الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان صلى الله عليه وسلم يؤتى بالصبياز حين يولدون فيحنكهم بريقه مع التمر ويدعو لهم ويسميهم وأمر بتسمية المولود يوم سابعه ووضع الأذى عنه والعق قال العلماء السنة لمن أراد العق أن يؤخر التسمية ولغيره تقديمها جمعا بين الأحاديث وذكر انه صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعد النبوة.
[فصل في مزاحه صلى الله عليه وسلم]
«فصل» في مزاحه صلى الله عليه وسلم قال العلماء المزاح فيه مباح ومذموم والمذموم ما دوّم عليه وكان فيه افراط في الضحك وان كثرته تقسي القلب وتورث الغفلة وتسقط المهابة والوقار واليه الاشارة بقوله صلى الله عليه وسلم لا تمار أخاك ولا تمازحه ولا تعده موعدا فتخلفه وأما المباح فهو ما كان على النذور لتطييب نفس وايناس ويلحق بالطاعات عليه العائن على الصحيح قال ولا يبعد الخلاف فيه اذا خشى على المعين الهلاك وكان وصف العائن مما جرت العادة بالبر منه أو كان الشرع اخبر به خبرا عاما ولم يمكن زوال الهلاك الابه فانه يصير من باب من تعين عليه احياء نفس مشرفة على الهلاك وقد تقرر انه يجبر على بذل الطعام للمضطر فهذا أولى (فائدة) نقل عياض عن بعض العلماء انه اذا عرف أحد بالاصابة بالعين يجتنب ويحترز منه وينبغي للامام منعه من مداخلة الناس ويأمره بلزوم بيته فان كان فقيرا رزقه ما يكفيه ويكف اذاء عن الناس فضرره أشد من ضرر اكل الثوم والبصل الذي منعه النبي صلى الله عليه وسلم دخول المسجد لئلا يؤذى المسلمين ومن ضرر المجذوم الذى منعه عمر والخلفاء بعده الاختلاط بالناس (وكان يؤتي بالصبيان حين يولدون فيحنكهم) كما في قصة ابى طلحة ومجيء انس به الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الصحيحين وغيرهما (وأمر بتسمية المولود الى آخره) اخرجه الترمذى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده (قال العلماء السنة لمن أراد العق ان يؤخر التسمية) الى السابع (ولغيره تقديمها) يوم الولادة (جمعا بين الاحاديث) التي فيها أن التسمية تكون يوم الولادة لحديث انس في الصحيحين ذهبت بعبد الله بن أبي طلحة حين ولد الى النبي صلى الله عليه وسلم الحديث وفيه انه صلى الله عليه وسلم حنكه بتمر وسماه عبد الله والتى فيها أن التسمية يوم السابع كحديث الترمذي المار آنفا وأول من جمع بهذا البخاري رحمه الله قال الحافظ ابن حجر انه لطيف لم أره لغيره (عق عن نفسه بعد النبوة) اخرجه البيهقى وهو حديث باطل قاله النووي في المجموع (فصل) في مزاحه (المهابة)(والوقار) مترادفان (لا تمار أخاك ولا تمازحه الى آخره) أخرجه الترمذي عن ابن عباس واخرج ابو نعيم في الحلية بسند ضعيف عن معاذ اذا احببت احدا فلا تماره ولا تشاره ولا تسأل عنه أحدا فعسى ان توافي له عدوا فيخبرك بما ليس فيه فيفرق ما بينك وبينه (فتخلفه بالنصب
ومكارم الأخلاق بحسب المقاصد وكذلك كان مزاحه صلى الله عليه وسلم. وروينا في كتاب الترمذي عن أبى هريرة قال قالوا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم انك تداعبنا قال انى لا أقول الا حقا فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لأخى أنس وكان له نغير يلعب به فمات فحزن عليه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له يا أبا عمير ما فعل النغير وكان يقول لأنس يا ذا الأذنين. وأتاه رجل يستحمله فقال انى حاملك على ولد الناقة فقال يا رسول الله وما أصنع يولد الناقة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل تلد الإبل الا النوق وجاءته امرأة فقالت يا رسول الله ان زوجى مريض وهو يدعوك فقال لعل زوجك الذي في عينيه بياض فأخبرت زوجها فقال ويحك وهل أحد الا وفي عينيه بياض. وجاءته امرأة أخرى فقالت يا رسول الله ادع الله أن يدخلنى الجنة فقال يا أم فلان لا يدخل الجنة عجوز فولت المرأة وهي تبكي فقال صلى الله عليه وسلم اخبروها انها لا تدخل الجنة وهى عجوز ان الله تعالى يقول إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً عُرُباً أَتْراباً قالت عائشة سابقته صلى الله عليه وسلم أولا فسبقته فلما كثر لحمى سابقته فسبقنى فضرب كتفي وقال هذه بتلك. وكان رجل من أهل البادية اسمه زاهر بن حزام وكان قصيرا جدا وكان يهدى للنبى صلى الله عليه وسلم من طرف البادية فيجهزه بمثلها من الحاضرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان زاهرا باديتنا ونحن حاضروه وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه ويداعبه فجاء يوما وهو يبتع متاعا له في السوق فاحتضنه من خلفه ووضع يده على عينيه فلما عرف انه النبى صلى الله عليه وسلم على جواب النهى (وروينا في كتاب الترمذي عن أبي هريرة) وفي معجم الطبرانى الكبير عن ابن عمر وفي ادب البخاري عن انس (تداعبنا) تمازحنا وزنا ومعنى (لاخي انس) من امه وهو ابن ابي طلحة الذى مات وهو غائب (نغير) بضم النون وفتح المعجمة نوع من أنواع العصافير (يا أبا عمير) قال النووى فيه جواز تكنية من لم يولد له وجواز تكنية الصغير وعمير مصغر (النغير) بضم النون وفتح المعجمة وسكون التحتية (وما اصنع بولد الناقة) معناه انه ظن ان سيحمله على الجواز الصغير الذى لا يطيق الحمل (الابل) بالنصب مفعول (الا النوق) بالضم فاعل (فاخبرت زوجها) ظنا منها انه أراد بياضا في سواد عينه (لا يدخل الجنة عجوز) متصفة بالعجز حال دخولها (وهي تبكي) تظن من اتصفت به في الدنيا (عربا) متحببات الى ازواجهن (اترابا) متساويين في السن (قالت عائشة) اخرجه عنها احمد وابو داود (زاهر) بالزاى أوله والراء آخره قال ابن عبد البر اشجعي شهد بدرا (ابن حزام) بكسر الحاء وبالزاي وقيل بفتحها وبالراء (من طرف) بضم المهملة وفتح الراء جمع طرفة وهي الهدية التي لم يعط مثلها يقال
جعل لا يألوا ما ألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول من يشتري مني العبد فقال الرجل يا رسول الله اذا تجدنى كاسدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لكنك عند ربك لست بكاسد. ووجد الحسن بن علىّ مع الصبيان فطلبه وجعل الحسن يفر ها هنا وها هنا وهو يضاحكه حتى أخذه فجعل أحدى يديه تحت ذقنه والاخرى فوق رأسه. وكان ربما دخل على عائشة والجواري عندها فينقمعن منه فيسر بهن اليها وقال لها يوما وهي تلعب بلعبها ما هذا يا عائشة قالت حيل سليمان بن داود فضحك وطلب الباب فابتدرته واعتنقته وكان ربما أدلع لسانه للحسن بن على فيرى الصبي حمرة لسانه فيهش اليه وأكل صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه تمرا فجاء صهيب وقد غطى على عينيه وهو أرمد فسلم وأهوى الى التمر يأكل فقال صلى الله عليه وسلم تأكل الحلو وأنت أرمد فقال يا رسول الله صلى الله عليك انى آكل بشق عيني الصحيحة فضحك صلى الله عليه وسلم. وكان أصحاب رسول الله يتمازحون بالقول والفعل فربما تراموا بالبطيخ وتحاملوا الحجر لاختبار قوتهم.
اطرف فلان فلانا اذا اهدى له كذلك ويقال اطرافنا من كلامك أي اسمعنا ما لم نسمع به (لا يألو) لا يقصر (اذا تجدنى) بالنصب (كاسدا) أي بائرا وزنا ومعنى (فينقمعن) بالنون والقاف أي تجنبن حياء وهيبة (فيسر بهن اليها) بفتح المهملة وتشديد الراء أي يرسلهن نحوها (بلعبها) بضم اللام وفتح المهملة واللعب هى المسماة بالبنات (واعتنقته) زاد المحب الطبري في الخلاصة فقال مالك يا حميراء فقالت بابى أنت وامي أدع الله ان يغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر قالت فرفع يديه حتى رأيت بياض أبطيه وقال اللهم اغفر لعائشة بنت أبي بكر مغفرة ظاهرة وباطنة لا تغادر ذنبا ولا تكسب بعدها اثما وقال فرحت عائشة فقالت «1» والذي بعثك بالحق فقال أما والذي بعثني بالحق ما خصصتك بها من بين أمتى وانها كصلاتي لامتى في الليل والنهار فيمن مضى منهم ومن بقي ومن هو آت الى يوم القيامة وانما ادعو لهم والملائكة يؤمنون على دعائى (ادلع) بالمهملتين (فيهش) بفتح الهاء (وأكل هو واصحابه تمرا) زاد المصنف في الرياض وهم بقباء (صهيب) بالمهملة والموحدة مصغر هو ابن سنان بن مالك النمري نسبة الى النمر بن قاسط فخذ من ربيعة بن نزار قال ابن عبد البر كان والد صهيب وعمه عاملين لكسري وكانت منازلهم على دجلة عند الموصل وقيل كانوا بناحية الجزيرة واغارت عليهم الروم فاخذوا صهيبا وهو صغير فنشأ فيهم ونسب اليهم فابتاعه قوم من كلب منهم فباعوه من عبد الله بن جدعان فاعتقه وولد صهيب يزعمون انه لما كبر في الروم وعقل عقله هرب منهم ثم قدم مكة وحالف ابن جدعان (الحلو) بضم المهملة وكسرها وسكون اللام (فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم زاد في الرياض حتى بدت نواجذه
(1) . كذا بالاصل وفيه نقص فليحرر