المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌سورة والتّين سورة والتّين مكّيّة، وهي مائة وخمسون حرفا، وأربع وثلاثون - تفسير الحداد المطبوع خطأ باسم التفسير الكبير للطبراني - جـ ٦

[أبو بكر الحداد]

فهرس الكتاب

- ‌سورة الأحقاف

- ‌سورة محمّد صلى الله عليه وسلم

- ‌سورة الفتح

- ‌سورة الحجرات

- ‌سورة ق

- ‌سورة الذّاريات

- ‌سورة الطّور

- ‌سورة النّجم

- ‌سورة القمر

- ‌سورة الرحمن

- ‌سورة الواقعة

- ‌سورة الحديد

- ‌سورة المجادلة

- ‌سورة الحشر

- ‌سورة الممتحنة

- ‌سورة الصّفّ

- ‌سورة الجمعة

- ‌سورة المنافقون

- ‌سورة التّغابن

- ‌سورة الطّلاق

- ‌سورة التّحريم

- ‌سورة الملك

- ‌سورة ن (القلم)

- ‌سورة الحاقّة

- ‌سورة المعارج

- ‌سورة نوح

- ‌سورة الجنّ

- ‌سورة المزّمّل

- ‌سورة المدّثّر

- ‌سورة القيامة

- ‌سورة الدّهر

- ‌سورة والمرسلات

- ‌سورة النّبأ

- ‌سورة النّازعات

- ‌سورة عبس

- ‌سورة التّكوير

- ‌سورة الانفطار

- ‌سورة المطفّفين

- ‌سورة انشقّت (الانشقاق)

- ‌سورة البروج

- ‌سورة الطّارق

- ‌سورة الأعلى

- ‌سورة الغاشية

- ‌سورة الفجر

- ‌سورة البلد

- ‌سورة الشّمس

- ‌سورة اللّيل

- ‌سورة الضّحى

- ‌سورة ألم نشرح

- ‌سورة والتّين

- ‌سورة العلق

- ‌سورة (القدر)

- ‌سورة لم يكن

- ‌سورة الزّلزلة

- ‌سورة العاديات

- ‌سورة القارعة

- ‌سورة التّكاثر

- ‌سورة العصر

- ‌سورة الهمزة

- ‌سورة الفيل

- ‌سورة قريش

- ‌سورة الماعون

- ‌سورة الكوثر

- ‌سورة (الكافرون)

- ‌سورة النّصر

- ‌سورة تبّت (المسد)

- ‌سورة الإخلاص

- ‌سورة الفلق

- ‌سورة النّاس

الفصل: ‌ ‌سورة والتّين سورة والتّين مكّيّة، وهي مائة وخمسون حرفا، وأربع وثلاثون

‌سورة والتّين

سورة والتّين مكّيّة، وهي مائة وخمسون حرفا، وأربع وثلاثون كلمة، وثماني آيات

(1)

.

قال صلى الله عليه وسلم: [من قرأ سورة التّين أعطاه الله خصلتين: العافية واليقين ما دام في دار الدّنيا، وأعطاه الله من الأجر بعدد من قرأها صيام يوم]

(2)

.

{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}

{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} (1)؛هذا قسم برب التين والزيتون، وجوابه {(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ)}.وسئل ابن عباس عن التين والزيتون فقال:«هو تينكم هذا» .

وفي تخصيص التّين من بين سائر الفواكه أنه ثمر شجرة مثل الخبيص على مقدار اللّقمة، ظاهره مثل باطنه، وباطنه مثل ظاهره، لا يخالطه قشر، ولا نوى على صفة ثمار الجنّة. والزيتون ثمر شجرة يعصر منها الزيت بما فيه من الطّيب، وإصلاح الغداء في أكثر الأطعمة مع الاصطباح به والادّهان به. وعن قتادة قال:«التّين هو دمشق، والزّيتون هو بيت المقدس»

(3)

،وقال القتيبيّ:«هما جبلان بالشّام، يقال لهما طور تينا وطور زينا؛ لأنّهما ينبتانهما» .

قوله تعالى: {وَطُورِ سِينِينَ} (2)؛هو الجبل بمدين الذي كلّم الله تعالى بها موسى عليه السلام، وسينين وسيناء من أسماء ذلك الجبل، وعن السديّ أنه قال:

«معنى سينين الشّجر» .

(1)

في تفسير سورة الانشراح قال: (ثمان آيات) وهنا قال: (ثماني آيات) والاستعمالان جائزان. فأثبتناه كما في المخطوط.

(2)

أخرجه الثعلبي والواحدي وابن مردويه بأسانيدهم إلى أبي بن كعب.

(3)

أخرجه الطبري في جامع البيان: الأثر (29088).

ص: 523

ويقال: معناه: المبارك. وعن عكرمة: «أنّ معناه الجبل في الشّتاء؛ لأنّه كثير النّبات والأشجار» .

قوله تعالى: {وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} (3)؛يعني مكّة؛ لأنّ أهلها في أمن من الغارة، وكانوا إذا سافروا لم يتعرّض لهم لحرمة الحرم، والصيد في الحرم آمن، ومن قتل قتيلا، ثم لجأ إلى الحرم لم يقتصّ منه في الحرم.

وقوله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} (4)؛أي في أحسن صورة واعتدال على أحسن صورة وهيئة، وعلى كمال في العقل والفهم، وذلك أنّ الله خلق كلّ شيء منكبّا على وجهه إلاّ الإنسان. وقيل: خلقنا الإنسان مديد القامة يتناول ما يأكله بيده.

قوله تعالى: {ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ} (5)؛أي رددناه إلى أرذل العمر، وإلى حال الهرم وفقد العقل بعد الشّباب والقوّة. وقال بعضهم: معناه: رددناه إلى أسفل دركات النار في أقبح صورة.

ثم استثنى المؤمنين المطيعين، فإنّهم لا يردّون إلى أسفل سافلين، ويجوز أن يكون هذا استثناء منقطعا بمعنى لكن،

{إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ؛} أي الطاعات فيما بينهم وبين ربهم، {فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} (6)؛أي ثواب غير مقطوع؛ أي لا ينقطع ثوابهم بموتهم.

وفي الحديث: [إنّ المؤمن إذا عمل في حال شبابه وقوّته، ثمّ مرض أو هرم، كتب الله له حسناته، كما كان يعمل في حال شبابه وقوّته، لا ينقص منه شيء]

(1)

.

وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: [إذا مات المؤمن فدفن في قبره قال ملكان: يا رب قد مات عبدك فلان، فأذن لنا أن نصعد إلى السّماء فنسبحك، فيقول الله تعالى:

سمائي مملوءة من ملائكتي يسبحونني، فيقولون: يا رب فأين تأمرنا؟ فيقول: قوما

(1)

في الدر المنثور: ج 8 ص 558 و 559؛ قال السيوطي: (أخرجه ابن مردويه عن أبي موسى الأشعري).وقال: (وأخرجه البخاري أيضا) في الصحيح: كتاب الجهاد: الحديث (2996).

ص: 524

على قبر عبدي فسبحاني وكبراني واحمداني وهلّلاني، واكتبا ثواب ذلك لعبدي حتّى أبعثه من قبره]

(1)

.

قوله تعالى: {فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ} (7)؛أي ما يحملك على التكذيب أيّها الكافر بعد هذا البيان من الله تعالى بمجازاة الله في الآخرة. وقيل: معناه:

ما يكذّبك أيّها الإنسان بعد الصّورة الحسنة والشباب، ثم الهرم والموت والحساب، أفلا تعتبر بحالك لتعلم أنّ الذي خلقك قادر على أن يبعثك.

وقوله تعالى: {أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ} (8)؛أي أليس الله بأفضل الفاضلين وأعدل العادلين، وكان صلى الله عليه وسلم إذا قرأ هذه السّورة قال:[بلى يا رب أنت أحكم الحاكمين، وأنا على ذلك من الشّاهدين]

(2)

.

آخر تفسير سورة (التين) والحمد لله رب العالمين

(1)

ذكره القرطبي في الجامع لأحكام القرآن: ج 20 ص 116 مختصرا وبلفظ قريب منه.

(2)

أخرجه أبو داود في السنن: كتاب الصلاة: باب مقدار الركوع والسجود: الحديث (887). والترمذي في الجامع الصحيح: أبواب التفسير: الحديث (3347)،وقال:(هذا حديث إنما يروى بهذا الإسناد عن هذا الأعرابي، عن أبي هريرة ولا يسمى).أي يروى عن إسماعيل بن أمية قال: سمعت رجلا بدويا أعرابيا، يقول: سمعت أبا هريرة يرويه يقول. والحديث أخرجه الطبري في جامع البيان: الرقم (29148) عن قتادة مرسلا، و (29149) عن ابن عباس.

ص: 525