الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(حرف الخاء)
235 - الخليل بن أحمد بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الفراهيدىّ الأزدىّ [1]
من الفراهيد بن مالك بن فهم بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث. وقيل: هو منسوب إلى فرهود «1» بن شبابة بن مالك بن فهم.
وقد نسب [إلى] الفراهيد على غير هذا الوجه؛ يقال رجل فراهيدىّ. وكان يونس يقول: فرهودىّ مثل قردوسىّ «2» . والفراهيد: «3» صغار الغنم.
[1]. ترجمته فى أخبار النحويين البصريين للسيرافىّ 38 - 40، وإشارة التعيين الورقة 18 - 19، والأنساب 421 ا، وتاريخ أبى الفدا 2: 8، وتاريخ ابن كثير 10: 161 - 162، وتقريب التهذيب 72، وتلخيص ابن مكتوم 65 - 66، وتهذيب الأسماء واللغات 1: 177 - 178، وتهذيب التهذيب 3: 163 - 164، وتهذيب اللغة للأزهرى 1: 4 - 5، وخلاصة تذهيب الكمال 91، وابن خلكان 1: 172 - 175، وروضات الجنات 272 - 276، وسرح العيون 184 - 187، وشذرات الذهب 1: 275 - 277، وشرح مقامات الحريرى للشريشى 2: 246 - 248، وطبقات الزبيدىّ 22 - 25، وطبقات ابن قاضى شهبة 1:
335 -
338، وطبقات القرّاء لابن الجزرىّ 1: 275، والفلاكة والمفلوكين 69 - 70، والفهرست 42 - 43، وكشف الظنون 1441 - 1444، واللباب 2: 201، ومرآة الجنان 1: 362 - 367، ومراتب النحويين 43 - 64، والمزهر 2: 401 - 402، 461، ومسالك الأبصار ج 4 مجلد 2: 273 - 276، والمعارف 236، ومعجم الأدباء 11:
72 -
77، والنجوم الزاهرة 1: 311 - 312 و 2: 82، ونزهة الألباء 54 - 59.
نحوىّ لغوىّ عروضىّ، استنبط من العروض «1» وعلله ما لم يستخرجه أحد، ولم يسبقه إلى علمه سابق من العلماء كلّهم. وقيل إنه دعا بمكة أن يرزق علما لم يسبقه إليه أحد، ولا يؤخذ إلا عنه، فرجع من حجّة، ففتح عليه بالعروض «2» .
وللخليل بن أحمد قصيدة على «فعلن فعلن» ثلاثة متحركات وساكن. وله قصيدة أخرى على «فعلن فعلن» متحرك وساكن، فالتى على ثلاثة متحركات وساكن قصيدته التى فيها:
سئلوا فأبوا فلقد بخلوا
…
فلبئس لعمرك ما فعلوا
أبكيت على طلل طربا
…
فشجاك وأحزنك الطّلل
والتى على «فعلن» ساكنة العين قوله:
هذا عمرو يستعفى من
…
زيد عند الفضل القاضى
فانهوا عمرا إنى أخشى
…
صول الليث العادى الماضى
ليس المرء الحامى أنفا
…
مثل المرء الضّيم الراضى
فاستخرج المحدثون من هذين الوزنين «1» وزنا سمّوه «المخلّع» ، وخلطوا فيه من أجزاء هذا وأجزاء هذا «2» .
واستنبط أيضا من علم النحو ما لم يسبق إليه، وحصر علم اللغة بحروف المعجم وسماه كتاب العين.
وله علم بالإيقاع، وله كتاب فيه. ومعرفته بالنّغم ومواقعها أحدث له علم العروض.
وأما كتاب العين «3» فقد اختلف الأئمة فيه؛ فمنهم من ينسبه إليه، ومنهم من يحيل نسبته «4» إلى الخليل، وقد استوفى ابن درستويه الكلام فى ذلك فى كتاب له مفرد لهذا النوع، ملكته بخط تيزون «5» الطبرىّ، وهو تصنيف مفيد.
وكان الخليل من الزّهاد، وقال: إن لم تكن هذه الطائفة- يعنى أهل العلم- أولياء الله، فليس له ولىّ.
وذكر النسابون أنهم لا يعرفون بين النبىّ وأبى الخليل من اسمه أحمد سواه.
ووهم يحيى بن معين، وقال فى نسب أبى السّفر «1»:«ابن أحمد» ، وهو أقدم من أبى الخليل. والصحيح فى اسمه «[ابن] «2» يحمد».
وكان الخليل عفيف النفس؛ لا يختار صحبة الملوك والأمراء. ووجّه إليه سليمان بن حبيب بن المهلّب من السّند «3» يستزيره- وكان له عليه جار «4» فكتب إليه «5» :
أبلغ سليمان أنّى عنه فى دعة «6»
…
وفى غنى غير أنى لست ذا مال
سخّى «7» بنفسى أنّى لا أرى أحدا
…
يموت هزلا «8» ولا يبقى على حال
الرزق عن قدر لا الضعف ينقصه
…
ولا يزيدك فيه حول محتال
والفقر فى النّفس لا فى المال تعرفه
…
ومثل ذاك الغنى فى النفس والمال
فلما بلغ سليمان قطع جاريه عليه عنه، فقال:
إنّ الذى شقّ فمى ضامن
…
لى الرزق حتّى يتوفّانى
حرمتنى خيرا كثيرا فما
…
زادك فى مالك حرمانى
فبلغت سليمان فأقامته وأقعدته، وكتب إلى الخليل يعتذر، وأضعف جائزته، فقال الخليل:
وزلّة يكثر الشيطان إن ذكرت
…
منها التعجّب جاءت من سليمانا
لا تعجبنّ لخير زلّ عن يده
…
فالكوكب النّحس يسقى الأرض أحيانا
وأنشد له المبرّد فى معناه:
صلب الهجاء على امرئ من قومنا
…
إذ حاد عن سنن السبيل وحادا
أعطى قليلا ثم أقلع نادما
…
ولربّما غلط البخيل فجادا
وقال النّضر بن شميل: أقام الخليل فى خصّ «1» من أخصاص البصرة، لا يقدر على فلس، وأصحابه يكسبون بعلمه الأموال؛ ولقد سمعته يقول: إنى لأغلق علىّ بابى، فما تجاوزه همّتى.
وقال وهب بن جرير: كان الخليل بن أحمد يكثر إنشاد بيت الأخطل «2» :
وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد
…
ذخرا يكون كصالح الأعمال
وقيل: لم يكن بعد الصّحابة أذكى من الخليل، ولا أجمع لعلم العرب.
واجتمع الخليل وابن المقفّع ليلة بطولها يتذاكران وافترقا؛ فسئل الخليل عن ابن المقفع، فقال: رأيت رجلا علمه أكثر من عقله، وقيل لابن المقفع: كيف رأيت الخليل؟ فقال: رأيت رجلا عقله أكثر من علمه.
وللخليل- رحمه الله أخبار صالحة، ونوادر مفيدة، لا يسوغ استيفاؤها فى هذا الموضع.
ولد- رحمه الله سنة مائة، وتوفى سنة خمس وسبعين ومائة «1». وكان سبب موته أنه قال: أريد أن أقرّب نوعا من الحساب تمضى به الجارية إلى البقّال، فلا يمكنه ظلمها، ودخل المسجد، وهو معمل فكره فى ذلك، فصدمته سارية، وهو غافل عنها بفكره؛ فانقلب على ظهره، فكانت سبب موته. وقيل:
بل كان يقطّع بحرا من العروض. والله أعلم أىّ الأمرين كان.
والذى تحقّق أنّ الخليل صنّفه: كتاب العين فى اللغة، مشهور. كتاب العروض. كتاب الشواهد. كتاب النقط والشكل. كتاب النغم «2» ، كتاب فى العوامل، منحول عليه.
وقال الأصمعىّ: قال الخليل بن أحمد: العلوم أربعة؛ فعلم له أصل وفرع، [وعلم له أصل ولا فرع له، وعلم له فرع] ولا أصل له، وعلم لا أصل له ولا فرع.
فأما الذى له أصل وفرع فالحساب؛ ليس بين أحد من المخلوقين فيه خلاف، وأما الذى له أصل ولا فرع له فالنجوم؛ ليس لها حقيقة يبلغ تأثيرها فى العالم- يعنى الأحكام والقضايا على الحقيقة- وأما الذى له فرع ولا أصل له فالطبّ؛ أهله منه