المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌سورة الطّارق سورة الطّارق مكّيّة، وهي مائتان وتسعة وثلاثون حرفا، وإحدى - تفسير الحداد المطبوع خطأ باسم التفسير الكبير للطبراني - جـ ٦

[أبو بكر الحداد]

فهرس الكتاب

- ‌سورة الأحقاف

- ‌سورة محمّد صلى الله عليه وسلم

- ‌سورة الفتح

- ‌سورة الحجرات

- ‌سورة ق

- ‌سورة الذّاريات

- ‌سورة الطّور

- ‌سورة النّجم

- ‌سورة القمر

- ‌سورة الرحمن

- ‌سورة الواقعة

- ‌سورة الحديد

- ‌سورة المجادلة

- ‌سورة الحشر

- ‌سورة الممتحنة

- ‌سورة الصّفّ

- ‌سورة الجمعة

- ‌سورة المنافقون

- ‌سورة التّغابن

- ‌سورة الطّلاق

- ‌سورة التّحريم

- ‌سورة الملك

- ‌سورة ن (القلم)

- ‌سورة الحاقّة

- ‌سورة المعارج

- ‌سورة نوح

- ‌سورة الجنّ

- ‌سورة المزّمّل

- ‌سورة المدّثّر

- ‌سورة القيامة

- ‌سورة الدّهر

- ‌سورة والمرسلات

- ‌سورة النّبأ

- ‌سورة النّازعات

- ‌سورة عبس

- ‌سورة التّكوير

- ‌سورة الانفطار

- ‌سورة المطفّفين

- ‌سورة انشقّت (الانشقاق)

- ‌سورة البروج

- ‌سورة الطّارق

- ‌سورة الأعلى

- ‌سورة الغاشية

- ‌سورة الفجر

- ‌سورة البلد

- ‌سورة الشّمس

- ‌سورة اللّيل

- ‌سورة الضّحى

- ‌سورة ألم نشرح

- ‌سورة والتّين

- ‌سورة العلق

- ‌سورة (القدر)

- ‌سورة لم يكن

- ‌سورة الزّلزلة

- ‌سورة العاديات

- ‌سورة القارعة

- ‌سورة التّكاثر

- ‌سورة العصر

- ‌سورة الهمزة

- ‌سورة الفيل

- ‌سورة قريش

- ‌سورة الماعون

- ‌سورة الكوثر

- ‌سورة (الكافرون)

- ‌سورة النّصر

- ‌سورة تبّت (المسد)

- ‌سورة الإخلاص

- ‌سورة الفلق

- ‌سورة النّاس

الفصل: ‌ ‌سورة الطّارق سورة الطّارق مكّيّة، وهي مائتان وتسعة وثلاثون حرفا، وإحدى

‌سورة الطّارق

سورة الطّارق مكّيّة، وهي مائتان وتسعة وثلاثون حرفا، وإحدى وستّون كلمة، وسبع عشرة آية. قال صلى الله عليه وسلم:[من قرأها أعطاه الله من الأجر بعدد كلّ نجم في السّماء عشر حسنات]

(1)

.

{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}

{وَالسَّماءِ وَالطّارِقِ} (1)؛أوّل السّورة قسم، وجوابه {(إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمّا عَلَيْها حافِظٌ)} .والطارق كلّ ما يأتي ليلا، يعني بذلك النّجم يظهر ليلا ويخفى نهارا، وكلّما جاء ليلا فهو طارق، ومنه حديث جابر:[نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق المسافر أهله ليلا، وقال: حتّى تستحدّ المعيبة وتمتشط الشّعثة]

(2)

.وقالت هند

(3)

:

نحن بنات طارق

نمشى على النّمارق

تريد: إنّ النّجم

(4)

أتانا يوم أحد في شرفه وعلوّه. وقال ابن الرّومي:

يا راقد اللّيل مسرورا بأوّله

إنّ الحوادث قد يطرقن أسحارا

(1)

تقدم عزوه تكرارا وإسناده ضعيف.

(2)

أخرجه الطبراني في المعجم الصغير: الحديث (678).والبخاري في الصحيح: كتاب النكاح: باب لا يطرق أهله ليلا: الحديث (5243).ومسلم في الصحيح: كتاب الإمارة: باب كراهية الطروق ليلا: الحديث (715/ 183).

(3)

اختلفوا في إسناده إلى هند بنت عتبة، أو هند بنت بياضة بن رياح أو رياح بن طارق الأيادي، أو هند بنت الفند الزماني. وقالت هند هذا الرجز يوم أحد تحض على الحرب. والرجز بأكمله في لسان العرب: مادة (طرق).

(4)

أدرج الناسخ (رجل) وهو غير مناسب، والصحيح:(النجم)،كما نقله الثعلبي في التفسير. وفي الصحاح: ج 4 ص 268: (طرق) قال الجوهري: (أي إنّ أبانا في الشرف كالنجم المضيء)، (والطارق: النجم الذي يقال له: كوكب الصبح).

ص: 475

لا تفرحنّ بليل طاب أوّله

فربّ آخر ليل أجّج النّارا

(1)

قوله تعالى: {وَما أَدْراكَ مَا الطّارِقُ} (2)؛تعجيب للنبيّ صلى الله عليه وسلم من شأنه.

قوله تعالى: {النَّجْمُ الثّاقِبُ} (3)؛تفسير للطارق، والثاقب: وهو النّيّر المضيء من النجوم كلّها، وعن ابن عبّاس:(ثقوبه توقده بناره كأنّه ثقب مكانا فظهر).

ويقال: ثقب النار فتثقّبت اذا أضأتها فأضاءت، أثقب نارك، أي أضئها

(2)

،ويقال معناه: الثاقب العالي الشديد العلوّ، وعن عليّ رضي الله عنه أنه قال في هذه الآية:(زحل يطرق من السّماء السّابعة باللّيل إلى السّماء الدّنيا، ويختفي عند الصّبح)

(3)

.وقال مجاهد:

«الثّاقب: المتوهّج»

(4)

.وقال عطاء: «الثّاقب هو الّذي ترمى به الشّياطين فتحرقهم» .

قوله تعالى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمّا عَلَيْها حافِظٌ} (4)؛ (ما) هنا صلة كما قال تعالى {فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ}

(5)

أي فبرحمة من الله، والمعنى: إن كلّ نفس لعليها حافظ من الملائكة يحفظها ويحفظ عليها عملها وأجلها، حتى إذا انتهى إلى المقادير كفّ عن الحفظ.

وقرأ الحسن وابن عامر وعاصم وحمزة بالتّشديد، يعنون ما كلّ نفس إلاّ عليها حافظ، وهي لغة هذيل، يقولون: نشدتك الله لمّا قلت، يعنون إلاّ قلت، قال ابن عبّاس:«هم الحفظة من الملائكة»

(6)

.قال الكلبيّ: «معناه حافظ من الله يحفظ قولها وفعلها» .

(1)

في الكشف والبيان: ج 10 ص 178؛ قال الثعلبي: (وأنشدنا أبو القاسم المفسر، قال أنشدني أبو الحسن محمد بن الحسن قال: أنشدني أبو عبد الله محمد بن الرومي قال

) وذكر الشعر. وفي هذا النقل نظر.

(2)

في المخطوط: (ثقبت لسانها) وهو غير مناسب، وضبط حرفه كما في جامع البيان: الأثر (28581).

(3)

ذكره القرطبي في الجامع لأحكام القرآن: ج 20 ص 3.

(4)

أخرجه الطبري في جامع البيان: الأثر (28579).

(5)

آل عمران 159/.

(6)

في الدر المنثور: ج 8 ص 474؛ عزاه السيوطي إلى ابن جرير الطبري. وأخرجه الطبري في جامع البيان: الأثر (28584) بإسناد ضعيف.

ص: 476

وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [وكّل بالمؤمن مائة وستّون ملكا يذبّون عنه ما لم يقدر عليه، من ذلك البصر سبعة أملاك يذبّون عنه كما يذبّ الرّجل الذّباب عن قصعة العسل، ولو وكّل العبد إلى نفسه طرفة عين لاختطفته الشّياطين]

(1)

.

قوله تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ} (5)؛أي من أيّ شيء خلقه الله في رحم أمّه،

ثم بيّن ذلك فقال: {خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ} (6)؛أي مدفوق مصبوب مهراق في رحم المرأة، يقال: سرّ كاتم؛ أي مكتوم.

وقوله تعالى: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ} (7)؛يعني ماء الرجل وماء المرأة؛ لأن الولد مخلوق منهما، فماء الرجل من صلبه، وماء المرأة من ترائبها.

والترائب: جمع التّريبة وهو موضع القلادة من الصّدر، وهي أربعة أضلاع من يمنة الصدر، وأربعة أضلاع من يسرة الصّدر، وسئل عكرمة عن الترائب فقال:

«هذه، ووضع يده على صدره بين ثدييه»

(2)

.

قوله تعالى: {إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ} (8)؛أي إنّه على إحياء الإنسان بعد الموت والبلى لقادر، وعن مجاهد أنّ معناه «إنّه على ردّ ذلك الماء إلى الإحليل كما كان لقادر»

(3)

كأنه يقول: إنّه على ردّ الإنسان من الكبر إلى الشّباب، ومن الشّباب إلى الصّبا، ومن الصّبا إلى النّطفة، ومن النّطفة إلى الإحليل، ومن الإحليل إلى الصّلب قادر، فكيف لا يقدر على إحيائه بعد الموت.

ثم أخبر متى يكون البعث، فقال تعالى:{يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ} (9)؛ أي استعدّوا ليوم تظهر فيه سرائر الضمائر التي لم يطّلع عليها أحد من البشر، وقيل:

أراد بالسّرائر الأعمال التي أسرّها العباد فلم يظهروها، يظهرها الله تعالى يوم القيامة.

(1)

في مجمع الزوائد: كتاب القدر: باب دفع ما لم يقدر عليه العبد: ج 7 ص 209؛قال الهيثمي: (رواه الطبراني وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف).

(2)

أخرجه الطبري في جامع البيان: الأثر (28588).

(3)

أخرجه الطبري في جامع البيان: الأثر (28603).

ص: 477

قوله تعالى: {فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ} (10)؛أي فما للإنسان يومئذ من قوّة يدفع بها عذاب الله عن نفسه، ولا ناصر ينصره ويعينه.

قوله تعالى: {وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَما هُوَ بِالْهَزْلِ} (14)؛أقسم الله بالسّماء الراجعة في كلّ عام بالمطر بعد المطر على قدر الحاجة، حاجة العباد إليه، وبالأرض الصّادعة عن النبات الذي هو قوت الخلائق، إنّ القرآن حقّ يفصل به بين الحقّ والباطل، وليس هو باللّعب.

والمعنى: {(وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ)} بالغيب وأرزاق العباد كلّ عام، لولا ذلك لهلكوا أو هلكت مواشيهم، {(وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ)} ؛أي تتصدّع عن النبات والأشجار والأنهار، نظيره {ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا، فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا}

(1)

إلى آخره.

قوله: {(إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ)} ؛أي إنّ القرآن حقّ وجدّ يفصل بين الحقّ والباطل، {(وَما هُوَ بِالْهَزْلِ)} أي وما هو باللّعب والباطل.

قوله تعالى: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً (15) وَأَكِيدُ كَيْداً} (16)؛يعني كفار مكّة يريدون الإيقاع بالنبيّ صلى الله عليه وسلم من حيث لا يشعر، وذلك أنّهم تواطئوا على قتل النبيّ صلى الله عليه وسلم، فأعلم الله نبيّه أنه يجازيهم جزاء كيدهم، فذلك معنى قوله تعالى {(وَأَكِيدُ كَيْداً)} .

قوله تعالى: {فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً} (17)؛أي أجّلهم وأنظرهم، ولا تعجل في طلب هلاكهم، فإنّ الذي وعدتك فيهم غير بعيد منهم.

قوله تعالى: {(أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً)} أي أجّلهم أجلا قليلا، فقتلهم الله تعالى يوم بدر، و (رويدا) كلام مبنيّ على التصغير، ويقال: أرودية، وقد يوضع (رويد) موضع الأمر، يقال: رويد زيدا؛ أي أرود زيدا أو أصله من رادت الرّيح ترود رودانا؛ إذا تحرّكت حركة خفيفة، ويجوز أن يكون (رويدا) منصوب على المصدر، كأنه قال: أرودهم رويدا. وبالله التوفيق.

آخر تفسير سورة (والطارق) والحمد لله رب العالمين

(1)

عبس 26/-27.

ص: 478