الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
116 - إبراهيم بن مسعود بن حسان أبو إسحاق الضرير الملقّب بالوجيه الذكىّ [1]
من أهل الرّصافة «1» ، وجدّه حسان، يعرف بالشاعر. كان إبراهيم هذا من أكثر أهل زمانه محفوظا، وأتمهم فهما للنحو، وأحسنهم معرفة به مع صباه، حفظ أكثر الكتب الصغار المصنّفة فيه، وأتى على كتاب سيبويه إلا يسيرا منه.
وكان سريع الحفظ، ثابت الذهن، حاضر الجواب. قرأ على مصدق بن شبيب النحوىّ «2» وغيره، وكان ابن شبيب يراجعه فى أشياء تشكل عليه، وكان مشهورا فى فنّه، معترفا له بالفضل والمعرفة. توفى شابا فى يوم الثلاثاء، عاشر جمادى الأولى من سنة تسعين وخمسمائة، وصلّى عليه يوم الأربعاء، ودفن بالمقبرة المعروفة بالمالكية، المنسوبة إلى أحمد بن مالك الخزاعى، قريبة من الرّصافة ببغداذ، وعمره على ما قيل- سبع وعشرون سنة وثلاثة أشهر.
117 - إبراهيم بن يحيى بن المبارك بن المغيرة أبو إسحاق بن أبى محمد المعروف بابن اليزيدىّ [2]
بصرىّ سكن بغداذ، وكان ذا قدر وفضل، وحظ وافر من الأدب. سمع من أبى زيد الأنصارىّ، وأبى سعيد الأصمعىّ.
[1]. ترجمته فى بغية الوعاة 189، وتلخيص ابن مكتوم 34، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 180، ومعجم الأدباء 2: 14 - 15، ونكت الهميان 91. ولقبه الصفدىّ فى نكت الهميان بالوجيه الصغير، وقال: لأنه كان ببغداد نحوىّ آخر يعرف بالوجيه الكبير، واسمه المبارك.
[2]
ترجمته فى الأغانى 18: 87 - 91، والأنساب 600 أ، وبغية الوعاة 189 - 190، وتاريخ بغداد 6: 210، وتلخيص ابن مكتوم 34، وسلم الوصول 38، وطبقات القرّاء لابن الجزرىّ 1: 29، والفهرست 50 - 51، وكشف الظنون 1462، 1572، ومختصر تاريخ ابن عساكر 2: 308 - 310، والمزهر، 2: 419، 462، ومعجم الأدباء 2: 97 - 104، ونزهة الألباء 223 - 226. واليزيدىّ: منسوب إلى يزيد بن منصور الحميرىّ خال المهدى الخليفة العباسىّ، وكان أبوه مؤدب ولده، معروفا به، وانظر حاشية ص 161 من هذا الجزء.
وله كتاب مصنّف، يفتخر به اليزيديون، وهو: ما اتفق لفظه واختلف معناه نحو من سبعمائة ورقة، رواه عنه ابن أخيه عبيد الله بن محمد بن أبى محمد اليزيدىّ، وذكر إبراهيم أنه بدأ يعمل ذلك الكتاب، وهو ابن سبع عشرة سنة، ولم يزل يعمله إلى أن أتت عليه ستون سنة، وله كتاب مصادر القرآن، وكتاب فى بناء الكعبة وأخبارها، وكان شاعرا مجيدا.
قال إبراهيم بن أبى محمد: كنت يوما عند المأمون، وليس معنا إلا المعتصم، فأخذت الكأس من المعتصم، فعربد «1» علىّ، فلم أحتمل ذلك، فأجبته، فأخفى ذلك المأمون، ولم يظهره ذلك الإظهار. فلما صرت من غد إلى المأمون، كما كنت أصير إليه قال لى الحاجب: أمرت ألا آذن لك. فدعوت بدواة وقرطاس، وكتبت:
أنا المذنب الخطّاء والعفو واسع
…
ولو لم يكن ذنب لما عرف العفو
سكرت «2» فأبدت منّى الكأس بعض ما
…
كرهت وما إن يستوى السّكر والصّحو
ولا سيما إذ كنت عند خليفة
…
وفى مجلس ما إن يليق به اللّغو «3»
ولولا حميّا «4» الكأس كان احتمال ما
…
بدهت «5» به لا شكّ فيه هو السّرو «6»
تنصّلت من ذنبى تنصّل ضارع «7»
…
إلى من إليه يغفر العمد والسهو
فإن تعف عنى ألف خطوى واسعا
…
وإلا يكن عفو فقد قصر الخطو
فأدخلها الحاجب، ثم رجع فأدخلنى، فمدّ المأمون باعيه، فأكببت على يديه، فقبلتهما، فضمنى إليه وأجلسنى.