الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هى قلت حيس قال أما انى أصبحت صائما ثم أكل وكان يحب الهدية ولا يحقرها ويكافيء عليها ويجيب من دعاه الى الطعام ولو كان صائما فربما أكل وربما لم يأكل وكان اذا دعى الى طعام في عدد معين فتبعهم غبرهم استأذن له. وكان ربما يغشى بعض حوائط الانصار عند الحاجة فيستضيفهم ويؤثر بذلك من يتأهل له. قال جابر بن عبد الله اتانا النبي صلى الله عليه وسلم في منزلنا فذبحنا له شاة فقال كأنهم علموا انا نحب اللحم. وكان في صفة أكله اللحم ربما رفع العضو الى فيه فانتهس منه وربما احتز بالسكين وأكل الدجاج والحبارى وجاء الحسن بن علي وابن عباس وابن جعفر الى سلمى مولات رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا لها اصنعي لنا طعاما مما كان يعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحسن أكله فقالت يا بني لا يشتهنّه اليوم قالوا بلى اصنعيه لنا قال فقامت فطحنت شعير وجعلته في قدر وصبت عليه شبئا من الزيت ودقت عليه الفلفل والتوابل وقربته اليهم وقالت هذا ما كان يعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[فصل وأما الشراب]
«فصل» وأما الشراب ففي الصحيحين انه صلى الله عليه وسلم كان يتنفس فيه ثلاثا. ونهى. ان يتنفس في الاناء وفي جامع الترمذى عنه صلى الله عليه وسلم قال لا تشربوا واحدا كشرب البعير ولكن اشربوا مثنى وثلاث وسموا اذا أنتم شربتم وأحمدوا اذا أنتم جواز صوم النفل منه قبل الزوال بشرط عدم تقدم مفطر (أما اني أصبحت صائما ثم أكل) فيه جواز الخروج من صوم النفل وعدم وجوب اتمام الصوم عليه بعد شروعه فيه (كان يحب الهدية الى آخره) كما رواه أحمد والبخاري وأبو داود والترمذي عن عائشة (فانتهس) بالمهملة أكل بمقدم أسنانه وبالمعجمة بالاضراس (احتز) أي قطع (الدجاج) مثلث الدال والفتح أشهر (الحبارى) بضم المهملة ثم موحدة ثم ألف ثم راء مفتوحة طائر معروف قال في القاموس يقع على الذكر والانثى والواحد والجمع وألفه للتأنيث. وغلط الجوهري اذ لو لم يكن. للتأنيث لا نصرفت وجمعه. حبارات (وجاء الحسن بن على الي آخره) أخرجه البخاري وغيره (ويحسن أكله) بضم أوله وفتح الحاء (الفلفل) بضم الفائين وكسرهما (والتوابل) بتقديم الفوقية على الموحدة واحدتها تابل كصاحب وتابل كهاجر وتوبل كجوهر وهى ابزار الطعام قاله في القاموس.
(فصل) في صفة شربه (كان يتنفس فيه ثلاثا) كما أخرجه أحمد والشيخان وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أنس ورواه الطبرانى وابن السنى عن ابن مسعود وزاد يسمى عند كل نفس ويشكر في آخرهن وللترمذي وابن ماجه عن ابن عباس كان اذا شرب تنفس زاد مسلم ويقول هو أروى وأمرأ وابرأ ومعنى أروى أكثر ريا ومعني ابرأ أي من ألم العطش وقيل أسلم من مرض أو أذى يحصل بسبب الشرب في نفس واحد ومعني أمرأ أي اكمل انسياغا (ونهى أن يتنفس في الاناء) أي داخله وذلك لانه
رفعتم. وكان صلى الله عليه وسلم اذا شرب أعطى من على يمينه وان كان مفضولا وربما استأذنه لكون الحق له فان أذن والا أعطاه ونهى عن الشرب من في السقاء وربما شرب منه نادرا لبيان الجواز ونهى عن النفخ في الشراب فقال رجل القذاة أراها في الاناء قال أهرقها قال فانى لأروي بنفس واحد قال فابن القدح اذا عن فيك رواه الترمذي وصححه. وروي مسلم عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى ان يشرب قائما قيل لأنس فالأكل قال ذلك أشر وأخبث وفي رواية فيه عن أبى هريرة لا يشربن أحدكم قائما فان نسى فليستقئ ثم ان النهي هنا للتنزيه وتعليم الأفضل والأكمل وقد شرب صلى الله عليه وسلم قائما في بعض الاحوال يقذره (أعطى من على يمينه وان كان مفضولا) كما أعطى الاعرابي وأبو بكر عن يساره (وربما استأذن) كما استأذن ابن عباس رضى الله عنهما وكان خالد بن الوليد عن شماله وذلك في بيت ميمونة وقد جاءتهم باناء من لبن كذا جاء مبينا في رواية أبي داود والترمذي وابن ماجه قال الترمذي حديث حسن وقد أخرج ذلك الشيخان مع ابهام من على يمينه وشماله قال العلماء انما استأذن النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس في هذا الحديث ولم يستأذن الاعرابي في الحديث الاول لان الاعرابي ربما لم يعرف الحكم عند الاستئذان وهو كراهة الايثار في القرب فيحمله الاستئذان على الايثار المكروه وابن عباس علم صلى الله عليه وسلم ما عنده من العلم بهذا الحكم كغيره فاستأذنه ليظهر هذه السنة من قبله ويكون له بذلك فضيلة على غيره (نهي عن الشرب من في السقاء) أخرجه البخاري وأبو داود والترمذى وابن ماجه عن ابن عباس بهذا اللفظ وأخرجه مسلم بمعناه وسبب ذلك أنه يقذره وربما كان في السقاء ما يؤذيه فيدخل جوفه من حيث لا يشعر وفي هذا ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من الشفقة والرحمة (ونهي عن النفخ في) الطعام و (الشراب) أخرجه أحمد عن ابن عباس وأخرجه الترمذي عن أبي سعيد من غير ذكر الطعام وأخرجه الطبرانى عن زيد بن ثابت بلفظ نهي عن النفخ في السجود وعن النفخ في الشراب والمعني في ذلك أنه يقذره (فاني لا أروى بنفس واحد) معناه أن عادته أنه يشرب بنفس فلا يروي فقال له (فأبن القدح اذا عن فيك) فانك إذا فعلت ذلك حصل لك الرى لما ذكره في التنفس أنه اهنأ وامرأ وابرأ وأبن بفتح الهمزة وكسر الموحدة أي أزل القدح مأخوذ من الابانة وهي القطع رواه الترمذي وصححه ورواه سمويه في فوائده وحسنه والبيهقى في الشعب عن ابن سعيد وزاد ثم تنفس (وروي مسلم) والضياء (نهى أن يشرب قائما) زاد الضياء أو يؤكل ولمسلم (قيل لانس فالاكل) وظاهرها أن النهى عن الاكل موقوف عليه والنهي في كل منهما للتنزيه كما سيأتى (أشر وأخبث) كذا في أصول مسلم بالالف وهى لغة (فان نسى فليستقئ) هذا أمر ندب وارشاد من جهة الطب وذلك لانه يورث الاستسقاء (وقد شرب صلى الله عليه وسلم في بعض الاحوال قائما) كما في صحيح البخاري أنه شرب من زمزم كذلك
وكان صلى الله عليه وسلم اذا سقى أصحابه بدأ بهم قبل نفسه فربما قالوا له لو شربت قال ساقى القوم آخرهم شربا. ودخل صلى الله عليه وسلم على رجل من الأنصار فقال له ان كان عندك ماء بات في شنة والا كرعنا رواه البخاري وكان أحب الشراب اليه الحلو البارد وكان رجل من الانصار يبرد له الماء في أشجاب له على حمارة له من جريد وربما استعذب له الماء من السقيا وهى عين بينها وبين المدينة يومان. وكان أحب الشراب اليه اللبن وقال من أطعمه الله طعاما فليقل اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيرا منه ومن سقاه الله لبنا فليقل اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه وقال ليس شيء يجزيء مكان الطعام والشراب غير اللبن وشرب مرة لبنا ثم دعا بماء فمضمض وقال انّ له دسما. وكان صلى الله عليه وسلم ينبذله غدوة فيشربه عشيا وينبذ عشيا فيشربه غدوة وربما شرب منه ثلاثة أيام ثم يسقى الخدم أو يهراق والظاهر ان تغيره بعد يوم وليلة يختلف باختلاف الزمان والمكان والظروف وحسن المنبوذ قال أنس سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا القدح الشراب كله الماء والنبيذ والعسل واللبن فلولا انى رأيت (ساقي القوم آخرهم) أخرجه أحمد والبخارى في التاريخ وأبو داود عن عبد الله بن أبي أوفي وأخرجه مسلم والترمذي وابن ماجه عن أبي قتادة وأخرجه الطبراني في الاوسط والقضاعي عن المغيرة. (بات في شنة) بفتح المعجمة وتشديد النون وهى الحلقة والحكمة في طلب البائت انه أبرد وأصفي (والا كرعنا) الكرع بفتح الكاف وسكون الراء شرب الماء بالفم من غير اناء ولا كف وقال ابن دريد لا يكون الكرع كرعا الا اذا خاض الماء بقدميه فشرب منه وفي سنن ابن ماجه النهى عنه وهاهنا لبيان الجواز وذلك محمول على ما اذا بطح الشارب على بطنه (وكان أحب الشراب اليه الحلو البارد) أخرجه أحمد والترمذى عن عائشة (وكان رجل من الانصار يبرد له الماء الى آخره) أخرجه مسلم عن جابر في حديثه الطويل (في اشجاب) بفتح الهمزة وسكون المعجمة جمع شجب وهو السقاء الخلق البالى (على حمارة) بكسر المهملة وتخفيف الميم والتنوين وهى أعواد تعلق عليها أسقية الماء (وربما استعذب له الماء من السقياء) وفي رواية يستسقي له الماء العذب من بئر السقياء أخرجه أحمد وأبو داود عن عائشة والسقياء بضم المهملة وسكون القاف ثم تحتية مع المد (وكان أحب الشراب اليه اللبن) أخرجه أبو نعيم في الطب عن عائشة وأحب بالنصب خبر كان واللبن مرفوع اسمها ويجوز عكسه (من أطعمه الله طعاما الى آخره) أخرجه أبو داود والترمذى وابن ماجه عن ابن عباس (يجزي) بفتح أوله أى يكفي (غير) بالنصب والرفع (وشرب مرة لبنا الى آخره) أخرجه البخاري وابن ماجه عن ابن عباس وسهل بن سعد مضمضوا من اللبن (ان له دسما) بفتح المهملتين أى لزوجة كلزوجة اللحم والسمن ونحوه مما يخاف على صاحبه مس الجن وقيل المراد المضمضة منه للصلاة وهو ظاهر تبويب البخاري (نبذله عدوة الى آخره) أخرجه