الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هي معالجة كما أقول في بعض المناسبات على مذهب أبي نواس، ماذا قال أبو نواس الماجن المعروف، بأنه كان يعاقر الخمر ويخالط الجواري، وو إلى آخره .. ؟ كان يقول: وداوني بالتي كانت هي الداء، فالخطأ داء، فمعالجة هذا الخطأ بداءٍ آخر هذا لا يجوز إسلامياً.
وإنما تُنَبَّه النسوة اللاتي يحرصن على الصلاة في المساجد مع علمهن بقول نبيهن صلى الله عليه وسلم: «وبيوتهن خير لهن» .
فإذا آثرن الحضور إلى المسجد لفائدة علمية يُردن أن يحصلن عليها، ما هناك مانع من هذا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إذا استأذنكم نساؤكم بالخروج إلى المساجد، فأْذنوا لهن» لكن إذا كان يترتب من وراء خروجهن أن يقعن في مخالفة شرعية، هناك يَرِد قول عائشة رضي الله تعالى عنها:«لو علم النبي صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء بعده، لمنعهن المساجد» أحدثت النساء هذه الثياب الشفافة، هذه الثياب الضيقة المُقَصَّرة، هذه النعال التي تطقطق وهي تمشي في الطريق .. ، ونحو ذلك، كل هذا مما لا يجوز في الإسلام، فَنُعَالج الخطأ بالصواب، وليس نعالج الخطأ بالخطأ.
(الهدى والنور/716/ 21: 18: 00)
حكم رفع المرأة صوتها بالتأمين؟ وهل تؤذن المرأة وتقيم، وحكم تغطية قدميها في الصلاة
مداخلة: هنا سؤال يهم الناس لوجود النساء هنا يا شيخنا بارك الله فيك .. هل ترفع المرأة صوتها بآمين؟ وهل المرأة تؤذن وتُقيم الصلاة كالرجل؟ وهل تغطي قدميها في الصلاة المرأة؟ هل تخرج بالمِكْياج ولو كانت مُحَجَّبة؟
الشيخ: هذا السؤال لطيف جداً يتضمن أربعة أسئلة، ولعلي بشيخوختي أن أعيد تَذَكُّرها أولاً، لأتمكن من الإجابة عليها ثانياً ..
أما هل المرأة ترفع صوتها بآمين؟ فالمسألة فيها تفصيل: إذا كانت تُصَلِّي مع
النساء فَنَعَم، أما إذا كانت تصلي مع الرجال والرجال أجانب فلا؛ لأن صوت المرأة لا أقول إنه عورة كما يقول الكثيرون؛ لأن أمهات المؤمنين وأزواج الصحابة الأولين كانوا يتكلمون مع الرجال، ويتفاهمون مع الرجال، وكثيراً ما كانت تأتي المرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وتسأله أمام الرجال فيجيبها عليه الصلاة والسلام عن سؤالها.
لكن ليس من أدب المرأة أن ترفع صوتها بقراءة القرآن.
كثيراً ما نُسأل: هل يجوز للمرأة حينما تتعلم القراءة من الشيخ المقري أن تعيد عليه القراءة لكي هو يصحح لها؟ الجواب لا، مع أنها تتعلم فَتَعَلُّمها محصور بالسماع فقط كما تعلمت نساء الصحابة كلهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسماع لتلاوته في الصلاة أو خارج الصلاة.
فالمرأة إذا كانت تصلي مع النساء وكانت إمامة هي ترفع صوتها والنساء من خلفها أيضاً ترفع صوتها، ذلك لقوله عليه الصلاة والسلام:«إنما النساء شقائق الرجال» أي كل حكم جاء مخاطباً فيه الرجال فالنساء يدخلن أيضاً في هذا الخطاب إلا ما استثني، المرأة مثلاً الأفضل لها في غير صلاة التراويح وأرجوا الانتباه .. الأفضل لها في غير صلاة التراويح أن تصلي في بيتها، بينما الرجل فرض عليه أن يصلي الصلوات الخمس في المسجد مع الجماعة، فهنا المرأة غير الرجل، لكن الأصل كما قال عليه السلام:«إنما النساء شقائق الرجال» فإذا صلت المرأة بالنساء إماماً تفعل كالرجل الإمام تماماً، ترفع هي صوتها بالقراءة وترفع صوتها بآمين، وترفع أيضاً من خلفها أصواتهن بآمين، هذه واحدة.
والثانية: تصلي المرأة إمامة بالنساء وليس هذا فقط، بل وتؤذن وتقيم بل وتؤذن وتقيم، لم؟ للحديث السابق:«إنما النساء شقائق الرجال» أكثر من هذا كانت السيدة عائشة أم المؤمنين وسيدة أمهات المؤمنين فقهاً وعلماً ودعوة وبارك الله فيها وفي أبيها فقد كانت تؤذن وتقيم حينما تصلي بالنساء إماماً.
وهنا لفتة نظر لم يرد السؤال حوله .. المرأة هنا تختلف أيضاً عن الرجل فهي لا تتقدم صف النساء، وإنما تقف في المنتصف كأنها واحدة من الصف، لا تتقدمهن،
هذا أيضاً قد جاء النص فيه، ولذلك: ففي هذه الحالة: المرأة لا تدخل في عموم قوله عليه السلام: «إنما النساء شقائق الرجال» .
هذا، وشيء ثالث: ألا وهو هل يجوز للمرأة أن تصلي حاسرة القدمين أو مكشوفة القدمين؛ لأن الحسر في اللغة العربية التي تعلمناها يتعلق بالرأس.
أما القدمان فنقول: لا يجوز لها أن تصلي مكشوفة القدمين، بل لا يجوز لها أن تمشي في الطرقات وهي مكشوفة القدمين؛ ذلك لأن القدمين من عورة المرأة بنص قول الله عز وجل:{وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ} [النور: 31] قد كانت المرأة في الجاهلية تضع ما يُعرف في اللغة العربية بالخلخال عبارة عن سوار له أجراس صغيرة، فكانت المرأة إذا مشت لتلفت أنظار الرجال والشباب إليها تضرب بأرجلها على الأرض، فيُصَوِّت الخلخال، فيسمع الرجال ذلك، وهذا من وسواس الشيطان إليها.
وهذا معناه أن القدمين كانا مستورين بسبب ماذا؟ بسبب الجلباب الذي أُمرت النساء بأن يلقينهن على رؤوسهن عملاً بقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} [الأحزاب: 59].
وقد جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوماً في مجلس فيه نساء أيضاً: «من جر إزاره خيلاء لم ينظر الله عز وجل إليه يوم القيامة» ، قالت إحدى النساء: يا رسول الله إذاً تنكشف أقدامنا قال عليه السلام: «يطلن شبراً» قالت: إذاً تأتي ريح فتكشف قال عليه الصلاة والسلام: «يزدن شبراً آخر» أي ذراعاً «ولا يزدن عليه» .
هكذا جلباب المرأة المسلمة في زمن نزول الآية المذكورة آنفاً {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} كان الجلباب يغطي القدمين، حيث لم تكن الجوارب المنتشر الآن بين النساء والرجال معاً لم تكن منتشرة في ذلك الزمان، كانت المرأة تغطي ساقيها وقدميها بالجلباب الطويل الذي يشبه العباءة، لذلك فالمرأة المسلمة لا يجوز لها أن تكشف عن قدميها وهي في الطريق، من باب أولى أنه لا يجوز لها أن تصلي وقدماها مكشوفتان.