الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
241 - خزعل بن عسكر بن خليل المصرىّ [1]
من سواديّة مصر؛ من أهل قرية شمالية تعرف بدار البقر «1» . رحل إلى العراق، وقرأ على ابن الأنبارىّ عبد الرحمن المدعو أبا [البركات] الكمال، وروى عنه بعض تصانيفه. رأيت ذلك بخطه. وخرج عن العراق إلى مكة، وركب البحر إلى مصر، فوصل إلى صعيدها فى حالة رثة.
اجتمعت به فى جامع قفط، فرأيته كثير الدعوى، غثّ العبارة، قد تعلق بأطراف من علم العربية. وحضر حلقة شيخنا أبى البقاء صالح بن عادى العذرىّ النحوىّ، واحتفل فى مسألة سأله عنها ليس فيها طائل، وذلك أنه قال: ما الذى منع العرب أن تقول: «منتن» ، وقالت:«منتن» ؟ فقال له الشيخ بعد أن استردأ سؤاله: الجواب عن سؤالك من ثلاثة أوجه: أحدها أنه سؤال لا يرد؛ لأنها لو قالت كما قلت لتوجّه السؤال على خلافه، فتصير المسألة دورا. والثانى أن واضع اللغة لا اعتراض عليه، ولو توجه عليه الاعتراض لجاز أن يقال فى جميع أوزان
[1]. ترجمته فى بغية الوعاة 241، وتلخيص ابن مكتوم 67 - 68، والذيل على الروضتين لأبى شامة 149، وطبقات ابن قاضى شهبة 1: 333 - 334، والوافى بالوفيات ج 4 مجلد 2:
250، و «خزعل» ، ضبطه السيوطى بفتح الخاء والعين وسكون الزاى.
اللغة مثل ذلك. والثالث هو أضعف الوجوه: أنهم كرهوا الخروج من الأخفّ إلى الأثقل. فسكت خجلا ولم يعاود الحلقة بعدها.
ثم رأيته بعد سنين ببيت المقدس يرتزق فى مدرسة بها على طلب فقه الشافعى، ويزعم أنه يفيد النحو لطالبيه، وما رأيت قارئا له عليه. وبلغنى أنه رحل عن المقدس إلى دمشق، وصار بها أحد من يحضر عقود الأنكحة؛ إلى أن مات فى حدود سنة عشرين وستمائة «1» .