الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فأناخ على عذق عند بئر غرس قبل أن تبزغ الشمس (قوله) عند بئر غرس الظاهر أنه تصحيف ولعله بئر غدق لبعد بئر غرس عن منزله صلى الله عليه وسلم بقباء بخلاف بئر غدق قيل كان أوّل ما سمع من النبىّ صلى الله عليه وسلم أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الارحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام وأكثر أهل السير على أن ذلك اليوم كان يوم الاثنين وشذ من قال يوم الجمعة من ربيع الاوّل فى الضحوة الكبرى قريبا من نصف النهار* وفى نسخة طاهر بن يحيى ان قدومه كان قبل أن تبزغ الشمس وما يعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبى بكر عليهما ثياب بيض متشابهة فجعل الناس يقفون عليهم حتى بزغت الشمس من ناحية أطمهم الذى يقال له شنف فأمهل أبو بكر ساعة ثم قام فستر رسول الله صلى الله عليه وسلم بردائه فعرف القوم رسول الله صلى الله عليه وسلم* قال محمد بن معاذ قلت لمجمع بن يعقوب ان الناس يرون أنه جاء بعد ما ارتفع النهار وأحرقتهم الشمس قال مجمع هكذا أخبرنى أبى وسعيد بن عبد الرحمن يريد أنهما قالا ما بزغت الشمس الا وهو فى منزله صلى الله عليه وسلم* وفى مسلم ان قدومهم كان ليلا والذى قاله الاكثرون نهارا* وفى الصفوة قال ابن اسحاق دخلها حين ارتفع الضحى وكادت الشمس تعتدل كما مرّ فى قول ابن هشام حيث قال وهو التاريخ وفى الصحيح انهم لما قدموا جليس النبىّ صلى الله عليه وسلم تحت شجرة صامتا وقام أبو بكر لامر الناس أى يتلقاهم فطفق من جاء من الانصار ممن لم يكن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحيى أبا بكر ويرحبه يحسب أنه النبىّ صلى الله عليه وسلم حتى أصابت الشمس رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه فعرف الناس رسول الله*
ذكر تاريخ الهجرة
واختلفوا فى أن يوم نزوله أى يوم من الشهر فبعضهم على أنه أوّل الشهر على ما روى موسى بن عقبة عن ابن شهاب وقيل لليلتين خلتا من شهر ربيع الاوّل ونحوه عن أبى معشر لكن قال ليلة الاثنين ومثله عن ابن البرقى وثبت ذلك فى أواخر صحيح مسلم وقيل لاثنتى عشرة ليلة خلت منه حكاه ابن الجوزى فى شرف المصطفى عن الزهرى فقال قال الزهرى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة يوم الاثنين لاثنتى عشرة ليلة خلت من ربيع الاوّل وبه جزم النووى وكذا ابن النجار* وفى شرف المصطفى لابن الجوزى عن ابن عباس ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين واستنبئ يوم الاثنين ورفع الحجر يوم الاثنين وخرج مهاجرا يوم الاثنين وقدم المدينة يوم الاثنين وقبض يوم الاثنين* وفى روضة الاقشهرى قال ابن الكلبى خرج من الغار يوم الاثنين أوّل يوم من ربيع الاوّل وقدم المدينة يوم الجمعة لاثنتى عشرة ليلة خلت منه قال أبو عمر وهو قول ابن اسحاق الا فى تسمية اليوم وعن أبى بكر بن حزم لثلاث عشرة ليلة خلت من ربيع الاوّل ويجمع بين هذا وبين الذى قبله بالحمل على الاختلاف فى رؤية الهلال ونقل ابن زبالة عن ابن شهاب ان نزوله على بنى عمرو بن عوف كان فى النصف من ربيع الاوّل وقيل كان قدومه فى سابعه ولما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعامر ابن فهيرة على كلثوم قال لمولى له يا نجيح اطعمنا رطبا فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم اسم نجيح التفت الى أبى بكر وقال أنجحت أو أنجحنا فأتوا بقنو من أمّ جردان فيه رطب منصف وفيه زهو فقال ما هذا فقال عذق أمّ جردان فقال صلى الله عليه وسلم اللهمّ بارك فى أمّ جردان* واختلف فى أنه صلى الله عليه وسلم كم يوما أقام فى بنى عمرو بن عوف فعن قوم من بنى عمرو بن عوف أنه أقام فيهم اثنين وعشرين يوما حكاه ابن زبالة* وفى البخارى من حديث أنس أقام فيهم أربع عشرة ليلة وهو المراد بما فى رواية عائشة بقولها بضع عشرة ليلة* وقال موسى بن عقبة ثلاثا* وقال عروة ثلاث ليال الثلاثاء والاربعاء والخميس كما جزم به ابن حبان* وقال ابن اسحاق أقام فيهم خمسا* وفى ذخائر العقبى لم يقم بقباء الا ليلة أو ليلتين* قال الحافظ ابن حجر أنس ليس من بنى عمرو بن عوف فانه من الخزرج وقد جزم
بأربع عشرة ليلة فهو أولى بالقبول وأمر النبىّ صلى الله عليه وسلم بالتاريخ فكتب من حين الهجرة فى ربيع الاوّل رواه الحاكم فى الاكليل قال ابن الجزار وتعرف بعام الاذن وهو معضل والمشهور ان ذلك كان فى خلافة عمرو أن عمر قال الهجرة فرقت بين الحق والباطل فأرخ بها وابتدأ من المحرم بعد اشارة على وعثمان بذلك وأفاد السهيلى انّ الصحابة أخذوا التاريخ بالهجرة من قوله تعالى لمسجد أسس على التقوى من أوّل يوم* وفى الاستيعاب ومن مقدمه الى المدينة أرخ التاريخ فى زمان عمرو أقام علىّ بمكة بعد مخرجه عليه السلام ثلاث ليال وأيامها حتى أدّى للناس ودائعهم التى كانت عند النبىّ صلى الله عليه وسلم وخلفه لردّها ثم خرج فلحق النبىّ صلى الله عليه وسلم بقباء فنزل على كلثوم بن الهدم وانما كانت اقامة علىّ بقباء مع النبىّ ليلة أو ليلتين* وفى روضة الاحباب وكان علىّ يسير بالليل ويختفى بالنهار وقد نقبت قدماه فمسحهما النبىّ صلى الله عليه وسلم ودعا له بالشفاء فبرئتا فى الحال وما اشتكاهما بعد اليوم قط* وفى الوفاء وكان لكلثوم بن الهدم بقباء مربد والمربد الموضع الذى يبسط فيه التمر لييبس فأخذه منه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسسه وبناه مسجدا كما رواه ابن زباله وغيره* وفى الصحيح عن عروة فلبث فى بنى عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة واسس المسجد الذى أسس على التقوى* وفى رواية عبد الرزاق قال الذين بنى فيهم المسجد الذى أسس على التقوى هم بنو عمر بن عوف وكذا فى حديث ابن عباس عند ابن عائذ ولفظه ومكث فى بنى عمرو بن عوف ثلاث ليال واتخذ مكانه مسجدا وكان يصلى فيه ثم بناه بنو عمرو بن عوف فهو المسجد الذى أسس على التقوى وروى ابن أبى شيبة عن جابر قال لقد لبثنا بالمدينة قبل أن يقدم علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم سنتين نعمر المساجد ونقيم الصلاة ولذا قيل المتقدّمون فى الهجرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والانصار بقباء قد بنوا مسجدا يصلون فيه يعنى هذا المسجد فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وورد قباء صلّى بهم فيه الى بيت المقدس ولم يحدث فيه شيئا أى فى مبدأ الامر لان ابن أبى شيبة روى ذلك ثم روى أنه صلى الله عليه وسلم بنى مسجد قباء وقدّم القبلة الى موضعها اليوم وقال جبريل بؤم بى البيت* وقد اختلف فى المراد بقوله تعالى لمسجد أسس على التقوى من أوّل يوم فالجمهور على أن المراد به مسجد قباء ولا ينافيه قوله صلى الله عليه وسلم لمسجد المدينة هو مسجدكم هذا اذ كل منهما أسس على التقوى* وفى الكبير عن جابر بن سمرة قال لما سأل أهل قباء النبىّ صلى الله عليه وسلم ان بينى لهم مسجدا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقم بعضكم فليركب الناقة فقام أبو بكر فركبها فحركها فلم تنبعث فرجع فقعد فقام عمر فركبها فلم تنبعث فرجع فقعد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقم بعضكم فيركب الناقة فقام علىّ فلما وضع رجله فى غرز الركاب وثبت به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارخ زمامها وابتنوا على مدارها فانها مأمورة وروى الطبرى عن جابر قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قال لاصحابه انطلقوا الى أهل قباء نسلم عليهم فرحبوا به ثم قال يا أهل قباء ائتونى بأحجار من الحرّة فجمعت عنده أحجار كثيرة ومعه عنزة فحط قبلتهم فأخذ حجرا فوضعه ثم قال يا أبا بكر خذ حجرا فضعه الى جنب حجرى ثم قال يا عمر خذ حجرا فضعه الى جنب حجر أبى بكر ثم قال يا عثمان خذ حجرا فضعه الى جنب حجر عمر كأنه أشار الى ترتيب الخلافة كما سيجىء فى بناء مسجد المدينة ثم التفت الى الناس فقال وضع رجل حجره حيث أحب على ذلك الخط وروى الترمذى عن أسيد بن ظهير عن النبىّ صلى الله عليه وسلم قال الصلاة فى مسجد قباء كعمرة وعن عائشة بنت سعد بن أبى وقاص قالت سمعت أبى يقول لأن أصلى فى مسجد قباء ركعتين أحب الىّ من أن آتى بيت المقدس مرّتين لو يعلمون ما فى قباء لضربوا
اليه أكاد الابل