الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واطئة، قال: كان عليها قبو، فسمي المسجد باسم ما جاوره، ولذلك سمي (1) مسجد قُباء فيعرفونه باسم تلك البئر ليتميز عن غيره من المساجد، ولم أعلم من أين نقله (2).
واعلم أن قباء على ثلاثة أميال من المدينة (3)، وقيل غير ذلك، وما ذكرناه أصح لأنه مروي عن مالك، نقله جمال الدين المطري.
تنبيه:
واعلم أن مسجد ضرار (4) لا أثر له، ولا تعرف جهته، وقول من قال: إِنه
(1) ب: يسمى.
(2)
قال المحب الطبري: "أصله اسم بئر هناك"(القرى: 638).
(3)
القرى: 638.
(4)
هو المسجد الذي بناه بنو غنم بن عوف وبنو سالم بن عوف مجاورًا لمسجد قباء الذي بناه عمرو بن عوف وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيه ويصلي فيه فحسدهم على ذلك بنو غنم وبنو سالم وأرادوا قطع الصلاة فيه وذاك هو الضرار الذي قصدوه. ولما طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يصلي لهم فيه نزل قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [التوبة: 107].
(التسهيل لعلوم التنزيل: 278 - 279).
موجود، وهم لا أصل له (1)، قاله جمال الدين المطري (2).
ومنها: مسجد الجمعة (3) وهو على يمين السالك إِلى مسجد قباء وشماليه أطم عتبان بن مالك، وهو الآن خراب، وهو مسجد صغير جدًّا (4) صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة لما ارتحل من قباء قاصدًا إِلى المدينة أول هجرته، فكانت أول جمعة صلاها صلى الله عليه وسلم بالمدينة (5).
(1) تحدث ابن النجار (ت 643) عن مسجد الضرار وقصة تأسيسه ثم قال: "وهذا المسجد قريب من مسجد قباء وهو كبير حيطانه عالية وتؤخذ منه الحجارة، وقد كان بناؤه مليحًا"(الدرة الثمينة 68 أ).
(2)
نقل السمهودي كلام المطري: ثم لاحظ أن ذلك بالنسبة إِلى زمانه، أمّا قبله فكان موجودًا؛ لأن ابن جبير وصفه في رحلته وغيره ذكره، انظر (وفاء الوفاء: 3/ 818 - 819).
(3)
يسمى أيضًا (مسجد الوادي) انظر عنه (مناسك الحربي: 402، وفاء الوفاء: 3/ 819 - 821).
(4)
عيّن المطري مكانه ووصفه بالصغر ونقل عنه ذلك السمهودي في (وفاء الوفاء: 3/ 820).
(5)
تحدث ابن إِسحاق عن إِقامة الرسول صلى الله عليه وسلم بقباء في بني عمرو بن عوف، ثم خروجه إِلى المدينة، وقال:"أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة في بني سالم بن عوف فصلاها في المسجد الذي في بطن الوادي وادي رانوناء، فكانت أول جمعة صلاها بالمدينة". (سيرة ابن هشام: 3/ 111 - 112).
ومنها: مسجد الفضيخ (1) ويعرف الآن بمسجد الشمس، وهو شرقي مسجد قباء (2) على شفير الوادي، وهو صغير جدًّا، ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حاصر بني النضير ضرب قبته في موضع المسجد وأقام بها بيتًا، وفي تلك المدة نزل تحريم الخمر فأمر أبو أيوب بِمَزَادَةٍ ففتحت فسال الفضيخ في موضع المسجد فسمي مسجد الفضيخ (3).
ومنها: مسجد بني قُريظة، وهو شرقي (4) مسجد الشمس بعيد عنه، بالقرب من الحرة الشرقية، وقد دثر، وكان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه بناه على صفة بناء مسجد قباء (5).
(1) قال عنه ابن النجار: "هذا المسجد قريب من قباء، ويعرف الآن بمسجد الشمس، وهو حجارة مبنية على نشزٍ من الأرض".
(الدرة الثمينة: 67 أ).
وانظر عن هذا المسجد (مناسك الحربي: 401).
(2)
نزهة الناظرين: 115.
(3)
أورد السمهودي ذلك برواية ابن شَبَّةَ وابن زبالة عن جابر بن عبد الله (وفاء الوفاء: 3/ 821).
(4)
شرقي: سقطت من (ر).
(5)
كان هذا المسجد معروفًا في عصر ابن النجار (ت 643) وقد قال عنه: "هذا المسجد اليوم باق بالعوالي، وهو كبير طوله نحو العشرين ذراعًا وعرضه كذلك، وفيه نحو الستة عشر أسطوانة قد سقطت بعضها، وهو بلا سقف وحيطانه مهدومة، وقد كان مبنيًّا على شكل بناء مسجد قباء، وحوله بساتين ومزارع). (الدرة الثمينة: 67 أ).
وجاء أن النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى في بيتِ امرأةٍ من بني قُريظة، فأدخل الوليد بن عبد الملك ذلك البيت في المسجد (1).
ومنها: مَشْرَبة أم إبراهيم عليه السلام.
والمشربة: البستان (2).
ولعله كان بستانًا لمارية (3) أمِّ إِبراهيم (4) رضي الله عنهما، وفيها ولدت إِبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وجاء أنه صلى الله عليه وسلم صلى فيها (5)، وهذا الموضع شمالي مسجد بني قريظة قريب من الحرة (6) في موضع يعرف بالدشت، بالشين المعجمة.
(1) روى ذلك ابن النجار عن علي بن رفاعة عن أشياخ من قومه (م. ن.: 67 أ).
(2)
قال ابن النجار: المشربة: البستان واطئة (م. ن.: 67 أ).
(3)
مارية بنت شمعون القبطية، أهداها المقوقس صاحب الإِسكندرية ومصر للرسول صلى الله عليه وسلم، فولدت له ابنه إِبراهيم، وكانت وفاتها سنة 16. (الأعلام: 6/ 123، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 354 - 355، الاستيعاب 4/ 410، أسد الغابة: 7/ 261، الجامع من المقدمات لابن رشد: 58).
(4)
ذكر ابن النجار ذلك بصيغة التأكيد (الدرة الثمينة: 67 أ).
(5)
روى ذلك ابن النجار عن إِبراهيم بن ثابت (م. ن.: 67 أ).
(6)
وصف ابن النجار هذا المكان بقوله: "هذا الموضع بالعوالي من المدينة من النخل وهو أكمة قد حوط حولها بلبن (م. ن.: 67 أ).
ومنها: مسجد بني ظَفَر، وهو شرقي البقيع ويعرف اليوم بمسجد البغلة (1) *.
وروى الزبير بن بكار أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس على الحجر الذي في مسجد بني ظفر (2)، وكان زياد بن عبيد الله أمر بقلعه حتى جاءه مشائخ بني ظفر فأعلموه أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس عليه، فرده.
قال: وقلَّ أن جلست عليه امرأة تريد الحمل إِلا حملت (3).
وعنده آثار في الحرة يقال: إِنها أثر حافر بغلة النبي صلى الله عليه وسلم من جهة القبلة، وفي غربيه أثر على حجر كأنه أثر مرفق، وعلى حجر آخر أثر مجلس وأصابع، والناس يتبركون بذلك (4).
(1) ذكرهُ ابن النجار ضمن المساجد الخربة قرب البقيع، وقال عنه: "حوله نشز من الحجارة فيها أثر يقولون: إِنه أثر حافري بغلة النبي صلى الله عليه وسلم) (م. ن.: 67 ب). وانظر عنه (وفاء الوفاء: 3/ 827).
(2)
أورد السمهودي ذلك برواية يحيى عن إِدريس بن محمد بن يونس بن محمد الظفري عن جده. (وفاء الوفاء: 3/ 827).
(3)
القرى: 639، مثير الغرام: 497، وفاء الوفاء: 3/ 827 - 828.
(4)
تحدث السمهودي عن الآثار التي في الحرة ناقلًا عن المطري (وفاء الوفاء: 3/ 828).
والملاحظ أنه ترد آثار صحيحة في مشروعية هذا التبرك بالمواضع، ولم يكن هذا من شأن السلف الصالح.
ومنها مسجد الإجابة (1) وهو المسجد الذي دعا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث دعوات لأمته، دعا صلى الله عليه وسلم أن لا يظهر عليهم عدوّ من غيرهم فأعطيها، وأن لا يهلكهم بالسنين فأعطيها، وأن لا يجعل بأسهم بينهم، فمنعها صلى الله عليه وسلم (2).
(1) قال عنه ابن النجار (ت 643): "قريب من البقيع، يعرف بمسجد الإِجابة، وفيه أسطوان قائمة ومحراب مليح وباقيه خراب).
وقال السمهودي: هو مسجد بني معاوية بن مالك بن عوف من الأوس. (وفاء الوفاء: 3/ 828).
(2)
عن عامر بن سعد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل ذات يوم من العالية حتى إِذا مر بمسجد بني معاوية دخل فركع فيه ركعتين وصلينا معه ودعا ربه طويلًا، ثم انصرف إِلينا، فقال صلى الله عليه وسلم، "سألت ربي ثلاثًا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة: سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها". أخرجه مسلم.
قال النووي: هذا الحديث من المعجزات الظاهرة (صحيح مسلم بشرح النووي: 18/ 14 - 15، كتاب الفتن وأشراط الساعة).
ولهذا الحديث شواهد أخرجها مسلم في صحيحه عن خباب بن الأرت (5/ 108 - 109) وعن معاذ (5/ 243) وعن جابر بن عتيك (5/ 445) وعن شداد بن أوس (4/ 123).
وحديث خباب بن الأرت أخرجه الترمذي وقال: حسن غريب صحيح (عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي: 9/ 20 - 21، أبواب الفتن، باب ما جاء في سؤال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثًا في أمته).
وهذا المسجد صلى فيه صلى الله عليه وسلم، وهو شمالي البقيع على يسار السالك (1) إِلى العريض (2).
ومنها: مسجد الفتح (3)، وجاء أنه صلى الله عليه وسلم دعا في مسجد الفتح يوم الإِثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء فاستجيب له، وذلك بين صلاتي الظهر والعصر، فعرف البشر في وجهه صلى الله عليه وسلم (4).
(1) ب: الذاهب.
(2)
تقدم أن هذا المسجد كان في عهد ابن النجار خربًا، وقد لاحظ السمهودي أنه وقع ترميمه بعد ذلك ووصفه، فقال:"ليس به اليوم شيء من الأساطين وقد رمم ما تخرب منه وهو في شمالي البقيع على يسار السالك إِلى العريض وسط تلول هي آثار قرية بني معاوية، وذرعته فكان من المشرق إِلى المغرب خمسة وعشرين ذراعًا ينقص يسيرًا، من القبلة إِلى الشام عشرين ذراعًا ينقص يسيرًا". (وفاء الوفاء: 3/ 830).
(3)
يسمى أيضًا: مسجد الأحزاب، والمسجد الأعلى.
وحوله في قبلته مساجد تعرف كلها بمساجد الفتح والأول المرتفع على قطعة من جبل سلع في المغرب غربيه وادي بطحان، هو المراد بمسجد الفتح حيث أطلق (م. ن.: 3/ 830).
(4)
هذا الحديث رواه جابر بن عبد الله، وأخرجه أحمد برجال ثقات وابن زبالة والبزار، كما قال السمهودي في (وفاء الوفاء: 3/ 830).
وعنه أخرجه ابن النجار في (الدرة الثمينة: 66 أ) وابن الجوزي في (مثير الغرام: 326). وانظر (القرى: 639).
ومُصَلّاه في موضع الأسطوانة الوسطى من مسجد الفتح الذي على الجبل (1).
وروي (2) أنه كان من دعائه صلى الله عليه وسلم:
اللهم لك الحمد هديتني من الضلالة، فلا مكرم لمن أهنت، ولا مهين لمن أكرمت، ولا معز لمن أذللت، ولا مذل لمن أعززت، ولا ناصر لمن خذلت، ولا خاذل لمن نصرت (3) ولا مُعطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا رازق لمن حرمت، ولا حارم لمن رزقت، ولا رافع لمن خفضت ولا خافض لمن رفعت، ولا خارق لما سترت ولا ساتر لما خرقت، ولا مقرب لما باعدت ولا مبعد لما قربت.
وقد جدده ابن أبي الهيجاء بعد أن خرب، وكان قد بناه عمر بن عبد العزيز، وكذلك قالوا في موضع الأسطوانة الوسطى، وكان تجديده في سنة خمسة وسبعين وخمسمائة.
وبالقرب منه مسجدان، فالذي يلي المدينة معروف بمسجد علي بن أبي طالب رضي الله عنه والآخر بمسجد سلمان الفارسي رضي الله عنه.
(1) القرى: 638.
(2)
رواه ابن زبالة من طريق عمر بن الحكم بن ثوبان قال: أخبرني من صلى وراء النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد الفتح، ثم دعا فقال: اللهم لك الحمد الخ
…
). (وفاء الوفاء: 3/ 832).
(3)
ب: ولا مخذل إِن نصرت.
ومنها مسجد القبلتين (1) وهو الذي صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر بأصحابه، فلما صلَّى ركعتين أمر أن يتوجه إِلى الكعبة (2) فسُمِّي لذلك مسجد القبلتين.
والثابت عند أهل التاريخ أن الصلاة حولت في مسجد القبلتين (3).
وفي هذا المسجد رأى النبي صلى الله عليه وسلم النخامة في قبلة المسجد فحكها بعرجون، وخلَّق موضعها بخلوق (4) * فهو أول مسجد خلق في الإِسلام.
ومنها مسجد العيد (5)، وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم صلَّى العيد (6) في سنين
(1) قال ابن النجار عن موقعه: "هو بعيد عن المدينة، قريب من بئر رومة وموضعه يعرف بالقاع". (الدرة الثمينة: 67 أ).
(2)
ر: أمر أن يتوجه إِلى القبلة وهي الكعبة.
وقال سعيد بن المسيب: صرفت قبل بدر بشهرين: "الدرة الثمينة 66 ب). وانظر (سيرة ابن هشام: 2/ 243).
(3)
انظر (وفاء الوفاء: 3/ 841 - 842).
(4)
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم "رأى نخامة في قبلة المسجد فحكها، وخلق مكانها"(مسند الإِمام أحمد: 2/ 18) ونقل السمهودي عن المطري أن مسجد القبلتين هو الذى رأى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم النخامة فحكها. (وفاء الوفاء: 3/ 840).
(5)
يقع هذا المسجد بالمصلى الذي صلى الرسول صلى الله عليه وسلم فيه صلاة العيد يبعد عن الحرم النبوي بمسافة ألف ذراع. تحدث عنه السمهودي في (وفاء الوفاء: 3/ 779 وما بعدها).
(6)
ب: العيدين.
متعددة في أماكن متعددة ومواضع (1) غير معروفة، ولا يعرف منها إِلا المسجد الذي يصلي الناس فيه اليوم (2).
وفي الحديقة المعروفة [بالعريضيّة (3)] مسجد يقال: إِنه مسجد أبي بكر رضي الله عنه، ومسجد كبير شمالي الحديقة يقال: إِنه مسجد علي رضي الله عنه ولعل النبي صلى الله عليه وسلم صلى العيد فيهما لأنه لا يظن أن أبا بكر وعليًّا رضي الله عنهما يختصان بمواضع غير المواضع التي صلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله أعلم.
والمسجد الذي في طريق السافلة إِلى جانب النخل المعروف بالبحير يقال: إِنه مسجد أبي ذر الغفاري (4)، ولم ير فيه شيء يعتمد.
(1) ب، ص: ومواضعها.
وانظر: المساجد التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم في: (مناسك الحربي: 398 وما بعدها).
(2)
يعرف بمسجد المصلى، وقد تجدد بناؤه في عهد السلطان حسن بن محمد بن قلاوون الصالحي (748 - 762) ثم أصلح ورمم سنة 861، وكان مصونًا في عصر السمهودي المتوفى سنة 911. (وفاء الوفاء: 3/ 785 - 786).
(3)
ب: بالعريض.
ص: بالعرضية.
ر: بالفريضة.
والإِصلاح من (وفاء الوفاء: 3/ 783).
(4)
هذا المسجد في حظيرة صغيرة على يمين نقع الأسواق في طريق السافلة، وهو طريق اليمنى الشرقية إِلى مشهد حمزة. (نزهة الناظرين: 115).