الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب في فضل زينب بنت جحش رضي الله عنها
-
3393 -
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا الحسين بن أبي السري العسقلاني، ثنا الحسن بن محمد بن أعين الحراني ثنا حفص بن سليمان، عن الكميت بن زيد الأسدي، حدثني مذكور مولى زينب بنت جحش، عن زينب بنت جحش، قالت: خطبني عدة من قريش فأرسلت أختي حمنة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم استشيره، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أين هي ممن يعلمها كتاب ربها وسنة نبيها؟ " قالت. ومن هو يا رسول الله؟ قال: "زيد بن حارثة" فغضبت حمنة غضبًا شديدًا فقالت: يا رسول الله، أتزوج ابنة عمتك مولاك؟ قالت: وجاءتني فأعلمتني فغضبت أشد من غضبها، فقلت أشد من قولها، فأنزل الله عز وجل:{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا} [الأحزاب: 36] قالت: فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني أستغفر الله، وأطيع الله ورسوله، أفعل يا رسول الله ما رأيت، فزوجني زيدًا فكنت أزرأ عليه فشكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعاتبني رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم عدت فأخذته بلساني، فشكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أمسك عليك زوجك واتقي الله" فقال: يا رسول الله، أنا أطلقها، قالت: فطلقني، فلما انقضت عدتي لم أعلم إلا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد دخلي عليّ بيتي وأنا مكشوفة الشعر فعلمت أنه أمر من السماء فقلت: يا رسول الله، بلا خطبة ولا إشهاد؟ فقال:"الله المزوج وجبريل الشاهد"
(1)
.
3394 -
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا محمد بن يونس الكديمي. ثنا حبان بن هلال، ثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت البناني، عن أنس، قال: لما انقضت عدة زينب بنت جحش، قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة: "اذهب فاذكرني لها" فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عظمت في نفسي، فذهبت إليها فجعلت ظهري إلى الباب فقلت: يا زينب بعث
(1)
أخرجه الدارقطني (3/ 201)، والطبرانى في الكبير كما في مجمع الزوائد (9/ 249)، وقال الهيثمي، وفيه حفص بن سليمان، وهو متروك، وفيه لين.
رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك، فقالت: ما كنت لأحدث شيئًا حتى أؤامر ربي عز وجل فقامت إلى مسجد لها، فأنزل الله عز وجل هذه الآية {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} [الأحزاب: 37] فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل عليها بغير إذن
(1)
.
3395 -
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا الحسن بن محمد الصباح، ثنا عمرو بن محمد العنقزي، ثنا عيسى بن طهمان، سمعت انس بن مالك يقول: كانت زينب تفخر على أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول: "إن الله زوجني من السماء وأطعم عليها خبزًا ولحمًا"
(2)
.
3396 -
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا عبد الرزاق. وحدثنا محمد بن علي، ثنا الحسين بن محمد بن حماد، ثنا سلمة بن شبيب - واللفظ له - أنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: كانت زينب بنت جحش هي التي تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فعصمها الله تعالى بالورع ولم أر امرأة أكثر خيرًا، وأكبر صدقة، وأوصل للرحم وأبذل لنفسها في كل شيء يتقرب به إلى الله من زينب ما عدا سورة من شدة كانت فيها يوشك منها الفيئة
(3)
.
3397 -
حدثنا محمد بن أحمد، ثنا أحمد بن موسى الخطمي، ثنا عباس بن محمد، ثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب الزهري، حدثني محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، أن عائشة قالت: كانت زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم تساويني من بين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم أر امرأة قط خيرًا في الدين واتقى لله عز وجل وأصدق حديثًا، وأوصل للرحم، وأعظم
(1)
انظر الحلية (2/ 52).
وإسناده ضعيف، فيه محمد بن يونس الكديمي، متروك الحديث.
(2)
أخرجه البخاري (7320)، والترمذي (3265)، والبيهقي (7/ 57).
(3)
انظر الحلية (2/ 53).
صدقة، وأشد ابتذالًا لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب إلى الله عز وجل ما عدا سورة من حدة كانت فيها تسرع منها الفيئة
(1)
.
3398 -
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا محمد بن يونس، ثنا روح بن عبادة، ثنا عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن عبد الله بن شداد، عن ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط من المهاجرين يقسم ما أفاء الله عليه، فبعثت إليه امرأة من نسائه وما منهم إلا ذا قرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما عم أزواجه عطيته، قالت زينب بنت جحش: يا رسول الله، ما من نسائك امرأة إلا وهي تنظر إلى أخيها أو أبيها أو ذي قرابتها عندك فاذكرني من أجل الذي زوجنيك فأحرق رسول الله صلى الله عليه وسلم قولها، وبلغ منه كل مبلغ فانتهرها عمر، فقالت: اعرض عني يا عمر، فوالله لو كانت بنتك ما رضيت بهذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أعرض عنها يا عمر فإنها أواهة". فقال عمر: يا رسول اللّه، ما الأواه؟ قال:"الخاشع الدعاء المتضرع" ثم قرأ: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} [التوبة: 114]
(2)
.
3399 -
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عباس بن الفضل الأسفاطي، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني أبي، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة، قالت: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لأزواجه: "أولكن لحوقًا بي أطولكن يدًا" قالت عائشة: فكنا إذا اجتمعنا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم نمد أيدينا في الحائط نتطاول، فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش وكانت امرأة قصيرة، ولم تكن أطولنا يدًا، فعرفت أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد بطول اليد الصدقة، وكانت امرأة صناعًا كانت تعمل بيديها وتتصدق به في سبيل الله
(3)
.
(1)
انظر السابق.
(2)
أخرجه الطبري في تفسيره (11/ 37)، وابن عساكر (2/ 156).
(3)
أخرجه مسلم (2452) وغيره من طريق عائشة بنت طلحة.