الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثمين وأصدقها رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين بكرة ولا تضادّ بين هذا وبين ما يقال ان أبا طالب أصدقها اذ يجوز أن يكون أبو طالب أصدقها وزاد صلى الله عليه وسلم ذلك فى صداقها فكان الكل صداقا وقد ذكر الدولابى وغيره أنّ النبىّ صلى الله عليه وسلم أصدق خديجة اثنتى عشرة أوقية ذهب وفى المنتقى الصداق أربعمائة دينار ويكون ذلك أيضا زيادة على ما تقدّم*
(ذكر وليمته صلى الله عليه وسلم
* ذكر الملا فى سيرته أنّ النبىّ صلى الله عليه وسلم لما تزوّج خديجة ذهب ليخرج فقالت له خديجة الى أين يا محمد اذهب وانحر جزورا أو جزورين وأطعم الناس ففعل ذلك صلى الله عليه وسلم وهى أوّل وليمة أولها صلى الله عليه وسلم* وفى المنتقى فأمرت خديجة جواريها أن يرقصن ويضربن بالدفوف وقالت يا محمد مر عمك أبا طالب ينحر بكرة من بكراتك وأطعم الناس على الباب وهلمّ فقل مع أهلك فأطعم الناس ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مع أهله خديجة فأقر الله عينه وفرح أبو طالب فرحا شديدا وقال الحمد لله الذى اذهب عنا الكروب ودفع عنا الهموم وعاشت خديجة بعد النكاح اربعا وعشرين سنة وخمسة اشهر وثمانية ايام وقيل خمس عشرة سنة قبل الوحى والباقية بعده وولدت للنبىّ صلى الله عليه وسلم أولاده كلهم الا ابراهيم فانه من مارية القبطية وستجىء وفاة خديجة فى الموطن الخامس من حوادث السنة العاشرة من النبوّة*
(ذكر تزوّجه عليه السلام أمّهات المؤمنين
وعددهنّ اجمالا وسيجىء تفضيل كل منهنّ فى محله ان شاء الله تعالى) * قال المحب الطبرى فى السمط الثمين فى مناقب أمّهات المؤمنين جملة المشهورات المتفق عليهنّ احدى عشرة امرأة ست من قريش وأربع عربيات وواحدة غير عربية من بنى اسرائيل من سبط هارون ابن عمران تزوّج رسول الله صلى الله عليه وسلم أوّلا خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى ابن قصى بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤى القرشية الاسدية أمّها فاطمة بنت زائدة بن الاصم وهى سيدة النساء وأسبقها نكاحا واسلاما وقد سبق ذكر تزوّجها وصداقها قريبا ولا خلاف فى ان أوّل امرأة تزوّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة ولم يتزوّج قبلها ولا عليها حتى ماتت واختلفوا فى ترتيب البواقى مع الاتفاق على نكاح جملتهنّ* وفى المواهب اللدنية وخرج الامام أحمد عن ابن عباس انه صلى الله عليه وسلم قال أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم ابنة عمران وآسية امرأة فرعون قال شيخ الاسلام زكريا الانصارى فى بهجة الحاوى وأفضلهنّ خديجة وعائشة وفى أفضلهما خلاف صحح ابن العماد تفضيل خديجة لما ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال لعائشة حين قالت له قد رزقك الله خيرا منها لا والله ما رزقنى الله خيرا منها آمنت بى حين كذبنى الناس وأعطتنى مالها حين حرمنى الناس وسئل ابن داود أيهما أفضل فقال عائشة أقرأها النبىّ صلى الله عليه وسلم السلام من جبريل وخديجة أقرأها جبريل من ربها السلام على لسان محمد فهى أفضل قيل له فمن أفضل خديجة أم فاطمة قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فاطمة بضعة منى فلا أعدل ببضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا ويشهد له قوله صلى الله عليه وسلم أما ترضين أن تكونى سيدة نساء أهل الجنة الا مريم واحتج من فضل عائشة بأنها فى الآخرة مع النبىّ صلى الله عليه وسلم فى الدرجة وفاطمة مع علىّ فيها وسئل السبكى عن ذلك قال الذى نختاره وندين الله به أن فاطمة بنت محمد أفضل ثم أمّها خديجة ثم عائشة وأما خبر الطبرانى خير نساء العالمين مريم ابنة عمران ثم خديجة بنت خويلد ثم فاطمة بنت محمد ثم آسية امرأة فرعون فأجاب عنه ابن العماد بأن خديجة انما فضلت فاطمة باعتبار الامومة لا باعتبار السيادة واختار السبكى ان مريم أفضل من خديجة لهذا الخبر وللاختلاف فى نبوّتها* قال القونوى فى شرح عقيدة الطحاوى لا بدّ وأن يكون الرسول ذكر اخلافا
للاشعرى فانه يجوّز ذلك للنساء* قال ابن حجر ومن النساء من نبئ وهنّ ست حوّاء وسارة وهاجر ومريم وأمّ موسى وآسية امرأة فرعون* وفى قصيدة بدء الامالى* وما كانت نبيا قط انثى وفى شرحها وقد وقع الاختلاف فى نبوّة أربع نسوة مريم وآسية وسارة وهاجر والصحيح عدم نبوّتهنّ ومن قال ان مريم كانت نبيا فقد ردّ قوله* وفى أنوار التنزيل الاجماع على أنه لم تستنبأ امرأة لقوله تعالى وما أرسلنا من قبلك الا رجالا الآية انتهى* وقال أبو أمامة بن النقاش ان سبق خديجة وتأثيرها فى أوّل الاسلام وموازرتها ونصرتها وقيامها لله بمالها ونفسها لم يشركها فيه أحد لا عائشة ولا غيرها من أمّهات المؤمنين وتأثير عائشة فى آخر الاسلام وحمل الدين وتبليغه الى الامّة وادراكها من الامّة لم يشركها فيه أحد لا خديجة ولا غيرها مما تميزت به عن غيرها* وتزوّج عائشة بنت أبى بكر ابن أبى قحافة القرشية بمكة وهى بنت ست سنين وقيل سبع ودخل بها فى المدينة وهى بنت تسع وقيل عشر سنين وكان مولدها سنة أربع من النبوّة قاله مغلطاى وغيره كذا فى المواهب اللدنية وأمّها أمّ رومان بنت عامر بن عويمر وتكنى عائشة أمّ عبد الله بعبد الله بن الزبير ابن اختها أسماء بنت أبى بكر وهو الصحيح* ويروى أنها أسقطت من النبىّ صلى الله عليه وسلم سقطا ولم يثبت زوّجها منه أبوها وأصدقها أربعمائة درهم وكانت أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت اذا هوت الشىء تابعها عليه وفقدها عليه السلام فى بعض أسفاره فقال واعروساه خرجه أحمد كذا فى المواهب اللدنية وسودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس القرشية أمّها شموس بنت قيس بن زيد زوّجه اياها سليط ابن عمرو ويقال أبو حاطب بن عمرو بن عبد شمس وأصدقها أربعمائة درهم وكانت قبل النبىّ صلى الله عليه وسلم تحت ابن عم لها يقال له سكران بن عمرو تزوّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة بعد موت خديجة قبل أن يعقد صلى الله عليه وسلم على عائشة هذا قول قتادة وأبو عبيدة ولم يذكر ابن قتيبة غيره وقال عبد الله بن محمد بن عقيل تزوّجها بعد عائشة روى القولان عن ابن شهاب* وحفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل القرشية أمّها زينب بنت مظعون بن حبيب زوّجها أبوها وأصدقها أربعمائة درهم وكانت قبل النبىّ صلى الله عليه وسلم تحت حبيش بن حذافة السهمى فهاجرت معه الى المدينة فمات بها عنها بعد الهجرة عند مقدم النبىّ صلى الله عليه وسلم من بدر فخلف عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم* وزينب بنت خزيمة بن الحارث العربية الهلالية وكانت اخت ميمونة بنت الحارث لامّها زوّجه اياها قبيصة بن عمرو الهلالى وأصدقها أربعمائة درهم وكانت قبل النبىّ صلى الله عليه وسلم تحت عبد الله بن جحش قتل يوم أحد وقيل يوم بدر كما سيجىء* وامّ سلمة هند وقيل رملة والاوّل أصح بنت أبى أمية سهيل ويعرف بزاد الراكب القرشية امّها عاتكة بنت عامر بن ربيعة بن مالك بن خزيمة بن علقمة بن فراس ومن قال عاتكة بنت عبد المطلب فجعلها بنت عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أخطأ وانما هى بنت زوجها وأخواها لابيها عبد الله وزهيرا بنا عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت امّ سلمة من أجمل النساء خرجه أبو جهم العلاء الباهلى* وقال أبو عمرو تزوّج رسول الله صلى الله عليه وسلم امّ سلمة سنة اثنتين بعد وقعة بدر عقد عليها فى شوّال وبنى بها فى شوّال والله أعلم وكانت قبل النبىّ صلى الله عليه وسلم عند ابى سلمة بن عبد الاسد وأمّه عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم برّة بنت عبد المطلب فولدت له سلمة وعمرا ورقية وزينب ذكره ابن اسحاق وسيجىء تفصيل نكاحها ووفاتها وذكر أولادها فى الموطن الرابع زوّجه اياها ابنها سلمة وأصدقها فراشا حشوه ليف وقدحا وصحفة ومجشة وذكر الملافى سيرته أن ابنها حال تزويجها كان غلاما لم يبلغ
ولا أراه يصح والله تعالى أعلم وكانت قبل النبىّ صلى الله عليه وسلم عند أبى سلمة بن عبد الاسد* وزينب بنت جحش بن رباب العربية أمّها أميمة
بنت عبد المطلب كان رسول الله صلى الله عليه وسلم زوّجها من زيد بن حارثة فلما طلقها زيد تزوّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة خمس من الهجرة وقيل سنة ثلاث زوّجه اياها أخوها ابو أحمد ابن جحش وأصدقها اربعمائة درهم* وجويرية بنت الحارث بن ابى ضرار الخزاعية المصطلقية العربية قال ابن هشام اشتراها صلى الله عليه وسلم من ثابت بن قيس واعتقها وتزوّجها وأصدقها أربعمائة درهم ويقال أسلم أبوها وزوّجه اياها وأصدقها أربعمائة درهم* وأمّ حبيبة رملة بنت أبى سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس القرشية الاموية أمّها صفية بنت ابى العاص عمة عثمان بن مظعون زوّجه اياها خالد بن سعيد بن العاص بالحبشة وأصدقها النجاشى عنه أربعمائة دينار وهو الذى خطبها على النبىّ صلى الله عليه وسلم وكانت قبل النبىّ صلى الله عليه وسلم عند عبيد الله بن جحش* وصفية بنت حيى بن اخطب الغير العربية من بنى اسرائيل من سبط هارون بن عمران من بنى النضير امّها برّة بنت شمول وكانت قبل النبىّ صلى الله عليه وسلم عند سلام بن مشكم وكان شاعرا ثم خلف عليها كنانة ابن أبى الحقيق وكان شاعرا أيضا قتل يوم خيبر ثم تزوّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فى سنة سبع من الهجرة وكانت من سبايا خيبرا صطفاها لنفسه وجعل عتقها صداقها* وميمونة بنت الحارث العربية الهلالية أمّها هند بنت عوف بن زهير كان اسمها برّة سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة وهى خالة ابن عباس وخالد بن الوليد واخواتها أمّ الفضل لبابة الكبرى زوج العباس بن عبد المطلب أمّ عبد الله بن عباس ولبابة الصغرى زوج الوليد بن المغيرة المخزومى أمّ خالد بن الوليد وعصماء بنت الحارث كانت تحت أبى بن خلف الجمحى فولدت له أبا أبى وعزة بنت الحارث كانت تحت زياد بن عبد الله بن مالك الهلالى فهؤلاء اخواتها لابيها واخواتها لامّها اسماء بنت عميس كانت تحت جعفر بن أبى طالب فولدت له عبد الله ومحمدا وعونا ثم خلف عليها ابو بكر فولدت له محمدا ثم خلف عليها علىّ فولدت له يحيى وسلمى بنت عميس اخت اسماء كانت تحت حمزة بن عبد المطلب فولدت له امة الله بنت حمزة ثم خلف عليها شدّاد بن اسامة بن الهادى الليثى فولدت له عبد الله وعبد الرحمن وسلامة بنت عميس اخت اسماء كانت تحت عبد الله بن كعب بن منبه الخثعمى وزينب بنت خزيمة زوج النبىّ صلى الله عليه وسلم ذكر جميعه ابو عمرو* وكان يقال اكرم عجوز فى الارض أصهارا هند بنت عوف أصهارها رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو بكر الصدّيق وحمزة والعباس ابنا عبد المطلب وجعفر وعلى ابنا أبى طالب وشدّاد بن الهادى ذكره ابو سعيد فى شرف النبوّة كذا فى السمط الثمين زوّجه اياها العباس بن عبد المطلب وأصدقها العباس عنه اربعمائة درهم* هذا ما نقله ابن اسحاق من انّ صداقه صلى الله عليه وسلم لاكثر نسائه اربعمائة درهم وقد روى مسلم عن عائشة قالت كان صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم لاكثر نسائه اثنتى عشرة اوقية ونشا قالت اتدرى ما النش قلت لا قالت نصف اوقية فذلك خمسمائة درهم فذاك صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم لازواجه وهذا اولى بالصحة لانه متفق على صحته ولان راويه معه زيادة علم كذا فى السمط الثمين* وماتت خديجة وزينب بنت خزيمة فى حياته وتوفى صلى الله عليه وسلم عن التسع البواقى بلا خلاف وعن امّ ولد هى مارية بنت شمعون القبطية امّ ابراهيم وقد ذكر أنه صلى الله عليه وسلم تزوّج نسوة غير من تقدّم ذكره وجملتهنّ اثنتا عشرة امرأة* الاولى الواهبة نفسها للنبىّ صلى الله عليه وسلم واختلف من هى فقيل امّ شريك القرشية العامرية اسمها غزية بضم الغين المعجمة وفتح الزاى وتشديد المثناة التحيّة بنت داود كذا فى المواهب اللدنية* وفى بعض الكتب بنت دودان وقيل بنت جابر بن عوف من بنى عامر بن لؤى وكان ذلك بمكة وكانت قبله صلى الله عليه وسلم تحت ابى العسكر بن تميم بن الحارث الازدى فولدت له شريكا وقيل
كانت تحت الطفيل بن الحارث فولدت له شريكا والاوّل اصح وطلقها النبىّ صلى الله عليه وسلم واختلف فى دخوله بها وقيل هى امّ شريك غزية الانصارية من بنى النجار* قال ابو عمرو الصواب غزيلة وقد عدّها احمد بن صالح المصرى فى ازواج النبىّ صلى الله عليه وسلم هذا ما ذكره ابو عمرو وما خلا الطلاق فحكاه الفضائلى الرازى* وقال صاحب الصفوة هى امّ شريك غزية بنت جابر الدوسية قال والاكثرون على انها هى التى وهبيت نفسها للنبىّ صلى الله عليه وسلم فلم يقبلها فلم تتزوّج حتى ماتت وعن ابن عباس وهبت نفسها للنبىّ صلى الله عليه وسلم بغير مهر فقبلها ودخل عليها خرجه فى الصفوة وذكر ابن قتيبة فى المعارف عن أبى اليقظان قال ابن الواهبة نفسها للنبىّ صلى الله عليه وسلم خولة بنت حكيم السلمى ويجوز أن تكونا وهبتا انفسهما من غير تضادّ* عن عروة بن الزبير قال كانت خولة بنت حكيم من اللائى وهبن أنفسهنّ للنبىّ صلى الله عليه وسلم فقالت عائشة أما تستحيى المرأة ان تهب نفسها للرجل فلما نزلت ترجئ من تشاء منهنّ وتؤوى اليك الآية قالت عائشة يا رسول الله ما أرى ربك الا يسارع فى هواك رواه الشيخان وهذه خولة هى زوجة عثمان بن مظعون ويجوز أن يكون وقع منها ذلك قبل عثمان وكذلك حكاه الفضائل الرازى قال فلما ارجأها النبىّ صلى الله عليه وسلم تزوّجها عثمان ويجوز أن يكون وقع ذلك منها بعد وفاته* وفى الكشاف وغيره من التفاسير اختلف فى انه هل اتفق أن تهب امرأة نفسها للنبىّ صلى الله عليه وسلم ولم تطلب مهرا أم لا عن ابن عباس لم يكن عنده أحد منهنّ* وآية وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبىّ بيان حكم فى المستقبل والقائل باتفاق ذلك ذكر أربعا ميمونة بنت الحارث وزينب بنت خزيمة الانصارية وامّ شريك بنت جابر وخولة بنت حكيم* الثانية خولة بنت الهذيل بن هبيرة تزوّجها صلى الله عليه وسلم فيما ذكره الجرجانى فى النسابة وهلكت فى الطريق قبل وصولها اليه ذكره أبو عمرو وأبو سعيد* الثالثة عمرة بنت يزيد ابن الجون بفتح الجيم الكلابية ثم الوحيدية وقيل عمرة بنت يزيد بن عبيد بن أوس بن كلاب الكلابية* قال أبو عمرو هذا اصح تزوّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعوّذت منه حين أدخلت عليه فقال لها لقد عذت بمعاذ فطلقها وأمر صلى الله عليه وسلم اسامة بن زيد فمتعها بثلاثة أثواب* قال أبو عمرو هكذا روى عن عائشة رضى الله عنها وقال قتادة كان ذلك فى امرأة من بنى سليم وقال أبو عبيدة انما ذلك لاسماء بنت النعمان بن الجون وهكذا ذكره ابن قتيبة وسيأتى ان شاء الله تعالى وقال فى عمرة هذه ان أباها وصفها للنبىّ صلى الله عليه وسلم ثم قال وأزيدك انها لم تمرض قط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لهذه عند الله من خير ثم طلقها* وفى المنتقى قال عمرة هذه بنت القرطا وقيل انه تزوّجها فقال أبوها ذلك فطلقها ولم يبن بها* الرابعة أسماء بنت النعمان بن الجون بفتح الجيم ابن شراحيل* وفى المنتقى وقيل أميمة بنت النعمان بن شراحيل وقيل بنت النعمان بن الاسود بن الحارث بن شراحيل من كندة وأجمعوا على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوّجها واختلفوا فى قصة فراقه صلى الله عليه وسلم لها فقال قتادة وأبو عبيدة انه صلى الله عليه وسلم لما دعاها قالت تعال انت وأبت أن تجىء* وقال بعضهم قالت أعوذ بالله منك فقال صلى الله عليه وسلم قد عذت بمعاذ وقد أعاذك الله منى* وفى المنتقى أعذتك ألحقى باهلك وعن عائشة رضى الله عنها قال ان ابنة الجون لما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودنا منها قالت أعوذ بالله منك فقال صلى الله عليه وسلم لقد عذت بعظيم ألحقى بأهلك أخرجه البخارى وقيل ان نساءه صلى الله عليه وسلم علمنها ذلك فانها كانت من أجمل النساء فخفن أن تغلبهنّ عليه فقلن لها انه يحب اذا دنا منك أن تقولى أعوذ بالله منك فلما دنا منها قالت أعوذ بالله منك فقال صلى الله عليه وسلم قد عذت بمعاذ وطلقها ثم
سرحها الى أهلها وكانت تسمى نفسها الشقية* وقال الحرجانى قلن لها اذا
أردت أن تحظى عنده تعوّذى بالله منه فقالت ذلك فصرف وجهه صلى الله عليه وسلم عنها وقال لها ألحقى بأهلك فخلف عليها المهاجر بن أبى أمية المخزومى فأراد عمر رضى الله عنه أن يحدّها فقالت لم يدخل بى وأقامت له البينة على ذلك ثم خلف عليها قيس بن مكشوح المرادى* وقال أبو اليقظان فيما حكاه ابن قتيبة لما دخل عليها قال لها هبى لى نفسك قالت وهل تهب المليكة نفسها للسوقة فأهوى بيده ليضعها عليها لتسكن فقالت أعوذ بالله منك فقال صلى الله عليه وسلم لقد عذت بمعاذ ثم سرّحها ومتعها وقيل المتعوّذة امرأة غيرها* قال أبو عبيدة ويجوز أن تكونا تعوّذتا منه صلى الله عليه وسلم وقال آخرون كان بأسماء وضح فقال ألحقى بأهلك* قال ابن شهاب فارق رسول الله صلى الله عليه وسلم أخت بنى الجون من أجل بياض كان بها* قال أبو عمرو والاختلاف فى الكندية كثير جدّا وقد قيل فى اسمها أمية ولم يذكر ابن قتيبة غيره وقيل أمامة والوجهان حكاهما أبو عمرو* الخامسة مليكة بنت كعب الليثية قال أبو سعيد ولما دخل صلى الله عليه وسلم عليها قال لها هبى لى نفسك القصة المتقدّمة آنفا الى آخرها عن ابن قتيبة وحكاها أبو سعيد فى هذه والاصح أنها تعوّذت من النبىّ صلى الله عليه وسلم ففارقها قبل أن يدخل بها وقيل دخل بها وماتت عنده حكاه الفضائلى والاوّل أصح* السادسة فاطمة بنت الضحاك بن سفيان الكلابى تزوّجها صلى الله عليه وسلم بعد وفاة ابنته زينب وخيرها حين نزلت آية التخيير فاختارت الدنيا ففارقها صلى الله عليه وسلم فكانت بعد ذلك تلتقط البعر وتقول هى الشقية اختارت الدنيا هكذا رواه ابن اسحاق* قال أبو عمرو وهذا عندنا غير صحيح لان ابن شهاب يروى عن عروة عن عائشة قالت ان النبىّ صلى الله عليه وسلم حين خيرت أزواجه بدأ بها فاختارت الله ورسوله وتابع أزواج النبىّ صلى الله عليه وسلم على ذلك* وقال قتادة وعكرمة كان عنده صلى الله عليه وسلم عند التخيير تسع نسوة وهنّ اللواتى توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهنّ وقد قيل ان الضحاك بن سفيان عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته وقال انها لم تصدع قط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حاجة لى بها وقيل انه صلى الله عليه وسلم تزوّجها سنة ثمان ذكر ذلك كله أبو عمرو وأبو سعيد وبعضه عند ابن قتيبة* وفى المنتقى وقيل انها هى التى قالت أعوذ بالله منك فقال صلى الله عليه وسلم قد عذت بمعاذ* السابعة غالية بنت ظبيان بن عمر بن عوف الكلابية تزوّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت عنده ما شاء الله تعالى ثم طلقها وقلّ من ذكرها ذكر ذلك أبو عمرو وقال أبو سعيد طلقها صلى الله عليه وسلم حين أدخلت عليه* الثامنة قتيلة بضم القاف وفتح المثناة الفوقية وسكون المثناة التحتية بنت قيس بن معدى كرب الكندية اخت الاشعث بن قيس الكندى ويقال قيلة والصواب قتيلة زوّجه اياها أخوها فى سنة عشر ثم انصرف الى حضر موت فحملها وقبض صلى الله عليه وسلم فى سنة احدى عشرة قبل قدومها عليه من بلدها حضر موت وقبل خروجها من اليمن وقبل دخوله بها قاله الجرجانى وقيل تزوّجها صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بشهرين قال قائلون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بشهرين أوصى بأن تخير فان شاءت ضرب عليها الحجاب فكانت من أمّهات المؤمنين وان شاءت الفراق فلتنكح من شاءت فاختارت النكاح فتزوّجها عكرمة بن أبى جهل بحضر موت فبلغ ذلك أبا بكر فقال هممت أن أحرق عليها بيتها فقال له عمر ما هى من أمّهات المؤمنين ما دخل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ضرب عليها الحجاب* وقال بعضهم لم يوص فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بشىء ولكنها ارتدت حين ارتد أخوها وبذلك احتج عمر على أبى بكر انها ليست من امّهات المؤمنين بارتدادها ولم تلد لعكرمة وفيها اختلاف كثير ذكر ذلك كله أبو عمرو وبعضه أبو سعيد والفضائلى الرازى التاسعة سبأ بنت أبى الصلت السلمية تزوّجها رسول الله
صلّى الله عليه وسلم