المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[فصل حث النبي صلى الله عليه وسلم على الاجتماع على قراءة القرآن] - بهجة المحافل وبغية الأماثل - جـ ٢

[العامري الحرضي]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الثاني

- ‌[تتمة القسم الأول في تلخيص سيرته]

- ‌[تتمة الباب الرابع في هجرته صلى الله عليه وسلم وما بعدها إلى وفاته]

- ‌[فصل في السرايا والبعوث التي جهل زمنها وكان ذلك قبل الفتح]

- ‌[باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد إلى الحرقات السنة التاسعة من الهجرة وتسمى سنة الوفود]

- ‌[ذكر وفد بنى تميم وبني حنيفة وأهل نجران]

- ‌[من الوفود وفد طىء ورئيسهم زيد الخيل]

- ‌[خبر عدى بن حاتم الطائى]

- ‌[ومن شر الوفود وفادة عامر بن الطفيل وأربد بن قيس]

- ‌[خبر وفد كندة وعليهم الأشعث بن قيس]

- ‌[وفود همدان وفيهم مالك بن نمط ذو المشعار]

- ‌[خبر موافاته صلى الله عليه وسلم، مقدمه من تبوك، كتاب ملوك حمير بإسلامهم]

- ‌[وفود بني نهد من غور تهامة]

- ‌[وفد ثقيف وما كان من حديثهم]

- ‌[مطلب في غزوة تبوك وهي المسمّاة بساعة العسرة]

- ‌[كتابه صلى الله عليه وسلم ليحنة بن روبة في صلحه وذمته]

- ‌[خبر إرساله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى أكيدر صاحب دومة الجندل]

- ‌[خبر موت ذي البجادين المزني]

- ‌[خبر مسجد الضرار وهدمه وإحراقه]

- ‌[حديث الثلاثة الذين تخلّفوا عن غزوة تبوك وتوبتهم]

- ‌[فصل في ذكر الفوائد التي تضمنت حديث كعب أحد الثلاثة الذين تخلّفوا عن تبوك]

- ‌[خبر نزول آية الحجاب]

- ‌[فصل في ذكر الفوائد التي تضمنت خبر الحجاب]

- ‌[فصل في ذكر الأحكام التي تترتب على يمين اعتزال رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه]

- ‌[خبر الملاعنة التي كانت بين أخوي بني العجلان وأحكام الملاعنة]

- ‌[فصل في ذكر اختلاف العلماء في سبب نزول آية الملاعنة]

- ‌[فصل ومن حوادث هذه السنة قصة الغامدية]

- ‌[فصل في تقبيح الزنا وأحكام الزانيين]

- ‌[مطلب في أن الرجم ممّا نسخ لفظه من القرآن وبقي حكمه وفيه خطبة عمر بن الخطاب في حديث السقيفة]

- ‌[مطلب ثم كانت بيعة عليّ لأبي بكر بعد موت فاطمة رضي الله عنها]

- ‌[مطلب ومن حوادث هذه السنة موت أم كلثوم ابنته صلى الله عليه وسلم]

- ‌[مطلب في خبر وفاة النجاشي بالحبشة والصلاة عليه]

- ‌[مطلب في موت عبد الله بن أبيّ بن سلول واستغفار النبي صلى الله عليه وسلم له ونهي ربّه عن ذلك]

- ‌[مطلب في حج أبي بكر تلك السنة وإردافه بعلي يؤذن ببراءة في الحج]

- ‌[السنة العاشرة وفيها كان إسلام أبي عبد الله جرير البجلي سيد بجيلة]

- ‌[وفد بني الحارث بن كعب وفيهم قيس بن الحصين ذي الغصة]

- ‌[مطلب في قصة تميم بن أوس الداري ونزول قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ الآية)

- ‌[مطلب خبر إسلام فروة بن عمرو الخزامي]

- ‌[إرسال علي بن أبي طالب خلف خالد بن الوليد إلى نجران وقصة الجارية التي وقعت لعلي في الخمس]

- ‌[خبر الذهيبة التي قسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أربعة نفر]

- ‌[خبر قدوم رسولي مسيلمة بكتابه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم]

- ‌[مطلب في ذكر حجّة الوداع]

- ‌[خطبة في حجة الوداع]

- ‌[فصل ومن الواردات في حجّة الوداع نزول قوله تعالى اليوم أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ]

- ‌[السنة المخترمة بوفاته صلى الله عليه وسلم]

- ‌[ذكر تجهيز جيش أسامة بن زيد إلى الشام]

- ‌[فصل في مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم]

- ‌[مطلب وكان وجعه صلى الله عليه وسلم عرق في الكلية]

- ‌[مطلب في حديث السبع قرب لم تحل أوكيتهن وخروجه صلى الله عليه وسلم إلى الناس]

- ‌[فصل في أمره صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يصلي بالناس]

- ‌[فصل في آخر ما أوصى به صلى الله عليه وسلم]

- ‌[فصل في ذكر أمور عرضت في مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم]

- ‌[فصل في دهش الصحابة عند قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم]

- ‌[فصل في تغير الحال بعد موته صلى الله عليه وسلم]

- ‌[مطلب في ذكر بعض المراثي التي قيلت فيه صلى الله عليه وسلم]

- ‌[فصل في ذكر اليوم الذي توفّي فيه صلى الله عليه وسلم]

- ‌[مطلب في ذكر من تولى غسله ودفنه وما كفن فيه]

- ‌[فصل عن الدارمي في خبر الملائكة الذين حفوا بقبره صلى الله عليه وسلم]

- ‌[فصل في ميراثه صلى الله عليه وسلم وأمواله]

- ‌[فصل في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في النوم]

- ‌[الباب الخامس في ذكر بنيه صلى الله عليه وسلم وأزواجه وأعمامه وعمّاته إلى آخره]

- ‌[فصل في ذكر أولاده صلى الله عليه وسلم]

- ‌[فصل في ذكر أزواجه صلى الله عليه وسلم]

- ‌[فصل في ذكر الأعمام والعمات]

- ‌[فصل في مرضعاته وأخواته من الرضاعة]

- ‌[فصل في ذكر خدمه من الأحرار صلى الله عليه وسلم]

- ‌[فصل فيمن كان يحرسه صلى الله عليه وسلم في غزواته]

- ‌[فصل في رسله صلى الله عليه وسلم الى الملوك]

- ‌[فصل في كتّابه صلى الله عليه وآله وسلم]

- ‌[فصل في أنصاره الإثني عشر النقباء]

- ‌[فصل في ذكر دوابه من الخيل والبغال والحمير]

- ‌[فصل في ذكر نعمه صلى الله عليه وسلم]

- ‌[فصل في ذكر سلاحه صلى الله عليه وسلم]

- ‌[فصل وكان له صلى الله عليه وسلم يوم مات تسعة أبيات]

- ‌[فصل في ملبوساته صلى الله عليه وسلم وغيرها من أنواع آلاته]

- ‌[فصل في عدد الغزوات والسرايا]

- ‌(القسم الثانى) في اسمائه الكريمة وخلقته الوسيمة وخصائصه ومعجزاته وباهر آياته]

- ‌[الباب الاول الاسماء وما تضمنت من المناسبات]

- ‌[فصل ومن أسمائه وصفاته في القرآن العظيم]

- ‌[فصل ومن اسمائه في كتب الله القديمة]

- ‌[فصل ومما اشتهر على ألسنة الأمة]

- ‌[الباب الثاني في صفة خلقه وخلقه]

- ‌[الباب الثالث في خصائصه صلى الله عليه وسلم]

- ‌[النوع الأول فيما اختص به صلى الله عليه وسلم هو وأمته من الفضائل وأنواع الكرامات]

- ‌[فمن ذلك شفاعته العظمى في اراحة الناس من موقف القيامة]

- ‌[ومنها أنّه صلى الله عليه وسلم أول الناس خروجا حين البعث]

- ‌[ومنها اختصاصه صلى الله عليه وسلم بالوسيلة والحوض والكوثر]

- ‌[النوع الثانى فيما اختص به من دون غيره من أمته من الواجبات والمباحات والمحرمات]

- ‌[الباب الرابع فيما أيده الله به من المعجزات وخرق العادات]

- ‌[فصل وسميت المعجزة معجزة لعجز الخلق عن الإتيان بمثلها]

- ‌[فصل في إعجاز القرآن وفيه وجوه]

- ‌[أولها حسن تأليفه والتئام كلمه]

- ‌[الوجه الثاني من اعجازه سورة نظمه العجيب والأسلوب الغريب المخالف لأساليب كلام العرب]

- ‌[الوجه الثالث وردت بتعجيز قوم في قضايا خاصة بمن هو في مقدورهم]

- ‌[الوجه الرابع انه لا يزال غضا طريا لا تمجه الاسماع ولا تستثقله الطباع]

- ‌[فصل ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم سوى القرآن الآيات السماوية]

- ‌[فمن ذلك انشقاق القمر]

- ‌[ومن ذلك احتباس الشمس]

- ‌[فصل ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم تكثير القليل من الطعام ونبع الماء من بين أصابعه]

- ‌[فصل في نطق الجمادات له صلى الله عليه وسلم]

- ‌[من ذلك قصة حنين الجزع]

- ‌[ومنه تكليم الذراع له واخباره بأن فيه السم]

- ‌[وأما المعجزات في الشجر وشهادتها له وانفيادها لأمرة]

- ‌[فصل فيما جاء به من المعجزات في ضروب الحيوانات]

- ‌[فصل في كلام الموتي والصبيان صلى الله عليه وسلم]

- ‌[فصل في ابراء المرضى وذوى العاهات

- ‌[فصل في إجابة دعائه صلى الله عليه وسلم]

- ‌[فصل في كراماته وبركاته وانقلاب الأعيان له فيما لمسه أو باشره صلى الله عليه وسلم]

- ‌[فصل وأما ما أخبر به من الغيوب فأمر مشتهر والخبر به متواتر والأتيان بجميعه متعذر]

- ‌[فصل ومن معجزاته الباهرة ما جمعه الله له من المعارف والعلوم]

- ‌[القسم الثالث في شمائله وفضائله وأقواله وأفعاله في جميع أحواله]

- ‌[الباب الأول في عادته وسجيته في المباحثات والمعتادات الضروريات صلى الله عليه وسلم]

- ‌[فصل وأما الشراب]

- ‌[فصل وأما النوم]

- ‌[فصل فيما ذكر عنه صلى الله عليه وسلم في النكاح والتعطر]

- ‌[فصل وكان صلى الله عليه وسلم يحتجم بالأخدعين وبين الكتفين]

- ‌[فصل في صفة جلسته صلى الله عليه وسلم منفردا ومع أصحابه]

- ‌[فصل في صفة نطق رسول الله صلى الله عليه وسلم وفصاحته وسكوته]

- ‌[فصل في صفة ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكائه وعلامة رضائه وسخطه]

- ‌[فصل في صفة لباسه صلى الله عليه وسلم وما كان يلبسه]

- ‌[فصل وأمر صلى الله عليه وسلم باحفاء الشارب وأعفاء اللحا]

- ‌[فصل ولم يحلق صلى الله عليه وسلم رأسه الا لحج أو عمرة]

- ‌[فصل وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه]

- ‌[وكان صلى الله عليه وسلم يتوكأ على العصا وقال التوكؤ عليها من أخلاق الأنبياء]

- ‌[وكان إذا أهمه أمر رفع رأسه الى السماء]

- ‌[فصل في مزاحه صلى الله عليه وسلم]

- ‌[الباب الثانى في الأخلاق المعنويات]

- ‌[فصل اعلم أن الأخلاق الحميدة تكون غريزة ومكتسبة]

- ‌[فصل في علمه وحلمه واحتماله وعفوه وصبره صلى الله عليه وسلم]

- ‌[فصل وأما جوده وكرمه وسخاؤه وسماحته صلى الله عليه وسلم]

- ‌[فصل في شجاعته ونجدته صلى الله عليه وسلم]

- ‌[فصل وأما حياؤه وإغضاؤه صلى الله عليه وسلم]

- ‌[فصل في حسن عشرته صلى الله عليه وسلم لأصحابه وحسن أدبهم معه]

- ‌[فصل وأما شفقته ورأفته ورحمته بجميع الخلق]

- ‌[فصل وأما خلقه صلى الله عليه وسلم في الوفاء وحسن العهد وصلة الرحم]

- ‌[فصل وأما تواضعه صلى الله عليه وسلم على علو منصبه]

- ‌[فصل وأما عدله صلى الله عليه وسلم وأمانته وعفته وصدق لهجته]

- ‌[فصل وأما وقاره صلى الله عليه وسلم وصمته وتؤدته ومروءته وحسن هديه]

- ‌[فصل وأما خوفه صلى الله عليه وسلم لربه وطاعته له وشدة عبادته فعلى قدر علمه به]

- ‌[الباب الثالث في شماله صلى الله عليه وسلم في العبادات المتكررات]

- ‌[فصل في عادته صلى الله عليه وسلم في الوضوء]

- ‌[فصل في تيممه صلى الله عليه وسلم]

- ‌[فصل في عادته صلى الله عليه وسلم في الصلوات]

- ‌[فصل فيما ذكر من صلاة سلف الصالحين رحمهم الله]

- ‌[فصل في الموسوسين واستحكام إبليس عليهم]

- ‌[فصل في رقية الوسواس]

- ‌[فصل في كيفية صلاته صلى الله عليه وسلم من ابتدائه في تكبيره الإحرام إلى تشهده]

- ‌[فصل وثبت انه صلى الله عليه وسلم كان يسكت بعد التأمين سكتة طويلة]

- ‌[فصل وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في حال رفعه من الركوع يقول سمع الله لمن حمده]

- ‌[فصل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا فرغ من أذكار الاعتدال هوى ساجدا]

- ‌[فصل في السجود والقيام واختلاف العلماء في أيهما أفضل]

- ‌[فصل في كيفية رفع رأسه صلى الله عليه وسلم من السجود]

- ‌[فصل في جلسته للاستراحة وقيامه من السجدة الثانية وافتراشه في التشهد الأول]

- ‌[فصل في اقتصاره على الفاتحة في الثالثة والرابعة وأنّه كان يكبر في كل خفض ورفع وتوركه في التشهد الأخير]

- ‌[فصل في الأحاديث الواردة في ألفاظ التشهد]

- ‌[فصل في أن جميع الأدعية المروية عنه صلى الله عليه وسلم رويت بلفظ التوحيد]

- ‌[فصل وكان صلى الله عليه وسلم ربما سها في صلاته بزيادة أو نقص]

- ‌[فصل وكان إذا سلّم من صلاته استغفر ثلاثا]

- ‌[فصل أذكر فيه أنواعا من الصلوات وأقدم عليه فيما اتفق عليه الشيخان]

- ‌[فائدة يشرع القنوت في الفجر والوتر]

- ‌[فائدة فيما كان يقوله صلى الله عليه وسلم بعد الوتر]

- ‌[فائدة فيما ذكر من أوقات الإجابة وأماكنها]

- ‌[فرع في تعيين وقت الجمعة]

- ‌[مطلب في صلاة الجماعة وفضيلتها]

- ‌[مطلب في صلاة الليل وتهجده صلى الله عليه وسلم]

- ‌[فصل وأما ما يقرأ في صلاة الليل]

- ‌[تنبيه كره العلماء قيام كل الليل خشية الانقطاع]

- ‌[مطلب في صلاة التراويح وقيام رمضان]

- ‌[مطلب في صلاة الاستخارة ودعاء الاستخارة

- ‌[مطلب في صلاة التسابيح التي علّمها النبي صلى الله عليه وسلم عمّه العباس]

- ‌[مطلب في صلاة الضحى]

- ‌[مطلب في صلاة الضر والحاجة]

- ‌[فصل في ذكر شيء من منهيات الصلاة نهى صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة]

- ‌[فصل في صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم]

- ‌[فصل في دعائه صلى الله عليه وسلم في قراءة القرآن]

- ‌[فصل حث النبي صلى الله عليه وسلم على الاجتماع على قراءة القرآن]

- ‌[فصل في أذكار ودعوات كان يقولها صلى الله عليه وسلم لأمور عارضات]

- ‌[فصل في أذكاره صلى الله عليه وسلم في السفر

- ‌[فصل فيما كان يأمر به عند نهاق الحمير وصياح الديك ونباح الكلاب وغير ذلك]

- ‌[فصل فيما ورد عنه من فضل حلق الذكر والذاكرين الله تعالى]

- ‌[مطلب في أذكار منتقاة من الصحاح]

- ‌[الباب الرابع في فضل أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته]

- ‌[الفصل الأول في فضل أهل بيت النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم]

- ‌[الفصل الثانى في فضل اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم]

- ‌[الفصل الثالث في تعظيم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم]

- ‌[الفصل الخامس في فضل الصلاة عليه صلى الله عليه وعلى آله وسلم وحكمها ومواطنها]

- ‌[مطلب في حكم الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم]

- ‌[مطلب في مواطن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم]

- ‌[مطلب في معنى الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم]

الفصل: ‌[فصل حث النبي صلى الله عليه وسلم على الاجتماع على قراءة القرآن]

المنهي عنه والله أعلم.

[فصل حث النبي صلى الله عليه وسلم على الاجتماع على قراءة القرآن]

«فصل» حث النبي صلى الله عليه وسلم على الاجتماع على قراءة القرآن فقال ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة والوقار وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده* وروي عنه صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة في قراءة سور وآيات مخصوصة لأوقات معلومة ومطلقة من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه لا يقرأن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان. ومن قرأ يس في يوم وليلة ابتغاء وجه الله غفر الله له. وقال اقرأوها على موتاكم. وقال قلب القرآن يس. وقال من قرأ سورة الدخان في ليلة وفي رواية ليلة الجمعة أصبح مغفورا له. ومن قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة. وكان صلى الله عليه وسلم لا ينام في كل ليلة حتى يقرأ الم تَنْزِيلُ الْكِتابِ وتبارك الملك. وقال من قرأ آية بفتح المهملة وسكون الموحدة الحسن والتقعير بالقاف فالمهملة يرادف التمطيط وهو الزيادة في الله على حد لا يراه أحد من القراء المتفق عليهم والله أعلم

(فصل)(في فضيلة الاجتماع لقراءة القرآن ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله الى آخره) أخرجه مسلم وأبو داود من حديث أبى هريرة (السكينة) المراد بها هنا الرحمة وقيل الطمأنينة والوقار (وحفتهم الملائكة) أي أحدقوا بهم واستداروا (وذكرهم الله فيمن عنده) يعنى الملائكة وهو على حد قوله وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ الآية زاد مسلم بعد هذا ومن بطأبه عمله لم يسرع به نسبه أي من كان عمله ناقصا لم يلحقه نسبه برتبة أصحاب الاعمال فلا يتكل على شرف النسب وفضيلة الآباء ويقصر في الاعمال الصالحة (الآيتان من آخر سورة البقرة الى آخره) أخرجه أحمد والشيخان وابن ماجه من حديث ابن مسعود (من قرأهما) زاد العسكري في ثواب القرآن بعد العشاء الآخرة (كفتاه) أي أجزياه من قيام الليل بالقرآن أو وقياه شر الشيطان أو كل سوء أقوال قال النووى وغيره أو الجميع (لا يقرأن في دار الى آخره) أخرجه الترمذي والنسائي والحاكم وابن حبان في صحيحه من حديث النعمان بن بشير وهو آخر حديث أوله ان الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والارض بالفي عام وهو عند العرش وانه أنزل آيتين ختم بهما سورة البقرة (فلا تقرأن) بضم الفوقية ومد الهمزة (فيقربها شيطان) بالنصب على جواب النفي (من قرأ يس الى آخره) أخرجه البيهقى في الشعب من حديث أبي هريرة وابن مسعود ومعقل بن يسار (فاقرؤها على موتاكم) هذه الزيادة في حديث البيهقى عن معقل ابن يسار وليست في حديثه عن أبي سعيد وأبي هريرة (قلب القرآن يس) أخرجه الدارمي والترمذى من حديث أنس وأخرجه أبو داود والنسائى وابن ماجه والحاكم في المستدرك من حديث معقل بن يسار (من قرأ سورة الدخان الخ) أخرجه الترمذى من حديث أبى هريرة وأخرجه بن الضريس عن الحسن مرسلا وللطبراني من حديث أبى امامة من قرأ حم الدخان في ليلة جمعة بنى الله له بيتا في الجنة (ومن قرأ سورة الواقعة الخ) أخرجه البيهقي في الشعب من حديث بن مسعود لم تصبه فاقة أى حاجة زاد البيهقى أبدا (كان لا ينام حتى يقرأ الم تَنْزِيلُ وتبارك الملك)

ص: 380

الكرسي وأول حم غافر عصم ذلك اليوم من كل سوء. ومن قرأ خاتمة سورة التوبة حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ كفاه الله ما أهمه من أمر آخرته ودنياه صادقا كان أو كاذبا. وأمر صلى الله عليه وسلم سرية بعثها ان يقرؤا اذا أصبحوا وامسوا أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ الى آخر السورة فقرأوها فغنموا وسلموا. وقال صلى الله عليه وسلم من قال حين يصبح وحين يمسى فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ الى قوله وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ ادرك ما فاته من يومه. وقال صلى الله عليه وسلم تعلموا تبارك الملك فانها المنجية تنجى من عذاب القبر. وقال من قرأها في ليلة فقد اكثر واطيب. وعن ابى هريرة يرفعه من قرأ في ليلة إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ كانت كعدل نصف القرآن ومن قرأ قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ كانت له كعدل ربع القرآن ومن قرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ كانت له كعدل ثلث القران وقال صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن حبيب اقرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ والمعوذتين حين تصبح وحين تمسى ثلاث مرات يكفيك الله من كل شيء والأحاديث بنحو ما ذكرنا كثيرة معلومة وقد التقطت مجموع الآيات التي ورد لها ذكر وجمعتها في نحو كراسة استوعبت فيها جميع ذلك وانما ذكرنا هنا هذا الطرف تبريكا للكتاب وتتميما للفائدة وبالله سبحانه التوفيق

«فصل» في ذكره صلى الله عليه وسلم عند الصباح والمساء كان يقول اذا أصبح اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيى وبك نموت واليك النشور واذا أمسى قال اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيى وبك نموت واليك المصير وسأله أبو بكر أن يعلمه أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي من حديث جابر وزاد ان قراءتهما كل ليلة أمان من فتنة القبر ولاحمد والترمذي والحاكم من حديث عائشة كان لا ينام حتى يقرأ بني اسرائيل والزمر (من قال حين يصبح وحين يمسى فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ الخ) أخرجه أبو داود عن ابن عباس (تعلموا تبارك الملك الى قوله فقد أكثر وأطيب أخرجه الحاكم) في المستدرك من حديث عبد الله بن مسعود وقال صحيح الاسناد وقوله وأطيب بالتحتية قبل الموحدة أي جاء من العمل بما يصير به طيبا (كعدل) بفتح العين هو الميل وما عادل الشيء من غير جنسه وبالكسر ما عاد له من جنسه وكان نظيره وقال البصريون هما لغتان وهما الميل (ابن حبيب) بالمهملة فالموحدة بوزن عظيم (يكفيك) كذا الرواية باثبات الياء وهي على القطع أى فهي تكفيك ويجوز حذفها للجزم على جواب الامر

(فصل) في ذكره عند الصباح والمساء (كان يقول اذا أصبح الى قوله) واليك المصير أخرجه أبو داود والترمذي والنسائى وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وأبو عوانة في مسنده للصحيح عن أبي هريرة قال الترمذي وهذا حديث حسن صحيح قلت والاتيان بقوله وَإِلَيْهِ النُّشُورُ في الصباح يناسب الاستيقاظ من النوم (وسأله أبو بكر ان يعلمه ذكر الصباح والمساء الخ) أخرجه أبو داود والترمذى والنسائي والحاكم في

ص: 381

ذكر الصباح والمساء قال قل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه أشهد ان لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسى وشر الشيطان وشركه قال له قلها اذا أصبحت واذا أمسيت واذا أخذت مضجعك وقال له رجل يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة قال أما لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ثلاثا لم يضرك وقال صلى الله عليه وسلم سيد الاستغفار اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبؤلك بنعمتك عليّ وأبؤ بذنبى فاغفر لى فانه لا يغفر الذنوب الا أنت من قالها في النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسى فهو من أهل الجنة ومن قالها بالليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة وقال صلى الله عليه وسلم ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة بسم الله الذي لا يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث المستدرك وابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة أيضا قال الحاكم صحيح الاسناد (اللهم فاطر) أى يا فاطر (من شر نفسى وشر الشيطان) تقديم الاستعاذة من شر النفس دليل على ان فتنتها أعظم من فتنته (وشركه) روى بكسر المعجمة وسكون الراء وبفتحهما قال الخطابى ومعناه على الاول ما يدعو اليه الشيطان ويوسوس به من الاشراك بالله تعالى وعلى الثاني المراد حبائل الشيطان ومصائده قال جلال الدين المحلى والاول هو المشهور قلت وينبغي للداعى الاتيان بهما زاد الترمذى في طريق آخر بعد هذا وان نقترف على أنفسنا سوءا أو نجره الي مسلم (وقال له رجل يا رسول الله ما لقيت من عقرب الي اخره) . أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث أبى هريرة (لدغتني) باهمال الدال واعجام الغين (بكلمات الله) قال الهروى وغيره هي القرآن (التامات) الكاملات وسبق الكلام عليها في تعويذ الحسن والحسين (موقنا) أى مخلصا من قلبه ومصدقا بثوابها (لم يضرك) بالضم أحسن من غيره كما مر وللترمذي في رواية من قال حين يمسي ثلاث مرات أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره حمة تلك الليلة وقال حديث حسن والحمة بضم المهملة وتخفيف الميم فوعة السم أي حدته وحرارته وقيل السم نفسه حمة (سيد الاستغفار اللهم أنت ربي الي اخره) أخرجه أحمد والبخارى والترمذي والنسائي عن شداد بن أوس قالوا وليس له في الصحيحين سوي حديثين أحدهما هذا والآخر في مسلم ان الله كتب الاحسان على كل شيء الحديث ومعني سيد الاستغفار أى أفضله وأعمه وذلك لما فيه من توحيد البارى تعالى ونفي الشركاء عنه والاعتراف له بالربوبية وبانه هو الخالق والاعتراف من نفسه بالعبودية والتبري من الحول والقوة والتعوذ به من شر ما صنع والاقرار بنعمه تعالى والاقرار على نفسه بالذنب وبان المغفرة منه لا غير فقد حاز جملا من أنواع العبودية ان يقول زاد النسائي العبد (عهدك ووعدك) أى على ما عاهدتك عليه وواعدتك يوم أخذ الميثاق من الايمان بك وتمحيض الطاعة لك (ابؤلك) بفتح الهمزة وضم الموحدة والمد أى ارجع اليك بالاقرار والاعتراف وأصله من بؤت بكذا اذا احتملته (ما من عبد يقول في صباح كل يوم الى آخره) أخرجه أبو داود والترمذى والنسائي وابن ماجه والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه

ص: 382

مرات لم يضره شيء وفي روايه لم تصبه فجأة بلا وقال من قال حين يصبح أو يمسى اللهم انى أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك انك أنت الله لا إله إلا أنت وان محمدا عبدك ورسولك أعتق الله ربعه من النار ومن قالها مرتين اعتق الله نصفه من النار ومن قالها ثلاثا اعتق الله ثلاثة أرباعه من النار ومن قالها أربعا اعتقه الله من النار وقال من قال حين يصبح اللهم ما اصبح بى من نعمة او بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك لك الحمد ولك الشكر فقد ادى شكر يومه ومن قال مثل ذلك حين يمسى فقد أدى شكر ليلته وقال عبد الله بن عمر رضى الله عنهما لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسى من حديث عثمان بن عفان قال الترمذي حسن غريب صحيح وقال الحاكم صحيح الاسناد (لم يضره) لفظهم فيضره (شيء) تتمة الحديث وكان ابان قد أصابه طرف فالج فجعل الرجل ينظر اليه فقال له ابان ما تنظر اما ان الحديث كما حدثتك ولكني لم اقله يومئذ ليمضى الله على قدر (فجأة) بضم الفاء مع المد أى بغتة (من قال حين يصبح أو يمسي الى آخره) أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي من حديث أنس بن مالك (اللهم اني أصبحت) هذا في الصباح وأما في المساء فيقول أمسيت واقتصر على الاول لفهم الثاني بالفحوى أو علي حد سرابيل تقيكم الحر أي والبرد (أشهدك) بضم الهمزة وكسر الهاء (حملة عرشك) انما خصهم وذكرهم أولا مع دخولهم في عموم الملائكة تشريفا لهم لانهم من جملة الكروبيين الطائفين بالعرش وهم سادات الملائكة وحملة العرش الآن أربعة قال البغوي وجاء في الحديث لكل ملك منهم وجه رجل ووجه أسد ووجه ثور ووجه نسر ولكل واحد منهم أربعة أجنحة جناحان على وجهه مخافة أن ينظر الى العرش فيصعق وجناحان يخفق بهما ليس لهم كلام الا التسبيح والتحميد والتكبير والتمجيد فاذا كان يوم القيامة أمدهم الله باربعة اخري فصاروا ثمانية أملاك على صورة الاوعال من اظلافهم الى ركبهم كما بين السماء والارض قال شهر بن حوشب أربعة منهم يقولون سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمد علي حلمك بعد علمك وأربعة منهم يقولون سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمد على عفوك بعد قدرتك انتهي والمراد هنا الاربعة أو الثمانية أو حملة العرش ومن يطوف به من الملائكة احتمالات (وملائكتك) بالنصب عطفا على جملة (لا إله إلا أنت) زاد النسائى وحدك لا شريك لك (ومن قالها أربعا أعتقه الله من النار) حاصل ذلك الحض على الاتيان بها أربعا وحكمته فيها ظهر لي منا سبقه لعدد من أشهدهم وأثابهم بواو العطف (من قال حين يصبح الى آخره) أخرجه أبو داود والنسائى من حديث عبد الله بن غنام البياضي وهو بالمعجمة فالنون المشددة والبياضي نسبة الى بياضة فخذ من الانصار وأخرجه ابن حبان في صحيحه من حديث ابن عباس (ما أصبح بي من نعمة) زاد النسائى وابن حبان أو بأحد من خلقك (وقال عبد الله بن عمر) رضى الله عنهما أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه قال الحاكم صحيح الاسناد لا (يدع) يترك

ص: 383

وحين يصبح اللهم انى أسئلك العافية في الدنيا والآخرة اللهم انى أسئلك العفو والعافية في ديني ودنياى واهلى ومالى اللهم استر عوراتى وآمن روعاتى اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالى ومن فوقى وأعوذ بعصمتك ان اغتال من تحتي وشكى ابو امامة الى النبي صلى الله عليه وسلم الدين فقال قل اذا أصبحت واذا أمسيت اللهم انى اعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال قال ففعلت ذلك فأذهب الله همى وقضي عني دينى وقال صلى الله عليه وآله وسلم لابنته فاطمة ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به تقولى اذا اصبحت واذا امسيت يا حي يا قوم بك أستغيث فأصلح لى شأنى كله ولا تكلنى الى نفسي طرفة عين وقال لها ولعلي وكانت سألته خادما الا ادلكما على ما هو خير لكما من خادم اذا أويتما الى فراشكما وأخذتما مضاجعكما (العافية في الدنيا) من كل بلية ومصيبة (والآخرة) من عذاب جهنم وأهوال الآخرة (استر عوراتي) كذا بالجمع لعثمان بن أبى شيبة ولغيره عورتي بالتوحيد (وآمن) بوزن حاكم (روعاتي) جمع روعة وهي الخوف أو الشدة احتمالا (اللهم احفظني) أي من الشيطان ومن كل سوء (ومن فوقى) أي من السوء فقط فان الشيطان لا يستطيع اتيان ابن آدم من فوقه كما مر (ان اغتال) أي ان يأتينى غيلة أى خفية من حيث لا أشعر (من تحتى) قال أبو داود قال وكيع وهو ابن الجراح يعني الخسف والعياذ بالله (وشكي أبو امامة الى النبى صلى الله عليه وسلم الدين الى آخره) أخرجه أبو داود من حديث أبي سعيد الخدري قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد فاذا برجل من الانصار يقال له أبو امامة فقال له يا أبا امامة ما لى أراك جالسا في المسجد في غير وقت صلاة قال هموم لزمتنى وديون يا رسول الله قال أفلا أعلمك كلاما اذا قلته أذهب الله همك وقضى دينك قال قلت بلى يا رسول الله فذكره (من الهم والحزن) هما مترادفان عند الاكثر وقيل الهم لما سيقع والحزن لما وقع (من العجز) هو عدم القدرة على الخير وقيل هو عدم فعله والتسويف به (والكسل) هو عدم انبعاث النفس للخير وقلة الرغبة فيه مع امكانه (والبخل) بضم الموحدة وسكون المعجمة وبفتحهما لغتان (وقهر الرجال) شرع التعوذ من قهرهم لما فيه من الضعف في النفس والمعاش (وقال لابنته فاطمة ما يمنعك الى آخره) أخرجه النسائي والحاكم في المستدرك من حديث أنس بن مالك وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين (تقولى) للنسائي والحاكم تقولين ولكليهما وجه (فأصلح لي) لهما أصلح (شأني) أي أمري (طرفة عين) بفتح الطاء زاد البزار من حديث ابن عمر ولا تنزع مني صالح ما أعطيتني (وقال لها ولعلى وكانت سألته خادما الى اخره) أخرجه الشيخان وأبو داود والنسائي من حديث على وللبخارى في رواية ان فاطمة شكت ما تلقى في يدها من الرحاء فأتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما فلم تجده فذكرت ذلك لعائشة فلما جاء أخبرته قال فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت أقوم فقال مكانك فجلس بيننا حتى وجدت برد قدمه على صدري فذكره (أويتما) بالقصر لازم لا يتعدي الا بحرف الجر وهو بالمد متعد فمن الاول قوله تعالى إِذْ أَوَيْنا إِلَى الصَّخْرَةِ

ص: 384