الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسلم ينظر وجهه في المرآة وربما نظر وجهه في الماء وسواه ويقول اللهم كما حسنت خلقى فأحسن خلقى وحرم وجهى على النار الحمد لله الذي سوى خلقى فعدله وأحسن صورتي وزان منى ما شان من غيري. وكان صلى الله عليه وسلم لا يفارقه في أسفاره قارورة الدهن والمكحلة والمرآة. والمشط والمقراض. والسواك والخيوط. والابرة. وكان صلى الله عليه وسلم يغسل رأسه بالسدر ويخضبه بالحناء والكتم.
[فصل وكان صلى الله عليه وسلم يحتجم بالأخدعين وبين الكتفين]
«فصل» وكان صلى الله عليه وسلم يحتجم بالأخد عين وبين الكتفين واحتجم على ظهر قدميه وهو محرم وكان يحتجم لسبع عشرة وتسع عشرة واحدى وعشرين وقال ان أفضل ما تداويتم به الحجامة. ونهى عن كسب الحجام غير محرمة وكان اذا احتجم واخذ من شعره أو ظفره بعث به الى البقيع فدفنه فيه. وروى ان عبد الله بن الزبير شرب من دم حجامته. فلم ينكر ذلك عليه وأمر صلى الله عليه وسلم بالتداوى وقال ان لكل داء دواء فاذا أصيب دواء الداء برئ باذن الله. ونهى عن التداوى بالخمر وقال ليس بدواء ولكنه داء الشارب وتقليم الاظفار والمصافحة والاخذ والعطاء (ويقول اللهم كما حسنت خلقى الي آخره) أخرجه ابن حبان في صحيحه عن عبد الله بن مسعود وأخرجه البيهقى عن عائشة وأخرجه أبو بكر بن مردويه عن أبي هريرة وعائشة (شان) بالمعجمة أى قبح (كان لا يفارقه في اسفاره الى آخره) أخرجه العقيلي عن أنس ولفظه لا يفارقه في الحضر ولا في السفر (يغسل رأسه بالسدر) أخرجه ابن سعد عن أبى جعفر مرسلا وأوله كان يسعط بالسمسم.
(فصل) في حجامته (يحتجم) في الاخدعين والكاهل وهو المراد بقول المصنف (وبين الكتفين) أخرجه الترمذى والحاكم عن ابن عباس (احتجم على ظهر قدميه وهو محرم) أخرجه البخاري وغيره (كان يحتجم لسبع عشرة الى آخره) هو تتمة حديث كان يحتجم في الاخدعين فرواته رواته (قلت) وكان يحتجم على هامته أخرجه أبو داود وابن ماجه عن أبي كبشة وأخرجه الخطيب عن ابن عمر وزاد ويسميها أم مغيث (ونهي عن كسب الحجام) أخرجه ابن ماجه عن ابن مسعود وللنسائى عن رافع بن خديج شر الكسب مهر البغى وثمن الكلب وكسب الحجام (غير محرمة) بدليل اعطائه أبا طيبة أجرة حجامته وفي هذا الحديث كراهة أكل ما اكتسب بالحجامة ونحوها من النجاسات بالنسبة الي الحر (ان لكل داء دواء الى آخره) أخرجه أحمد ومسلم عن جابر وللحاكم عن أبي سعيد ان الله تعالى لم ينزل داء الا انزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله الا السام وهو الموت (فاذا أصاب الدواء الداء برئ باذن الله) فان قال قائل نحن نجد كثيرين من المرضى يداوون فلا يبرأون فالجواب كما قال النووي انما هو لفقد العلم بحقيقة المداواة لا لفقد الدواء (ولكنه داء) زاد الطبراني عن أم سلمة ان الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم قال
وقال ان كان في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم أو شربة من عسل أو لذعة بنار وما أحب أن اكتوى. وبعث الى أبى بن كعب طبيبا فقطع منه عرقا ثم كواه عليه. وقال الحمى من فيخ جهنم فأبردوها بالماء. وقال التلبينة مجمة لفؤاد المريض تذهب بعض الحزن. وقد سبق السبكى ما يقوله الاطباء في التداوى بالخمر فشيء كان قبل التحريم وأما بعده فان الله قادر على كل شيء سلبها ما كان فيها من المنافع وقوله فيما حرم عليكم خاص بالخمر ونحوها وذلك لما يترتب عليها من السكر المترتب عليه جمل من المفاسد الدينية بخلاف غيرها من المحرمات (ان كان في شيء من أدويتكم الى آخره) أخرجه أحمد والشيخان والنسائى عن جابر (ففي شرطة محجم الى آخره) قال النووي هذا من بديع الطب عند أهله لان الامراض الامتلائية دموية أو صفراوية أو سوداوية أو بلغمية فان كانت دموية فشفاؤها اخراج الدم وان كانت من الثلاثة الباقية فشفاؤها بالاسهال بالمسهل اللائق بكل خلط منها وكأنه نبه بالعسل على المسهلات وبالحجامة على اخراج الدم بها وبالفصد وذكر الكي لانه يستعمل عند عدم نفع الادوية المشروبة ونحوها فآخر الطب الكى والشرطة بفتح المعجمة وسكون الراء شق الجلد لوضع المحجمة (لذعة) باعجام الذال واهمال العين (وما أحب أن اكتوي) وذلك لان الكي احراق بالنار وتعذيب بها وقد تعوذ صلى الله عليه وسلم من فتنة النار وعذاب النار وفي الاكتواء تعجيل لالم ما استعاذ منه. وقال النووي فيه اشارة الى تأخير العلاج بالكي حتى يضطر اليه لما فيه من استعجال الالم الشديد في دفع ألم قد يكون أخف من ألم الكى انتهي ولا بدع ان يبيح الشارع صلى الله عليه وسلم شيأ لامته ولا يفعله وذلك كاكل الضب ونحوه (وبعث الي أبيّ بن كعب طبيبا) هذا بخلاف ما في الصحيحين عن جابر ان سبب الكي انه رمي يوم الاحزاب على أكحله اذ لعل القطع كان بعد الرمي (ثم كواه عليه) ولمسلم فحسمه بالمهملتين بمعني كواه (الحمى من فيح جهنم الي آخره) هذا الحديث رواه من الصحابة ابن عباس وابن عمر وعائشة ورافع بن خديج وأسماء بنت أبي بكر وأخرجه من الحفاظ أحمد والشيخان والترمذي والنسائى وابن ماجه ولابن ماجه من حديث أبى هريرة الحمى كنز من كنز جهنم فنحوها عنكم بالماء البارد وللطبراني عن أبي امامة وأبي ريحانة الحمي كنز من جهنم فهى نصيب المؤمن من النار وللطبراني في الاوسط من حديث أنس الحمي حظ أمتي من جهنم ولابن قانع من حديث أسد بن كرز الحمى تحت الخطايا كما تحت الشجرة ورقها وقوله من فيح جهنم قيل هو على الحقيقة وقيل بل على جهة التشبيه قال في التوشيح والاول أولى (فابردوها) بهمز وصل وضم الراء وحكي الكسر يقال بردت الحمى أبردها بردا بوزن أقتل قتلا أى سكنت حرارتها وفي لغة ابردته حكاها عياض بقطع الهمزة وكسر الراء من أبرد الشيء اذا عالجه فصيره باردا (بالماء) زاد ابن ماجه البارد وفي رواية لاحمد والنسائى وابن حبان والحاكم بماء زمزم فقيل خاص به وقيل عام وليس المراد الغسل بل الرش كما في حديث أسماء فان تفسير الراوى اذا كان صحابيا مقدم على غيره سيما أسماء التي هى ممن يلازم بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم (وقال التلبينة مجمة الفؤاد المريض الى آخره) أخرجه أحمد والشيخان عن عائشة والتلبينة بفتح الفوقية وسكون اللام وكسر الموحدة حساء يجعل في دقيق أو نخالة وربما جعل فيها عسل وسميت تلبينة لشبهها باللبن في بياضها ورقتها (مجمة لفؤاد المريض) بفتح الميم والجيم ويقال بضم الميم