الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تقع النبل فى ظهره وهو منحن عليه حتى كثر فيه النبل وفى المواهب اللدنية وهو لا يتحرّك وفى المنتقى كانت النبل تتابع فى ظهره وهو منحن عليه ورمى سعد بن ابى وقاص دون رسول الله قال سعد فلقد رأيته يناولنى النبل وهو يقول ارم فداك ابى وامى حتى انه ليناولنى السهم بلا نصل فيقول ارم به وفى رواية ورمى سعد بن ابى وقاص حتى اندقت سية قوسه ونثل له النبىّ صلى الله عليه وسلم كنانته فقال له ارم فداك أبى وامى وفى المشكاة عن علىّ قال ما سمعت النبىّ صلى الله عليه وسلم جمع ابويه لاحد الا لسعد بن مالك فانى سمعته يقول يوم أحد يا سعد ارم فداك ابى وامى متفق عليه* وروى ان بعض المشركين يوم احد كانوا يرمون بالنبل فى وجوه المسلمين منهم حبان بن قيس بن عرفة اخو بنى عامر وابو أسامة الجشمى فأمر النبىّ صلى الله عليه وسلم سعد بن ابى وقاص أن يرمى فى وجوههم فيقول ارم يا سعد فداك ابى وامى فرمى ابن عرفة فأصاب ذيل امّ ايمن وكانت فى العسكر فانكشف ذيلها فضحك ابن عرفة ضحكا شديدا فثقل ذلك على النبىّ صلى الله عليه وسلم فناول سعد اسهما وامره أن يرميه فرماه سعد فلم يخطئ ثغرة نحره فوقع لظهره وانكشفت عورته فضحك النبىّ صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه وقال استعاض لها سعد ودعا لسعد فقال اللهم سدّد رميته وأجب دعوته رواه فى شرح السنة فصار سعد مجاب الدعوة حتى يتبرّك بدعائه وظاهر هذا مخالف لما سيجىء فى غزوة الخندق فى الموطن الخامس من ان حبان بن عرفة هو الذى رمى سعد بن معاذ فى أكحله* وعن أنس أنه قال لما كان يوم أحد انهزم الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة كان قائما بين يديه يترس معه بترس واحد وكان أبو طلحة راميا شديد الرمى والنزع فكسر يومئذ قوسين أو ثلاثا وكان الرجل يمر بجعبته من النبل فيقول النبىّ صلى الله عليه وسلم انثرها لابى طلحة وكان اذا رمى يشرف النبى لينظر الى موضع نبله فيقول أبو طلحة بأبى أنت وأمى يا رسول الله لا تشرف يصبك سهم من سهام القوم نحرى دون نحرك*
معجزة فى انقلاب العود سهما والعصا سيفا
وفى الصفوة وكان رسول الله يرفع رأسه من خلفه ينظر الى مواقع نبله فتطاول أبو طلحة بصدره يقى به رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول يا رسول الله نحرى دون نحرك انتهى وكان قد جعل نفسه وقاية له ونثر سهامه كلها على الارض وكان رجلا شديد النزع صيتا وكان فى كنانته يومئذ خمسون سهما وكان كلما رمى بسهم يصيح ويقول يا رسول الله نفسى دون نفسك جعلنى الله فداك والنبىّ صلى الله عليه وسلم واقف خلف ظهره ينظر الى مواقع نبله حتى فنيت سهامه فيناوله العود ويقول ارم يا أبا طلحة فأى عود يضعه فى كبد القوس يعود سهما جيدا يرمى به فى وجوه المشركين ويصيح فقال النبىّ صلى الله عليه وسلم لصوت أبى طلحة فى الجيش خير من فئة كذا فى الصفوة وكان رسول الله لا يزال يرمى عن قوسه حتى صارت شظايا* قال ابن اسحاق حدّثنى عاصم بن عمر عن قتادة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى عن قوسه حتى اندقت سيتها فأخذها قتادة بن النعمان وكانت عنده وكان يرمى بالحجارة* وفى الشفاء رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوسه يوم أحد حتى اندقت سيتها ويقال اسم هذه القوس كتوم وانقطع يومئذ سيف عبد الله بن جحش فأعطاه عليه السلام عرجونا فعاد فى يده سيفا فقاتل به وكان ذلك السيف يسمى العرجون ولم يزل يتوارث حتى بيع من بغا التركى من أمراء المعتصم بالله فى بغداد بمائتى دينار وهذا نحو حديث عكاشة السابق فى غزوة بدر الا ان سيف عكاشة يسمى العون ورمى كلثوم بن الحصين بسهم فى نحره رماه أبورهم الغفارى فبصق عليه صلى الله عليه وسلم فبرأ* وعن أبى طلحة انه قال غشينا النعاس يوم أحد ونحن فى مصافنا فجعل سيفى يسقط من يدى فآخذه ويسقط فآخذه* وعنه أنه قال رفعت رأسى يوم أحد فجعلت ما أرى أحدا من القوم الا وهو يميل تحت حجفته من النعاس وذلك قوله تعالى ثم أنزل عليكم من بعد الغمّ أمنة نعاسا الآية
واصيبت يومئذ عين قتادة بن النعمان حتى وقعت على وجنته فردّها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فكانت أحسن عينيه وأحدّهما كذا فى سيرة ابن هشام* وفى الوفاء فأتى بها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذها رسول الله بيده وردّها الى موضعها وقال اللهمّ اكسها جمالا فكانت أحسن عينيه وأحدّهما نظرا رواه الدار قطنى بنحوه* وفى الصفوة عن عدى قال أصيبت عين قتادة بن النعمان يوم أحد يقال أصابها رمح حتى وقعت على وجنته فأتى بها النبىّ صلى الله عليه وسلم وهى فى يده قال ما هذه يا قتادة قال هذا ما ترى يا رسول الله قال ان شئت صبرت ولك الجنة وان شئت رددتها ودعوت الله لك فلم تفقد منها شيئا فقال يا رسول الله ان الجنة لجزاء جزيل وعطاء جليل ولكنى رجل مبتلى بحب النساء وأخاف أن يقلن أعور فلا يردننى ولكن تردّها الىّ وتسأل الله لى الجنة فقال أفعل يا قتادة ثم أخذها رسول الله بيده وأعادها الى موضعها فكانت أحسن عينيه الى ان مات ودعا له بالجنة وسيجىء وفاته فى الخاتمة فى خلافة عمر وروى أنه دخل ابن قتادة على عمر بن عبد العزيز فقال له من أنت يافتى فقال
أنا ابن الذى سالت على الخدّ عينه
…
فردّت بكف المصطفى أيمارد
فعادت كما كانت لا حسن حالها
…
فيا حسن ما عين ويا طيب مارد
فقال عمر بمثل هذا فليتوسل الينا المتوسلون ثم قال
تلك المكارم لا قعبان من لبن
…
شيبا بماء فعادا بعد أبوالا
وفى الرياض النضرة عن علىّ قال كسرت يده يوم أحد فسقط اللواء من يده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوه فى يده اليسرى فانه صاحب لوائى فى الدنيا والآخرة أخرجه الحضرمى* وفى الاكتفاء وأصيب فم عبد الرحمن بن عوف فهتم وجرح عشرين جراحة أو أكثر وأصابه بعضها فى رجله فعرج* وفى شواهد النبوّة عن الحارث بن الصمة قال رأيت عبد الرحمن بن عوف يوم أحد بين سبعة قتلى من المشركين فقلت هنيئا لك أنت قتلت هؤلاء كلهم فأشار الى قتيلين وقال هذان قتلتهما وأما الآخرون فقتلهم من لم أره* قال ابن اسحاق حدّثنى القاسم بن عبد الرحمن بن رافع أخو بنى عدى بن النجار قال انتهى أنس بن النضر عم أنس بن مالك الى عمر بن الخطاب وطلحة ابن عبيد الله فى رجال من المهاجرين والانصار وقد ألقوا بأيديهم فقال ما يحبسكم قالوا قتل رسول الله قال فما تصنعون بالحياة بعده قوموا فموتوا على مثل ما مات عليه رسول الله ثم استقبل القوم فقاتل حتى قتل* وعن أنس بن مالك قال لقد وجدنا بأنس بن النضر يومئذ سبعين ضربة وقد مثلوا به فما عرفه الا اخته عرفته بينانه كذا فى سيرة ابن هشام* وفى المنتقى عن أنس بن مالك ان عمه أنس بن النضر غاب عن بدر قال غبت عن أوّل قتال قاتله رسول الله ولئن أشهدنى الله مع النبىّ صلى الله عليه وسلم ليرين ما أفعل فلقى يوم أحد فهزم الناس فقال اللهم انى أعتذر اليك مما صنع هؤلاء يعنى المسلمين وأبرأ اليك مما جاء به هؤلاء يعنى المشركين فتقدّم بسيفه فلقى سعد بن معاذ فقال أين يا سعدانى أجد ريح الجنة دون أحد فمضى فقتل فما عرف حتى عرفته اخته بشامة أو ببنانه وبه بضع وثمانون من بين طعنة وضربة ورمية بسهم* وفى رواية لما صرخ صارخ وفشا فى الناس ان محمدا قد قتل قال بعض المسلمين ليت لنا رسولا الى عبد الله بن أبى فيأخذ لنا أمانا من أبى سفيان وبعضهم جلسوا وألقوا بأيديهم وقال ناس من المنافقين لو كان نبيا لما قتل ارجعوا الى اخوانكم والى دينكم الاوّل فقال أنس بن النضر يا قوم ان كان قتل محمد فان رب محمد حى لا يموت ما تصنعون بالحياة بعد رسول الله فقاتلوا على ما قاتل عليه وموتوا على ما مات عليه ثم قال اللهم انى أعتذر اليك مما يقول هؤلاء
يعنى المسلمين وأبرأ اليك مما جاء به هؤلاء يعنى المنافقين ثم قاتل حتى قتل الى آخر ما ذكر* وفى المنتقى لما فشافى الناس خبر قتل رسول الله صاح ثابت بن الدحداح وقال يا معشر الانصار ان كان محمد قد قتل فان الله حى لا يموت فقاتلوا عن دينكم فهض اليه نفر من الانصار وقد وقعت له كثيبة خشناء فيها خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعكرمة بن أبى جهل فحمل عليه خالد بالرمح فأنفذه فوقع ميتا وقتل من كان معه وقيل انه برأ من جراحاته ومات على فراشه من جرح كان أصابه ثم انتقض عليه ومات مرجع النبىّ صلى الله عليه وسلم من الحديبية كذا فى الصفوة وان رسول الله تبع جنازته وقتل عبد الله بن عمر وأبو جابر يوم أحد فما عرف الا ببنانه أى أصابعه وقيل أطرافها واحدتها بنانة* وفى المواهب اللدنية ثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انكشفوا عنه وثبت معه أربعة عشر رجلا سبعة من المهاجرين فيهم أبو بكر الصدّيق وسبعة من الانصار* وفى معالم التنزيل ثلاثة عشر رجلا ستة من المهاجرين وهم أبو بكر وعمر وعلى وطلحة وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبى وقاص والباقى من الانصار وفى البخارى لم يبق معه عليه السلام الا اثنا عشر* روى أن الملائكة حضرت يوم أحد لكن فى قتالهم خلاف وروى احمد بن سعد بن ابى وقاص انه قال رأيت عن يمير رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن يساره يوم أحد رجلين عليهما ثياب بيض يقاتلان عنه كأشدّ القتال ما رأيتهما قبل ولا بعد وقد أخرجه الشيخان* وفى رواية مسلم يعنى جبريل وميكائيل كذا فى الوفاء* وعن على بن أبى طالب لما غلب المشركون واختلط الناس غاب النبىّ صلى الله عليه وسلم عن نظرى فذهبت أطلبه فى القتلى فما وجدته فقلت فى نفسى ان رسول الله لا يفرّ فى القتال وليس فهو فى القتلى فما أظنّ الا ان الله تعالى قد غضب علينا بسوء فعلنا فرفع نبيه من بيننا فالاولى أن اقاتل المشركين حتى أقتل فسللت سيفى وحملت على جماعة من المشركين فانكشفوا فاذا برسول الله صلى الله عليه وسلم حيا سويا فعرفت ان الله تعالى حفظه بملائكته الكرام* قال ابن اسحاق لما كان يوم أحد انجلى القوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقى سعد بن مالك يرمى وفتى شاب ينبل له فلما فنى النبل أتاه به فنثره فقال ارم أبا اسحاق ارم أبا اسحاق مرّتين فلما انجلت المعركة سئل عن ذلك الفتى فلم يعرف فقول مجاهد لم تقاتل الملائكة فى معركة لا فى أحد ولا فى غيره الا فى بدر وفيما سوى ذلك يشهدون القتال ولا يقاتلون وانما يكونون عددا ومددا قال البيهقى أراد أنهم لم يقاتلوا يوم أحد عن القوم حين عصوا الرسول ولم يصبروا على ما أمرهم به* وعن عروة بن الزبير كان الله تعالى وعدهم على الصبر والتقوى أن يمدّهم بخمسة آلاف من الملائكة مسوّمين وكان قد فعل فلما عصوا ما أمر الرسول وتركوا مصافهم وتركت الرماة عهده اليهم وأرادوا الدنيا رفع عنهم مدد الملائكة وأنزل الله ولقد صدقكم الله وعده اذ تحسونهم باذنه فصدق الله وعده وأراهم الفتح فلما عصوا عقبهم البلاء كذا فى الوفاء وقيل معنى لم تقاتل الملائكة انها لم تقاتل على سبيل العموم أى غير جبريل وميكائيل وأماهما فكانا على صورة رجلين عليهما ثياب بيض عن يمين رسول الله وعن يساره يحفظانه ويقاتلان الكفار قال ابن اسحاق وكان أوّل من عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الهزيمة وتحدّث الناس بقتله كعب بن مالك الانصارى قال عرفت عينيه تزهران تحت المغفر فناديت بأعلى صوتى يا معشر المسلمين ابشروا هذا رسول الله* وفى رواية مسلم حيا سالما سويا فأشار الىّ أن انصت فلما عرف المسلمون رسول الله صلى الله عليه وسلم نهضوا به ونهض معهم نحو الشعب معه أبو بكر الصدّيق وعمر بن الخطاب وعلى بن أبى طالب وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوّام والحارث بن الصمة ورهط من المسلمين فلما أسند رسول الله فى الشعب أدركه أبى ابن خلف وهو يقول أين محمد لا نجوت
ان نجا فقال القوم يا رسول الله أيعطف عليه رجل منا قال دعوه
فلما دنا تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحربة من الحارث بن الصمة يقول بعض القوم فلما أخذها رسول الله انتفض بها انتفاضة تطايرنا عنه تطاير الشعراء من ظهر البعير اذا انتفض بها ثم استقبله فطعته فى عتقه طعنة تدأدأ منها عن فرسه مرارا وكان أبى بن خلف يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فيقول يا محمد ان عندى العود فرسا أعلفه كل يوم فرقا من ذرة أقتلك عليه فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أقتلك ان شاء الله تعالى فلما رجع الى قريش وقد خدشه فى عنقه خدشا غير كبير فاحتقن الدم قال قتلنى والله محمد قالوا له ذهب والله فؤادك والله ان بك من بأس قال انه قد كان قال لى بمكة أنا أقتلك فو الله لو بصق علىّ لقتلنى فمات عدوّ الله بسرف وهم قافلون به الى مكة رواه البيهقى وأبو نعيم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قاله يومئذ اشتدّ غضب الله على رجل قتله رسول الله فسحقا لاصحاب السعير وفى رواية أو قتل رسول الله قال الواقدى وكان عبد الله بن عمر يقول مات أبى بن خلف ببطن رابغ فانى لا سير ببطن رابغ بعد هوى من الليل اذ نار تأجج لى فهبتها فاذا رجل يخرج منها فى سلسلة يجتذبها يصيح العطش فاذا رجل يقول لا تسقه فان هذا قتيل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبى بن خلف رواه البيهقى* وفى الشفاء لما طلع أبى بن خلف اعترضه رجال من المسلمين قال النبىّ هكذا خلوا سبيله وفى رواية اشتدّ عليه الزبير ومعه حربة قال صلى الله عليه وسلم دعه فلما دنا منه أخذ الحربة من الزبير وفى رواية من طلحة بن عبيد الله وفى رواية من سهل بن حنيف وشدّ عليه فطعنه بها فدق ترقوته وخرّ صريعا وأدركه المشركون وارتثوه وفى رواية رماه بها وضرب تحت ابطه وكسر ضلعا من اضلاعه فرجع الى قريش يركض فرسه حتى بلغ قومه وهو يخور كخوار الثور ويقول قتلنى محمد ويقول أصحابه ليس عليك بأس قال بلى لو كانت هذه الطعنة بربيعة ومضر لقتلتهم* وفى رواية لو كان ما بى بجميع الناس لقتلهم* وفى رواية قال له أبو سفيان ويلك ما بك الاخدشة قال ويلك يا ابن حرب ما تعلم من ضربها أما ضربها محمد وانه قد قال لى سأقتلك فعلمت انه قاتلى ولا أنجو منه ولو بصق علىّ بعد تلك المقالة لقتلنى وانى لاجد من هذه الطعنة ألما واللات والعزى لو قسم على جميع أهل الحجاز لهلكوا وكان يصرخ ويخور حتى مات بسرف أو بمر الظهران على أميال من مكة كذا فى الشفاء ومعالم التنزيل وفى الينابيع ولما نادى ابليس ثلاث مرّات ألا ان محمدا قد قتل سمعوا صوته فى جوانب العسكر فبلغ الصوت أبا بكر وعمرو عليا فنسوا ما بهم من جراحاتهم وبكوا حتى أتاهم رجل فرآهم جلوسا محزونين فقال لهم ما لكم قالوا سمعنا خبر قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحيرنا فقال الرجل انى مررت الآن على القتلى فنظرت اليهم فرأيت النبى فى موضع كذا حيا سالما يتهلل وجهه كالقمر ليلة البدر فقاموا اليه مع الجراحات واجتمعوا لديه ورفعوه من مكانه فاعتنق عليا ووضع يده على منكبه حتى ركبوه على فرسه مرّة اخرى فلما رأى المشركون انه حىّ حملوا عليه فاعترضهم سماك بن خرشة وحمل عليهم حتى هزمهم وفرّقهم* وفى صح السحابة أفرد النبىّ صلى الله عليه وسلم يوم أحد فى سبعة من الانصار ورجلين من قريش فلما رهقوه قال من يردّهم عنا وله الجنة أو هو رفيقى فى الجنة فتقدّم رجل من الانصار فقاتل حتى قتل ثم رهقوه أيضا فقال من يردّهم عنا وله الجنة أو هو رفيقى فى الجنة فتقدّم رجل من الانصار فقاتل حتى قتل فلم يزالوا كذلك حتى قتل سبعة فقال رسول الله لصاحبيه ما أنصفنا أصحابنا* قوله أفرد أى أفرز وعزل ونحى عن الجمع وقوله رهقوه أى دنوا منه وكان سلمان جعل نفسه وقاية له من وراء ظهره من سهام الكفار وأذاهم ويقول نفسى فداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم والعباس بن عبد المطلب ممسك بعنان فرسه يقوده وعلى بن أبى طالب مع
انه مجروح مكسور اليد حمل على الكفار فهزمهم فجاء جبريل وقال يا محمد من ذا الذى بارز الكفار آنفا فان الله
باهى به الملائكة قال هو علىّ فانحازوا به الى أحد فلم يقدر أن يصعده بالفرس فحوّل رجله الى الجانب الآخر واعتمد على منكب علىّ فنزل عن الفرس وصعد الجبل فجلس وجلس أصحابه حوله وكان صلى الله عليه وسلم يلتفت الى الجوانب فقالوا من تريد يا رسول الله فأقبل على علىّ وقال هل عندك خبر من عمك فأخبره علىّ بما وقع فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم والاصحاب هذا ما فى الينابيع وفيه بعض المخالفة لما هو المشهور* قال ابن اسحاق فلما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم الى فم الشعب خرج علىّ بن أبى طالب حتى ملأ درقته من المهراس* فى المواهب اللدنية المهراس صخرة منقورة تسع كثيرا من الماء وقيل هو اسم ماء بأحد* وفى خلاصة الوفاء هو ماء بأقصى شعب أحد يجتمع من المطر فى نقرة هناك فجاء به الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشرب منه فوجد له ريحا فعافه فلم يشرب منه وغسل عن وجهه الدم وصب على رأسه وهو يقول اشتدّ غضب الله على من أدمى وجه نبيه فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الشعب معه أولئك النفر من أصحابه اذ علت عالية من قريش الجبل* قال ابن هشام كان على تلك الخيل خالد بن الوليد فقال رسول الله اللهمّ انه لا ينبغى لهم أن يعلونا فقاتل عمر بن الخطاب ورهط معه من المهاجرين حتى أهبطوهم من الجبل ونهض رسول الله الى صخرة من الجبل ليعلوها فلم يستطع وقد كان بدن وظاهر يومئذ بين درعين فجلس تحته طلحة بن عبيد الله فنهض به حتى استوى عليها فقال صلى الله عليه وسلم أوجب طلحة كذا رواه الترمذى وأورده فى الرياض النضرة بتغيير يسير عن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم احد عليه درعان فذهب لينهض على صخرة فلم يستطع فبرك طلحة بن عبيد الله تحته وصعد رسول الله على ظهره حتى صعد فى الصخرة قال الزبير سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أوجب طلحة أخرجه احمد والترمذى وقال حسن صحيح كذا قاله أبو حاتم واللفظ للترمذى عن عائشة بنت طلحة قالت لما كان يوم أحد كسرت رباعية النبىّ صلى الله عليه وسلم وشج وجهه وعلاه الغشى فجعل طلحة يحمله ويرجع القهقرى وكلما أدركه أحد من المشركين قاتل دونه حتى أسنده الى الشعب أخرجه الفضائلى وفى رواية قيل وما أوجب قال الجنة* قال ابن هشام وبلغنى عن عكرمة عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبلغ الدرجة النبية من الشعب وصلّى رسول الله الظهر يومئذ قاعدا من الجراح التى أصابته وصلّى المسلمون خلفه قعودا* وفى معالم التنزيل ولما انتهى صلى الله عليه وسلم الى أصحاب الصخرة فرأوه وضع رجل من أصحابه سهما فى قوسه وأراد أن يرميه فقال أنا رسول الله فلما سمعوا ذلك فرحوا به وفرح بهم حين رأى فى أصحابه من يمتنع به واجتمعوا حوله وتراجع الناس فأقبلوا يذكرون الفتح وما فاتهم منه ويذكرون أصحابهم الذين قتلوا فأقبل أبو سفيان وأصحابه حتى وقفوا بباب الشعب فلما نظر المسلمون اليهم همهم ذلك فظنوا أنهم يميلون عليهم فيقتلونهم فأنساهم هذا ما نالهم فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده وقال اللهم ليس لهم أن يعلونا اللهم ان تقتل هذه العصابة لا تعبد فى الارض ثم ندب أصحابه فرموهم بالحجارة حتى أنزلوهم وفى رواية قذف الله فى قلوبهم الرعب حتى وقفوا مكانهم* قال ابن اسحاق وقد كان الناس انهزموا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى بعضهم الى المنقى دون الاعوص وقال ابن اسحاق حدّثنى عاصم بن عمرو بن قتادة أن رجلا منهم كان يدعى حاطب بن أمية بن رافع وكان له ابن يقال له يزيد بن حاطب أصابته جراحة يوم أحد فأتى به الى دار قومه وهو بالموت فاجتمع اليه أهل الدار فجعل المسلمون من الرجال والنساء يقولون ابشريا ابن حاطب بالجنة وكان أبوه حاطب شيخا قد عاش فى الجاهلية فنجم يومئذ نفاقه فقال بأى شىء تبشرون يزيد لقد غررتم والله هذا الغلام من نفسه* وقال ابن اسحاق حدّثنى عاصم بن عمرو بن قتادة قال كان فينا رجل لا ندرى ممن هو يقال
له قزمان