الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحارث التيمي، أن عبد الله بن مسعود كان يحدث، قال: قمت من جوف الليل وأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، قال: فرأيت شعلة من نار في ناحية العسكر، فاتبعتها أنظر إليها، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر، وإذا عبد الله ذو البجادين المزني قد مات، فإذا هم قد حفروا له، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرته، وأبا بكر وعمر يدليانه، وهو يقول:"أدليا إليّ أخاكما" فدلوه إليه، فلما هيأه لشقه، قال:"اللهم أني قد أمسيت عنه راضيًا فأرض عنه" قال: يقول عبد الله بن مسعود: ليتني كنت صاحب الحفرة
(1)
.
عبد الرحمن بن عوف
تقدم.
عثمان بن عفان
تقدم.
عثمان بن مظعون
3550 -
حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا محمد بن يحيى، ثنا أحمد بن محمد بن أيوب، ثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عمن حدثه عن عثمان بن مظعون، قال: لما رأى عثمان بن مظعون ما في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من البلاء، وهو يغدو ويروح في أمان الوليد بن المغيرة، قال: والله إن غدوي ورواحي آمنًا بجوار رجل من أهل الشرك، وأصحابي وأهل ديني يلقون من البلاء والأذى ما لا يصيبني لنقص كبير في نفسي، فمشى إلى الوليد بن المغيرة. فقال: يا أبا عبد شمس، وَفَت ذمتك، وقد رددت إليك جوارك، فقال له: لم يا ابن أخي، لعله آذاك أحد من قومي؟ قال: لا، ولكني أرضى بجوار الله عز وجل ولا أريد أن أستجير بغيره، قال: فانطلق إلى المسجد فاردد عليّ جواري علانية كما أجرتك علانية، قال فانطلقا، ثم خرجا حتى أتيا المسجد، فقال لهم الوليد: هذا عثمان قد جاء يرد عليّ جواري، قال: قد صدق، قد وجدته وفيًا كريم الجوار، ولكني قد أحببت أن لا أستجير بغير الله،
(1)
تقدم تخريجه.
فقد رددت عليه جواره، ثم انصرف عثمان، ولبيد بن ربيعة بن مالك بن كلاب القيسي في مجلس من قريش ينشدهم، فجلس معهم عثمان، فقال وهو ينشدهم: ألا كل شيء ما خلا الله باطل، فقال عثمان: صدقت، فقال: وكل نعيم لا محالة زائل، فقال عثمان: كذبت، نعيم الجنة لا يزول. قال لبيد بن ربيعة: يا معشر قريش، والله ما كان يؤذى جليسكم، فمتى حدث فيكم هذا؟ فقال رجل من القوم: إن هذا سفيه من سفهاء معه قد فارقوا ديننا، فلا تجدن في نفسك من قوله، فرد لبيد قوله، فرد عليه عثمان حتى سرى - أي عظم - أمرهما، فقام إليه ذلك الرجل فلطم عينه فخضرها، والوليد بن المغيرة قريب يرى ما بلغ من عثمان، فقال: أما والله يا ابن أخي، إن كانت عينك عما أصابها لغنية، فقد كنت في ذمة منيعة، قال: فقال عثمان: بل والله إن عيني الصحيحة لفقيرة إلى ما أصاب أختها في الله، وإني لفي جوار من هو أعز منك وأقدر يا أبا عبد شمس، فقال عثمان بن مظعون فيما أصيب من عينه:
إن تك عيني في رضا الرب نالها
…
يدا ملحد في الدين ليس بمهتد
فقد عوض الرحمن منها ثوابه
…
ومن يرضه الرحمن يا قوم يسعد
وإني وإن قلتم غوى مضلل
…
سفيه على دين الرسول محمد
أريد بذلك الله والحق ديننا
…
على رغم من يبغي علينا ويعتدي
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فيما أصيب من عين عثمان بن مظعون:
أمن تذكر دهر غير مأمون
…
أصبحت مكتئبًا تبكي كمحزون
أم من تذكر أقوام ذوي سفه
…
يغشون بالظلم من يدعو الى الدين
لا ينتهون عن الفحشاء ما سلموا
…
والغدر فيهم سبيل غير مأمون
ألا ترون - أقل الله خيرهم -
…
أنا غضبنا لعثمان بن مظعون
إذ يلطمون ولا يخشون مقلته
…
طعنًا دراكًا وضربًا غير مأفون
فسوف يجزيهم إن لم يمت عجلًا
…
كيلًا بكيل جزاء غير مغبون
(1)
(1)
انظر الحلية (1/ 103)، وإسناده ضعيف، فيه ابن إسحاق مدلس وقد عنعنه.
3551 -
حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو، ثنا أبو حصين القاضي، ثنا يحيى بن عبد الحميد، ثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن خارجة بن زيد، عن أم العلاء، قالت: توفي عثمان بن مظعون في دارنا، فلما نمت رأيت عينًا تجري لعثمان بن مظعون، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال:"ذاك عمله"
(1)
.
3552 -
حدثنا فاروق الخطابي، ثنا زياد بن الخليل، ثنا إبراهيم بن المنذر، ثنا محمد بن فليح، ثنا موسى بن عقبة، عن ابن شهاب الزهري، قال: كانت الحبشة متجرًا لقريش يجدون فيها رفقًا من الرزق وأمانًا، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بها، فانطلق إليها عامتهم حين قهروا وتخوفوا الفتنة فخرجوا، وأميرهم عثمان بن مظعون، فمكث هو وأصحابه بأرض الحبشة حتى أنزلت سورة والنجم، وكان عثمان بن مظعون وأصحابه ممن رجع، فلم يستطيعوا أن يدخلوا مكة حين بلغهم شدة المشركين على المسلمين إلا بجوار، فأجار الوليد بن المغيرة عثمان بن مظعون
(2)
.
3553 -
حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس، قال: لما توفي عثمان بن مظعون قالت امرأته: يا رسول الله، فارسك وصاحبك - وكان يعد من خيارهم - فلما توفيت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الحقي بسلفنا الخير، عثمان بن مظعون"
(3)
.
3554 -
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا سفيان بن وكيع ثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، أن أبا النضر حدثه، عن زياد عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عثمان بن مظعون حين مات فانكب عليه
(1)
أخرجه البخاري (7018)، وأحمد (6/ 436)، والبيهقي في الكبرى (4/ 76).
(2)
انظر الحلية لأبي نعيم (1/ 140).
وإسناده ضعيف، الزهري لم يدرك تلك الواقعة.
(3)
أخرجه أحمد (1/ 37، 335)، والطبراني في الكبير (9/ 25)، وابن سعد في الطبقات (3/ 1/ 290)، والبيهقي في الكبرى (4/ 76)، والحاكم في المستدرك (3/ 190).
وإسناده ضعيف، لضعف علي بن زيد.
فرفع رأسه، ثم حني الثانية ثم رفع رأسه، ثم حني الثالثة ثم رفع رأسه وله شهيق، فعرفوا أنه يبكي، فبكى القوم، فقال:"أستغفر الله، أستغفر الله، اذهب عنها أبا السائب فقد خرجت منها ولم تلبس منها شيء"
(1)
.
3555 -
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا سيار بن حاتم، ثنا جعفر - يعني ابن سليمان - ثنا أيوب، عن عبد ربه بن سعيد المدني، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على عثمان بن مظعون وهو في الموت، فأكب عليه يقبله، وقال:"رحمك الله يا عثمان، ما أصبت من الدنيا ولا أصابت منك"
(2)
.
3556 -
حدثنا أبي، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسين، ثنا أبو الربيع الرشديني ثنا ابن وهب، أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، أن عثمان بن مظعون دخل يومًا المسجد وعليه نمرة قد تخللت فرقعها بقطعة من فروة، فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم له، ورق أصحابه لرقته، فقال:"مه، كيف أنتم يوم يغدو أحدكم في حلة ويروح في أخرى، وتوضع بين يديه قصعة وترفع أخرى، وسترتم البيوت كما تستر الكعبة" قالوا: وددنا أن ذلك قد كان يا رسول الله، فأصبنا الرخاء والعيش. قال:"فإن ذلك الكائن وأنتم اليوم خير من أولئك"
(3)
.
3557 -
حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا قيس - يعني ابن الربيع - عن عاصم بن عبيد الله، عن القاسم، عن عائشة، قالت: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قبّل عثمان بن مظعون وهو ميت
(4)
.
(1)
أخرجه الطبراني كما في مجمع الزوائد (9/ 306) وقال الهيثمي: عن عمر بن عبد العزيز بن مقلاص، عن أبيه ولم أعرفهما، وبفية رجاله ثقات.
وإسناده ضعيف، فيه سفيان بن وكيع، ضعيف الحديث.
(2)
إسناده ضعيف.
(3)
انظر الحلية (1/ 105).
وإسناده ضعيف، فيه انقطاع بين ابن شهاب وعثمان بن مظعون.
(4)
أخرجه أبو داود (3163)، والترمذي (994)، وابن ماجة (1456)، والحاكم (3/ 190).
وإسناده ضعيف، فيه عاصم، وهو ضعيف.