الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اليه منا أباه وأمه والله انى أخاف أن يضاعف للعاصى منا العذاب ضعفين والله اني لارجو أن يؤتى المحسن منا أجره مرتين. ونحو منه ما روى عن الحسن بن على وهو الناصر الاطروش رضى الله عنهما. وما ورد في قوله تعالى وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ. وقوله صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة لا أغني عنك من الله شيئا مبين عن ذلك والله اعلم.
[الفصل الثانى في فضل اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم]
(الفصل الثانى) في فضل اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ الى آخر السورة وقال تعالى وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وقال لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ وقال مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ والآيات في هذا المعنى كثيرة وتقدم كثير منها ومن الاحاديث في هذا الكتاب وسنزيد هنا تكرارا وبيانا عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل اصحابى كمثل الملح لا يصلح الطعام الا به وقال صلى الله عليه وسلم اصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم وقال الله الله في اصحابى لا تتخذوهم غرضا بعدى فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضى أبغضهم ومن آذاهم بتقديم الراء على الزاى (عن الحسن بن على) بن الحسين بن على بن عمر الاشرف بن زين العابدين بن على ابن الحسين (وهو الناصر) لقب له (الاطروش) بضم الهمزة والراء بينهما مهملة ساكنة آخره معجمة أى الاصم والطرش الصمم (الفصل الثاني) محمد رسول الله قال البغوي تم الكلام هاهنا قال ابن عباس شهد له بالرسالة ثم قال مبتدئا (والذين معه) وهذه واو الاستئناف أى والذين معه من المؤمنين (أشداء على الكفار) أي غلاظ عليهم لا يأخذهم فيهم رأفة (رحماء بينهم) أي متعاطفون متوادون يود بعضهم بعضا كالوالد مع الولد (والسابقون الاولون من المهاجرين) وهم الذين صلوا لى القبلتين أو من شهد بدرا أو من شهد بيعة الرضوان أقوال (و) السابقون الاولون من الانصار هم الذين بايعوا ليلة العقبة (لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك) بالحديبية على ان يناجزوا قريشا ولا يفروا (تحت الشجرة) وكانت سمرة كما سبق (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) أي قاموا بما عاهدوا الله عليه ووفوا به (تكرارا) بفتح التاء مصدر وكسرها اسم قال الحريرى وجميع المصادر التى جاءت على بفعال بفتح التاء الا قولهم تبيان وتلقاء (مثل أصحابي كمثل الملح الى آخره) أخرجه ابن ماجه من حديث أنس (وقال أصحابي كالنجوم) أخرجه رزين من حديث عمر وأوله سألت ربي عز وجل عن اختلاف أصحابي من بعدي فأوحي الي يا محمد ان أصحابك عندي بمنزلة النجوم في السماء بعضها أقوى من بعض ولكل نور فمن أخذ بشيء مما هم عليه من اختلافهم فهو عندي على هدى قال وقال أصحابي كالنجوم الى آخره (الله الله في أصحابي الى آخره) أخرجه الترمذي من حديث عبد الله بن معقل المزني وقوله الله الله بالنصب باضمار اتقوا واحذروا (عرضا)
فقد آذانى ومن آذانى فقد آذى الله ومن آذى الله يوشك ان يأخذه. وقال لا تسبوا اصحابى فلو انفق احدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه. وقال من سب أحد اصحابى فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا وقال اذا ذكر أصحابى فامسكوا وقال مالك وغيره من بغض الصحابة وسبهم فليس له فيء المسلمين نصيب ونزع بآية الحشر وقال من غاظه أصحاب محمد فهو كافر وقال الله تعالى لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وقال عبد الله بن المبارك خصلتان من كانتا فيه نجا الصدق وحب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وقال أيوب السختيانى من أحب أبا بكر فقد أقام الدين ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل ومن أحب عثمان فقد استضاء بنور الله ومن أحب عليا فقد أخذ بالعروة الوثقى ومن أحسن الثناء على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقد برىء من النفاق ومن أبغض واحدا منهم فهو مبتدع مخالف للسنة والسلف الصالح وأخاف ان لا يصعد له عمل الى السماء حتى يحبهم جميعا ويكون قلبه سليما. وقال صلى الله عليه وسلم أيها الناس ان الله غفر لاهل بدر والحديبية أيها الناس احفظوني في أصحابى وأصهارى واختانى لا يطالبنكم أحد منهم بمظلمة فانها مظلمة لا توهب في القيامة غدا. وقال رجل للمعافي بن عمران ابن عمر بن عبد العزيز من معاوية فغضب وقال بفتح المعجمة والراء هو الهدف الذى يرمي اليه أي لا تجعلوهم مواقع لسهام سبكم (يوشك) يقرب (ان يأخذه) أي يخذله ولا يوفقه لخير يقال فلان مأخوذ اذا كان كذلك (لا تسبوا أصحابي) سبق الكلام عليه في غزوة ذات السلاسل (من سب أحد أصحابى الى آخره) أخرجه البيهقى من حديث ابن عباس (اذا ذكر أصحابي فامسكوا) تتمته واذا ذكرت النجوم فامسكوا واذا ذكر القدر فامسكوا أخرجه الطبراني بسند حسن من حديث ابن مسعود وثوبان وأخرجه ابن أبى عدى من حديث عمر (ونزع) أي أخذ منه ألفيء (بآية الحشر) أى قوله يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الآية فثبت ألفىء لمن اتصف ممن جاء من بعدهم بالدعاء لهم ومحبتهم دون من أبغضهم وسبهم (وقال أيوب) هو أبو بكر بن أبى تميمة واسمه كيسان بصري تابعي ولد سنة ست أو ثمان وستين ومات سنة احدى وثلاثين ومائة وانما قيل له السختياني نسبة الي عمل السختيان وبيعه وهو الجلود الضانية قاله السمعاني وقال الصاغاني في العباب السختيان جلد الماعز المدبوغ فارسي معرب وهو بفتح المهملة وسكون المعجمة وكسر الفوقية ويقال بفتحها أيضا ويقال أيضا بفتح السين وضمها (أيها الناس ان الله غفر لاهل بدر والحديبية الى آخره) أخرجه البغوي والطبراني وأبو نعيم في المعرفة وابن عساكر من حديث عياض الانصاري (واختانى) بالمعجمة والفوقية والنون أى اصهاري (للمعافي) بضم الميم وفتح الفاء (ابن) بفتح الهمزة وسكون التحتية (عمران ابن عبد العزيز من معاوية)