الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مصرف بن كعب بن عمرو، عن أبيه، عن جده يبلغ به كعب بن عمرو. قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فمسح باطن لحيته وقفاه (1) .
(حديث آخر)
(1) أخرجه الطبراني في الكبير، 19/181 من طريق الحضرمي به مثله؛ قال ابن القطان: هو إسناد مجهول. اللسان، 6/42.
9016 -
رواه أبو داود أيضاً، عن أحمد بن مسعدة، عن معمر، عن ليث، عن طلحة، عن أبيه، عن جده، أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ والماء يسيل من وجهه ولحيته على صدره ورأيته يفصل بين المضمضة والاستنشاق (1) .
(ههنا يكتب كعب بن عياض)
(2)
1584- (كعب بن مالك الأنصاري رضي الله عنه
(3)
وهو كعب بن مالك بن أبي كعب واسمه عمرو بن القين بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري، السلمي الخزرجي، أبو عبد الله، أو أبو عبد الرحمن، أو أبو محمد، ويقال أبو بشير، المدني، أحد شعراء الإسلام، من الصحابة وأحد الثلاثة الذين تيب عليهم، وأحد السبعين أصحاب العقبة، ولم يشهد بدراً خلافاً لابن الكلبي وكانت وفاته فيما قال ابن الكلبي: قبل الأربعين، وقال الواقدي: سنة خمسين، وقال غيره: سنة إحدى وخمسين، وكان آخى بينه وبين طلحة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(1) سنن أبي داود، حديث (139) ، والمعجم الكبير، 19/181.
(2)
يبدو أن الحافظ ابن كثير رحمه الله أراد أن يضع هنا ترجمة كعب بن عياض وهو الموضع المناسب لها، ولكنه رحمه الله قد أوردها من قبل، فأثبتناها في موضعها.
(3)
له ترجمة في أسد الغابة، 4/487؛ والإصابة، 3/285.
9017 -
حدثنا أبو اليمان، حدثنا شعيب، عن الزهري، حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام: أن مروان بن الحكم أخبره: أن عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث أخبره: أن أُبي بن كعب الأنصاري أخبره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من الشعر حكمة)) ، وكان بشير بن كعب يحدث: أن كعب بن مالك كان يحدث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((والذي نفسي بيده لكأنما ينضحونهم بالنبل فيما تقولون لهم من الشعر)) (1) . تفرد به.
9018 -
حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن سعد، عن عبد الله، أو عبد الرحمن ابن كعب بن مالك. قال عبد الرحمن: هو شك يعني سفيان. عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تقيمها الرياح تعدلها مرة، وتصرعها أخرى حتى يأتيه أجله، ومثل الكافر مثل الأرزة المجذية على أصلها لايقلها شيء حتى يكون أنجافها وأنجعافها مرة واحدة)) . شك عبد الرحمن (2) .
رواه البخاري، ومسلم، والنسائي، من حديث يحيى بن سعيد، عن سفيان الثوري، عن سعد بن إبراهيم، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، فذكره، ثم قال البخاري: وقال زكريا: حدثني سعد، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه.
وقد رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن عبد الله بن نمير ومحمد بن بشير كلاهما، عن زكريا بن أبي زائدة به مثله.
وكذا رواه مسلم، والنسائي، عن محمد بن بشار، عن يحيى بن سعيد به، عن ابن كعب.
(1) المسند، 3/456.
(2)
المسند، 3/454.
ورواه مسلم، عن زهير بن حرب قيس بن السري وعبد الرحمن بن مهدي كلاهما، عن سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه فذكره (1) .
(1) رواه ابن أبي شيبة في كتاب الإيمان (87) ؛ والبخاري في صحيحه: حديث (5643) ؛ ومسلم في صحيحه: حديث (2810) ؛ وأخرجه النسائي في الكبرى كما في التحفة، 8/314؛ وانظر المعجم الكبير للطبراني، 19/94.
9019 -
حدثنا عبد الرزاق وابن بكر. قالا: حدثنا ابن جريج، حدثني ابن شهاب: أن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، حدثه عن أبيه: عبد الله بن كعب، وعن عمه عبيد الله بن كعب، عن كعب بن مالك. قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لايقدم من سفر إلا نهاراً في الضحى، فإذا قدم بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين، ثم جلس فيه، وقال ابن بكر في حديثه عن أبيه عبد الله بن كعب بن مالك، عن عمه (1) .
رواه البخاري عن أبي عاصم، عن ابن جريج.
ورواه مسلم والنسائي من حديث أبي عاصم به.
ورواه مسلم عن محمود بن غيلان، وأبو داود، عن محمد المتوكل والحسن بن علي، ثلاثتهم عن عبد الرزاق به.
ورواه أبو داود أيضاً والنسائي من حديث ابن وهب، عن يونس والنسائي أيضاً من حديث عقيل كلاهما: عن الزهري به وقد قطعه من حديث التوبة (2) .
(1) المسند، 3/455.
(2)
أخرجه عبد الرزاق في المصنف: حديث (9258) ؛ والبخاري في صحيحه: حديث (3098) ؛ ومسلم في صحيحه: حديث (716) ؛ وأبو داود في السنن: حديث (2756) و (2764) ؛ والنسائي في السنن، 2/53-55؛ والطبراني في الكبير، 19/59-60.
9020 -
حدثنا عتاب بن زياد، حدثنا عبد الله، حدثنا يونس، عن الزهري، أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب: أن عبد الله بن كعب قال: سمعت كعب بن مالك يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قل مايريد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها، حتى كان غزوة تبوك، فغزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حر شديد استقبل سفراً بعيداً ومفازاً، واستقبل غزو عدوٍ كبير فجلا للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أُهبة عدوهم أخبرهم بوجهه الذي يريد (1) هذا قطعة من الحديث الطويل الآتي بعدي.
وقد رواه هكذا مختصراً. النسائي من حديث الزهري به (2) .
9021 -
حدثنا حجاج، حدثنا ليث بن سعد، حدثني عقيل بن خالد، عن ابن شهاب أنه قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك يحدث حديثه حين تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، في غزوة تبوك، قال كعب: لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها قط إلا في غزوة تبوك، غير أني كنت تخلفت عن غزوة بدر ولم يعاتب أحداً تخلف عنها لأنه إنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد العير التي كانت لقريش، فكان فيها أبو سفيان بن حرب، ونفر من قريش، ثم قال: تعال. فجئت أمشي حتى جلست بين يديه، فقال:((ماخلفت ألم تكن قد ابتعت ظهرك؟)) قلت: بلى يارسول الله، وإنني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج من سخطته بعذر، والله لقد أُعطيت جدلاً فذكر الحديث وقال فيه: إني لأرجو عفو الله وقال: فقلت لإمرأتي: الحقي بأهلك فكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر، وقال فيه: سمعت صوت صارخ أو في علا أعلى سلع بأعلى
(1) المسند، 3/456.
(2)
سنن النسائي، 6/152-154.
صوته: ياكعب ابن مالك أبشر، فخررت ساجداً، وعرفت أنه قد جاء فرج الله وآذن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر، فذكر معنى حديث ابن أبي شهاب، وقال فيه: وأقول في نفسي: هل حرك شفتيه، برد السلام (1) سيأتي بطوله. وهو عند البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي من حديث الزهري (2) .
(1) المسند، 3/459.
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه: حديث (2757) و (2947) و (2948) و (2949) و (2950) و (3088) و (3556) ؛ ومسلم في صحيحه: حديث (2769) ؛ وأبو داود: (2187) ؛ والنسائي، 6/152.
9022 -
حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا عبد الرحمن الأعرج، عن عبد الله بن كعب، عن كعب بن مالك: أنه كان له مال على عبد الله بن أبي حدود الأسلمي، فلقيه فلزمه حتى ارتفعت الأصوات، فمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:((ياكعب)) ، فأشار بيده كأنه يقول: النصف فأخذ نصفاً مما عليه وترك النصف (1) .
رواه البخاري والنسائي من حديث الليث بن سعد، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج به.
ورواه الجماعة إلا الترمذي من حديث الزهري، عن عبد الله بن كعب، عن أبيه به (2) .
9023 -
حدثنا عتاب بن زياد، حدثنا عبد الله، حدثنا ابن لهيعة، حدثني موسى ابن جبير مولى بن سلمة، أنه سمع عبد الله بن كعب يحدث، عن أبيه. قال: كان الناس في رمضان إذا صام الرجل
(1) المسند، 3/460.
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه، حديث (457) و (471) و (2418) و (2424) و (2706) و (2710) ؛ ومسلم في صحيحه: حديث (1558) ؛ وأبو داود في السنن: حديث (3578) ؛ والنسائي في السنن، 8/239-244؛ وابن ماجة في السنن:(2429) .
فأمسى فنام حرم عليه الطعام والشراب والنساء حتى يفطر من الغد، فرجع عمر بن الخطاب من عند النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة وقد سهر عنده فوجد إمرأته قد نامت أرادها، فقالت: إني قد نمت. قال: مانمت ثم وقع بها وصنع كعب مثل ذلك فغدا عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فأنزل الله {عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عًنْكُمْ} . (1) تفرد به.
(1) المسند، 3/460.
9024 -
حدثنا سريج وأبو جعفر المدائني. قالا: حدثنا غياث. عن سفيان بن حسين. عن الزهري، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو ملازم رجلاً. قال: ((ماهذا؟)) قال: يارسول الله غريم لي وأشار بيده أن يأخذ النصف، قلت يارسول الله: نعم، قال: فأخذ الشطر وترك الشطر.
9025 -
حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا يونس، عن الزهري، عن عبد الله بن كعب بن مالك: أن أباه تقاضى ابن أبي حدرد ديناً كان له عليه، في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد فارتفعت أصواتهما، حتى سمعهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في بيته فخرج إليهما حتى كشف ستر حجرته، فنادى: ياكعب بن مالك، قال: لبيك يارسول الله وأشار إليه أن ضع من دينك الشطر، قال: قد فعلت يارسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((قم فأقضه)) .
رواه البخاري عن عبد الله بن محمد، ومسلم، عن إسحاق بن راهويه، والنسائي، عن سليمان سيف وابن لهيعة عن محمد بن يحيى ويحيى بن حكيم عن عثمان بن عمر بن فارس به.
ومن وجه آخر، عن عبد الله بن موسى، عن يونس الزهري.
(حديث آخر)
9026 -
من رواية عبد الله بن كعب، عن أبيه: أنه قال يارسول الله إن من توبتي أن أخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله. فقال: ((أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك)) وهو قطعة من حديثه الطويل.
وقد رواه هكذا مختصراً أبو داود والنسائي من حديث الزهري، عن عبد الرحمن ابن عبد الله بن كعب، عن أبيه، عن جده به (1) .
وله عنه حديث آخر في لعق الأصابع يأتي في ترجمة عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه.
(حديث آخر)
9027 -
رواه أبو داود في الديات، عن مخلد بن مخلد، عن عبد الرزاق، عن معمر وعن أحمد بن حنبل، عن إبراهيم بن خالد، عن رباح، عن معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت له أم قيس في مرضه الذي مات فيه: ماتتهم يارسول الله فإني لا أتهم إلا الشاة التي أكلها معك، قال أبو سعيد الأعرابي: كذا قال عن أبيه والصواب عن أبيه عن أم مبشر (2) .
(حديث آخر)
9028 -
قال الترمذي في كتاب العلم: حدثنا أحمد بن المقدام العجلي، حدثنا أمية بن خالد، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة بن
(1) أخرجه أبو داود في السنن: حديث) 2187) ؛ والنسائي في السنن، 6/152.
(2)
سنن أبي داود: كتاب الديات، حديث (4513) و (4514) .
عبد الله، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من طلب العلم ليجاري به العلماء، ويماري به السفهاء، ويصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار)) . ثم قال: غيب، وإسحاق ابن الحسن تكلم فيه من قبل حفظه)) (1) .
هكذا أفرد شيخنا هذه الأحاديث في ترجمة عبد الله بن كعب بن أمية وأكثرها لايصرح فيها بإسمه فالله أعلم.
(حديث آخر)
(1) أخرجه الترمذي في جامعه: حديث (2792) .
9029 -
قال الطبراني: حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقي، حدثنا سليمان
ابن عبد الرحمن الأوزاعي، عن الزهري، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن
أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا جئتم مصر فاستوصوا بأهله خيراً فإن لهم
ذمة ورحماً)) (1) .
وكذلك رواه، عن إسحاق بن راشد، عن الزهري به (2) . ورواه من وجه آخر، عن الوليد، عن مالك، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه به (3) .
ومن غير وجه: عن الزهري، عن عبد الله، وفي رواية عبد الرحمن، وفي رواية: عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه: كنا نصلي المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ننصرف إلى بني سلمة في أقصى المدينة فنبصر مواقع النبل (4) .
(1) المعجم الكبير، 19/61، حديث (113) .
(2)
المصدر السابق، حديث (111) .
(3)
المصدر السابق، حديث (112) .
(4)
المعجم الكبير، 19/62-63.
ومن حديث يحيى بن أبي أنيسة، ومنصور بن دينار، وغيرهما، عن الزهري، عن عبد الله بن كعب، عن أبيه:((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نكاح المتعة، وعن لحوم الحمر الإنسية)) (1) .
(حديث آخر)
(1) معجم الطبراني، 19/68-69.
9030 -
رواه الطبراني: من حديث إسماعيل بن عباس، عن عبد العزيز بن عبيد الله، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن عبد الله بن كعب، عن أبيه، مرفوعاً:((لينتهين أقوام يسمعون النداء يوم الجمعة ثم لايأتونها أو ليطبعن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين)) (1) .
9031 -
حدثنا سفيان، عن معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله ابن كعب، عن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نسمة المؤمن تعلق في شجر الجنة حتى يرجعها الله جسده)) (2) .
تفرد به من هذا الوجه وسيأتي من رواية عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه.
9032 -
حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا ابن مبارك، عن معمر، ويونس، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن كعب بن مالك. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُرَّ استنار وجهه، حتى كأن وجهه شقة قمر، وكنا نعرف ذلك فيه (3) .
9033 -
حدثنا روح، حدثنا ابن جريج، أخبرني ابن شهاب، عن عبد الرحمن ابن عبد الله بن كعب بن مالك: أن كعب بن مالك
(1) المعجم الكبير: 19/99؛ قال الهيثمي في المجمع، 2/194: إسناده حسن.
(2)
المسند، 6/386.
(3)
المسند، 6/390.
لما تاب الله عليه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: إن الله لم ينجي إلا بالصدق وإن من توبتي إلى الله أنى لا أكذب أبداً وإني أنخلع من مالي صدقة لله ورسوله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:((أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك)) ، قال: فإني أمسك سهمي من خيبر (1) .
9034 -
حدثنا سعيد بن إبراهيم، حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب: أنه بلغه أن كعب بن مالك قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نسمة المؤمن إذا مات طائر تعلق بشجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه)) (2) .
تفرد به من هذا الوجه.
(1) المسند، 3/454.
(2)
المسند، 3/455.
9035 -
حدثنا محمد بن إدريس-يعني الشافعي-، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، أخبره: أن أباه كعب بن مالك كان يحدث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه)) (1) .
هذا حديث عظيم الإسناد والمتن إذ فيه بشارة لكل مؤمن أن نفسه حين تقبض من جسده تصير طائراً في الجنة تأكل من ثمارها وتشرب من أنهارها إلى يوم القيامة فترجع بإذن الله إلى جسدها الذي كانت تعمره في الدنيا.
وقد رواه النسائي في الجنائز عن قتيبة وابن ماجة في الزهد، عن سويد بن سعيد كلاهما، عن مالك به (2) .
(1) المسند، 3/455.
(2)
سنن النسائي، 4/108؛ وابن ماجة في السنن: حديث (4271) .
ورواه الترمذي، عن ابن عمر، عن سفيان، عن عمرو بن دينار وابن ماجة أيضاً من حديث محمد بن إسحاق عن الحرث بن فضل كلاهما، عن الزهري به، وقال الترمذي: حسن صحيح (1) .
(1) جامع الترمذي: حديث (1691) .
9036 -
حدثنا يزيد بن عبد ربه، حدثني محمد بن حرب، حدثني الزبير، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن كعب بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يبعث الناس يوم القيامة فأكون أنا وأمتي على تل، ويكسوني ربي حلة خضراء، ثم يؤذن لي، فأقول ماشاء الله أن أقول، فذلك المقام المحمود)) (1) . تفرد به.
9037 -
حدثنا أبو اليمان، حدثنا شعيب، عن الزهري، حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك: أن كعب بن مالك حين أنزل الله في الشعر ماأنزل، أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: إن الله قد أنزل في الشعر ماقد علمت. فكيف ترى فيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه)) (2) . تفرد به.
9038 -
حدثنا إبراهيم بن أبي العباس، حدثنا أبو أويس. قال: قال الزهري: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله الأنصاري: أن كعب بن مالك كان يحدث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما نسمة المؤمن طير يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه)) (3) .
(1) المسند، 3/456.
(2)
المسند، 3/456.
(3)
المسند، 3/460.
9039 -
حدثنا علي بن بحر، حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن محمد ابن عبد الله: ابن أخي ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن كعب بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اهجوا بالشعر فإن المؤمن يجاهد بنفسه، وماله، والذي نفس محمد بيده كأنما تنضحونهم بالنبل)(1))
9040 -
حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم من غزوة تبوك ضحىً، فصلى في المسجد ركعتين، وكان إذا جاء من سفر فعل ذلك (2) .
9041 -
حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، قال: قالت أم مبشر لكعب بن مالك، وهو شاكٍ: إقرأ على إبني السلام، يعني مبشراً، فقال: يغفر الله لك يا أم مبشر أو ما تسمعي ماقال من رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما نسمة المؤمن طير يعلق في شجر الجنة، حتى يرجعها الله إلى جسده يوم القيامة)) ، قالت صدقت واستغفر الله (3) .
9042 -
حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا يونس، عن الزهري، عن عبد الرحمن ابن كعب، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما نسمة المؤمن طائر يعلق بشجر الجنة حتى يرجعها الله إلى جسده يوم يبعثه)) (4) .
(1) المسند، 3/460.
(2)
المسند، 3/455.
(3)
المسند، 3/455.
(4)
المسند، 3/455.
9043 -
حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا يونس، عن الزهري، عن عبد الرحمن ابن كعب بن مالك. قال: قل ماكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إذا أراد سفراً إلا يوم الخميس (1) . تفرد به.
9044 -
حدثنا ابن نمير، عن هشام، عن عبد الرحمن بن سعد: أن عبد الرحمن ابن كعب بن مالك: أبو عبد الله بن كعب بن مالك: أخبره عن أبيه كعب أنه حدثهم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأكل بثلاثة أصابع فإذا فرغ لعقها (2) .
رواه مسلم، عن أبي كريب ومحمد بن عبد الله بن نمير، عن أبيه به.
ورواه أبو داود من حديث هشام بن عروة.
ومسلم أيضاً والترمذي في الشمائل والنسائي من حديث هشام بن عروة
طريق ابن مهدي، عن الثوري، عن سعد بن إبراهيم، عن كعب بن مالك،
عن أبيه (3) .
9045 -
حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه، قال: لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها حتى كانت غزوة تبوك، إلا بدراً، ولم يعاتب النبي صلى الله عليه وسلم أحداً تخلف عن بدر، إنما خرج يريد العير، فخرجت قريش مغوثين لعيرهم، فالتقوا من غير موعد، كما قال الله عز وجل، ولعمري أن أشرق مشاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس لبدر، وما أحب أني كنت شهدتها مكان بيعتي ليلة العقبة، حيث توافقنا على الإسلام، ولم
(1) المسند، 3/456.
(2)
المسند، 3/454.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه: حديث (2032) ؛ والترمذي في كتاب الشمائل: حديث (136) ؛ والطبراني في الكبير، 19/93.
أتخلف بعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها، حتى كانت غزوة تبوك، وهي آخر غزوة غزاها، فأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس بالرحيل، وأراد أن يتأهبوا، أهبة عدوهم، وذلك حين طاب الظلال، وطابت الثمار، وكان قل ما أراد غزوة إلا ورى غيرها، وقال يعقوب عن ابن أخي شهاب إلا ورى بغيرها (1) .
وقد رواه البخاري والنسائي من حديث الزهري به مثله أو نحوه مبسوطاً تارة ومختصراً أخرى وقد قطعه أصحاب الأطراف كثيراً جداً وهو قطعة من الحديث الطويل (2) .
(حديث آخر)
(1) المسند، 6/387.
(2)
تقدم تخريجه قريباً.
9046 -
من رواية عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه: أنه كان إذا سمع النداء يوم الجمعة ترحم لأسعد بن زرارة، فقلت له: إذا سمعت النداء ترحمت لأسعد بن زرارة. قال: أنه أول من جمع بنا في هزم النبيت في حرة بني بياضة في نقيع يقال له الخضمات، قلت: كم أنتم يومئذ؟ قال: أربعون.
رواه أبو داود وهذا لفظه، عن قتيبة، عن ابن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي إمامة بن سهل، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه (1) .
ورواه ابن ماجة من حديث ابن إسحاق به (2) .
(1) أخرجه أبو داود في السنن، 1/280، كتاب الصلاة (أبواب الجمعة) : حديث (1069) .
(2)
السنن لابن ماجة، كتاب الصلاة: حديث (117) .
(حديث آخر)
9047 -
قال أبو داود: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس: أن الحكم بن نافع حدثهم: حدثنا شعيب، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، وكان أحد الثلاثة الذين تيب عليهم، وكان كعب بن الأشرف يهجو النبي صلى الله عليه وسلم، ويحرض عليه كفار قريش وكان النبي صلى الله عليه وسلم حين دخل المدينة وأهلها
أخلاط منهم المسلمون، والمشركون يعبدون الأوثان، واليهود وكانوا
يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالصبر والصفح والعفو
ففيهم أنزل {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذيِنَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ} الآية، أمر
النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ أن يبعث رهطاً يقتلوه، فبعث محمد بن مسلمة، فذكر
قصة قتله، فلما قتلوه فزعت اليهود والمشركون، فعدوا على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا:
طرق صاحبنا فقتل فذكر لهم النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يقول، ودعاهم إلى أن يكتب
بينه وبينهم كتاباً ينتهون إلى مافيه فكتب بينه وبينهم وبين المسلمين مائة صحيفة
هذا لفظه.
ورواه الطبراني من طريق ابن وهب، عن حيوة بن شريح، عن الزهري مبسوطاً (1) .
(حديث آخر)
9048 -
قال الطبراني: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا أحمد بن بكر البالسي، حدثنا زيد بن الحارث، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه: أن إمرأة
(1) المعجم الكبير، 19/76.
يهودية أهدت إلى النبي صلى الله عليه وسلم شاة مصلية بخيبر فأكل وأطعم أصحابه ثم قال لهم: ((امسكوا)) ، قال للمرأة:((هل سممت هذه الشاة؟)) قالت: من أخبرك؟ قال: ((هذه العظم، لساقها)) ، وهو في يده، قالت: نعم، قال:((ولم؟)) قالت: أردت إن كنت كاذباً أن يستريح الناس منك، وإن كنت نبياً لم يضرك: قال: فاحتجم النبي صلى الله عليه وسلم على الكاهل، وأمر أصحابه أن يحتجموا، ومات بعضهم. قال الزهري: وأسلمت المرأة فذكروا أنه قتلها (1) .
(1) المعجم الكبير، 19/69.
9049 -
ومن حديث الزهري عن عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه: أن ملاعب الأسنة، وهو عامر بن مالك بن جعفر، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بهدية فعرض عليه الإسلام فأبى، فقال:((إنا لانقبل هدايا المشركين)) ، فقال: يامحمد أرسل إليَّ أهل نجد من شئت فأنا بهم جار فأرسل فارسان وسبعين رجلاً مع المنذر بن عمرو المعتق فاستجاش عليهم عامر بن الطفيل بن عامر فأبوا أن يطيعون ويخفروا ذمة ملاعب الأسنة، فاستجاش بني سليم فنفروا إليهم في قريب من مائة رام فقتلوهم ببئر معونة إلا عمرو بن أمية الضمري، وذكر القصة وشعر حسان يحرض على عامر بن الطفيل:
بني أم البنين ألم يرعكم
…
وأنتم من ذوائب أهل نجد
تهكم عامر بأبي براء
…
ليخفره، وما خطأ كعمر
قال وطعن ربيعة بن عامر بن مالك لعامر بن الطفيل في فخذه فقده (1) .
(1) المعجم الكبير، 19/71.
(حديث آخر)
9050 -
قال الطبراني: حدثنا أحمد بن المعلا، حدثنا عبد الله بن يزيد الدمشقي، حدثنا صدقة بن عبد الله، عن محمد بن الوليد الزبيدي، عن الزهري، عن عبد الله ابن كعب، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:((كل أمر ذي بال لايبدأ فيه بالحمد فهو أجذم)) (1) .
(حديث آخر)
9051 -
عن محمد بن المصفى، عن يوسف بن السفر، عن الأوزاعي، عن يونس، عن عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه: أن رجلاً قال: يارسول الله إني نزلت بمحلة بني فلان فأشدهم لي أذى أقربهم لي جواراً، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر وعلياً رضي الله عنهم يأتون المسجد فيقومون على بابه فيصيحون ثلاثاً:((إلا أن الأربعين داراً جار، ولايدخل الجنة من لايأمن جاره بوائقه)) (2) .
9052 -
ومن حديث الوليد، عن مالك، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم النفر الذين بعثهم إلى كعب بن مالك ليقتلوه عن قتل النساء والصبيان (3) .
ورواه من غير وجه به مثله (4) .
9053 -
حدثنا أبو سفيان، عن معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب ابن مالك، عن أبيه وقال فيه: ورى غيرها، ثم
(1) المصدر السابق، 19/72.
(2)
المعجم الكبير، 19/73، قال الهيثمي في المجمع، 8/169: فيه يوسف بن السفر وهو متروك.
(3)
المصدر السابق، 19/74، وقد رواه مالك في الموطأ مرسلاً، 1/297، ولم يسنده إلا الوليد بن مسلم أشار إلى ذلك ابن عبد البر.
(4)
الموضع السابق ومابعده، 19/74-75.
رجع إلى حديث عبد الرزاق، وكان يقول: الحرب خدعة، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك أن يتأهب الناس أهبة، وأنا أيسر ماكنت قد جمعت راحلتين، وأنا أقدر شيء في نفسي على الجهاد وخفة الحاذ، وأنا في ذلك أصغو إلى الظلال، وطيب الثمار، فلم أزل كذلك حتى قام النبي صلى الله عليه وسلم غادياً بالغداة وذلك يوم الخميس، وكان يحب أن يخرج يوم الخميس، فأصبح غادياً، فقلت: انطلق إلى السوق فاشترى جهازي ثم الحق بهم، فانطلقت إلى السوق من الغد، فعسر عليَّ بعض شأني فلم أزل كذلك حتى التبس بي الذنب وتخلفت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعلت أمشي في الأسواق وأطوف بالمدينة، فيحزنني أني لا أرى أحداً تخلف إلا رجلاً مغموصاً عليه في النفاق، وكان ليس أحد تخلف إلا رأى أن ذلك سيخفي له وكان الناس كثير لايجمعهم ديوان، وكان جميع من تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم بضعة وثمانين رجلاً ولم يذكرني النبي صلى الله عليه وسلم حتى بلغ تبوكاً فلما بلغ تبوكاً قال:((مافعل كعب بن مالك؟)) فقال رجل من قومي خلفه: يارسول الله برديه والنظر في عطفيه، وقال يعقوب، عن أبي أخي شهاب: براده، والنظر في عطفيه، فقال معاذ ابن جبل: بئس ماقلت، والله يانبي الله مانعلم إلا خيراً، فبينما هم كذلك إذا برجل يزول به السراب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((كن ابا خيثمة)) فكان أبو خيثمة. فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك وقفل ودنا من المدينة جعلت أتذكر بماذا أخرج من سخطة النبي صلى الله عليه وسلم واستعين على ذلك لكل ذي رأى من أهلي حتى إذا قبل النبي صلى الله عليه وسلم هو مصبحكم بالغداة زاح عني الباطل وعرفت أني لا أنجو إلا بالصدق، ودخل النبي صلى الله عليه وسلم ضحى، فصلى في المسجد ركعتين.
وكان إذا جاء من سفر، فعل ذلك، فصلى ركعتين، ثم جلس، فجعل يأتيه من تخلف فيحلفون له ويعتذرون إليه
فيستغفر لهم، ويقبل علانيتهم ويكل أسرارهم إلى الله، فدخلت المجلس فإذا هو جالس، فلما رآني تبسم، تبسم المغضب، فجئت فجلست بين يديه فقال:((ألم تكن ابتعت ظهرك؟)) قلت: بلى يارسول الله، قال:((فما خلفك؟)) فقلت: والله لو بين يدي أحد من الناس غيرك جلست، لخرجت من سخطته بعذر، لقد أوتيت جدلاً، وقال يعقوب عن ابن أخي شهاب: لرأيت أني أخرج من سخطه بعذر، وفي حديث عقيل: أخرج من سخطه بعذر وفيه: ليوشكن أن الله يسخطك عليَّ ولئن حدثتك بحديث صدق تجد عليَّ فيه إني لأرجو فيه عفو الله، ثم رجع إلى حديث عبد الرزاق: ولكن قد علمت يانبي الله أني إن أخبرتك اليوم بقول تجد عليَّ فيه وهو حق، فإني أرجو فيه عفو الله، وغن حدثتك اليوم حديثاً ترضى عني فيه وهو كذب أوشك أن يطلعك الله عليَّ، والله يانبي الله ماكنت قط أخف ولا أيسر حاذاً مني حين تخلفت عنك، قال:((أما هذا فقد صدقكم الحديث، قم حتى يقضي الله فيك)) ، فقمت فثار على أمري ناس من قومي يؤنبونني فقالوا: والله مانعلمك أذنبت ذنباً قبل هذا فهلا اعتذرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعذر يرضى عنك فيه، وكان إستغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم سيأتي من وراء ذنبك؟ ولم تقف نفسك موقفاً لاتدري ما لايقضي لك فيه؟! فلم يزالوا يؤنبوني حتى هممت أن أرجع فأكذب نفسي، فقلت: هل ذال هذا القول أحد غيرى؟ قالوا: نعم هلال بن أمية، ومرارة يعني ابن ربيعة، فذكروا رجلين صالحين، قد شهدا بدراً لي فيهما -يعني أسوة-.
فقلت: والله لا ارجع إليه في هذا أبداً ولا أكذب نفسي، ونهي النبي صلى الله عليه وسلم الناس عن كلامنا، أيها الثلاثة، قال: فجعلت أخرج إلى السوق ولايكلمني أحد وتنكر لنا الناس، حتى ماهم بالذي نعرف، وتنكرت لنا الحيطان حتى ماهي
بالحيطان التي نعرف، وتنكرت لنا الأرضي حتى ماهي الرض التي نعرف، وكنت أقوى أصحابي فكنت أخرج فأطوف بالأسواق، فآتي المسجد وأدخل وآتي النبي صلى الله عليه وسلم فأقول: هل حرك شفتيه بالسلام فإذا قمت أصلي إلى سارية، فأقبلت في صلاتي نظر إليَّ بمؤخر عينيه، وإذا نظرت إليه أعرض عني، واستكان صاحباى فجعلا يبكيان الليل والنهار، لايطلعان رؤوسهما، فبينا أنا أطوف السوق، إذا رجل نصراني جاء بطعام له يبيعه، يقول: من يدل على كعب ابن مالك، فطفق الناس يشيرون له إليَّ فأتاني بصحيفة من ملك غسان فإذا فيها. أما بعد: فقد بلغني أن صاحبك قد جفاك، وأقصاك، ولست بدار مضيعة ولا هوان فالحق بنا نواسيك، فقلت: هذا أيضاً من البلاء والشر فسجرت لها التنور، وأحرقتها فيه، فلما مضت أربعون ليلة، إذا رسول من النبي صلى الله عليه وسلم قد أتاني فقال: اعتزل إمرأتك، فقلت: أطلقها، قال: لا ولكن لاتقربها، فجاءت إمرأة هلال، فقالت: يارسول الله إن هلال بن أمية شيخ ضعيف، فهل تأذن لي أن أخدمه، قال:((نعم ولكن لايقربك)) ، قالت: يانبي الله مابه حركة لشيء، مازال مكباً يبكي الليل والنهار، مذ كان من أمره ماكان، قال كعب: فلما طال عليَّ البلاء اقتحمت على أبي قتادة حائطة وهو ابن عمي فسلمت فلم يرد عليَّ، فقلت: أناشدك الله ياأبا قتادة: أتعلم أني أحب الله ورسوله؟ فسكت، ثم قلت: أناشدك الله ياأبا قتادة؟ أتعلم أني أحب الله ورسوله؟ قال: الله ورسوله أعلم.
قال: فلم أملك نفسي أن بكيت، ثم اقتحمت الحائط خارجاً حتى إذا مضت خمسون ليلة من حين نهى النبي صلى الله عليه وسلم الناس عن كلامنا صليت على ظهر بيت لنا صلاة الفجر، ثم جلست وأنا في المنزلة التي قال الله عز وجل، قد ضاقت علينا الأرض بما رحبت،
وضاقت علينا انفسنا، إذ سمعت نداء من ذروة سلع: أبشر ياكعب بن مالك، فخررت ساجداً، وعرفت أن الله قد جاء بالفرج، ثم جاء رجل يركض على فرس يبشرني، فكان الصوت أسرع من فرسه، فأعطيته ثوبي بشارة ولبست ثوبين آخرين، وكانت توبتنا نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم ثلث الليل. فقالت أم سلمة غشيتئذ: يانبي الله: ألا نبشر كعب بن مالك؟ قال: ((إذا يحطمنكم الناس ويمنعونكم النوم سائر الليلة)) ، وكانت أم سلمة محسنة في شأني، تحزن بأمري فانطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا هو جالس في المسجد وحوله المسلمون، وهو يستنير كاستنارة القمر، وكان إذا سر بالأمر استنار فجئت فجلست بين يديه، فقال:((أبشر ياكعب بن مالك بخير يوم أتى عليك منذ يوم ولدتك أمك)) ، قلت: يانبي الله أمن عند الله، أو من عندك. قال:((بل من عند الله)) ، ثم تلا عليهم {لَقَدْ تَابَ اللهُ عَلَى النَّبِىّ وَالمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصًارِ} حتى بلغ {إِنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمِ} . قال: وفينا أنزلت أيضاً {اتَّقُوا اللهً وًكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} . فقلت: يانبي الله إن من توبتي أن لا أُحدث إلا صدقاً وإن انخلع من مالي كله صدقة إلى الله وإلى رسوله.
فقال: ((أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك)) ، قلت: فإني أمسك سهمي الذي بخيبر، قال: فما أنعم الله عليَّ نعمة بعد الإسلام أعظم في نفسي من صدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صدقته، أنا وصاحباى، أن لانكون كذبنا فهلكنا كما هلكوا، وإني أرجو أن لايكون الله ابلى أحداً في الصدق مثل الذي أبلاني، ماتعمدت لكذبة بعد، وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقى (1) .
(1) المسند، 6/387.
رواه البخاري، وأبو داود، من حديث معمر، وأبو داود أيضاً، والنسائي، من حديث يونس. كلاهما عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه، به نحوه.
وإنما رواه من طريق ابن يونس، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، عن أبيه، عن جده النسائي وحده (1) .
(حديث آخر)
(1) تقدم تخريجه من هذه الطرق.
9054 -
قال ابويعلى: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز، حدثنا الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد: ((من رأى مقتل حمزة؟)) فقال رجل أعرابي: أنا رايت مقتله. قال: ((فانطلق فأرنا)) فخرجنا حتى وقف على حمزة فرآه قد شق بطنه وقد مثل به فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يراه فوقف بين ظهراني القتلى فقال: ((أنا الشهيد على هؤلاء القوم دماؤهم في دمائهم فإنه ليس جريج يجرح إلا جاء جرحه يوم القيامة لونه لون الدم وريحه ريح المسك قدموا أكثرهم قرآناً، فاجعلوه في اللحد)) (1) .
(حديث آخر)
9055 -
قال الطبراني: حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، حدثنا عمار بن هارون، حدثنا ابن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن
(1) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، ومن طريقه الطبراني في الكبير، 19/82؛ قال في المجمع، 2/119: رجاله رجال الصحيح.
عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم بارك لأمتي في بكورها)) (1) .
(حديث آخر)
(1) المعجم الكبير، 19/78؛ قال الهيثمي في المجمع، 4/62: فيه عمار بن هارون، وهو متروك.
9056 -
قال الطبراني: حدثنا محمد بن محمد الخدوعي القاضي، والحسن بن إسحاق، قالا: حدثنا الحسن بن عمرو بن سفيان، عن إسماعيل بن مسلم، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذكاة الجنين، قال:((ذكاته ذكاة أمه)) (1) .
(حديث آخر)
9057 -
قال الطبراني: حدثنا معاذ بن المثنى، حدثنا مسدد، حدثنا حصين بن نمير، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه. قال: آخر خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قال: ((يامعشر المهاجرين إنكم تزيدون وأن الأنصار قد انتهوا وأنهم عيبتي التي آويت إليها فأكرموا محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم)) (2) .
ثم من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري به مثله وزاد فيه:((واستغفروا لشهداء أحد)) (3) .
(1) المعجم الكبير، 19/78؛ قال الهيثمي في المجمع، 4/35: فيه إسماعيل بن مسلم، وهو
ضعيف.
(2)
المعجم الكبير، 19/79.
(3)
المصدر السابق، 19/79.
9058 -
ومن حديث ابن وهب، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي موسى: ((لقد أوتي هذا مزماراً من مزامير آل داود)) (1) .
ولم يقل يونس في هذا الحديث: عن أبيه.
9059 -
ومن حديث محمد بن درهم، عن كعب بن عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بملأ من الأنصار يبنون مسجداً فقال: ((أوسعوا مسجدكم تملوه)) (2) .
9060 -
ومن حديث إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه: أنه لما نزل عروة عنده جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ يده فقبلها (3) .
9061 -
حدثنا يعقوب بن ابراهيم، حدثنا ابن أخي الزهري: محمد بن عبد الله. عن عمه: محمد بن مسلم الزهري: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب ابن مالك: أن عبد الله بن كعب بن مالك -وكان قائد كعب من بيته حين عمى-. قال: سمعت كعب بن مالك يحدث حديثه، حين تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزو تبوك، فقال كعب بن مالك: لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها قط إلا في غزوة تبوك، غير أني كنت تخلفت في غزوة بدر ولم يعاتب أحداً تخلف عنها، إنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد عبر قريش حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم، على غير ميعاد. ولقد شهدت مع رسول
(1) المصدر السابق، 19/80؛ قال الهيثمي، 9/360: رواه الطبراني مرسلاً ورجاله رجال الصحيح.
(2)
المعجم الكبير، 19/93؛ قال في المجمع، 2/11: فيه محمد بن درهم، ضعفه ابن معين والدارقطني، وروى عنه شبابة بن سوار وقال: ثقة.
(3)
المصدر السابق، 19/95، وفي إسناده: إسحاق بن أبي فروة، وهو متروك.
الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة حين توافقنا على الإسلام، وما أحب أن لي بها مشهد بدر وإن كانت بدراً أذكر في الناس منها وأشهر وكان خبري حين تخلفت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك لأني لم أكن قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنه في تلك الغزوة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قل مايريد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها، حتى كانت تلك الغزوة فغزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حر شديد، واستقبل سفراً بعيداً، ومفازاً، واستقل عدداً كبيراً فجلا للمسلمين أمره ليتأهبوا أُهبة عدوهم وأخبرهم بوجهه الذي يريد.
والمسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، لايجمعهم كتاب حافظ -يريد الديوان- فقال كعب: فقلَّ رجل يريد أن يتغيب إلا ظن أن ذلك سيخفي له مالم ينزل فيه وحي من الله عز وجل، وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الغزوة، حين طابت الثمار والظل، فتجهز إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون معه، وطفقت أعدو لكي أتجهز معه فارجع ولم أقض شيئاً، فأقول في نفسي: أنا قادر على ذلك إذا أردت، فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى شمر بالناس الجد، فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم غادياً والمسلمون معه، ولم أقض من جهازي شيئاً، فقلت أتجهز بعد يوم أو يومين، ثم ألحقهم، فغدوت بعدما فصلوا لأتجهز، فرجعت ولم أقض شيئاً من جهازي ثم غدوت فرجعت، ولم أقض شيئاً من جهازي، فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو، وهممت أن أرتحل فأدركهم وليت أني فعلت، ولم يقدر ذلك لي، فطفقت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم فطفت فيهم يحزنني ألا أرى إلا رجلاً مغموصاً عليه في النفاق، أو رجلاً ممن عذر الله، ولم يذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ تبوكاً، فقال وهو جالس في القوم بتبوك:((مافعل كعب بن مالك؟)) قال رجل من بني
سلمة: حبسه يارسول الله برداه والنظر في عطفيه، وقال له معاذ بن جبل: بئس ماقلت.
والله يارسول الله ماعلمنا عليه إلا خيراً فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال كعب بن مالك: فلما بغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توجه قافلاً من تبوك حضرني بثي فطفقت أتفكر الكذاب وأقول: بماذا أخرج من سخطه غداً، أستعين على ذلك كل ذي رأي من أهلي، فلما قيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أظل قادماً، زاح عني الباطل، وعرفت أني لن أنجو منه بشيء أبداً، فاجمعت صدقه، وصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين ثم جلس للناس، فلما فعل ذلك جاءه المخلفون، وطفقوا يعتذرون إليه وكانوا بضعة وثمانين رجلاً فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم علانيتهم ويستغفر لهم وبكل سرائرهم إلى الله حتى جئت فلما سلمت عليه تبسم تبسم المغضب، ثم قال لي:((تعال)) فجئت امشي حتى جلست بين يديه، فقال لي:((ماخلفك: ألم تكن قد استمر ظهرك؟)) قال: فقلت يارسول الله: إني لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني أخرج من سخطته بعذر، لقد أعطيت جدلاً، ولكن والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله يسخطك عليَّ، ولئن حدثتك بصدق تجد عليَّ فيه، إني لأرجو أن قرة عيني عفواً من الله، والله ماكان لي عذر، والله ماكنت قط أفرغ مني، ولا أيسر مني، حين تخلفت عنك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((أما هذا فقد صدق، قم حتى يقضي الله فيك)) ، فقمت، وناديت رجالاً من بني سلمة فاتبعوني، فقالوا لي: والله ماعلمناك أذنبت ذنباً قبل هذا، ولقد عجزت أن لاتكون اعتذرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما اعتذر به المخلفون، فقد كان كافيك من ذنبك استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم لك،
قال: والله مازالوا يؤنبوني حتى أردت أن أرجع فأكذب نفسي، قال: ثم قلت لهم: هل في هذا معي أحد؟ قالوا: نعم معك رجلان قالا ماقلت، وقيل لهما مثل ماقيل لك، قال: فقلت لهم: من هما؟
قالوا: مرارة بن الربيع العامري، وهلال بن أمية الواقفي. قال: فذكروا لي رجلين صالحين، قد شهدا بدراً لي فيهما أسوة، قال: فمضيت حين ذكروهما لي. قال: ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين عن كلامنا أيها أيها الثلاثة، من بين من تخلف عنه، فاجتنبنا الناس، قال: وتغيروا لنا حتى تنكرت لي من نفسي الأرض، فما هي بالأرض التي كنت أعرف، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة، فأما صاحباي فاستكنا وقعدا في بيوتهما، يبكيان، وأما أنا فكنت أشبُّ القوم وأجلدهم، فكنت أشهد الصلاة مع المسلمين، وأطوف بالأسواق ولايكلمني أحد، وآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مجلسه بعد الصلاة فأسلم عليه فأقول في نفسي: هل حرك شفتيه برد السلام أم لا؟ ثم أصلي قريباً منه وأسارقه النظر فإذا أقبلت على صلاتي نظر إليَّ فإذا التفت نحوه أعرض عني، حتى إذا طال على ذلك من هجر المسلمين مشيت حتى تسورت حائط أبي قتادة، وهو ابن عمي، وأحب الناس إليَّ فسلمت عليه، فوالله مارد عليَّ السلام، فقلت له: يا أبا قتادة أناشدك الله، هل تعلم أني أحب الله ورسوله؟ قال: فسكت، قال: فعدت فناشدته فسكت، فعدت وناشدته فقال: الله ورسوله أعلم ففاضت عيناي، وتوليت حتى تسورت الجدار، فبينا أنا أمشي بسوق المدينة إذا بنبط من أنباط أهل الشام، ممن قدم بطعام يبيعه بالمدينة يقول: من يدلني على كعب بن مالك؟ قال: فطفق الناس يشيرون اليَّ حتى جاء فرفع إليَّ كتاباً من ملك غسان وكنت كاتباً فإذا فيه: أما بعد، فقد بلغنا أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله بدار
هوان ولامضيعة فالحق بنا نواسيك، قال: فقلت حين قرأتها: وهذا أيضاً من البلاء، قال: فيممت بها التنور فسجرته حتى إذا مضت أربعون ليلة، من الخمسين، إذا برسول الله صلى الله عليه وسلم يأتين، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تعتزل إمرأتك، قال: فقلت أطلقها أم ماذا أفعل؟ قال: بل اعتزلها فلا تقربها، قال: وأرسل إلى
صاحبي بمثل ذلك، قال: فقلت لإمرأتي: إلحقي بأهلك فكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر، قال: فجاءت إمرأة هلال بن أمية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له: يارسول الله إن هلال شيخ ضائع ليس له خادم، فهل تكره أن أخدمه. قال:((لا ولكن لايقربك)) . قالت: فإنه والله مابه حركة إلى شيء، والله إنه مازال يبكي من لدن، إن كان من أمرك ماكان إلى يومه هذا، قال: فقال لي بعض أهلي: لو استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في إمرأتك، فقد أذن لإمرأة هلال ابن أمية أن تخدمه فقلت: والله لا أستأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أدري مايقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا إستأذنته، وأنا رجل شاب، قال: فلبثنا بعد ذلك عشر ليال، وكمل لنا خمسين ليلة، حين نهى عن كلامنا، قال: ثم صليت صلاة الفجر صباح خمسين ليلة، على ظهر بيت من بيوتنا، فبينا أنا جالس على الحال، التي ذكر الله منا قد ضاقت عليَّ نفسي وضاقت عليَّ الأرض بما رحبت، سمعت صارخاً أوفى على جبل سلع يقول بأعلى صوته: ياكعب بن مالك أبشر، قال: فخررت ساجداً، وعرفت أنه قد جاء فرج، وأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر، فذهب يبشرونا وذهب قبل صاحبي يبشرون وركض إليَّ رجل فرساً، وسعى ساع من أسلم، وأوقى الجبل، وكان الصوت أسرع من الفرس، فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني، نزعت له ثوبي
فكسوتهما إياه ببشارته والله ما أملك غيرهما يومئذ، واستعرت ثوبين فلبستهما فانطلقت أأوم رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقاني الناس فوجاً فوجاً يهنئوني بالتوبة، يقولون لي: ليهنئك توبة الله عليك، حتى وصلت المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد، وحوله الناس فقام إليَّ رجل من المهاجرين غيره، قال: وكان كعب لاينساها لطلحة، قال كعب: فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبرق وجهه من السرور، قال: ((أبشر
بخير يوم مرَّ عليك منذ ولدتك أمك)) . قال: قلت: أمن عندك يارسول الله أم من عند الله؟ قال: ((لا بل من عند الله)) . قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه، حتى كأنه قطعة قمر، حتى يعرف ذلك منه، قال: فلما جلست بين يديه، قال: قلت يارسول الله: إن من توبتي أن انخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسول الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((أمسك بعض مالك فإنه خير لك)) ، قال: فقلت: فإني أمسك سهمي بخيبر، قال: فقلت يارسول الله: إنما الله نجاني بالصدق، وإن من توبتي أن لاأحدث إلا صدقاً مابقيت، قال: فوالله ما أعلم أحداً من المسلمين أبلاه الله من الصدق في الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن مما أبلاني الله والله ماتعمدت كذبة منذ قلت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومي هذا، وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقي، قال: وأنزل الله {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} {وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ
الرَّحِيمُ، يَاأَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} .
قال كعب: فوالله ماأنعم الله عليَّ نعمة قط بعد أن هداني أعظم في نفسي من صدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم، يومئذ أن لاأكون كذبته، فأهلك، كما هلك الذين كذبوه، حين كذبوه فإن الله قال للذين كذبته، فأهلك، كما هلك الذين كذبوه، حين كذبوه فإن الله قال للذين كذبوه حين أنزل الوحي شر مايقال لأحد، فقال الله {سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} (1) . قال: وكنا خلفنا، ايها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حلفوا له، فبايعهم، واستغفر لهم، فأرجأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا حتى يقضي الله في ذلك. قال الله:{وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} وليس تخليفه إيانا وأرجاؤه أمرنا الذي ذكر مما خلفنا بتخلفنا عن الغزو وإنما هو عمن حلف له واعتذر إليه فقبل منه (2) .
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي من حديث الزهري به (3) .
(حديث آخر)
رواه الطبراني من طريق الوليد بن مسلم.
يأتي إن شاء الله تعالى في الجزء الخامس والخمسون.
(1) الآيتان (95، 96) من سورة التوبة.
(2)
المسند، 3/456.
(3)
تقدم تخريجه من طرق متعددة.