الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد ذكر الحميدىّ «1» فى علماء الأندلس رجلا يعرف بأحمد بن مطرّف بن عبد الرحمن، وعظّمه بالعلم والفضل والتقدّم عند ولاة الأمور بالأندلس. وذكر وفاته فى سنة نيّف وخمسين وثلاثمائة، فلا أدرى أهو هذا أم لا، ورأيت كتابا فى القراءات معلّلا، ليس بالكبير، لأحمد بن مطرّف الطائىّ؛ يدلّ على فضل وتضلّع من العربية، شاهدته فى حلب يباع فى مجلّدين متوسطين.
83 - أحمد بن موسى الرازىّ الأندلسىّ [1]
النحوىّ اللغوىّ الأخبارىّ. كان نحويا لغويا كاتبا بليغا غزير الرواية، حافظا للأخبار، وله كتاب فى أخبار أهل الأندلس، وتواريخ دول الملوك فيها، بلغ الغاية من استيعابه لكلّ ذلك، والتّقصّى فيه. وجدّه من أهل الرىّ، دخل إلى الأندلس وأقام به. توفّى الرازىّ هذا فى رجب سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
84 - أحمد بن معدّ بن عيسى بن وكيل التّجيبىّ الأندلسىّ المعروف بالأقليشىّ [2]
المحدّث النحوىّ اللغوىّ، أبو العباس. أنبأنا أبو طاهر السّلفىّ «2» ، أنشدنى أبو العباس أحمد بن معدّ بن عيسى بن وكيل التّجيبىّ الأندلسى بالثغر- يعنى
[1]. ترجمته فى بغية الوعاة 172، وتلخيص ابن مكتوم 23، وطبقات الزبيدىّ 209.
والرازىّ: منسوب إلى الرىّ على غير القياس. والرىّ: قصبة بلاد الجبال.
[2]
ترجمته فى بغية الوعاة 171، وتلخيص ابن مكتوم 23، وسلم الوصول 152، ومعجم البلدان 1: 313، ونفح الطيب 3: 355 - 356. والأقليشى، بضم الهمزة وسكون القاف وكسر اللام: منسوب إلى أقليش، وهى بلدة من أعمال طليطلة بالأندلس.
الإسكندرية؛ قال: أنشدنى أبو محمد عبد الله بن محمد بن السيّد اللغوىّ لنفسه بالأندلس:
قل لقوم لا يتوبون
…
وعلى الإثم يصرّون
خفّفوا ثقل المعاصى
…
أفلح القوم المخفّون
لن تنالوا البر حتّى
…
تنفقوا مما تحبون
ثم قال السّلفىّ: أبو العباس هذا يعرف بالأقليشىّ. كان من أهل المعرفة باللغات والأنحاء والعلوم الشرعية. ومن جملة أسانيده أبو محمد البطليوسىّ، وأبو الحسن ابن سبيطة الدانىّ وأبو محمد القلنّىّ وآخرون، وله شعر جيد ومؤلّفات حسنة «1» ؛ قدم علينا الإسكندرية سنة ست وأربعين وخمسمائة، وقرأ علىّ كثيرا، وتوجّه إلى الحجاز، وبلغنا أنه توفى «2» بمكة- رحمه الله.
قال السّلفىّ: ومن شعره: أنشدنى أبو العباس أحمد بن معدّ بن عيسى بن وكيل الأندلسىّ التّجيبىّ لنفسه، وكتب بخطه:
كان حقى ألّا أذكّر غيرى
…
وأنا ما كفيت شرّى وضيرى
غير أنى برحمة الله ربّى
…
أرتجى أن يفيدنى كلّ خير
قال: وأنشدنى لنفسه:
تتحدّر العبرات من أحداقه
…
فترى لها فى خدّه آثارا
ولربّما امتزجت دما من قلبه
…
حتى كأنّ الدمع يطلب ثارا