الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المنهي عنه والله أعلم.
[فصل حث النبي صلى الله عليه وسلم على الاجتماع على قراءة القرآن]
«فصل» حث النبي صلى الله عليه وسلم على الاجتماع على قراءة القرآن فقال ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة والوقار وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده* وروي عنه صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة في قراءة سور وآيات مخصوصة لأوقات معلومة ومطلقة من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه لا يقرأن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان. ومن قرأ يس في يوم وليلة ابتغاء وجه الله غفر الله له. وقال اقرأوها على موتاكم. وقال قلب القرآن يس. وقال من قرأ سورة الدخان في ليلة وفي رواية ليلة الجمعة أصبح مغفورا له. ومن قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة. وكان صلى الله عليه وسلم لا ينام في كل ليلة حتى يقرأ الم تَنْزِيلُ الْكِتابِ وتبارك الملك. وقال من قرأ آية بفتح المهملة وسكون الموحدة الحسن والتقعير بالقاف فالمهملة يرادف التمطيط وهو الزيادة في الله على حد لا يراه أحد من القراء المتفق عليهم والله أعلم
(فصل)(في فضيلة الاجتماع لقراءة القرآن ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله الى آخره) أخرجه مسلم وأبو داود من حديث أبى هريرة (السكينة) المراد بها هنا الرحمة وقيل الطمأنينة والوقار (وحفتهم الملائكة) أي أحدقوا بهم واستداروا (وذكرهم الله فيمن عنده) يعنى الملائكة وهو على حد قوله وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ الآية زاد مسلم بعد هذا ومن بطأبه عمله لم يسرع به نسبه أي من كان عمله ناقصا لم يلحقه نسبه برتبة أصحاب الاعمال فلا يتكل على شرف النسب وفضيلة الآباء ويقصر في الاعمال الصالحة (الآيتان من آخر سورة البقرة الى آخره) أخرجه أحمد والشيخان وابن ماجه من حديث ابن مسعود (من قرأهما) زاد العسكري في ثواب القرآن بعد العشاء الآخرة (كفتاه) أي أجزياه من قيام الليل بالقرآن أو وقياه شر الشيطان أو كل سوء أقوال قال النووى وغيره أو الجميع (لا يقرأن في دار الى آخره) أخرجه الترمذي والنسائي والحاكم وابن حبان في صحيحه من حديث النعمان بن بشير وهو آخر حديث أوله ان الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والارض بالفي عام وهو عند العرش وانه أنزل آيتين ختم بهما سورة البقرة (فلا تقرأن) بضم الفوقية ومد الهمزة (فيقربها شيطان) بالنصب على جواب النفي (من قرأ يس الى آخره) أخرجه البيهقى في الشعب من حديث أبي هريرة وابن مسعود ومعقل بن يسار (فاقرؤها على موتاكم) هذه الزيادة في حديث البيهقى عن معقل ابن يسار وليست في حديثه عن أبي سعيد وأبي هريرة (قلب القرآن يس) أخرجه الدارمي والترمذى من حديث أنس وأخرجه أبو داود والنسائى وابن ماجه والحاكم في المستدرك من حديث معقل بن يسار (من قرأ سورة الدخان الخ) أخرجه الترمذى من حديث أبى هريرة وأخرجه بن الضريس عن الحسن مرسلا وللطبراني من حديث أبى امامة من قرأ حم الدخان في ليلة جمعة بنى الله له بيتا في الجنة (ومن قرأ سورة الواقعة الخ) أخرجه البيهقي في الشعب من حديث بن مسعود لم تصبه فاقة أى حاجة زاد البيهقى أبدا (كان لا ينام حتى يقرأ الم تَنْزِيلُ وتبارك الملك)
الكرسي وأول حم غافر عصم ذلك اليوم من كل سوء. ومن قرأ خاتمة سورة التوبة حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ كفاه الله ما أهمه من أمر آخرته ودنياه صادقا كان أو كاذبا. وأمر صلى الله عليه وسلم سرية بعثها ان يقرؤا اذا أصبحوا وامسوا أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ الى آخر السورة فقرأوها فغنموا وسلموا. وقال صلى الله عليه وسلم من قال حين يصبح وحين يمسى فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ الى قوله وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ ادرك ما فاته من يومه. وقال صلى الله عليه وسلم تعلموا تبارك الملك فانها المنجية تنجى من عذاب القبر. وقال من قرأها في ليلة فقد اكثر واطيب. وعن ابى هريرة يرفعه من قرأ في ليلة إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ كانت كعدل نصف القرآن ومن قرأ قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ كانت له كعدل ربع القرآن ومن قرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ كانت له كعدل ثلث القران وقال صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن حبيب اقرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ والمعوذتين حين تصبح وحين تمسى ثلاث مرات يكفيك الله من كل شيء والأحاديث بنحو ما ذكرنا كثيرة معلومة وقد التقطت مجموع الآيات التي ورد لها ذكر وجمعتها في نحو كراسة استوعبت فيها جميع ذلك وانما ذكرنا هنا هذا الطرف تبريكا للكتاب وتتميما للفائدة وبالله سبحانه التوفيق
«فصل» في ذكره صلى الله عليه وسلم عند الصباح والمساء كان يقول اذا أصبح اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيى وبك نموت واليك النشور واذا أمسى قال اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيى وبك نموت واليك المصير وسأله أبو بكر أن يعلمه أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي من حديث جابر وزاد ان قراءتهما كل ليلة أمان من فتنة القبر ولاحمد والترمذي والحاكم من حديث عائشة كان لا ينام حتى يقرأ بني اسرائيل والزمر (من قال حين يصبح وحين يمسى فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ الخ) أخرجه أبو داود عن ابن عباس (تعلموا تبارك الملك الى قوله فقد أكثر وأطيب أخرجه الحاكم) في المستدرك من حديث عبد الله بن مسعود وقال صحيح الاسناد وقوله وأطيب بالتحتية قبل الموحدة أي جاء من العمل بما يصير به طيبا (كعدل) بفتح العين هو الميل وما عادل الشيء من غير جنسه وبالكسر ما عاد له من جنسه وكان نظيره وقال البصريون هما لغتان وهما الميل (ابن حبيب) بالمهملة فالموحدة بوزن عظيم (يكفيك) كذا الرواية باثبات الياء وهي على القطع أى فهي تكفيك ويجوز حذفها للجزم على جواب الامر
(فصل) في ذكره عند الصباح والمساء (كان يقول اذا أصبح الى قوله) واليك المصير أخرجه أبو داود والترمذي والنسائى وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وأبو عوانة في مسنده للصحيح عن أبي هريرة قال الترمذي وهذا حديث حسن صحيح قلت والاتيان بقوله وَإِلَيْهِ النُّشُورُ في الصباح يناسب الاستيقاظ من النوم (وسأله أبو بكر ان يعلمه ذكر الصباح والمساء الخ) أخرجه أبو داود والترمذى والنسائي والحاكم في
ذكر الصباح والمساء قال قل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه أشهد ان لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسى وشر الشيطان وشركه قال له قلها اذا أصبحت واذا أمسيت واذا أخذت مضجعك وقال له رجل يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة قال أما لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ثلاثا لم يضرك وقال صلى الله عليه وسلم سيد الاستغفار اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبؤلك بنعمتك عليّ وأبؤ بذنبى فاغفر لى فانه لا يغفر الذنوب الا أنت من قالها في النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسى فهو من أهل الجنة ومن قالها بالليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة وقال صلى الله عليه وسلم ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة بسم الله الذي لا يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث المستدرك وابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة أيضا قال الحاكم صحيح الاسناد (اللهم فاطر) أى يا فاطر (من شر نفسى وشر الشيطان) تقديم الاستعاذة من شر النفس دليل على ان فتنتها أعظم من فتنته (وشركه) روى بكسر المعجمة وسكون الراء وبفتحهما قال الخطابى ومعناه على الاول ما يدعو اليه الشيطان ويوسوس به من الاشراك بالله تعالى وعلى الثاني المراد حبائل الشيطان ومصائده قال جلال الدين المحلى والاول هو المشهور قلت وينبغي للداعى الاتيان بهما زاد الترمذى في طريق آخر بعد هذا وان نقترف على أنفسنا سوءا أو نجره الي مسلم (وقال له رجل يا رسول الله ما لقيت من عقرب الي اخره) . أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث أبى هريرة (لدغتني) باهمال الدال واعجام الغين (بكلمات الله) قال الهروى وغيره هي القرآن (التامات) الكاملات وسبق الكلام عليها في تعويذ الحسن والحسين (موقنا) أى مخلصا من قلبه ومصدقا بثوابها (لم يضرك) بالضم أحسن من غيره كما مر وللترمذي في رواية من قال حين يمسي ثلاث مرات أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره حمة تلك الليلة وقال حديث حسن والحمة بضم المهملة وتخفيف الميم فوعة السم أي حدته وحرارته وقيل السم نفسه حمة (سيد الاستغفار اللهم أنت ربي الي اخره) أخرجه أحمد والبخارى والترمذي والنسائي عن شداد بن أوس قالوا وليس له في الصحيحين سوي حديثين أحدهما هذا والآخر في مسلم ان الله كتب الاحسان على كل شيء الحديث ومعني سيد الاستغفار أى أفضله وأعمه وذلك لما فيه من توحيد البارى تعالى ونفي الشركاء عنه والاعتراف له بالربوبية وبانه هو الخالق والاعتراف من نفسه بالعبودية والتبري من الحول والقوة والتعوذ به من شر ما صنع والاقرار بنعمه تعالى والاقرار على نفسه بالذنب وبان المغفرة منه لا غير فقد حاز جملا من أنواع العبودية ان يقول زاد النسائي العبد (عهدك ووعدك) أى على ما عاهدتك عليه وواعدتك يوم أخذ الميثاق من الايمان بك وتمحيض الطاعة لك (ابؤلك) بفتح الهمزة وضم الموحدة والمد أى ارجع اليك بالاقرار والاعتراف وأصله من بؤت بكذا اذا احتملته (ما من عبد يقول في صباح كل يوم الى آخره) أخرجه أبو داود والترمذى والنسائي وابن ماجه والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه
مرات لم يضره شيء وفي روايه لم تصبه فجأة بلا وقال من قال حين يصبح أو يمسى اللهم انى أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك انك أنت الله لا إله إلا أنت وان محمدا عبدك ورسولك أعتق الله ربعه من النار ومن قالها مرتين اعتق الله نصفه من النار ومن قالها ثلاثا اعتق الله ثلاثة أرباعه من النار ومن قالها أربعا اعتقه الله من النار وقال من قال حين يصبح اللهم ما اصبح بى من نعمة او بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك لك الحمد ولك الشكر فقد ادى شكر يومه ومن قال مثل ذلك حين يمسى فقد أدى شكر ليلته وقال عبد الله بن عمر رضى الله عنهما لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسى من حديث عثمان بن عفان قال الترمذي حسن غريب صحيح وقال الحاكم صحيح الاسناد (لم يضره) لفظهم فيضره (شيء) تتمة الحديث وكان ابان قد أصابه طرف فالج فجعل الرجل ينظر اليه فقال له ابان ما تنظر اما ان الحديث كما حدثتك ولكني لم اقله يومئذ ليمضى الله على قدر (فجأة) بضم الفاء مع المد أى بغتة (من قال حين يصبح أو يمسي الى آخره) أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي من حديث أنس بن مالك (اللهم اني أصبحت) هذا في الصباح وأما في المساء فيقول أمسيت واقتصر على الاول لفهم الثاني بالفحوى أو علي حد سرابيل تقيكم الحر أي والبرد (أشهدك) بضم الهمزة وكسر الهاء (حملة عرشك) انما خصهم وذكرهم أولا مع دخولهم في عموم الملائكة تشريفا لهم لانهم من جملة الكروبيين الطائفين بالعرش وهم سادات الملائكة وحملة العرش الآن أربعة قال البغوي وجاء في الحديث لكل ملك منهم وجه رجل ووجه أسد ووجه ثور ووجه نسر ولكل واحد منهم أربعة أجنحة جناحان على وجهه مخافة أن ينظر الى العرش فيصعق وجناحان يخفق بهما ليس لهم كلام الا التسبيح والتحميد والتكبير والتمجيد فاذا كان يوم القيامة أمدهم الله باربعة اخري فصاروا ثمانية أملاك على صورة الاوعال من اظلافهم الى ركبهم كما بين السماء والارض قال شهر بن حوشب أربعة منهم يقولون سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمد علي حلمك بعد علمك وأربعة منهم يقولون سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمد على عفوك بعد قدرتك انتهي والمراد هنا الاربعة أو الثمانية أو حملة العرش ومن يطوف به من الملائكة احتمالات (وملائكتك) بالنصب عطفا على جملة (لا إله إلا أنت) زاد النسائى وحدك لا شريك لك (ومن قالها أربعا أعتقه الله من النار) حاصل ذلك الحض على الاتيان بها أربعا وحكمته فيها ظهر لي منا سبقه لعدد من أشهدهم وأثابهم بواو العطف (من قال حين يصبح الى آخره) أخرجه أبو داود والنسائى من حديث عبد الله بن غنام البياضي وهو بالمعجمة فالنون المشددة والبياضي نسبة الى بياضة فخذ من الانصار وأخرجه ابن حبان في صحيحه من حديث ابن عباس (ما أصبح بي من نعمة) زاد النسائى وابن حبان أو بأحد من خلقك (وقال عبد الله بن عمر) رضى الله عنهما أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه قال الحاكم صحيح الاسناد لا (يدع) يترك
وحين يصبح اللهم انى أسئلك العافية في الدنيا والآخرة اللهم انى أسئلك العفو والعافية في ديني ودنياى واهلى ومالى اللهم استر عوراتى وآمن روعاتى اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالى ومن فوقى وأعوذ بعصمتك ان اغتال من تحتي وشكى ابو امامة الى النبي صلى الله عليه وسلم الدين فقال قل اذا أصبحت واذا أمسيت اللهم انى اعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال قال ففعلت ذلك فأذهب الله همى وقضي عني دينى وقال صلى الله عليه وآله وسلم لابنته فاطمة ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به تقولى اذا اصبحت واذا امسيت يا حي يا قوم بك أستغيث فأصلح لى شأنى كله ولا تكلنى الى نفسي طرفة عين وقال لها ولعلي وكانت سألته خادما الا ادلكما على ما هو خير لكما من خادم اذا أويتما الى فراشكما وأخذتما مضاجعكما (العافية في الدنيا) من كل بلية ومصيبة (والآخرة) من عذاب جهنم وأهوال الآخرة (استر عوراتي) كذا بالجمع لعثمان بن أبى شيبة ولغيره عورتي بالتوحيد (وآمن) بوزن حاكم (روعاتي) جمع روعة وهي الخوف أو الشدة احتمالا (اللهم احفظني) أي من الشيطان ومن كل سوء (ومن فوقى) أي من السوء فقط فان الشيطان لا يستطيع اتيان ابن آدم من فوقه كما مر (ان اغتال) أي ان يأتينى غيلة أى خفية من حيث لا أشعر (من تحتى) قال أبو داود قال وكيع وهو ابن الجراح يعني الخسف والعياذ بالله (وشكي أبو امامة الى النبى صلى الله عليه وسلم الدين الى آخره) أخرجه أبو داود من حديث أبي سعيد الخدري قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد فاذا برجل من الانصار يقال له أبو امامة فقال له يا أبا امامة ما لى أراك جالسا في المسجد في غير وقت صلاة قال هموم لزمتنى وديون يا رسول الله قال أفلا أعلمك كلاما اذا قلته أذهب الله همك وقضى دينك قال قلت بلى يا رسول الله فذكره (من الهم والحزن) هما مترادفان عند الاكثر وقيل الهم لما سيقع والحزن لما وقع (من العجز) هو عدم القدرة على الخير وقيل هو عدم فعله والتسويف به (والكسل) هو عدم انبعاث النفس للخير وقلة الرغبة فيه مع امكانه (والبخل) بضم الموحدة وسكون المعجمة وبفتحهما لغتان (وقهر الرجال) شرع التعوذ من قهرهم لما فيه من الضعف في النفس والمعاش (وقال لابنته فاطمة ما يمنعك الى آخره) أخرجه النسائي والحاكم في المستدرك من حديث أنس بن مالك وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين (تقولى) للنسائي والحاكم تقولين ولكليهما وجه (فأصلح لي) لهما أصلح (شأني) أي أمري (طرفة عين) بفتح الطاء زاد البزار من حديث ابن عمر ولا تنزع مني صالح ما أعطيتني (وقال لها ولعلى وكانت سألته خادما الى اخره) أخرجه الشيخان وأبو داود والنسائي من حديث على وللبخارى في رواية ان فاطمة شكت ما تلقى في يدها من الرحاء فأتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما فلم تجده فذكرت ذلك لعائشة فلما جاء أخبرته قال فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت أقوم فقال مكانك فجلس بيننا حتى وجدت برد قدمه على صدري فذكره (أويتما) بالقصر لازم لا يتعدي الا بحرف الجر وهو بالمد متعد فمن الاول قوله تعالى إِذْ أَوَيْنا إِلَى الصَّخْرَةِ