الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فراشا من رمل والثانى من ادم حشوها ليف ومرقعة من ادم حشوها ليف فلما صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء الآخرة انصرف الى بيت فاطمة فنظر اليها ودعا لها بالبركة فانصرف فبعث بفاطمة الى على فى ذلك البيت* وفى رواية قال لعلىّ دونك اهلك ثم خرج فلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم اربعا لا يدخل عليهما حتى اذا كان اليوم الرابع دخل عليهما فى غداة باردة وهما فى لحاف واحد فقال كما انتما وجلس عند رأسهما ثم ادخل قدميه وساقيه بينهما فأخذ علىّ احداهما فوضعها على صدره وبطنه ليدفئها وأخذت فاطمة الاخرى فوضعتها على صدرها وبطنها لتدفئها وطلبت خادما فأمرها بالتسبيح والتحميد والتكبير* وروى عن علىّ قال لهما النبىّ صلى الله عليه وسلم اذا أخذتما مضجعكما فسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين وكبرا اربعا وثلاثين فهو خير لكما من خادم كذا فى الصحيحين وعن انس قال جاءت فاطمة يوما الى النبىّ صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله انى وابن عمى ما لنا فراش الا جلد كبش ننام عليه بالليل ونعلف عليه ناضحنا بالنهار فقال يا بنية اصبرى فانّ موسى بن عمران أقام مع امرأته عشر سنين ليس لهم فراش الاعباء قطوانية وولد الحسن فى منتصف رمضان السنة الثالثة من الهجرة والحسين فى السنة الرابعة وكان بين ولادة الحسن والعلوق بالحسين خمسون ليلة وولد الحسين لليال خلون من شعبان السنة الرابعة من الهجرة كما سيجىء
غضب النبى حين خطب على بنت أبى جهل
عن مسور بن مخرمة انّ علىّ بن ابى طالب خطب بنت ابى جهل وعنده فاطمة بنت النبىّ صلى الله عليه وسلم فلما سمعت بذلك فاطمة أتت النبىّ صلى الله عليه وسلم فقالت له ان قومك يتحدّثون انك لا تغضب لبناتك وهذا علىّ ناكح ابنة ابى جهل فخطب النبىّ صلى الله عليه وسلم وقال انى لست أحرم حلالا ولا احلّ حراما ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدوّ الله عند رجل واحد وفى رواية مكانا واحدا ابدا* وفى رواية عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وهو يقول ان بنى هشام ابن المغيرة استأذنونى فى ان ينكحوا ابنتهم علىّ بن ابى طالب فلا آذن ثم لا آذن ثم لا آذن لهم الا أن يحب ابن ابى طالب ان يطلق ابنتى وينكح ابنتهم فانما ابنتى بضعة منى يريبنى ما رابها ويؤذينى ما آذاها اخرجه الشيخان والترمذى واسم بنت ابى جهل جويرية أسلمت وبايعت وتزوّجها عتاب ابن اسيد ثم ابان بن سعيد بن العاص*
وفاة أمية بن الصلت
وفى هذه السنة مات امية بن ابى الصلت واسم ابى الصلت عبد الله بن ربيعة وكان امية قد قرأ الكتب المتقدّمة ورغب عن عبادة الاوثان واخبر ان نبيا يخرج قد اظل زمانه وكان يؤمّل ان يكون ذلك النبىّ فلما بلغه خبر خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم كفر به حسدا ولما انشد لرسول الله صلى الله عليه وسلم شعر أمية قال عليه السلام آمن لسانه وكفر قلبه
*
(الموطن الثالث فى وقائع السنة الثالثة من الهجرة
من
سرية محمد بن مسلمة لقتل كعب بن الاشرف
وتزوّج عثمان امّ كلثوم وغزوة غطفان وغزوة نجران وسرية زيد بن حارثة الى قردة وتزوّج حفصة وتزوّج زينب بنت خزيمة وذكر ميلاد الحسن وغزوة احد وغزوة حمراء الاسد وسرقة طعمة وعلوق فاطمة بالحسين) *
* سرية محمد بن مسلمة لقتل كعب بن الاشرف
وفى هذه السنة كانت سرية محمد بن مسلمة لقتل كعب بن الاشرف من يهود بنى النضير لاربع عشرة ليلة خلت من ربيع الاوّل على رأس خمسة وعشرين شهرا من الهجرة كذا فى المواهب اللدنية ويفهم من المدارك فى تفسير سورة الحشر أن قتله بعد احد* وفى الوفاء كان اصل كعب بن الاشرف عربيا من طى ثم أحد بنى نبهان وامّه من بنى النضير على ما قاله ابن اسحاق اتى ابوه المدينة فحالف بنى النضير فشرف فيهم وتزوّج بنت ابى الحقيق فولدت له كعبا وكان جسيما شاعرا وهجا المسلمين بعد وقعة بدر وخرج الى مكة وأنشدهم الاشعار وبكى على اصحاب القليب من قريش قال ابن اسحاق ولما اصيب
أصحاب بدر وقدم زيد بن حارثة الى اهل السافلة وعبد الله بن رواحة الى أهل العالية بشيرين بعثهما رسول الله صلى الله عليه وسلم الى من بالمدينة من المسلمين بفتح الله عليه وقتل من قتل من المشركين قال كعب بن الاشرف حين بلغه الخبر أحق هذا أترون أنّ محمدا قتل هؤلاء الذين يسمى هذان الرجلان يعنى زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة فهؤلا أشراف العرب وملوك الناس والله لئن كان محمد قد أصاب هؤلاء القوم لبطن الارض خير لى من ظهرها فلما تيقن عدوّ الله الخبر خرج حتى قدم مكة فنزل على المطلب بن أبى وداعة بن صبيرة السهمى وعنده عاتكة بنت أبى العيص بن امية فأنزلته وأكرمته وجعل يحرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم وينشد الاشعار ويبكى على أصحاب القليب من قريش الذين أصيبوا ببدر فهجا حسان المطلب بن أبى وداعة وهجا امرأته عاتكة فطردته فرجع الى المدينة وشبب بنساء المسلمين وكان يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحرّض عليه كفار قريش وقيل صنع طعاما وواطأ يهود أن يدعو النبىّ صلى الله عليه وسلم فاذا حضر فتكوا به ثم دعاه فجاءه فأعلمه جبريل فقام منصرفا ثم قال من الكعب بن الاشرف* وفى رواية من لى أولنا بابن الاشرف فانه قد أذى الله ورسوله اى من ينتدب لقتله فقد استعلن بعد اوتنا وهجائنا وقد خرج الى قريش فجمعهم لقتالنا وقد أخبرنى الله بذلك ثم قرأ ألم تر الى الذين أوتوا نصيبا الى آخر الآية* وفى الاكليل فقد أذانا بشعره وقوّى المشركين كذا فى المواهب اللدنية فانتدب اليه محمد بن مسلمة أخو بنى عبد الاشهل فى نفر وقال أناله يا رسول الله* وفى رواية أنا لك به يا رسول الله أنا أقتله قال فافعل ان قدرت على ذلك وقيل أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ أن يبعث رهطا ليقتلوه والله أعلم* روى أن محمد بن مسلمة بعد ما قال أنا له رجع فمكث ثلاثا لا يأكل ولا يشرب الا ما تعلق به نفسه فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاه فقال له لم تركت الطعام والشراب قال يا رسول الله قلت لك قولا ما أدرى هل أفى لك به أم لا فقال انما عليك الجهد قال يا رسول الله انه لا بدّلنا من أن نقول فيك قال قولوا ما بدا لكم فأنتم فى حل من ذلك فاجتمع فى قتل كعب محمد بن مسلمة ومكان بن سلامة بن وقش وهو أبو نائلة أحد بنى عبد الاشهل أخا لكعب بن الاشرف من الرضاعة وعباد بن بشر بن وقش أحد بنى عبد الاشهل والحارث بن أوس بن معاذ أحد بنى عبد الاشهل وأبو عبس بن جبر أخو بنى حارثة وهؤلاء الخمسة من الاوس ثم قدّموا ملكان ابن سلامة وكان أخاه من الرضاعة فجاءه فتحدّث معه ساعة وتناشد الشعر وكان أبو نائلة يقول الشعر ثم قال ويحك يا ابن الاشرف انى قد جئتك لحاجة أريد أذكرها لك فاكتمها عنى قال افعل قال كان قدوم هذا الرجل علينا بلاء من البلاء عادتنا العرب ورمونا عن قوس واحدة وقطعت عنا السبل حتى ضاع العيال وجهدت الانفس فقال كعب بن الاشرف أما والله لقد كنت أخبرك يا ابن سلامة ان الامر سيصير الا ما أقول فقال أبو نائلة ان معى أصحابا لى على مثل رأيى وقد أردنا أن تبيعنا طعامك ونرهنك ونوثق لك وتحسن فى ذلك قال اترهنونى نساءكم قال كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب وأشب أهل يثرب وأعطرهم ولا نأمنك وأية امرأة تمننع منك لجمالك قال أترهنونى أبناءكم قالوا أردت أن تفضحنا انا نستحيى أن يسب ابن أحدنا ويعير فيقال هذا رهن وسق شعير وهذا رهن وسقين ولكنا نرهنك من الحلقة يعنى السلاح ما فيه وفاء وقد علمت حاجتنا الى السلاح وأراد أبو نائلة أن لا ينكر السلاح ادارآه وجاؤا بها قال ان الحلقة لوفاء فواعده أن يأتيه فرجع أبو نائلة الى أصحابه وأخبرهم الخبر وأمرهم أن يأخذوا السلاح ويجتمعوا اليه فاجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فمشى معهم صلى الله عليه وسلم الى بقيع الغرقد فى ليلة مقمرة ثم وجههم وقال
انطلقوا على اسم الله اللهم أعنهم ثم رجع الى بيته فأقبلوا حتى انتهوا الى حصنه ليلا فهتف أبو نائلة وكان كعب حديث عهد بعرس فوثب فى ملحفته