المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب إكرام أهل الجنة - تقريب البغية بترتيب أحاديث الحلية - جـ ٣

[نور الدين الهيثمي]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب ذكر الأنبياء صلى الله على نبينا وعليهم وسلم

- ‌باب في أبينا آدم صلى الله على نبينا وعليه وسلم

- ‌باب ذكر إبراهيم خليل الله - صلى الله على نبينا وعليه وسلم

- ‌باب ذكر موسى الكليم صلى الله على نبينا وعليه السلام

- ‌باب في ذكر المسيح عيسى - صلى الله على نبينا وعليه وسلم

- ‌باب ذكر داود - صلى الله على نبينا وعليه وسلم

- ‌باب ذكر نبي الله سليمان - صلى الله على نبينا وعليه وسلم

- ‌باب ذكر يوسف الصديق صلى الله على نبينا وعليه وسلم

- ‌باب ذكر نبي الله يونس صلى الله على نبينا وعليه وسلم

- ‌باب ذكر نبي الله أيوب صلى الله على نبينا وعليه وسلم

- ‌باب في الخضر

- ‌باب في ذكر الأنبياء صلوات الله وسلامه على نبينا وعليهم أجمعين

- ‌كتاب فضل سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌باب في أول أمره

- ‌باب في مولده

- ‌باب في سببه ونسبه

- ‌باب في أسمائه

- ‌باب في رعايته الغنم

- ‌باب طهارة بنيه من الفاحشة

- ‌باب في عموم بعثته وكثرة أتباعه

- ‌باب فيما سُئل عنه مما يدل على نبوته

- ‌باب في خصائصه

- ‌باب سيادته

- ‌باب في فضلاته

- ‌باب في صفته

- ‌باب في طيب رائحة ريقه

- ‌باب فيما أوتي من العلم

- ‌باب في المشية

- ‌باب قوته في الجماع

- ‌باب في كلامه

- ‌باب مشي الملائكة خلفه

- ‌باب في دعائه

- ‌باب اشتراطه في دعائه رحمة لهم

- ‌باب في بركته في الزاد والماء

- ‌باب في زهده

- ‌باب في جوده

- ‌باب في حيائه

- ‌باب في تواضعه

- ‌باب في حسن خلقه

- ‌باب في قدر سِنّه ووفاته صلى الله عليه وسلم

- ‌باب فيما حدث بعد موته

- ‌باب ما ترك النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌كتاب المناقب

- ‌باب في فضل العشرة

- ‌باب في فضل سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه

- ‌باب في فضل عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌إسلام عمر

- ‌باب جعل الله الحق على لسان عمر

- ‌باب في موافقته

- ‌باب في كراهيته للشعر

- ‌باب في خوفه من الله

- ‌باب في وفاة عمر رضي الله عنه

- ‌باب في قصره في الجنة

- ‌باب ضوءه في الجنة

- ‌باب فيما اشترك فيه أبو بكر وعمر وغيرهما من الفضل

- ‌باب منه في الخلفاء الأربعة:

- ‌باب في فضل عثمان رضي الله عنه

- ‌باب في حيائه

- ‌‌‌بابفي فضله

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب في فضل عليّ رضي الله عنه

- ‌باب في إيمانه

- ‌باب في محبته لله ورسوله

- ‌باب منه في فضله

- ‌باب في علمه

- ‌باب في فضائله

- ‌باب فيمن يحبه ومن يبغضه

- ‌باب في موالاته

- ‌باب في منزلته

- ‌‌‌باب

- ‌باب

- ‌باب

- ‌باب سد الأبواب إلَّا باب علي

- ‌باب النظر إلى علي

- ‌باب تزويجه فاطمة رضي الله عنها

- ‌باب في كنيته

- ‌باب في زهده وحبه المساكين

- ‌باب في إمارته

- ‌باب في فضل طلحة

- ‌باب في فضل الزبير

- ‌باب فضل سعد بن أبي وقاص

- ‌باب في رميه

- ‌باب في رميه، وما صبر عليه من العيش

- ‌باب عصمته من الفتن

- ‌باب فضل عبد الرحمن بن عوف

- ‌باب في فضل أبي عبيدة بن الجراح

- ‌باب فضل أهل البيت وإبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب في فضل أهل البيت

- ‌باب في فضل الحسن بن علي

- ‌باب فيما اشترك فيه الحسن والحسين

- ‌باب في فضلهما وأمهما

- ‌باب في فضل - فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌باب فضل عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها

- ‌باب محبّة رسول الله صلى الله عليه وسلم لها

- ‌باب في أوصاف لها مع المحبة

- ‌باب نزول عذرها

- ‌باب في سلام جبريل عليها

- ‌باب في علمها

- ‌باب في فضلها

- ‌باب فضل فاطمة وأمها وغيرهن

- ‌باب في فضل حفصة رضي الله عنها

- ‌باب في فضل زينب بنت جحش رضي الله عنها

- ‌باب فضل صفية بنت حيي أم المؤمنين رضي الله عنها

- ‌باب فضل فاطمة بنت أسد أم علي رضي الله عنها

- ‌باب فضل أم أيمن رضي الله عنها

- ‌باب في فضل أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها

- ‌باب في فضل أم سليم رضي الله عنها

- ‌باب فضل أم حرام رضي الله عنها

- ‌باب فضل أم ورقة

- ‌بقية كتاب المناقب

- ‌ذكر فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على المعجم

- ‌إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌أُبيّ بن كعب

- ‌أسماء بنت أبي بكر

- ‌أصحمة النجاشي

- ‌أنس بن مالك

- ‌أنس بن النضر

- ‌أويس القرني

- ‌البراء بن مالك

- ‌بلال بن رباح المؤذن

- ‌ثعلبة بن عبد الرحمن

- ‌ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌جرير بن عبد الله البجلي

- ‌جعيل بن سراقة

- ‌جندب بن جنادة أبو ذر الغفاري

- ‌حارثة بن النعمان الأنصاري

- ‌حاطب بن أبي بلتعة

- ‌حسان بن ثابت

- ‌الحسن والحسين

- ‌حفصة بنت عمر

- ‌حمزة بن عبد المطلب

- ‌خباب بن الأرت

- ‌خديجة بنت خويلد

- ‌خريم بن أوس الطائي

- ‌رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الزبير بين العوام

- ‌زيد بن سهل أبو طلحة الأنصاري

- ‌زينب بنت جحش

- ‌سالم مولى أبي حذيفة بن عتبة

- ‌سعد بن أبي وقاص، واسمه مالك

- ‌سعد بن معاذ سيد الأوس

- ‌سعد بن زيد

- ‌سفينة مولى أم سلمة

- ‌سلمان الفارسي

- ‌صفية بنت حيي

- ‌صهيب بن سنان

- ‌طلحة بن عبد الله

- ‌عامر بن ربيعة

- ‌عامر بن عبد الله بن الجراح: أبو عبيدة بن الجراح

- ‌عائشة

- ‌عبد الله بن جحش

- ‌عبد الله بن رواحة

- ‌عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي

- ‌عبد الله بن سلام

- ‌عبد الله بن عمر بن الخطاب

- ‌عبد الله بن عمرو بن حرام - والد جابر

- ‌عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري

- ‌عبد الله بن مسعود

- ‌عبد الله ذو البجادين

- ‌عبد الرحمن بن عوف

- ‌عثمان بن عفان

- ‌عثمان بن مظعون

- ‌عدي بن حاتم

- ‌العرباض بن سارية

- ‌علي بن أبي طالب

- ‌عمار بن ياسر

- ‌عمر بن الخطاب

- ‌عمرو بن أم مكتوم

- ‌عمرو بن تغلب

- ‌عمرو بن الجموح

- ‌عمرو بن العاص

- ‌عمرو بن عبسة الأسلمي

- ‌فاطمة الزهراء

- ‌فاطمة بنت أسد أم علي

- ‌مارية

- ‌مصعب بن عمير العبدري

- ‌معاذ بن جبل

- ‌معاوية بن أبي سفيان

- ‌المقداد بن الأسود

- ‌هلال مولى المغيرة

- ‌أبو هريرة

- ‌أم إسحاق

- ‌أم أيمن

- ‌أم حرام

- ‌أم سليم

- ‌أم سليط

- ‌أم شريك

- ‌أم عمارة

- ‌السوداء من أهل المسجد

- ‌باب فضل المهاجرين والأنصار

- ‌باب فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وذم من يبغضهم

- ‌باب خير القرون

- ‌باب السابقين وفضل هذه الأمة

- ‌باب فضل قريش

- ‌باب فضل أهل اليمن

- ‌باب فضل العرب

- ‌باب فضل فارس

- ‌باب فضل التابعين

- ‌باب الأبدال

- ‌باب فضل الشام

- ‌باب فضل البصرة

- ‌كتاب التوبة والاستغفار

- ‌باب شدة الخوف من الذنوب

- ‌باب التحذير من صغار الذنوب

- ‌باب تكفير الذنوب بالعقوبة في الدنيا

- ‌باب فضل الكف عن الذنب

- ‌باب سعة رحمة الله

- ‌باب منه في كتب الحسنات ومحو السيئات

- ‌باب الندم

- ‌باب فضل التوبة

- ‌باب أمد التوبة

- ‌باب فرح الرب بتوبة عبده

- ‌باب الحث على التوبة والاستغفار

- ‌باب فضل الاستغفار

- ‌باب فضل المعمرين في الإسلام أو عملوا الخير

- ‌كتاب الزهد

- ‌باب النهي عن الادخار

- ‌باب ذم ما في الدنيا إلا ما أريد به وجه الله منها

- ‌باب ما يكفي من الدنيا

- ‌باب الحث على قلة المال

- ‌باب ما يزوي عن المؤمن من الدنيا

- ‌باب الدنيا سجن المؤمن

- ‌باب مثل الدنيا في الآخرة

- ‌باب التواضع من الزهد

- ‌باب التعفف من الزهد

- ‌باب في فضيلة الزاهد والصامت

- ‌باب الخوف من فتنة الغنى

- ‌باب ذم الحرص والأمل

- ‌باب عيش السلف

- ‌زهده صلى الله عليه وسلم وفيه معجزة عظيمة

- ‌باب أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بقلة التوسع والتنعم

- ‌باب الورع والتقوى

- ‌باب حفظ اللسان والعزلة

- ‌باب عمل السر

- ‌باب الصبر

- ‌باب جهاد النفس

- ‌باب التوكل

- ‌باب الحياء والعفاف

- ‌باب الخوف والرجاء

- ‌باب الخمول

- ‌باب ذم الحسد

- ‌باب ذم الرياء والنفاق

- ‌باب احتقار العمل

- ‌باب المواعظ والوصايا

- ‌باب صفات الأولياء

- ‌باب فضل الفقراء وصفتهم

- ‌باب المحبة

- ‌كتاب الأدعية والأذكار

- ‌باب فضل الذكر والذاكرين ومواطنهم

- ‌باب الأمر بإكثار الذكر

- ‌باب فضل التهليل

- ‌باب فضل الحمد

- ‌باب فضل النسبيح والتكبير

- ‌باب فضل لا حول ولا قوة إلا بالله

- ‌باب صفة الصلاة على النيي صلى الله عليه وسلم وفضلها

- ‌باب جامع في الأذكار والاستغفار

- ‌باب الاستعاذة بالله

- ‌باب فضل الدعاء وإجابته

- ‌باب ما يستفتح به الدعاء

- ‌باب رفع اليدين في الدعاء

- ‌باب الأدعية المأثورة

- ‌باب الدعاء بالعافية

- ‌باب دعاء الكرب

- ‌باب منه في دعاء المديون وغيره

- ‌باب دعاء السفر

- ‌باب إجابة دعاء الغائب لا رجعة

- ‌باب النهي عن الدعاء بالظَلَمة، وعن ما يدعى به

- ‌باب ما يقول إذا رأى مبتلًا

- ‌باب الأمر بإكثار الدعاء وفضله

- ‌باب إجابة الدعاء وأوقاتها

- ‌باب ما يقول عند النوم

- ‌باب ما يقول عند الصباح وعند المساء

- ‌باب ما يقول إذا تعار من الليل

- ‌باب ما يقال بعد الصلوات

- ‌باب ما يقول إذا خرج من بيته

- ‌كتاب البعث والنشور

- ‌باب النفخ في الصور

- ‌باب الحشر

- ‌باب العرض

- ‌باب الحساب والميزان

- ‌باب حال أهل الفترة ومن في معناهم

- ‌باب النجوى

- ‌باب الورود والصراط

- ‌باب حوض النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب شفاعة الصالحين وغيرهم

- ‌باب إخراج أهل التوحيد من النار

- ‌باب صفة النار وأهلها

- ‌باب الخلود

- ‌باب صفة الجنة

- ‌باب أهل الجنة

- ‌باب صفة أهل الجنة ومنازلهم

- ‌باب إكرام أهل الجنة

الفصل: ‌باب إكرام أهل الجنة

عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر في ملكه ألفي سنة يرى أقصاه كما يرى أدناه، في سرره، وأزواجه، وخدمه، وإن أفضلهم لمن ينظر إلى الله كل يوم مرتين"

(1)

.

4399 -

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا علي بن إسحاق، ثنا حسين بن الحسن المروزي، ثنا الهيثم بن جميل، ثنا صالح، عن يزيد، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أسفل أهل الجنة أجمعين درجة، لمن يقوم على رأسه عشرة آلاف خادم، بيد كل خادم صحفتان، صحفة من ذهب وصحفة من فضة، في كل واحدة لون ليس في الأخرى، يأكل من آخرها كما يأكل من أولها، يجد لآخرها من اللذة والطيب مثل ما يجد لأولها، ثم يكون لذلك رشح مسك وجشاء مسك، لا يبولون، ولا يتغوطون، ولا يمتخطون"

(2)

.

‌باب إكرام أهل الجنة

4400 -

حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أول شيء يأكله أهل الجنة زيادة كبد الحوت"

(3)

.

4401 -

وبه عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب، قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة، نادى مناد: يا أهل الجنة، إن لكم عند الله موعدًا، فيقولون: ما هو، ألم يبيض وجوهنا، ويثقل موازيننا، ويدخلنا الجنة؟ فيقال لهم ذلك ثلاثًا، فيتجلى لهم، فينظرون إليه، فيكون ذلك عندهم أعظم مما أعطوا"

(4)

.

(1)

أخرجه الإمام أحمد (2/ 13، 64)، والترمذي (2677)، والحاكم في المستدرك (2/ 509). وابن جرير في تفسيره (29/ 193).

(2)

قال الحافظ أبو نعيم في الحلية (6/ 175): غريب من حديث صالح، لم نكتبه إلا من حديث الهيثم مرفوعًا.

(3)

أخرجه البخاري (3938)، وأحمد (3/ 108، 189)، وابن حبان (2253 - موارد).

(4)

أخرجه مسلم (181)، والترمذي (552)، وابن ماجة (187)، وأحمد (4/ 233).

ص: 473

4402 -

حدثنا أبو الحسن علي بن هارون، ثنا جعفر الفريابي، ثنا إبراهيم بن عثمان المصيصي، ثنا عبد الله بن المبارك (ح).

وحدثنا بشر بن محمد بن ياسين القاضي، ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، ثنا إبراهيم بن عيسى بن عبد الله، ثنا عبد الله بن وهب، قالا: ثنا مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحد من خلقك، فيقول: أنا أعطيتكم أفضل من ذلك، أحل عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم"

(1)

.

4403 -

حدثنا أبو إسحاق بن حمزة، وعلي بن هارون، وعبد الله بن محمد بن أحمد، تالوا: ثنا جعفر الفريابي، ثنا إبراهيم بن عثمان بن زياد، ثنا ابن المبارك عن مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد، فذكر مثله سواء إلا أنه قال: إن الله تعالى يقول

(2)

.

4404 -

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا محمد بن يونس الشامي، ثنا يعقوب بن إسماعيل السلال (ح).

وحدثنا أبي، ثنا محمد بن يحيى العبدي، ثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، قالا: ثنا أبو عاصم العباداني، عن الفضل الرقاشي، عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينا أهل الجنة في نعيمهم، إذ سطع لهم نور غلب على نور الجنة فرفعوا رءوسهم، فإذا الرب قد أشرف عليهم، فقال: السلام عليكم يا أهل الجنة، وهو في القرآن {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} [يس: 58] سلوني، قالوا: نسألك الرضا عنا، فقال: رضائي أحللكم داري، وأنالكم كرامتي، وهذا أوانها فسلوني، قالوا: نسألك زيارة إليك، فيؤتون بنجائب من ياقوت أحمر، أزمتها من زبرجد أخضر، فيحملون عليها تضع حوافرها

(1)

أخرجه البخاري (7518)، ومسلم (2829)، والترمذي (2555)، وأحمد (3/ 88).

(2)

تقدم تخريجه.

ص: 474

عند منتهى طرفها حتى تنتهي بهم إلى جنة عدن وهي قصبة الجنة، ويأمر الله أطيارها على أشجارها يجاوبن الحور العين بأصوات لم تسمع الخلائق بمثلها، يقلن: نحن الناعمات فلا نبأس، نحن الخالدات فلا نموت، إنا أزواج كرام لكرام، طبنا لهم وطابوا لنا، قال: وبأمر الله بكثبان من المسك الأذفر فينثرها عليهم فتقول الملائكة: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد: 24] ثم تحفهم ريح يقال لها: المثيرة، ثم تقول الملائكة: ربنا قد جاء القوم، فيقول ربنا عز وجل: مرحبًا بالطائعين، مرحبًا بالصادقين، فقال: ادخلوها {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} قال: ويكشف الحجاب، فينظرون إلى الله تعالى وينظر إليهم، فينصرفون في نور الرحمن حتى لا يبصر بعضهم بعضًا، وبقول الله: ارجعوا إلى منازلكم، فيرجعون إلى منازلهم بالتحف وقد أبصر بعضهم بعضًا" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"فذلك قول الله عز وجل: {نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} [فصلت: 32] "، قال ابن أبي الشوارب في حديثه:"لا يزال الله ينظر إليهم وينظرون إليه، ولا يلتفتون إلى نعيمهم، ما داموا ينظرون إلى الله تعالى حتى يحتجب عنهم ويبقى نوره وبركته عليهم وفي ديارهم"

(1)

.

4405 -

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن شعيب النسائي، ثنا محمد بن رافع (ح).

وحدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن حفص المعدل، ثنا محمد بن العباس بن أيوب، ثنا شعيب بن أيوب، قالا: ثنا مصعب بن المقدام، ثنا داود الطائي، عن الأعمش، عن ثمامة بن عقبة، عن زيد بن أرقم، قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا أبا القاسم، تزعم أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون؟ قال:"نعم، والذي نفسي بيده، إن الرجل ليعطى قوة مائة رجل في الأكل والشرب، والجماع والشهوة" قال: فإن الذي يأكل يكون له الحاجة، والجنة طيبة ليس فيها أذى، قال:"حاجة أحدهم عرق يخرج كريح المسك فتضمر بطنه"

(2)

.

زاد محمد بن رافع "الجماع والشهوة".

(1)

أخرجه ابن ماجة (184)، وابن عدي في الكامل (6/ 2039)، والبزار كما في مجمع الزوائد (7/ 101)، وقال الهيثمي: وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي، وهو ضعيف.

(2)

أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 200)، والحاكم (1/ 13)، وانظر مجمع الزوائد (10/ 220).

ص: 475

4406 -

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا المقدام بن داود، ثنا أسد بن موسى، ثنا فضيل بن عياض، عن الأعمش، فذكر مثله، لكن قال: جاء يهودي، وقال: فإن الذي يأكل ويشرب يكون له الحاجة والجنة مطهرة، قال:"حاجة أحدهم عرق يفيض من جلده كريح المسك، فإذا بطنه قد ضمر"

(1)

.

4407 -

حدثنا أبو الحسن علي بن هارون، ثنا موسى بن هارون بن عبد الله، ثنا سعيد بن عبد الجبار، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن في الجنة لسوقًا، يأتونها كل جمعة، فتهب ريح الشمال فتحثي في وجوههم وثيابهم، فيزدادون حسنًا وجمالًا، فيرجعون إلى أهليهم، فيقول لهم أهلوهم: والله لقد ازددتم بعدنا حسنًا وجمالًا، فيقولون: وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنًا وجمالًا"

(2)

.

4408 -

حدثنا جعفر بن محمد بن نصير - هو الخلدي - في كتابه، عنه محمد بن إبراهيم، ثنا إبراهيم بن نصر، ثنا إبراهيم بن بشار، ثنا إبراهيم بن أدهم، قال: روى الربيع بن صبيح، عن الحسن، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا استقر أهل الجنة في الجنة، اشتاق الإخوان إلى الإخوان، فيسير سرير ذا إلى سرير ذا، فيلتقيان فيتحدثان ما كان بينهما في دار الدنيا، ويقول: يا أخي تذكر يوم كنا في دار الدنيا في مجلس كذا فدعونا الله فغفر لنا"

(3)

.

اللهم اغفر لنا يا كريم، آخر الكتاب، الحمد لله أولا وآخرًا، وظاهرًا وباطنًا.

بالأصل ما مثاله: أكمله الفقير إلى عفو الله تعالى أحمد بن علي بن حجر، في ذي الحجة سنة تسع وثمانمائة، من مسودة مرتبة في الأصل، رحمه الله تعالى.

(1)

تقدم تخريجه.

(2)

أخرجه مسلم (2833)، وأحمد (3/ 384 - 285)، والبغوي في شرح السنة (15/ 227)، وفي تفسيره (1/ 42)، والشجري في أماليه (2/ 113)، والخطيب في تاريخه (1/ 226).

(3)

أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 103)، والبزار كما في مجمع الزوائد (10/ 424)، وقال الهيثمي: ررجاله رجال الصحيح، غير سعيد بن دينار، والربيع بن صبيح، وهما ضعيفان وقد وثقا، وانظر اللآلى المصنوعة (1/ 501)، والفوائد المجموعة (ص 386).

ص: 476