الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أهلوا بالاحرام فقلت لهم مه فقالوا قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيت المسجد فوجدته خاليا فأتيت باب رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدته خاليا ووجدت بابه مرتجا وقيل هو مسجى قد خلا به أهله فقلت أين الناس فقيل في سقيفة بني ساعدة فجئتهم فتكلمت الأنصار فاطالوا الخطاب وأكثروا الصواب فتكلم أبو بكر فلله دره لم يطل الكلام ويعلم مواقع فصل الخطاب والله لقد تكلم بكلام لا يسمعه سامع الا انقاد له ومال اليه ثم تكلم عمر دون كلامه فمد يده فبايعه وبايعوه ورجع أبو بكر ورجعت معه
[مطلب في ذكر بعض المراثي التي قيلت فيه صلى الله عليه وسلم]
قال أبو ذؤيب فشهدت الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهدت دفنه ثم أنشد ابو ذؤيب يبكى النبى صلى الله عليه وسلم:
ولما رأيت الناس في علاتهم
…
ما بين ملحود له ومضرح
متبادرين فشرجع باكفهم
…
نض الرقاب لفقد أبيض أروح
فهناك صرت الى الهموم ومن يبت
…
جار الهموم يبيت غير مروح
كسفت لمصرعه النجوم وبدرها
…
وتزعزعت آطام بطن الابطح
وتزعزعت آطام يثرب كلها
…
ونخيلها لحلول خطب مفدح
ولقد زجرت الطير قبل وفاته
…
بمصابه وزجرت سعد الاذبح
وبكسرها اسم (مه) هي هنا بمعنى الاستفهام (مرتجا) بالفوقية والجيم أى مغلقا (مسجي) أي مدثر (فلله دره) كلمة تستعمل للمدح وقد تقدم الكلام فيها في قصة هرقل (مواقع فصل الخطاب) أي مواضع وقوعه (يبكي) يرثى وزنا ومعني (علات) بمهملتين جمع علة وهي اختلاف الناس بعضهم الى بعض وترددهم قاله في القاموس (ملحود له) أى محفور له في جانب القبر (ومضرح) باعجام الضاد واهمال الحاء وفتح الراء أي محفور له في وسط القبر (فشرجع) بمعجمة فراء فجيم فمهملة بوزن جعفر من أسماء النعش والجنازة (نض الرقاب) بضم النون وتشديد المعجمة أي منضوضون والرقاب صلة والمنضوض من دهمه أمر مكروه (أروح) بالراء والمهملة أى واسع الخلق (جار الهموم) أي ملازما لها كملازمة الجار لجاره (مروح) بفتح الراء والواو المشددة (كسفت) أي تغيرت (وتزعزعت) بتكرير الزاي المهملة أي تحركت واضطربت (بطن الابطح) يعني مكة فمن ثم ذكر يثرب بعدها (كلها) تأكيد لآطام أو ليثرب فعلى الاول يكون مرفوعا وعلى الثاني مجرورا (ونخيلها) بالرفع معطوف على آطام (مفدح) بالفاء والمهملتين المقطع وزنا ومعنى (ولقد زجرت الطير) أي نهيتها عن النعيق حين سمعت منها ما تشاءمت به وعرفت به موته صلى الله عليه وسلم (وزجرت سعد الاذبح) أي سعد الذابح وهو أحد المنازل المشهورة وسمى الذابح لكوكب
وقالت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تبكى أباها وقد اجتمع اليها النساء بعد دفنه:
أغبّر آفاق السماء وكورت
…
شمس النهار وأظلم العصران
والارض من بعد النبي كئيبة
…
أسفا عليه كثيرة الرجفان
فلتبكه شرق البلاد وغربها
…
ولتبكه مضر وكل يمانى
وليبكه الطود المعظم جوه
…
والبيت ذو الاستار والاركان
يا خاتم الرسل المبارك وصفه
…
صلى عليك منزل الفرقان
وقالت صفية بنت عبد المطلب عمة النبى صلى الله عليه وسلم ترثيه رضى الله عنها:
ألا يا رسول الله كنت رجاؤنا
…
وكنت بنابرا ولم تك جافيا
وكنت رحيما هاديا ومعلما
…
ليبك عليك اليوم من كان باكيا
لعمرك ما أبكى النبي لفقده
…
ولكن لما أخشى من الهرج آتيا
أفاطم صلى الله رب محمد
…
على جدث أمسى بيثرب ثاويا
بين يديه يقال هي شاته التي يذبحها وتشاءم به لما في اسمه من الذبح كأنه لما علم بمرضه صلى الله عليه وسلم وأراد المسير من محله الى المدينة نظر فاذا الطالع النجم المذكور فتشاءم به وعرف بذلك موته صلى الله عليه وسلم (اغبر) أى اسود (آفاق) جمع أفق وهي الناحية (وكورت) أظلمت وذهب ضوءها (شمس النهار) اضافتها اليه لانها لا ترى الا فيه (واظلم العصران) تثنية عصر وهو ما بين وقت الظهر الى غروب الشمس وانما ثنته لضرورة الشعر أو لان العرب تثنى الواحد في الشعر كقولهم خليلى وما أشبهه (كئيبة) بالهمز والموحدة حزينة وزنا ومعنى (أسفا) أي حزنا (الرجفان) بفتح الراء والجيم مصدر رجف يرجف أى كثيرة الزلزلة والحركة (مضر) بالصرف لضرورة الشعر لانها أرادت مضر المعروف (الطود) بفتح المهملة وسكون الواو وهو الجبل (المعظم) أى العظيم وأرادت به والله أعلم أبا قبيس أو حراء أو ثورا (جوه) أي ارتفاعه في الجو وهو اسم لما بين السماء والارض (المبارك) بالرفع (منزل الفرقان) أي القرآن الفارق بين الحلال والحرام وهذا من جملة أسماء القرآن المذكور فيه وجملتها ثلاثة وسبعون اسما كذا قاله بعض القراء منها الكتاب والفرقان والوحي والقرآن والتنزيل والروح والذكر والشفاء والهدى والموعظة والرحمة والبيان والتبيان والمهيمن والمبارك والحبل والعهد والصراط المستقيم والقيم والحكم والمبين والبشري والبصائر والبرهان والمصدق والعروة الوثقى (ليبك) بلام الأمر (من الهرج) بفتح الهاء وسكون الراء آخره جيم أى من الفتن والاختلاط (افاطم) بالترخيم والميم مفتوح على أصله ويجوز ضمه كنظائره (جدث) بالجيم والمهملة والمثلثة أي قبر والاجداث القبور (ثاويا) بالمثلثة وألف الاطلاق أي ماكثا
فدى لرسول الله أمي وخالتي
…
وعمى وآباي ونفسي وماليا
صدقت وبلغت الرسالة صادقا
…
ومت صليب العود أبلج صافيا
فلو أن رب الناس أبقا نبينا
…
سعدنا ولكن أمره كان ماضيا
عليك من الله السلام تحية
…
وادخلت جنات من الله راضيا
أرى حسنا أيتمته وتركته
…
يبكي ويدعو جده اليوم نائيا
وقال أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم يبكيه:
أرقت فبات ليلي لا يزول
…
وليل أخي المصيبة فيه طول
وأسعدني البكاء وذاك فيما
…
أصيب المسلمون به قليل
لقد عظمت مصيبتنا وجلت
…
عشية قيل قد قبض الرسول
وأضحت أرضنا مما عراها
…
يكاد بنا جوانبها تميل
فقدنا الوحى والتنزيل فينا
…
يروح به ويغدوا جبرئيل
وذاك أحق ما سالت عليه
…
نفوس الناس أو كربت تسيل
نبى كان يجلو الشك عنا
…
بما يوحى اليه وما يقول
ويهدينا فما يخشى ضلالا
…
علينا والرسول لنا دليل
(وماليا) فيه التفات الي الخطاب (صليب العود) أى منبض الجسم كالسيف الصلت أى المصلت من غمده والعود بضم العين يكنى به عن الجسم (أبلج) بفتح الهمزة واللام وسكون الموحدة آخره جيم أي مشرق (صافيا) أى لا يكدره سواد (السلام تحية) يجوز كسر ميم السلام فتكون صفة لله وتحية بالرفع ورفعه وتحية بالنصب على الحال ويجوز رفعهما أيضا على انها بدل من السلام (راضيا) نصب على الحال (يبكى) أى من رآه بكى (نائيا) أي بعيدا وهو نصب على الحال أيضا (ابن عم) بالرفع بدل من أبي سفيان ويكتب بالالف (أرقت) بالراء والقاف سهدت وزنا (أخى المصيبة) باضافة أخى الى المصيبة أى صاحب المصيبة (فيه طول) أي فيما يظهر للمصاب والا فهو علي هيئته لا تغيير لكن أوقات الشدائد تستطال لان الشخص يتمنى زوالها وكل ما تمني زواله ظهر طوله (وأسعدني البكاء) أي وافقنى ويقال فيه ساعدنى أيضا (عشية) منصوب على الظرف (قيل) مبنى للمفعول (عراها) بالمهملة وتخفيف الراء أى دهمها وغشيها ويقال اعتري أيضا (سالت) بالمهملة أي خرجت (أو كربت) بفتح الكاف وكسر الراء أى قربت ويقال كرب اذا قرب قربا بالغا ومنه سمى الكروبيون بتخفيف الراء سادات الملائكة لانهم مقربون (بما يوحى اليه وما يقول) أى الكتاب
أفاطم ان جزعت فذاك عذر
…
وان لم تجزعي ذاك السبيل
فقبر أبيك سيد كل قبر
…
وفيه سيد الناس الرسول
وقال بعضهم الجزع عند المصاب مذموم وتركه أحمد إلا على احمد صلى الله عليه وسلم وأنشد في هذا المعنى:
فالصبر يحمد في المصائب كلها
…
الا عليه فانه مذموم
وقد كان يدعى لا بس الصبر حازما
…
فاصبح يدعى حازما حين يجزع
وقال حسان بن ثابت شاعر النبى صلى الله عليه وسلم يرثيه:
ما بال عينك لا تنام كأنها
…
كحلت أماقيها بكحل الأرمد
جزعا على المهدي أصبح ثاويا
…
يا خير من وطئ الحصى لا تبعد
وجهي يقيك الترب لهفي ليتنى
…
غيبت قبلك في بقيع الغرقد
بأبى وأمي من شهدت وفاته
…
في يوم الاثنين النبي المهتدي
فظللت بعد وفاته متبلدا
…
متلددا يا ليتنى لم أولدى
أأقيم بعدك بالمدينة بينهم
…
يا ليتنى صبحت سم الاسود
اوحل امر الله فينا عاجلا
…
في روحه من يومنا او في غد
والسنة (فذاك) بكسر الكاف (ذاك السبيل) أي الطريق المرضية (لابس الصبر) أى متخذه سجية لازمه كملازمة لابس الثوب له (حازما) بالمهملة والزاي أى محتاطا لنفسه (حين يجزع) أي عليه صلى الله عليه وسلم (ما بال عينك) أي ما شأنها (أماقيها) بمد الهمزة وكسر القاف وسكون التحتية أي جفونها (بكحل الارمد) أى فاصابها الرمد بطريق العدوى (المهدي) بفتح الميم وكسر الدال وتشديد التحتية أى الموفق (ثاويا) بالفوقية أي هالكا وبالمثلثة أى مستقرا لا يبرح لموته (لا تبعد) بفتح الفوقية وضم العين (لهفي) أي يا لهفي قال في القاموس كلمة يتحسر بها على فائت ويقال يا لهفي عليك ويا لهف ويا لهفا أرضي وسمائي عليك ويا لهفاه ويا لهفياه (غيبت) بالمعجمة مبنى للمفعول (وبقيع) بالموحدة وهو مقبرة المدينة (الغرقد) بالمعجمة والقاف وهو ما عظم من العوسج كما مر اضيف اليه البقيع لانه كان كثيرا (بابي وأمى) أى أفدى (النبي) منصوب بأفدى المقدرة (فظللت) بكسر اللام (متبلدا) بالفوقية فالموحدة آخره مهملة والتبلد التحير والتلهف قاله في القاموس (متلددا) أي الوى لديدى عنقى وهما صفحتاه على هيئة الفاقد لالفه (صبحت) أى أتيت صباحا (سم الاسود) نوع من الحيات فيه سواد وهو أخبثها
فتقوم ساعتنا فنلقى طيبا
…
محضا ضرائبة كريم المحتد
يابكر آمنة المبارك بكرها
…
ولدته محصنة بسعد الاسعد
لو يعلموا ان الوصى من بعده
…
أوصى ونطفته قسيمة احمد
نورا تتنقل من خلاصة هاشم
…
إذا بايعوه هدوا لدين محمد
نورا أضاء على المدينة كلها
…
من يهد للنور المبارك يهتدي
يا رب فاجمعنا معا ونبينا
…
في جنة تثنى عيون الحسد
في جنة الفردوس فاكتبها لنا
…
يا ذا الجلال وذا العلى والسوددي
يا ويح أنصار النبي ورهطه
…
بعد المغيّب في سواء الملحد
ضاقت بالانصار البلاد فأصبحت
…
سودا وجوههم كلون الإثمد
والله أسمع ما حييت بهالك
…
الا بكيت على النبي محمد
ولقد ولدناه وفينا قبره
…
وفضول نعمته بنا لم تجحد
والله أكرمنا به وهدى به
…
أنصاره في كل ساعة مشهد
صلى الاله ومن يحف بعرشه
…
والطيبون على المبارك أحمد
(فتقوم ساعتنا) يعنى القيامة (فنلقي طيبا) يعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعني ذلك لعلمه أنه لا سبيل الى لقائه الا يوم القيامة (محضا) باهمال الحاء واعجام الضاد أي خالصا (ضرائبة) جمع ضريبة قال في القاموس هي الطبيعة (كريم المحتد) أي الاصل كما مر (يابكر آمنة) بكسر الباء أي أول ولدها وكان هو الاول والآخر صلى الله عليه وسلم (المبارك بكرها) برفعهما (محصنة) أى عفيفة (نورا) منصوب على الحال (من يهد) بضم أوله مبني للمفعول أي من يرشد ويوفق (يهتدى) يسلك طريق الهدى (ونبينا) بالنصب (تثني عيون الحسد) أى يرجعها لعدم استطاعة النظر اليها لما يترتب عليه من الحزن كما هو شأن الحسود يحزنه سرور المحسود (ما حييت) أي عشت (في سواء) بفتح المهملة والمد (الملحد) بضم الميم وفتح الحاء أى في اللحد المستوى بالتراب (ضاقت بالانصار) بحذف الهمزة لضرورة الشعر (سودا) بضم السين وبالتنوين جمع اسود (كلون الاثمد) بكسر الهمزة والميم وسكون المثلثة وهو الكحل المعروف (ولقد ولدناه) أى لان أم جده عبد المطلب منا فافتخر بذلك فناهيك بهما فخرا (وفضول) بضم الفاء والمعجمة أي زوائدا (بنا) أي فينا (مشهد) محضر وزنا ومعنى (ومن يحف بعرشه) من ملائكته المقربين (والطيبون) يعني المؤمنين (أحمد) بالكسر لضرورة الشعر