الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[مقدمة المؤلف]
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) *
(وبه توفيقى) الحمد لله خالق الأمم، وبارىء النسم؛ علّم الإنسان ما لم يعلم، وألهمه البيان؛ فهو يورده تارة باللسان ومرة بالقلم؛ سبحانه من قادر قاهر، أعاد إلى العدم عادا ولم ترمّم بعدها إرم «1» .
قال الشيخ الأجل الإمام الواثق بعفو ربه، جمال الدين أبو الحسن علىّ بن يوسف بن إبراهيم بن عبد الواحد الشيبانىّ القفطىّ- عفا الله عنه-:
أما بعد، فقد كان بعض منتحلى «2» صناعة التصنيف قد أجرى ذكر أخبار النحاة [و] رغب فى جمعها، وكان عادم الموادّ، فسأل إعارته بعض ما أنعم الله به من أوعية «3» العلوم، فأجبته إلى ملتمسه، ونبّهته على الترتيب والتبويب، وأعنته غاية إمكانى.
فلما فرغ منه أو كاد، طلب ورقا ليبيّض منه نسخة لأجلى، فمكّنته من ذلك.
ثم بلغنى أنه أباع «4» الورق، وتعلّل عن النّسخ لهذا المجموع وغيره، فذهب كالمغضب، فالتقمه حوت الموت وهو مليم «5» ؛ فأرجو ألّا يكون من كذبه ولؤمه فى العذاب الأليم.
وقد شرعت- بتأييد الله وتوفيقه- فى جمع ما أمكن من ذلك، واستثارة كامنه من مكامنه، واستنباط وارده من موارده، والتورّد على مناهله فى مجاهله، واختراف «1» أثماره من أشجاره، واقتطاف نوّاره من أزهاره؛ بعد أن استوعبت جهد الإمكان؛ حسب ما وقع إلىّ من الموادّ على تطاول الزمان، وذكرت مشايخ علمى النحو واللغة، ممّن تصدّر لإفادتهما تصنيفا وتدريسا ورواية، فى أرض الحجاز، واليمن، والبحرين، وعمان، واليمامة، والعراق، وأرض فارس، والجبال «2» ، وخراسان «3» ، وكرمسير «4» ، وغزنة «5» ، وما وراء النهر «6» ، وأذربيجان «7» ، والمذار «8» ، وإرمينية «9» ، والموصل «10» ، وديار بكر، وديار مضر «11» ، والجزيرة «12» ، والعواصم «13» ، والشام، والساحل «14» ، ومصر
وعملها، وإفريقية «1» ، ووسط المغرب وأقصاه، وجزيرة الأندلس، وجزيرة صقلّيّة «2» .
وبالله أسترشد، ومنه أستمدّ الإعانة والتوفيق. وقد جعلته على حروف المعجم؛ ليسهل تناوله، بحول الله وقوته؛ إله العزة لا إله غيره، ولا ربّ سواه.