الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة الزّلزلة
سورة الزّلزلة مكّيّة، وهي مائة وتسعة وأربعون حرفا، وخمس وثلاثون كلمة، وثمان آيات.
قال صلى الله عليه وسلم: [من قرأها أربع مرّات كان كمن قرأ القرآن كلّه]
(1)
.وقال: [(إذا زلزلت) تعدل نصف القرآن، و {(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)} تعدل ثلث القرآن، و {(قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ)} تعدل ربع القرآن]
(2)
.
{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}
{إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها} (1)؛وذلك أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن قيام السّاعة متى يكون، فأنزلت هذه السّورة لبيان أشراطها وصفاتها. والزّلزلة هي الحركة الشديدة، ونظير هذا قوله تعالى:{إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا}
(3)
،وذلك أنّ الأرض تحرك يومئذ حركة شديدة حتى يتقطّع جميع ما فيها من بناء وجبل وشجر، حتى يدخل فيها كلّ ما على وجهها.
قوله تعالى: {وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها} (2)؛أي لفظت الأرض عند ذلك ما فيها من الأموات والأموال، قال الله تعالى:{وَأَلْقَتْ ما فِيها}
(1)
ذكره الحافظ ابن حجر في تخريج الكشاف: ج 4 ص 785؛وقال: (أخرجه الثعلبي من حديث بإسناد أهل البيت).
(2)
أخرجه الترمذي في الجامع الصحيح: كتاب فضائل القرآن: الحديث (2893)،وقال: حديث غريب.
(3)
الواقعة 4/.
{وَتَخَلَّتْ}
(1)
.وفائدة إلقاء الكنوز وإظهارها أن تتحسّر عليها نفوس الذين كنزوها، وأن يعذّبوا بها، كما قال الله تعالى:{يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ}
(2)
.
قوله تعالى: {وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها} (3)؛الإنسان هاهنا اسم جنس أريد به الذين يخرجون من جوفها، يقول كلّ منهم ما للأرض وما حالها؟ ولأيّ شيء زلزالها؟
قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها} (4)؛أي يومئذ تخبر الأرض بما عمل على ظهرها من خير، أو شرّ عبرة للمتفكّر فيها، تقول في المؤمن:
صلّى عليّ وحجّ وصام، فيفرح المؤمن، وتقول في الكافر: أشرك عليّ وسرق وزنا وشرب الخمر، فيحزن، وذلك الإخبار بأنّ الله ألهمها وأنطقها، كما أنطق الله الجوارح.
قوله تعالى: {بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها} (5)؛أي أذن لها وأمرها.
قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النّاسُ أَشْتاتاً؛} أي يصدرون من قبورهم متفرّقين إلى أرض المحشر فرقا فرقا أهل كلّ دين على حدة، فيسار بهم إلى موضع الحساب. قوله تعالى:{لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ} (6)؛من كتبهم التي تسجّل
(3)
أعمالهم فيها. وقيل: يرجعون من موضع الحساب متفرّقين ليروا جزاء أعمالهم، فريق في الجنّة وفريق في السّعير.
قوله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} (8)؛اختلفوا في مثقال الذرّة، قال بعضهم: هو ما يقع في الكون من شعاع الشمس من الهباء
(4)
،وقال بعضهم: هي النملة الحمراء الصغيرة
(5)
،وذلك أنّ قوما كانوا لا يرون أنّهم يؤجرون على قليل من الخير، ولا يعاقبون على قليل من الشرّ، فأنزل الله هذه، وحثّهم على كلّ خير قلّ أو كثر،
(1)
الانشقاق 4/.
(2)
التوبة 35/.
(3)
في المخطوط: (يستحب).
(4)
الهبوبة: الريح تثير الغبرة.
(5)
أخرجه الطبري في جامع البيان: الأثر (29230) من تفسير ابن عباس وابن سنان وابن وهب ويزيد بن هارون.
وحذرهم من كلّ شرّ قلّ أو كثر، كما روي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال:[اتّقوا النّار ولو بشقّ تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيّبة]
(1)
.
آخر تفسير سورة (الزلزلة) والحمد لله رب العالمين
(1)
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: ج 17 ص 78:الحديث (191 - 195) بإسناد صحيح. وأحمد في المسند: ج 4 ص 256 وغيرها. والبخاري في الصحيح: كتاب الزكاة: باب اتقوا النار ولو بشق تمرة: الحديث (1417).