الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإنكار في احتسابه على الغناء المصاحب للمعازف، وهو التغيير باليد.
فقد أمر أهل مكة بإحضار آلات الملاهي الموجودة لديهم، ولما أحضروها وكانت بين يديه كالتل القائم، أمر بإحراقها1.
1 انظر إقليم الحجاز وعوامل نهضته الحديثة ص 222.
الفرع الثاني: احتسابه على الغناء المجرد عن المعازف:
لما سئل الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله هل يجوز الغناء على رؤوس النخل وبين السواني
…
إلخ؟ أجاب على ذلك بقوله:
[رفع الصوت بالغناء من الباطل ولا يجوز، وأما الأدب عليه فلا يؤدب عليه إلَاّ إن كان معه منكر كاجتماع النساء والرجال والرقص ونحوهما لترتب المفاسد، فأدِّبوا عليه. مما يردع صاحبه]2.
من الواضح أن المقصود هنا بالغناء السماع المجرد عن المعازف، ففي لسان العرب: الغناء بالكسر من السماع
…
وكل من رفع صوته ووالاه فصوته عند العرب غناء3.
وقد كره العلماء الغناء المجرد عن آلات اللهو4، قال رجل لابن عباس رضي الله عنهما:"ما تقول في الغناء أحلال هو أم حرام؟ فقال: لا أقول حراماً إلَاّ ما في كتاب الله، فقال: أفحلال هو؟ فقال: ولا أقول ذلك، ثم قال له: أرأيت الحق والباطل، إذا جاء يوم القيامة فأين يكون الغناء؟ فقال الرجل: يكون مع الباطل، فقال له ابن عباس: اذهب فقد أفتيت نفسك"، فهذا
1 انظر إقليم الحجاز وعوامل نهضته الحديثة ص 222.
2 الدرر السنية في الأجوبة النجدية 5/360.
3 لسان العرب 5/3309 مادة: [غنا] بتصرف يسير.
4 انظر أقوال أهل العلم في ذلك في مجموع الفتاوى 11/577، والسماع والرقص ص40- 44، ورسالة في أحكام الغناء ص6 تأليف الإمام ابن قيم الجوزية، تحقيق الشيخ محمد حامد الفقي- ن دار طيبة- الرياض.
جواب ابن عباس رضي الله عنهما عن غناء الأعراب الذي ليس فيه مدح الخمر والزنا واللواط، والتَّشبيب بالأجنبيات، وأصوات المعازف، وآلات المطربات، فإن غناء القوم لم يكن فيه شيء من ذلك، ولو شاهدوا هذا الغناء لقالوا فيه أعظم قول1 ا. هـ.
ومما لابد من التنبيه إليه هنا أنَّ اهتمام الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بالاحتساب على منكرات الآداب الفرعية، رغم انشغاله بالاحتساب على منكرات العقيدة التي نهضت في مجتمعه واستغرقت جل وقته وجهده رحمه الله، ينبغي أن يستثير همم طلبة العلم والدعاة والمحتسبين لبذل جل أوقاتهم وقدراتهم في محاربة شتى المنكرات، وألَاّ يشغلهم بعضها عن بعضها الآخر، مهما تعددت مسؤولياتهم في الحياة.
1 إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان 1/243.