الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1519- (قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد)
(1)
ابن ظفر، واسمه كعب بن المخزرج بن عمرو، وهو النبيت بن مالك بن أوس الأنصاري الظفري.
شهد العقبة، وبدراً، وأحداً، والخندق، ومابعدها، وأُصيبت عينه يوم أحد على الأشهر، فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده الكريمة، فكانت أحسن عينيه، وأحدهما بصراً، وهو أخو أبي سعيد لمه أنيسة بنت قيس، وتوفى سنة ثلاث وعشرين، عن خمس وسبعين سنة، وصلى عليه عمر، ودخل في حفرته أخوه أبو سعيد ومحمد بن مسلمة، والحارث بن خزمة.
حديثه في رابع المكيين وثالث مسند القبائل.
8798 -
حدثنا عبد الملك بن عمرو، وعبد الرحمن بن مهدي، قالا: زهير -يعني ابن محمد-، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، وعمه قتادة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كلوا لحوم الأضاحي وادخروا)) (2) .
8799 -
حدثنا يونس، حدثنا ليث، عن يزيد -يعني ابن الهاد-، عن محمد بن إبراهيم: أن قتادة بن النعمان الظفري وقع بقريش، فكأنه نال منهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((ياقتادة لاتسبن قريشاً، فلعلك أن ترى منهم رجالاً تزدري عملك مع أعمالهم، وفعلك مع أفعالهم، وتغبطهم إذا رأيتهم، لولا أن تطعى قريش لأخبرتهم بالذي لهم عند الله)) .
(1) له ترجمة في الإصابة، 3/217.
(2)
المسند، 6/384، حديث قتادة رضي الله عنه.
قال يزيد: سمعني جعفر بن عبد الله بن أسلم، وأنا أحدث هذا الحديث، فقال: هكذا حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن أبيه عن جده (1) . تفرد به.
(1) المسند، 6/384.
8800 -
حدثنا محمد بن بكر، حدثنا جريج، [قال] : أخبرت أن أبا سعيد الخدري.
وعن سليمان بن موسى، عن فلان.
وعن أبي الزبير، عن جابر [بن عبد الله] ولم يبلغ أبو الزبير هذه القصة كلها: إن أبا قتادة أتى أهله، فوجد قصعة ثريد من قديد الأضحى، فأبى أن يأكله، فأتى قتادة ابن النعمان، فاخبره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في حج، فقال:((إني كنت أمرتكم أن لاتأكلوا الأضاحي فوق ثلاثة أيام لنسككم، وإني أُحِلُّهُ لكم، فكلوا منه ماشئتم)) .
قال: ((ولاتبيعوا لحوم الهدى والأضاحي، وكلوا، وتصدقوا، واستمتعوا بجلودها، ولاتبيعوها وإن أطعمتم من لحومها [شيئاً] فكلوه إن شئتم)) (1) .
8801 -
حدثنا حجاج، قال: حدثني ابن جريج، قال: قال سليمان بن موسى: أخبرني زبيد: أن أبا سعيد الخدري أتى أهله، فوجد قصعة من قديد الأضحي، فأبى أن يأكله، فأتى قتادة بن النعمان فأخبره:[بجلودها، ولاتبيعوها، وإن أُطعمتم من لحمها، فكلوا إن شئتمٍ] .
(1) الحديث في المسند، 4/15 من حديث قتادة رضي الله عنه.
وقال في هذا الحديث عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم:((فالآن فكلوا واتجروا، وادخروا)) (1) . تفرد به من هذا الوجه.
(1) المسند، 4/15.
8802 -
حدثنا حجاج، عن ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، عن جابر نحو حديث زبيد هذا، عن أبي سعيد -لم يبلغه كله- ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم (1) .
8803 -
حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، حدثنى محمد بن علي بن حسين: أبو جعفر،
وأبي إسحاق بن يسار، عن عبد الله بن خباب: مولى بني عدي ابن النجار، عن أبي سعيد الخدري، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهانا عن أن نأكل لحوم نسكنا فوق ثلاث.
قال: فخرجت في سفر، ثم قدمت على أهلي، وذلك بعد الأضحى بأيام. قال: فأتتني صاحبتي بسلقٍ قد جعلت فيه قديداً، فقلت لها: أنى لك هذا القديد؟ فقالت: من ضحايانا. قال: فقلت لها: أو لم ينهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أن نأكلها فوق ثلاث. قال: فقالت: إنه قد رخص للناس بعد ذلك. قال: فلم أصدقها، حتى بعثت إلى أخى قتادة بن النعمان -وكان بدرياً- أسأله عن ذلك. قال: فبعث إليَّ أن كل طعامك، فقد صدقت. قد أرخص رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين في ذلك (2) .
ورواه البخاري والنسائي من حديث الليث. زاد البخاري: وسليمان بن بلال كلاهما: عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن
(1) المصدر السابق، 4/15.
(2)
المسند، 4/15.
القاسم بن محمد، عن عبد الله بن خباب به (1) .
وروى النسائي عن عبيد الله بن سعيد، عن يحيى بن سعيد القطان، عن [يحيى ابن] سعد بن إسحاق، عن زينب بنت كعب بن عجرة، عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لحوم الأضاحى، الحديث.
والمحفوظ بالإسناد الأول (2) .
(حديث آخر)
(1) أخرجه البخاري في صحيحه (3997) ؛ والنسائي في السنن، 7/233؛ والبيهقي، 9/292؛ وانظر فتح الباري، 10/25.
(2)
السنن، 7/234.
8804 -
علقه البخاري في فضائل القرآن: عن عبد الله بن يوسف، عن مالك، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري: أن رجلاً سمع رجلاً يقرأ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} يرددها، فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره -وكأن الرجل يِتِقِالُّها-، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن)) .
قال البخاري: وزاد أبو معمر: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن مالك، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد. قال: أخبرني أخى قتادة بن النعمان أن رجلاً قام [في زمن النبي صلى الله عليه وسلم] من السحر يقرأ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} لايزيد عليها، فلما أصبحنا أتى الرجل النبي صلى الله عليه وسلم. نحوه (1) .
(1) أخرجه البخاري في صحيحه (الفتح، 9/58) .
(حديث آخر)
8805 -
رواه الترمذي في الطب، والطبراني من حديث إسماعيل بن جعفر، عن عمارة بن غزية، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن قتادة ابن النعمان. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أحب الله العبد حماه الدنيا كما يظل أحدكم يحمى سقيمه الماء)) -لفظ الطبراني- وقال الترمذي: حسن، ثم رواه عن علي بن حجر، عن إسماعيل بن جعفر، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عاصم بن عمر، عن قتادة، عن محمود بن لبيد مرسلاً (1) .
(حديث آخر)
8806 -
رواه الترمذي في التفسير بطوله في قصة بني الأبيرق (2) .
(حديث آخر)
8807 -
رواه ابن ماجة، عن هشام بن عمار، عن يحيى بن حمزة، عن إسحاق ابن عبد الله بن أبي فروة، عن عياض بن عبد الله، عن أبي سعيد، عن قتادة بن النعمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صام يوم عرفة غفر له سنة أمامه، وسنة بعده)) (3) .
(1) أخرجه الترمذي في السنن: حديث (2107) وقال: حسن غريب، والطبراني في المعجم الكبير، 19/12؛ والحاكم في المستجدرك، 4/309 وقال: صحيح على شرط الشيخين.
(2)
أخرجه الترمذي في السنن: حديث (5027) وقال: غريب. وهو عند الطبراني بطوله، 19/9.
(3)
أخرجه ابن ماجة في السنن، حديث (1731) .
(حديث آخر)
عن قتادة بن النعمان في قصة بني الأُبيرق.
8808 -
قال الترمذي في التفسير من سورة النساء: حدثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب: أبو مسلم الحراني، حدثنا محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن أبيه، عن جده: قتادة بن النعمان. قال:
كان أهل البيت منا يقال لهم بنو أُبيرقٍ: بشر، وبشير، ومبشر، وكان بشير رجلاً منافقاً يقول الشعر يهجو به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ينحله بعض العرب، ثم يقول: قال فلان: كذا وكذا، قالا فلان: كذا وكذا، فإذا سمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الشعر قالوا: والله مايقول هذا الشعر إلا هذا الخبيث، [أو كما قال الرجل، وقالوا: ابن الأثبيرق قالها] .
قال: وكانوا أهل بيت حاجة، وفاقة في الجاهلية والإسلام، وكان الناس إنما طعامهم بالمدينة التمر والشعير، وكان الرجل إذا كان له يسار، فقدمت ضافطة (1) من الشام من الدرمك (2) ابتاع الرجل فخص بها نفسهن وأما العيال فإنما طعامهم التمر والشعير.
فقدمت ضافطة من الشام، فابتاع عمي: رفاعة بن زيد حملاً من الدرمك، فجعله في مشربةٍ له، وفي المشربة سلاح ودرع وسيف، فعدى عليه من نقب البيت، فنقبت المشربة، وأخذ الطعام، والسلاح، فلما أصبح أتاني عمي رفاعة، فقال: ياابن أخي إنه قد عدى علينا في ليلتنا [هذه] فنصبت مشربتنا، وذهب بطعامنا وسلاحنا.
(1) قال في النهاية، 3/94: الضاغط والضفاط: الذي يجلب الميرة والمتاع إلى المدن.
(2)
الدرمك: هو الدقيق. النهاية، 2/114.
قال: فتجسسنا في الدار، فسألنا، فقيل لنا: قد رأينا بني أُبيرقٍ استوقدوا في هذه الليلة، ولانرى فيما نرى إلا [على] بعض طعامكم. قال: وكان بنو أُبيرقٍ قالوا -ونحن نسأل في الدار-: والله مانرى صاحبكم إلا لبيد بن سهل: رجل منه له صلاح وإسلام - فلما سمع لبيد اخترط سيفه، وقال: أنا أسرق، والله ليخالطنكم هذا السيف، أو لتبينن هذه السرقة. قالوا: لتدعنا أيها الرجل فما أنت بصاحبها، فسألنا في الدار حتى لم نشك أنهم أصحابها، فقال لي عمي: ياابن اخي لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له.
قال قتادة: فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يارسول الله إن أهل بيت منا أهل جفاءٍ عمدوا إلى عمي رفاعة بن زيد، فنقبوا مشربةً له، وأخذوا سلاحه، وطعامه، فلتردوا علينا سلاحنا، فأما الطعام فلاحاجة لنا فيه.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سآمر في ذلك)) .
فلما سمع بنو أُبيرق أتوا رجلاً منهم يقال له اسير بن عروة، فكلموه في ذلك [فاجتمع في ذلك] أناس من أهل الدار، فقالوا: يارسول الله إن قتادة بن النعمان، وعمه عمدا إلى أهل بيت منا أهل إسلام وصلاح يرمونهم بالسرقة من غير بينةٍ ولاثبتٍ.
قال قتادة: فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلمته، فقال:((عمدت إلى أهل بيت ذكر منهم إسلام وصلاح ترمهم بالسرقة من غير ثبتٍ [ولا] بينة)) . قال قتادة: [فرجعت] فلوددت أني خرجت من بعض ما لي، ولم أكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك.
فأتاني عمي رفاعة، فقال يا ابن أخي: ماصنعت؟ فأخبرته بما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: الله المستعان.
فلم يلبث أن نزل القرآن {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتابَ بِالحَقِّ لِتَحْكُمَ
بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ وَلاتَكُنْ للخائنينَ خَصِيماً} بني أُبيرقٍ {وًاسْتَغفِرَ اللهَ} [أى] مما قلت لقتادة {إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُوراً رَحيماً [وَلاتُجادِل عَنِ الذينَ يَخْتانونَ أَنْفُسَهُم إِنَّ اللهَ لايُحِبُّ من كَانَ خَوَّاناً أَيِماً، يَسْتَخفونَ مِنَ النَّاسِ ولايَسْتَخفونَ مِنَ اللهِ - إلى قوله- غَفوراَ رَحيماً} أي لو استغفروا الله لغفر لهم {وَمَنْ يَكْسبُ إِثْماً فَإِنَّما يكسبُهُ عَلَى نَفْسِهِ - إلى قوله - إِثماً مُبيناً} . فلما نزل القرآن أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسلاح، فرده إلى رفاعة.
قال قتادة بن النعمان: فلما أتيت عمى بالسلاج - وكان شيخاً قد عسى، أو عشى الشك من أبي عيسى في الجاهلية وكنت أرى إسلامه مدخولاً - فلما أتيته بالسلاح قال: ياابن أخي هو في سبيل الله، فعرفت أن إسلامه كان صحيحاً.
ولما نزل القرآن لحق بشير بالمشركين، فنزل على سلافة بنت سعد بن سمية، فأنزل الله {وَمَنْ يُشاققِ الرَّسُولَ [من بعد مَايَتَبَّنَ لَهُ الهُدى] وَيَتَّبع غَيرَ سَبِيلِ المُؤمِنِنَ نُوَلِِّهِ مَا تَوَلى ونُصْلِهِ جَهَنَّمّ وَسَاءت مَصِيراً. إِنَّ اللهَ لايَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} الآية.
فلما نزل على سلافة رماها حسان بأبيات من شعره، فأخذت رحله، فوضعته على راسها [ثم خرجت به] فرمت به في الأبطح، وقالت: أهديت لي شعر حسان؟ ماكنت تأتيني بخير.
قال الترمذي: غريب لانعلم أحداً أسنده غير محمد بن سلمة، وقد رواه يونس ابن بكير وغير واحد عن محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر مرسلاً، لم يقولوا: عن أبيه، عن جده (1) .
(1) أخرجه الترمذي في السنن، كتاب التفسير، حديث (5027) ؛ ورواه الحاكم في المستدرك، 4/385.
ورواه الاطبراني عن أبي شعيب: عبد الله بن الحسن بن أحمد الحراني، عن أبيه به (1) .
(حديث آخر)
(1) المعجم الكبير، 19/9.
8809 -
قال الطبراني: حدثنا يحيى بن أيوب العلاف المصري، حدثنا سعيد ابن أبي مريم، حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير، أخبرني سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن عاصم بن عمر بن قتادة، [عن أبيه]، عن جده: قتادة بن النعمان، قال: كانت ليلة شديدة الظلمة والمطر، فقلت: لو أني اغتنمت هذه الليلة شهود العتمة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففعلت.
فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أبصرني ومعه عرجون يمشي عليه فقال: ((مالك ياقتادة هاهنا هذه الساعة)) ، فقلت: اغتنمت شهود هذه الصلاة معك يارسول الله فأعطاني العرجون، وقال:((إن الشيطان قد خلفك في أهلك، فاذهب بهذا العرجون، فأمسك به حتى يأتي بيتك تجده في زاوية البيت، فاضربه بالعرجون)) .
فخرجت من المسجد فأضاء لي العرجون مثل الشمعة نوراً، فاستضأت به، فأتيت أهلي فوجدتهم رقدوا، فنظرت في الزاوية، فإذا فيها منفذ، فلم أزل أضربه بالعرجون حتى خرج (1) .
(حديث آخر)
8810 -
قال الطبراني: حدثنا الوليد بن حماد الرملي، حدثنا عبد الله بن الفضيل بن عاصم بن قتادة، حدثنا أبي: الفضل، عن
(1) أخرجه الطبراني في الكبير، 19/5.
أبيه: عاصم، عن أبيه: عمر، عن أبيه: قتادة بن النعمان بن زيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل الله إليَّ جبريل بأحسن ماكان يأتيني صورة، فقال: إن السلام يقرئك السلام يامحمد، ويقول لك: إني أوحيت إلى الدنيا أن تمرري، وتكدري، وتضيقي، وتشددي على أوليائي حتى يحبوا لقائي، [وتسهلي] وتوسعي وتطيبي لأعدائي حتى يكرهوا لقائي، فإني جعلتها سجناً لأوليائي جنةً لأعدائي)) (1) .
(1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، 19/7؛ قال الهيثمي في المجمع، 10/289: وفيه جماعة لم أعرفهم.
8811 -
وبه عن قتادة بن النعمان. قال: أهدى إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قوس، فدفعها إلى يوم أحد، فرميت بها بين يديه، حتى اندقت سيتها (1) ، ولم أزل عن مقامي نصب وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ألقى السهام بوجهي، كلما مال سهم منها إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ميلت راسي [لأقى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا رمى أرميه] حتى كان آخرها سهماً بدرت منه حدقتي على خدي، وتفرق الجمع، فأخذت حدقين في كفي فسعيت بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآها في كفي دمعت عيناه، وقال:((اللهم إن قتادة قد وقى نبيك بوجهه، فاجعلها أحسن عينيه، وأحدهما نظراً)) .
فكانت أحسن عينيه وأحدهما نظراً (2) .
(حديث آخر)
8812 -
قال أبو يعلى: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، حدثنا عبد الرحمن ابن سليمان بن الغسيل، عن عاصم بن عمر بن
(1) سية القوى: ماعطف من طرفيها ولها سيتان والجمع سيات. النهاية، 20/435.
(2)
الطبراني في الكبير، 19/8.
قتادة، عن أبيه، عن جده: قتادة بن النعمان: أنه أصيبت عينه يوم بدر، فسالت حدقته على خده، فأرادوا أن يقطعوها فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:((لا)) ، فدعا به فغمز حدقته براحته، فكان لايدري أيَّ عينيه أُصيبت (1) .
(طريق آخر)
(1) أخرجه أبو يعلى في مسنده، 3/120؛ قال الهيثمي في المجمع، 8/297: رواه الطبراني وأبو يعلى، وفي إسناد الطبراني من لم أعرفهم، وفي إسناد أبي يعلى: عبد الحميد الحماني وهو ضعيف.
8813 -
قال أبو يعلى: حدثنا عبد الرحمن الأزرمي، حدثنا عبد العزيز بن عمران، عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبيد، عن جده. قال: أُصيبت عين أبي قتادة يوم أحد، فبزق فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت أصح عينيه (1) .
8814 -
وبه قال قتادة: وكان أبو دجانة قد ولى ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ بظهره حتى امتلأ ظهره سهاماً (2) .
8815 -
وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم أحد: ((من يأخذ هذا السيف بحقه؟)) فقام علي، فقال:((أُقعد)(: ثم أعاد، فقام أبو دجانة فأخذ السيف، وهو ذو الفقار، وعصب على عينيه عصابة، فرفع بها حاجبيه عن عينيه من الكبر، ثم مشي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف (3) .
(1) أخرجه أبو يعلى في المسند، 3/120؛ قال الهيثمي في المجمع، 8/298: فيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف.
(2)
لم أجده.
(3)
لم أجده في مسند أبي يعلى في مظانه.
(حديث آخر)
8816 -
قال الطبراني: حدثنا جعفر بن سليمان النوفلي، وأحمد بن رشدين الهبري، وأحمد بن داود المكي، قالوا: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا محمد ابن فليح بن سليمان، عن أبيه، عن سعيد بن الحارث، عن عبيد بن حنين، قال: بينا أنا جالس إذ جاءني في قتادة بن النعمان، فقال: انطلق بنا ياابن حنين إلى أبي سعيد الخدري، فإني قد أخبرت أنه قد اشتكى، فانطلقنا حتى دخلنا على أبي سعيد، فوجدناه مستلقياً رافعاً رجله اليمنى على اليسرى، فسلمنا، وجلسنا، فرفع قتادة ابن النعمان يده إلى رجل أبي سعيد فقرصها قرصةً شديدةً، فقال له أبو سعيد: سبحان الله ياابن أم أوجعتني، فقال له: ذلك أردت.
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله عز وجل لما قضى خلقه استلقى، فوضع إحدى رجليه على الأخرى، وقال: لاينبغي لأحدٍ من خلقي أن يفعل هذا)) .
فقال أبو سعيد: لاجرم والله لا أفعله أبداً (1) .
هذا إسناد غريب جداً، وفيه نكارة شديدة، ولعله متلقى من الإسرائيليات اشتبه على بعض الرواة فرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد ثبت فعل مثل هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح، وبعض العلماء كره هذه الضجعة لأنها مظنة انكشاف العورة لاسيما لمن ليس عليه سراويل، والله أعلم.
(1) أخرجه الطبراني في الكبير، 19/13، قال الهيثمي في المجمع، 8/100: رواه الطبراني عن مشايخ ثلاثة: فأحمد بن رشدين ضعيف والاثنان لم أعرفهما.