كل شيء حتى في الذبح، وفي الحديث الثناء على الله والحث على الخير إذا سئل يقول: نحن بخير وعافية.