الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
همّه الوحيد إعادتهم إلى جادة الطريق، وهكذا يعيش العظماء..كالشموع تحترق لتضيء طريق الآخرين.
رحمه الله تعالى
…
وجزاه على ما قدمه للإسلام والمسلمين الفردوس الأعلى.
الفرع الثاني: مرثياته رحمه الله:
ولقد رثاه عدد من العلماء والأدباء من أرباب القوافي مثل ابن غنام بقصيدة رائعة تدل على مبلغ تأثر الشاعر بفقد الإمام وهي بتمامها موجودة في كتاب: عنوان المجد في تاريخ نجد.
قال حسين بن غنام رحمه الله:
إلى الله في كشف الشدائد نفزع
…
وليس إلى غير المهيمن مفزع
لقد كسفت شمس المعارف والهدى
…
فسالت دماء في الخدود وأدمع
إمام أصيب الناس طرا1 بفقده
…
وطاف بهم خطب من البين موجع
وأظلم أرجاء البلاد لموته
…
وحل بهم كرب من الحزن مفظع
شهاب هوى من أفقه وسمائه
…
ونجم ثوى في الترب واراه بلقع2
وكوكب سعد مستنير سناؤه
…
وبدله في منزل اليمن مطلع
وصبح تبدى للأنام ضياؤه
…
فداجى3 الدياجى بعده متقشع
لقد غاض بحر العلم والفهم والندى
…
وقد كان فيه للبرية مرتع
-لقد- وجد الإسلام يوم فراقه
…
مصابا خشينا بعده يتصدع
وطاش ذووا الإسلام والفضل والنهى
…
وكادت له الأرواح تترى ونتبع
1-طراً: أي جميعا، الصحاح تاج اللغة، وصحاح العربية 2/725، مادة: طرر.
2-
البلقع، والبلقع: الأرض العفر التي لا شيء بها، لسان العرب 1/348، مادة: بلقع.
3-
الدجى سواد الليل مع غيم، المرجع السابق 2/1332، مادة: دجا.
وطارت القلوب المسلمين بموته
…
وظنوا به أن القيامة تقرع
فضجوا جميعا بالبكاء تأسفا
…
وكادت قلوب بعده تنفجع
بكتة ذووا الحاجات يوم فراقه
…
وأهل الهدى والحق الدين أجمع
يحق لأرواح المحبين أن ترى
…
مقوضة لما خلت منه أربع
وتتلوا شريرا فوقه قمر الهدى
…
وشمس المعالي والعلوم تشيع
فيا لك من قبر حوى الزهد والتقى
…
وحل به طود من العلم منزع
لئن كان في الدنيا له القبر موضعا
…
فيوم الجزا يرجى له الخلد موضع
وأسكنه بحبوبة الفوز والرضى
…
ولا زال بالرضوان فيها يمتع1
وممن رثاه أيضا الإمام محمد بن علي الشوكاني رحمه الله بقصيدة طويلة اخترت منها الأبيات التالية:
مصاب دها قلبي فأذكى غلائلي
…
وأصمى بهم الافتجاع مقاتلي
وخطب به أعشار أحشاي صدعت
…
فأمست بفرط الوجد أي ثواكلي
ورزء تقاضا صفاء معيشتي
…
وأنهلني قسرا أمرا المناهل
فقد مات طود العلم قطب رحى العلا
…
ومركز أدوار الفحول الأفاضل
إمام الورى علامة العصر قدوتي
…
وشيخ الشيوخ الحبر فرد الفضائل
محمد ذو المجد الذي عز دركه
…
وجل مقاما عن لحوق المطاول
إلى عابد الوهاب يعزى، وأنه
…
سلالة أنجاب زكي الخصائل
عليه من الرحمن أعظم رحمة
…
تبل ثراه بالضحى والأصائل
1-عنوان المجد في تاريخ نجد 1/95-96 باختصار.
ستبكيه أجفاني حياتي وإن امت
…
سيبكيه عني جفن طل ووابل
وتبكيه أقلامي أسى ومحاربي
…
ويبكيه طرسي دائما وأناملي
عجبت لقبر ضمه كيف لم يكن
…
يميد بحير فائض العلم سائل
ومن نعش كان حامل جسمه
…
هنيئا له إذ كان أشرف حامل
ولا غرو أن يبكي الزمان لفقده
…
فقد كان غيث الجود كهف الأرامل
فآهاً على ذاك المحيا وحسنه
…
وآها على تلك العلوم الجلائل
وآها على تحقيقه في دروسه
…
وتوضيحه للمعضلات المشاكل
فمن للبخاري بعده ولمسلم
…
يبيّن المخبا منهما للمحاول
ومن ذا لتفسير الكتاب ومن ترى
…
لأحكام فقه الدين من للرسائل
ومن لمسانيد سمت ومعاجم
…
وكشف لثام الحكم عند النوازل
ومن للمعالي والبيان ومنطق
…
وردع أخي الجهل الغوي المجادل
ومن بعده للصدع بالحق قائم
…
بجد ولا يخشى ملامة عاذل
فوآ أسفي وآ لهف قلبي وحسرتي
…
عليه وحزني لأكرم راحل
ويا ندمي لو كان يجدي من القضا
…
ولكن قضاء الله أغلب حائل
ولو كان من ريب المنية مخلص
…
لكنت له بالجهد أي محاول
فيا سائر الأولاد للشيخ إنني
…
أعزيكموا مع ذي انتساب واثل
وأوصيكموا بالصبر طرا وبالرضا
…
بجاري القضا في عاجل ثم آجل
بتسليم أمر الله ثم احتساب ما
…
لديه تعالى من أجور جزائل
ومثلكموا لا يعتريه تزلزل
…
ولا وهن في فادحات النوازل
وأنتم بحمد الله عنه خلائف
…
بعلم وأفضل شامخ القدر شامل
وإنا لنرجو أن تكونوا أئمة
…
بكم يقتدي في دينه كل فاضل
ونسأل رب العرش بعظم أجوركم
…
ويحميكموا من طارقات الغوائل
ويجبر صدع القلب والكسر منكمو
…
ويعقبكم طرا جمال المحافل1
1-الدرر السنية في الأجوبة النجدية 12/20-24 باختصار.