الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهو النقص بعد الزيادة والرجوع من حال سنى الى حال دنئ نعوذ بالله من ذلك وقال لعبد الله ابن عمرو بن العاص يا عبد الله لا تكون مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل متفق عليه.
[فصل وأما ما يقرأ في صلاة الليل]
وأما ما يقرأ في صلاة الليل فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهجد بالقرآن درسا ويطيل ويجهر ويخفي ويراعى في كل وقت ما يناسبه وأطول ما ورد في ذلك ما رويناه في صحيح مسلم عن حذيفة قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم فافتتح البقرة فقلت يقف على المائة ثم مضي فقلت يصلى بها ركعة فمضى فقلت يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مترسلا اذا مر بآية فيها تسبيح سبح واذا مر بسؤال سأل واذا مر بتعوذ تعوذ ثم ركع فجعل يقول سبحان ربى العظيم وكان ركوعه نحوا من قيامه ثم قال سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد ثم قام طويلا قريبا مما ركع ثم سجد فقال سبحان ربى الاعلى فكان سجوده عن عبد الله بن سرخس والحور بفتح المهملة الرجوع والكور بفتح الكاف آخره راء كما في رواية العذري في صحيح مسلم وكذلك هو عند الترمذي أو نون كما هو في رواية الاكثر وزعم الحربى ان عاصما وهم فيه وانما هو الكور بالراء (وهو النقص بعد الزيادة) يقال فيه حار بعد ما كار (والرجوع من حال سنى) كايمان واستقامة وصلاح (الى حال دني) ككفر وخلل وفساد أعاذنا الله من ذلك بمنه ويمنه. ما يقرأ في صلاة الليل (ما رويناه في صحيح مسلم عن حذيفة) وأخرجه عنه أيضا أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه (فقلت يقف على المائة) زاد النسائي فمضي فقلت يركع عند المائتين (ثم مضى فقلت يصلي بها ركعة) قال النووى معناه ظننت انه يسلم بها فيقسمها على ركعتين وأراد بالركعة الصلاة بكمالها وهى ركعتان قال ولا بد من هذا التأويل لينتظم الكلام بعده وعلى هذا فقوله ثم مضي معناه قرأ معظمها بحيث غلب على ظنى انه لا يركع الركعة الاولى الا في آخر البقرة فحينئذ قلت يركع الركعة الاولى بها فجاوز وافتتح النساء (ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران) قال عياض فيه دليل لمن يقول ترتيب السور اجتهاد من المسلمين حين كتبوا المصحف وانه لم يكن من ترتيب النبي صلى الله عليه وسلم بل وكله الى أمته بعده وهذا قول مالك وجمهور العلماء واختاره أبو بكر الباقلاني وقال هو أصح القولين مع احتمالها والذى يقوله أن ترتيب السور ليس بواجب في الكتابة ولا في الصلاة ولا في الدرس ولا في التلقين ولا في التعليم وانه لم يكن من النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك نص ولا حسد يحرم مخالفته وكذلك اختلف ترتيب المصاحف قبل مصحف عثمان قال فاما على قول من يقول ان ذلك بتوقيف حدده لهم كما استقر في مصحف عثمان وانما اختلف في المصاحف قبل أن يبلغهم التوقيف فتأول قراءته صلى الله عليه وسلم هنا انه كان قبل التوقيف وكانت هاتان السورتان كذا في المصحف أبي ولا خلاف أن ترتيب آيات كل سورة بتوقيف من الله تعالي على ما هى عليه الآن في المصحف وهكذا نقلته الامة عن نبيها صلى الله عليه وسلم (مترسلا)
قريبا من قيامه* قال الامام محيى الدين النووى واما الذين ختموا القرآن في ركعة فلا يحصون لكثرتهم فمنهم عثمان بن عفان وتميم الدارى وسعيد بن جبير قلت واستمر فعل كثير من السلف والخلف على سبع القرآن كل ليلة في ركعات التهجد واحسن ما يمكن الدوام عليه بغير ملل ولا اخلال ويطيقه كل أحد في عموم الأحوال اعتياد ختمتين في كل شهر أحداهما في صلاته بالليل لكل ليلة جزء والأخرى خارج الصلاة والله ولى التوفيق هذا في حق من يحفظ القرآن وأما غيره فيقرأ من السور القصار وما أمكنه وأحسن الأوراد له قراءة قل هو الله أحد في كل ركعة ثلاثا فقد ورد في الصحاح ان من قرأها ثلاثا فكأنما قرأ القرآن كله وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربما قرأ السورة في ركعة واقتصر عليها وربما قرأ سورتين أو أكثر في ركعة كما في حديث حذيفة السابق وحديث أبى لأعرف النظائر الذى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرن بينهن فذكر عشرين من المفصل أي مرتلا (من قرأها ثلاثا فكانما قرأ القرآن كله) أخرجه بهذا اللفظ العقيلى عن رجاء الغنوي وللضياء من حديث أبي هريرة من قرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فكانما قرأ ثلث القرآن ولمالك وأحمد والبخاري وأبى داود والنسائى من حديث أبي سعيد قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن وأخرجه البخاري أيضا من حديث قتادة بن النعمان وأخرجه مسلم من حديث أبي الدرداء وأخرجه الترمذى وابن ماجه من حديث أبي هريرة وأخرجه النسائي من حديث أبى أيوب وأخرجه أحمد وابن ماجه من حديث أبي مسعود الانصارى وأخرجه الطبرانى من حديث ابن مسعود ومعاذ وأخرجه أحمد من حديث أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط وأخرجه البزار من حديث جابر وأخرجه أبو عبيد من حديث بن عباس وأخرجه الطبراني والحاكم من حديث ابن عمر وزدا وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن ولمسلم في رواية ان الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاء فجعل قل هو الله أحد جزأ من أجزاء القرآن والمراد انها تعدل بثلث القرآن في الثواب وقيل ان القرآن على ثلاثة أنحاء قصص وأحكام وصفات الله تعالى وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ متمحضة للصفات فهى ثلث وجزء من ثلاثة أجزاء وقيل هذا من متشابه الحديث الذى لا يدري تأويله فائدة ورد في يس ان من قرأها مرة فقد قرأ القرآن عشر مرات أخرجه البيهقي من حديث أبي هريرة وورد في اذا زلزلت انها تعدل نصف القرآن أخرجه الترمذي والحاكم في المستدرك من حديث ابن عباس قال الحاكم صحيح الاسناد وورد في اذا جاء نصر الله انها تعدل ربع القرآن كقل يا أيها الكافرون أخرجه الترمذى من حديث أنس بن مالك وقال حديث حسن (وحديث أبى لا عرف النظائر الي اخره) قاله ابن مسعود للرجل الذى قال لابي لا قرأ المفصل في ركعة والرجل هو نهيك بن سنان كما عند مسلم (يقرن) بضم الراء على الصحيح وفي لغة بكسرها (عشرين من المفصل) أى معظمها فلا ينافي ما في رواية
في عشر ركعات وربما غشيه البكاء في تهجده وخنقته العبرة وقام ليلة حتى أصبح بقوله إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ* وروى مثل ذلك عن عمر انه صلى بالناس صلاة الصبح فلما أتى على قوله تعالى نَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ
خنقته العبرة فبكى حتى سمع نشيجه المأمومون وقام تميما الدارى بقوله تعالى. أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ
. وقام سعيد بن جبير بقوله تعالى. وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ
أخرى في مسلم ثمانية عشر من المفصل وسورتين من آل حم قال النووي وفيه دليل على ان المفصل ما بعد آل حم والمراد بآل حم السورة التى أولها حم كقولك فلان من آل فلان قال عياض ويجوز أن يكون المراد حم نفسها كما قال في الحديث من مزامير آل داود أي داود نفسه انتهي قال العلماء القرآن السبع الطوال ثم رواية المائين وهو ما كان في السورة منها مائة آية ونحوها ثم الثاني ثم المفصل وقد سبق الخلاف في أوله وورد بيان هذه السور في رواية عند أبى داود من طريق أبي اسحاق عن علقمة والاسود عنه وفي أخري عند ابن خزيمة من طريق أبي خالد الاحمر عن الاعمش عنه الرحمن والنجم في ركعة واقتربت والحاقة في ركعة والطور والذاريات في ركعة والواقعة ونون في ركعة وسأل سائل والنازعات في ركعة وويل للمطففين وعبس في ركعة والمدثر والمزمل في ركعة وهل أتى ولا أقسم في ركعة وعم والمرسلات في ركعة والدخان واذا الشمس كورت في ركعة وليس في هذه الرواية من آل حم سورة (في عشر ركعات) قال عياض هذا صحيح موافق لرواية عائشة وابن عباس ان قيام النبي صلى الله عليه وسلم كان احدي عشرة بالوتر (بقوله تعالى) حكاية عن قول عيسي يوم القيامة (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ) أي على معاصيهم (فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ) ولا اعتراض على المالك فيما يصنع بالعبيد (وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ) ما دون الشرك أو هو بان توفقهم للاسلام (فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ) الملك (الْحَكِيمُ) في القضاء وقرأ ابن مسعود الغفور الرحيم ليناسب وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ وعلى قراءة الجمهور فيه تقديم وتأخير تقديره إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (فلما أتى على قوله تعالى) حكاية عن قول يعقوب (َّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي) هما مترادفان لان البث أشد من الحزن فهو أخص منه فمن ثم قدمه ومعناه انما أشكو حزني الشديد على يوسف وحزني الذى على بنيامين أخيه لان حزنه عليه كان دون حزنه على يوسف كذا ظهر لى (أَمْ حَسِبَ) أى احسب والميم زائدة (الَّذِينَ اجْتَرَحُوا) أي اكتسبوا (السَّيِّئاتِ) أي المعاصى (أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) قال المفسرون نزلت هذه الآية في نفر من قريش قالوا للمؤمنين لئن كان ما يقولون حقا لنفضلن عليكم في الآخرة كما فضلنا في الدنيا (وَامْتازُوا) أي اعتزلوا من الصالحين قاله مقاتل أو تميزوا قاله أبو العالية أو كونوا على حدة قاله السدى أو انفردوا عن المؤمنين قاله الزجاج والخلاف لفظى والمعني كله متقارب (الْيَوْمَ) يعنى يوم القيامة (أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ) أى الكافرون قال الضحاك ان لكل كافر بيتا في النار يدخل ذلك البيت ويردم بابه