الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هل يشرع لسجدة التلاوة الطهارة
السائل: هل يشرع لسجدة التلاوة الطهارة؟
الشيخ: سجدة التلاوة لا يجب فيها الطهارة سواء كان طهارة المكان أو طهارة الثياب أو طهارة من الحدث الأكبر أو الحدث الأصغر سجدة التلاوة كأي ذكر من الأذكار الذي يجوز للمسلم أن يذكر الله على أي حال كما جاء في صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله في كل أحيانه» ولكن لا شك أن المسلم إذا جلس لذكره تبارك وتعالى أن يكون على طهارة كاملة لا شك أن هذا هو أفضل الأحوال ولذلك جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خرج يوما من قضاء حاجته فمر به رجل فسلم عليه فبادر إلى الجدار وتيمم التيمم المعروف في السنة الصحيحة ثم قال: «وعليكم السلام» وعلل ذلك بقوله: «إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر» كره عليه الصلاة والسلام أن يرد السلام على من سلم عليه إلا على الطهارة فما بالكم إذا جلس المسلم يتلو كتاب الله يذكر أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا شك أن الأولى أن يكون على طهارة لكن هذا لا يقتضي ما يقوله بعض الفقهاء أن سجدة التلاوة لا تجوز ولا تصح إلا على طهارة هذا لا دليل عليه أبدا وإنما أعدل الأقوال أن يقال: تجوز سجدة التلاوة على غير طهارة لكن الأفضل أن يكون المسلم على طهارة، هذا هو الرأي الراجح في هذه المسألة.
(فتاوى جدة-موقع أهل الحديث والأثر- 17)
هل تشترط الطهارة واستقبال القبلة لسجود التلاوة
السؤال: سؤال عن سجود التلاوة، هل يشترط له طهارة أو استقبال القبلة أو يكبر فيه أو لا يكبر؟
الشيخ: السجود سجود تلاوة، هو كأي ذكر من ذكر الله تبارك وتعالى لا
يُشْتَرط له ما يُشْترط للصلاة؛ لأنها ولو كانت -أي: السجدة- جزءاً من الصلاة، فالجزء لا يأخذ حكم الكل إلا بنص من الشرع، فقولك: الله أكبر! هو جزء بل هو ركن من أركان الصلاة، لا تصح الصلاة إلا بافتتاحها بالتكبير، ولكن لا أحد يقول بأنك إذا أردت أن تكبر خارج الصلاة بأنه يجب عليك أن تكون قد جمعت في نفسك كل شروط الصلاة مما ذكرت أنت آنفاً من استقبال القبلة: المكان، وطهارة الثياب، كل هذه الشروط التي تشترط في الصلاة لا تشترط في تكبيرة خارج الصلاة؛ لأنها وإن كانت جزءاً من أجزاء الصلاة، ولكن ليس لهذه التكبيرة - على اعتبار أنها جزء من أجزاء الصلاة - حكم الصلاة كلها، كذلك سجدة التلاوة، كذلك سجدة الشكر، فلا يشترط للمسلم أي شرط من الشروط المعروفة للصلاة، بل هو يسجد كما هو، إن كان إلى القبلة سجد، إن كان إلى الشرق، إلى الغرب .. إلى آخره، سجد كما هو دون أن يتكلف وأن يتصنع شيئاً لم يأمرنا به ربنا عز وجل في كتابه، ولا نبيه صلى الله عليه وسلم في سنته، وهنا يأتي حديث، وإن كان في سنده ضعف ولكن معناه صحيح بالاتفاق وهو:«وسكت عن أشياء رحمةً بكم فلا تسألوا عنها» .
فإذاً: ما أوجب علينا شرطاً من هذه الشروط في سجود التلاوة أو سجود الشكر، فنحن نسجد كما تيسر لنا، ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون، ولكن أكثر الناس لا يشكرون، لا يعرفون فضل نعمة الله عز وجل بما سكت عن أمور تكلفها كثير أو قليل من الجمهور، فأوقعوا أنفسهم وأوقعوا غيرهم في شيء من العنت والحرج والأمر كما قال تعالى:{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ} [البقرة: 220]، لكن ربنا بفضله وجوده وكرمه ما أعنتنا، {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 185].
مداخلة: طيب، كذلك في الصلاة إذا قرأت سجدة وأنا في صلاة ثم سجدت وأنا في الصلاة، حكمها حكم هذا ما فيها تكبير أو أكبر؟
الشيخ: أنت قلت يا أبا صالح، حكمها حكم السجدة السابقة، ثم أتبعت
بالبيان، وإلا كنت وقعت في الخطأ وربما أوقعتني معك، فلما قيدت السؤال بالتكبير أحسنت، «وأتبع السيئة الحسنة تمحها» .
مداخلة: الحمد لله.
الشيخ: الحمد لله.
فأقول: التكبير في سجدة التلاوة في الصلاة حكمها حكم سجدة التلاوة خارج الصلاة، ولكن فيه فرق من جهة أخرى، هذا الفرق سأتحدث عنه قريباً إن شاء الله، أما أن حكم هذه السجدة في الصلاة كحكمها خارج الصلاة؛ لأن الدليل يجمع بين السجدتين، أي: لماذا نقول: إن الإنسان لا يجب بل لا يشرع له أن يكبِّر لسجود التلاوة؛ لأن الرسول عليه السلام لم ينقل أنه فعل ذلك، وإذ لم ينقل فنحن لسنا بأعبد منه، فنحن نتبعه عليه السلام فيما فعل وفيما ترك من التعبديات، مما يدخل في دائرة العبادات، ما فعله فهو سنة، وما تركه فهو سنة في العبادات، ما تركه من العبادات فتركه سنة، وما فعله من العبادات ففعله سنة، ولذلك بعض العلماء المحققين قسَّموا السنة [مما] يفهم من كلامي السابق وهو سنة فعلية، وسنة تَرْكية، ما نقول: تُركيه.
مداخلة: تَرْكي.
الشيخ: تَرْكِيَّة.
مداخلة: تُركية لا.
مداخلة: أنا أول ما قرأتها في حياتي تُركية.
الشيخ: سنة فعلية وسنة تَركية، والمقصود وضح من كلامي السابق، أي: كل شيء تركه الرسول عليه السلام مما نظن أنه عبادة فهو ليس بعبادة، وبالتالي فالسنة تركها.
من أجل ذلك أجمع علماء المسلمين -والحمد لله- قاطبة على أنه لا يُسَن لصلاة العيدين أذان، أجمعوا قاطبة أنه لا يُسَن لصلاة العيدين أذان، كما أنه لا يُشْرَع هذا الأذان لصلاة أخرى قد يكون الناس أحوج إليه منهم إليه فيما ذكرنا من صلاة
العيدين، ألا وهي صلاة الكسوف، وصلاة الخسوف، وقريباً خسف القمر في [الثلث] الأخير من الليل والناس ما دروا بذلك إلا الذين خرجوا لصلاة الفجر.
مداخلة: أنا رأيته.
الشيخ: وإن شاء الله صليت.
مداخلة: الحمد لله.
الشيخ: الحمد لله، والشاهد فمثل هذه الصلاة العقل والدين نقل وليس بالعقل، وظيفة العقل فهم الدين، وليس التشريع في الدين، العقل يقول: مثل هذه الصلاة خسوف القمر في الليل والناس نائمون، كسوف الشمس في النهار والناس منشغلون، يركضون وراء أعمالهم، هؤلاء بحاجة إلى أن يتخذ لهم وسيلة تذكرهم بهذه العبادة، لكن ما نتخذ شيء من ذلك ما دام أن نبينا صلوات الله وسلامه عليه لم يتخذ ذلك، فكان هذا الأذان سنة تَركية، وليست سنة فعلية، قلت: إنهم قد اتفقوا والحمد لله العلماء قاطبة على أنه لا يشرع الأذان لصلاة العيدين، لكنهم مع الأسف قد اجتهد بعضهم ومثل هذا الاجتهاد أنا أقول فيه بدعة، لكن ذلك ليس خدشاً وليس غمزاً وليس طعناً في المجتهد؛ لأن المجتهد قد يرتكب أكثر من ذلك، قد يستحل ما حرم الله، ويحرم ما أحل الله، لكنه باجتهاد، هو مأجور على كل حال، فقد يرى شيئاً هو في الحقيقة بدعة، يراها مشروعة، فهو مأجور، لكن ليس لنا اتباعه، من ذلك أنهم اتخذوا للعيدين ولصلاة الخسوف: الصلاة جامعة.
الصلاة جامعة جاءت في صلاة الكسوف، لكن ما جاءت في صلاة العيدين كما جاء في صحيح مسلم أنه لم يكن في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام لصلاة العيدين لا أذان ولا إقامة ولا: الصلاة جامعة.
إذاً: السنة تنقسم إلى قسمين: فعلية وتركية.
فلما لم نعهد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كبر لسجود التلاوة لا داخل الصلاة ولا خارج الصلاة قلنا إنها سنة تركية، وليس سنة فعلية يتعبد المسلم بها، لكن هناك شيء فيما