الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فرع:
وإِذَا قلنا: إِن فيه الجزاء، فيحرم أكله، وعلى المشهور: أكله مكروه.
قال مالك: وليس كالذي يصاد بمكة.
فتحصل في ذلك: هل يحرم صيد المدينة أو يكره؟
قولان: المشهور: حرامٌ، وهل يؤديه أم لا؟ المشهور: لا جزاء؛ وعلى الشاذ فهل يحرم أكله أو يكره؟ المشهور: الكراهة.
فصل
وأما تحديد حرم مكة (1) فحده ما يلي المدينة النبوية إِلى منتهى التنعيم نحو أربعة أميال.
ومما يلي العراق ثمانية أميال إِلى موضع يقال له: المُقَطَّع (2).
ومن عرفة تسعة أميال.
ومن طريق اليمن تسعة أميال إِلى موضع يقال له: أضاءة (3)، بالمدِّ.
(1) انظر (مقدمة ابن خلدون: 252 ط. دار المصحف، مصر).
(2)
المُقَطَّع: قال الأزرقي: هو منتهى الحرم من جهة العراق على تسعة أميال، وهو مقلع مكة، تقطع بعض أحجار الكعبة منه، والآن هو أكمة صخرية غير مرتفعة، تشرف على ثنية خل. (أخبار مكة: 2/ 282 - معالم مكة: 287).
(3)
عندما ذكر الأزرقي حدود الحرم الشريف في (أخبار مكة 2/ 130 - 131) قال: ومن طريق اليمن طرف أضاءة لبن في ثنية لبن. بكسر اللام وسكون الباء.
وممَّا يلي جُدة عشر أميال (1) إِلى منتهى الحديبية (2).
قال مالك في العتبية: والحديبية في الحرم (3).
وهناك أعلام مبنية تدل على حدود الحرم.
فائدة:
وأول من نصب حدود الحرم إِبراهيم الخليل عليه السلام، ثم إِن قريشًا قلعوها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فاشتدَّ ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأى رجال من قريش في المنام قائلًا يقول: حرمٌ أعزكم الله به قلعتم أنصابَه! الآن تخطفكم العرب؛ فأصبحوا يتحدثون بذلك فأعادوها، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم جبريلَ عليه السلام: هل أصابوا في ردها؟ قال جبريل: ما وضعوا منها نصبًا إِلا بيد ملَك (4).
ثم جددها * النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك في عام الفتح، ثم جددها عمر بن
(1) انظر عن حدود الحرم (مواهب الجليل: 3/ 170 - 171).
(2)
الحُدَيبية بضم الحاء وفتح الدال المهملتين وسكون الياء المثناة تحت وكسر الباء الموحدة وفتح الياء المشددة في آخرها تاء: هي أبعد أطراف الحرم عن البيت بها بئر سميت باسمها، فيها صد المشركون رسول الله عن البيت. (صبح الأعشى: 4/ 256).
(3)
ما جاء في هذا الفصل نصه في (النوادر والزيادات: 1/ 186 أ) وعنه نقله المحب الطبري في (القِرى: 602 - 307).
(4)
هذا الأثر أورده المحب الطبري في (القرى: 603) وصيغته مختصرة عند ابن فرحون
الخطاب (1) رضي الله عنه ثم جددها معاوية رضي الله عنه ثم جدَّدها عبد الملك بن مروان (2).
فإِن قلت: ما السر (3) في أن بعض حدود الحرم قريب من مكة كالتنعيم، وبعضها بعيد كناحية جدة وبعضها متوسط كناحية اليمن؟
قلت: فيه أقوال:
أحدها أنه لما وضع إِبراهيم عليه السلام الحجر الأسود في موضعه أضاء نورُه يمينًا وشمالًا، ومن كل ناحية (4) فمنتهى الحرم حيث انتهى نوره.
وقيل: إِنه منتهى ضوء الخيمة التي أُنزلت في موضع البيت قبل بناء آدم عليه السلام (5) له (6).
وقيل: إِن آدم صلى الله عليه وسلم لما هبطت له تلك الخيمة جاءت الجنُّ والشياطينُ ليقربوا منها، فاستعاذ آدم عليه السلام منهم بالله تعالى وخاف على نفسه
(1) البيان والتحصيل: 17/ 306 - 307.
(2)
ما ذكره ابن فرحون عن تجديد عام الفتح وبعده مروي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة. (القرى: 603).
(3)
ر: ما السنة، وهو تصحيف.
(4)
ب: ومن كل جهة.
(5)
انظر (القرى 604).
(6)
له: سقطت من (ب).