المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المطلب الرابع: الأحوال العلمية: - احتساب الشيخ محمد بن عبد الوهاب (رحمه الله)

[مرفت بنت كامل بن عبد الله أسرة]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌‌‌الفصل التمهيدي: مجتمع الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه اللهوحياته

- ‌الفصل التمهيدي: مجتمع الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله

- ‌المطلب الأول: الأحوال السياسية

- ‌المطلب الثاني: الأحوال الدينية:

- ‌المطلب الثالث: الأحوال الاجتماعية:

- ‌المطلب الرابع: الأحوال العلمية:

- ‌المبحث الثاني: ترجمة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله

- ‌المطلب الأول: مولده ونسبه ونشأته:

- ‌الفرع الأول: مولده رحمه الله:

- ‌الفرع الثاني: نسبه رحمه الله:

- ‌الفرع الثالث: نشأته رحمه الله:

- ‌المطلب الثاني: رحلته لطلب العلم وشيوخه رحمه الله:

- ‌بين يدي الرحلة:

- ‌الفرع الأول: الرحلة الاولى:

- ‌الفرع الثاني: الرحلة الثانية:

- ‌الفرع الثالث: شيوخه رحمه الله:

- ‌المطلب الثالث: تلاميذه ومؤلفاته وثناء العلماء عليه رحمه الله:

- ‌الفرع الأول: تلاميذه رحمه الله:

- ‌الفرع الثاني: مؤلفاته رحمه الله:

- ‌الفرع الثالث: ثناء العلماء عليه رحمه الله:

- ‌المطلب الرابع: وفاته ومرثياته رحمه الله:

- ‌الفرع الأول: وفاته رحمه الله:

- ‌الفرع الثاني: مرثياته رحمه الله:

- ‌الفصل الأول: الحسبة في فكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله

- ‌المبحث الأول: صفات المحتسب عند الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله

- ‌المطلب الأول: الإخلاص

- ‌المطلب الثاني: العلم والعمل:

- ‌المطلب الثالث: الحكمة:

- ‌المطلب الرابع: الأناة والتثبت:

- ‌المطلب الخامس: الرفق:

- ‌المطلب السادس: الصبر

- ‌المبحث الثاني: شروط الاحتساب عند الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله

- ‌المطلب الأول: أن يكون المنكر ظاهرا

- ‌المطلب الثاني: ألا يؤدي إنكار المنكر إلى منكر أكبر منه:

- ‌المطلب الثالث: ألا يكون الإنكار في مسائل الاجتهاد

- ‌المبحث الثالث: درجات الاحتساب عند الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله

- ‌المطلب الأول: التغيير باليد

- ‌المطلب الثاني: الإنكار باللسان:

- ‌المطلب الثالث: الإنكار بالقلب:

-

- ‌الفصل الثاني: الحسبة العملية للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله

- ‌المبحث الأول: احتسابه في جوانب العقيدة

- ‌المطلب الأول: احتسابه في توحيد الألوهية:

- ‌الفرع الأول: فحوى توحيد الألوهية:

- ‌الفرع الثاني: معنى كلمة لا إله إلا الله:

- ‌الفرع الثالث: مقتضى لا إله إلا الله:

- ‌الفرع الرابع: نواقض لا إله إلا الله:

- ‌الفرع الخامس: تكفير المناقضين لكلمة لا إله الله:

- ‌المطلب الثاني: احتسابه في توحيد الأسماء والصفات:

- ‌المطلب الثالث: احتسابه في توحيد الربوبية:

-

- ‌المطلب الرابع: احتسابه بإزالة الأوثان:

- ‌الفرع الأول: قطع الأشجار المعظمة المتبرك بها:

- ‌الفرع الثاني: هدم القباب المبنية على قبور المعظمين:

-

- ‌الملطلب الخامس: احتسابه على أهل البدع:

- ‌الفرع الأول: بدعة بناء القباب على القبور:

- ‌الفرع الثاني: بدعة الاحتفال بالمولد النبوي:

- ‌الفرع الثالث: بدعة التصوف:

- ‌المطلب السادس: احتسابه على الموالاة والمعاداة:

- ‌المطلب السابع: احتسابه على السحر والتنجيم والكهانة:

- ‌الفرع الأول: السحر:

- ‌الفرع الثاني: التنجيم:

- ‌الفرع الثالث: الكهانة ونحوها:

- ‌المطلب الثامن: احتسابه على التمائم والرقى:

- ‌الفرع الأول: التمائم:

- ‌الفرع الثاني: الرُّقى:

- ‌المبحث الثاني: احتسابه في العبادات:

- ‌المبحث الثالث: احتسابه في المعاملات

- ‌المطلب الأول: احتسابه على الوقف على الأولاد:

- ‌المطلب الثاني: احتسابه على بعض صور الربا:

- ‌المطلب الثالث: احتسابه على الرشوة:

- ‌المطلب الرابع: احتسابه على العشور والمكوس:

- ‌المبحث الرابع: احتسابه في الحدود

- ‌المطلب الأول: احتسابه برجم المرأة الزانية:

- ‌المطلب الثاني: احتسابه بقتال المخالفين للعقيدة الصحيحة:

- ‌المبحث الخامس: احتسابه في الآداب والسلوك

- ‌المطلب الأول: احتسابه في التأدب مع آل البيت:

- ‌المطلب الثاني: احتسابه على الغناء:

- ‌مدخل

- ‌الفرع الأول: احتسابه على الغناء المصاحب للمعازف:

- ‌الفرع الثاني: احتسابه على الغناء المجرد عن المعازف:

- ‌الخاتمة

- ‌مصادر ومراجع

الفصل: ‌المطلب الرابع: الأحوال العلمية:

‌المطلب الرابع: الأحوال العلمية:

تبين مما سبق أن كثيرا من سكان نجد كانوا من البدو الرحل، وأنهم كانوا منسلخين عن دينهم وعقيدتهم لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا.

وقد كان حدوث مثل هذا الأمر متوقعا نظرا لسيادة الجهل الديني لديهم1، أما الحاضرة أهل نجد فقد كانوا أحسن وضعا من البادية، لأنه كان بينهم علماء يفهمون أركان الدين2 ويوضح لنا الشيخ ابن بسام أهم المعالم العلمية حينئذ في نجد قائلا:

"وفي نجد تميزت مدينتان علميتان قبل دعوة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.

المدينة الأولى: أشيقر:

أشيقر بالضم ثم الفتح، وياء ساكنة، وكسر القاف، وراء جبل باليمامة وقربة لبني عكل3.

إحدى بلدان الوشم4، فقد كانت هذه المدينة من منازل بني تميم منذ العهد

1-انظر البحث الرسائل الشخصية1/104 للدكتور عبد الله بن صالح العثيمين ضمن بحوث أسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب- ط/ مطابع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية "14032هـ-1983م".

2-

انظر العلاقات بين الدولة السعودية الأولى والكويت ص 20 تأليف: د. عبد الله الصالح العثيمين- ن شركة العبيكان- الرياض- ط/2-الرياض 1411هـ-1990م.

3-

معجم البلدان1/203 باختصار.

4-

الوشم: بالفتح ثم السكون: موضع باليمامة يشتمل على أربع قرى "معجم البلدان 5/378"- وهو- إقليم من أقاليم " اليمامة" الكبيرة غربيها شماليها قاعدته "شقراء""معجم اليمامة2/441باختصار"، وتبعد مدينة أشيقر عن شقراء حوالي 17 كيلا شماليها " معجم اليمامة1/82" الواقعة- أي شقراء- في الشمال الغربي من مدينة الرياض على بعد حوالي 185 كم " انظر: هذه بلادنا "17" شقراء ص 19، محمد بن إبراهيم بن عبد الله العمار- ن الرئاسة العامة لرعاية الشباب عام 1408هـ- 1988م".

ص: 70

الجاهلي ثم نزل معهم أبناء عمهم من –الرباب- حتى إذا جاء القرن الخامس الهجري اختص بسكناها- آل وهيب- من بني حنظلة من بني تميم ويجاورهم عشائر- الوهبة- في بلدان نجد، فهذه المدينة زخرت بالفقهاء ووجدوا بها حتى كان يجتمع في الوقت الواحد منهم أربعون عالما كلهم يصلحون للقضاء يوم كان القضاء لا يصل إلى مرتبته إلا فطاحل العلماء وكبارهم1 -لذلك- تعتبر أشيقر مركزا من مراكز العلم في نجد آنذاك2.

المدينة الثانية العيينة:

العيينة بضم العين، فيائين الأولى مفتوحة والثانية ساكنة، فنون مفتوحة، فهاء: تصغير عين

تقع في ملتقى شعاب وادي حنيفة الرئيسية، التي يتكون منها هذا الوادي3، وتبعد عن مدينة الرياض خمسة وأربعون كيلومترا4.

أنشأنها- حسن بن طوق- جد آل معمر في منتصف القرن التاسع الهجري، هذه المدينة أكبر من الأولى من حيث العمران ووفرة السكان والسلطة فلقد أصبحت عاصمة لبلدان نجد قبل نهضة الدرعية5.

وقد وجد بها العلماء وكثروا فيها فكان أكثر من ثمانين عالما يدرسون العلم في جوامعها في زمن واحد.

1-علماء نجد خلال ستة قرون1/14.

2-

معجم اليمامة1/83.

3-

المرجع السابق2/198 باختصار.

4-

إقليم الحجاز وعوامل نهضته الحديثة ص 164، إبرايهم الفوزان- ط مطابع الرزدق التجارية- الرياض" 1401هـ-1981م".

5-

الدرعية: بكسر الدال، وإسكان الراء، وكسر العين، فياء مشددة مكسورة فهاء....نسبة إلى الدروع وهم بطن من بني حنيفة

تقع الدرعية شمال غرب الرياض بمسافة عشرين كيلا، ويشقها وادي حنيفة نصفين" معجم اليمامة1/416-424 باختصار".

ص: 71

هذا كله قبل دعوة الإصلاحية1 كما أن النصوص التاريخية تدل بوضوح على أن حريملاء2 كانت مدينة علم وعلماء في وقت كانت تخيم فيه الأمية على معظم بلدان نجد3.

ويتضح من المصادر أن المذهب الحنبلي كان المذهب السائد في نجد قبل ظهور دعوة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب بزمن طويل4 ، والمصادر لا تعطينا معلومات عن الوسيلة التي دخل بها هذا المذهب إلى المنطقة، ومن المرجح أن تلك الوسيلة كانت دراسة بعض طلبة العلم من النجديين على كبار علماء الحنابلة في مدن مشهورة مثل دمشق وبغداد والقاهرة وبعد عودتهم إلى بلادهم أخذوا يدرسونه فانتشر في المنطقة وساد، ولم يكن غريبا أن يجد المذهب الحنبلي أرضا خصبة في نجد، فهو أقرب المذاهب الأربعة إلى ظاهر نصوص القرآن والحديث، وهو بهذه الصفة يمثل البساطة إلى حد ما والبساطة من الأمور المحببة لدى الفرد النجدي الذي كان أقل إخوانه في عرب الجزيرة تأثرا بالخارج5.

1-انظر علماء نجد خلال ستة قرون 1/14-15.

2-

حريملاء: بضم الحاء المهملة، وفتح الراء المهملة أيضا وإسكان المثناة بعدها ميم مكسورة، فلام مفتوحة فألف، بلدة يتبعها عدد من القرى، فيها إمارة من إمارات منطقة الرياض" المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية 1/435"، تقع مدينة "حريملاء" على ضفتي وادي الشعيب المعروف قديما بوادي "قران"

شمال غربي مدينة " الرياض" على بعد "86" كيلومترا. حريملاء والقرينة يبن الماضي المجيد والحاضر المشرق ص 7 تأليف وإعداد: محمد بن علي بن محمد الشدي- ط/ "1415هـ-1994م"، مطابع شركة الصفحات الذهبية المحدودة.

3-

الحالة العلمية في حريملاء منذ عهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب ص 10 بقلم الدكتور عبد العزيز الربيعة- ن دار الوطن الرياض- ط/1"1407هـ-1987م".

4-

الشيخ محمد بن عبد الوهاب حياته وفكره ص 17 د. عبد الله الصالح العثيمين- ن دار العلوم – ط/2" 1406هـ-1986م".

5-

انظر المرجع السابق والموضع نفسه.

ص: 72

وكان من عادة طلاب العلم في نجد السفر إلى البلدان المذكورة سابقا للنزود بالعلم والتفقه على علماء المذهب الحنبلي، خاصة إذا لم يكن هناك عالم بارز جدا في منطقتهم.

وكثيرا ما كان لعلماء الحنابلة طلاب نجديون ومن أمثلة هؤلاء العلماء شهاب الدين العسكري1 وموسى الحجاوي2 ومنصور البهوتي3 ومرعي

1أحمد بن عبد الله بن أحمد الشيخ الإمام العالم العلامة النحرير شهاب الدين الدمشقي الصالحي الشهير بابن العسكري، مفتي السادة الحنابلة بدمشق، كان صالحا دينا زاهدا عابدا يكتب على الفتيا كتابة عظيمة، ولم يكن في زمنه نظيره في العلم والتواضع والتقشف على طريقة السلف الصالح، وكان منقطعا عن الناس، قليل المخالطة لهم وألف كتابا في الفقه جمع فيه بين " المقنع" والتنقيح" ومات قبل أن يتمه في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وتسعمائة بدمشق:" الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة 1/149 للشيخ نجم الدين الغزي، حققه وضبط نصه الدكتور جبرائيل سليمان جبور- ن دار الآفاق الجديدة –بيروت-ط/2/"1979م"، وشذرات الذهب في أخبار من ذهب للمؤرخ الفقيه الأديب أبي الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي- ندار الميسرة- بيروت- ط/2"1399هـ-1979م"، ومختصر طبقات الحنابلة تأليف العلامة الشيخ محمد جميل بن عمر البغدادي المعروف بابن شطي، دراسة فواز الزمرلي ص87-ن دار الكتاب العربي- بيروت- ط/1"1406هـ-1986م".

وقيل إن وفاتته في يوم الأحد خامس عشر ذي القعدة سنة عشر وتسعمائة وهو آخر من توفي من قدماء علماء الحنابلة الصالحين: النعت الأكمل لأصحاب الإمام أحمد بن حنبل من سنة 901-1207هـ ص 78 تأليف محمد كمال الدين بن محمد الغزي العامري، تحقيق وجمع محمد مطيع الحافظ –نزار أباطة- ن دار الفكر- ط/1"1402هـ-1982م".

2-

شرف الدين أبو النجا موسى بن أحمد بن موسى بن سالم بن عيسى بن سالم الحجاوي المقدسي ثم الصالحي الحنبلي الإمام العلامة مفتي الحنابلة بدمشق كان إماما بارعا أصوليا فقيها محدثا ورعا من تآليفه كتاب الإقناع، جرد فيه الصحيح من مذهب الإمام أحمد لم يؤلف أحد مثله في تحرير النقول وكثرة المسائل، ومنها شرح المفردات، وشرح منظومة الآداب لابن مفلح، وزاد المستقنع في اختصار المقتع، حاشية على الفروع وغير ذلك وتوفي يوم الخميس الثاني والعشرين من ربيع الأول سنة 968هـ ودفن بأسفل الروضة: شذرات الذهب في أخبار من ذهب 8/327 بتصرف.

3-

منصور بن يونس بن صلاح الدين بن حسن بن أحمد بن علي بن إدريس البهوتي الحنبلي: ولد سنة 1000هـ، شيخ الحنابلة بمصر وخاتمة علمائهم بها، كان عالما عاملا ورعا متبحرا في العلوم الدينية صارفا أوقاته في تحرير المسائل الفقهية ورحل إليه الناس من الآفاق لأجل مذهب الإمام أحمد رضي الله عنه، انفرد في عصره بالفقه وأخذ عنه كثير من المتأخرين من الحنابلة ومن مؤلفاته شرح الإقناع ثلاثة أجزاء، وحاشية على الإقناع، وشرح الإرادات للتقي الفتوحي، وحاشية على المنتهى، وشرح زاد المستقنع للحجاوي، وشرح المفردات للشيخ محمد بن عبد الهادي المقدسي وكان ممن انتهى إليه الإفتاء والتدريس ، وكان شيخا له مكارم داره.. وكانت الناس تأتيه بالصدقات فيفرقها على طلبته في المجلس ولا يأخذ منها شيئا وكانت وفاته يوم الجمعة عاشر شهر ربيع الثاني سنة 1051هجرية بمصر ودفن في تربة المجاورين: خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 4/426 للعالم الفاضل المولى محمد المحبي- ط/بدون، والأعلام 7/307 بتصرف.

ص: 73

ابن يوسف 1 2.

وقد شهد القرن الحادي عشر الهجري وجود كثير من العلماء في نجد بدليل أن أكثر البلدان النجدية كان لها قضاة محليون، وكان من أشهر علماء هذا القرن أحمد بن بسام 3 ومحمد بن إسماعيل 4 وعبد الله

1-مرعي يوسف بن أبي بكر بن أحمد بن أبي بكر بن يوسف الكرخي نسبه لطور كرم قربة بقرب نابلس ثم المقدسي، أحد أكابر علماء الحنابلة بمصر ، قال المحبي: كان فقيها محدثا إماما ذا اطلاع واسع على نقول الفقه ودقائقه، ومعرفة تامة بالعلوم النقلية والعقلية، وجميع العلوم المتداولة، له فيها اليد الطولى، وتصدر للإفتاء والتدريس بجامع الأزهر، ثم تولى المشيخة بجامع السلطان حسن، وكانت وفاته بمصر في ربيع الأول سنة 1033هـ: السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة ص 463 محمد عبد الله بن حميد- ن مكتبة الإمام أحمد –ط/1"1409هـ-1989م".

2-

الشيخ محمد بن عبد الوهاب حياته وفكره ص 17-18 بتصرف يسير.

3-

أحمد بن محمد بن عبد الله بن منيف بن بسام بن عساكر ولد في بلدة أشيقر عام تسعمائة وثمانية وسبعين هجرية ونشأ نشأة جسنة وقرأ القرآن وحفظه عن ظهر قلب وشرع في طلب العلم بهمة ونشاط ومثابرة فقرأ على علماء بلده وما حولها وكان فقيها وله غور في الفهم وافته المنية بالعيينة سنة 1040هـ: روضة الناظرين عن مآثر علماء نجد وحوادث السنين 1/58 محمد بن عثمان بن صالح بن عثمان –ط/1 مطبعة الحلبي- القاهرة " 1400هـ-1980م".

4-

محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عقيل بن إبراهيم بن موسى بن محمد بن بكر بن عتيق بن نهبهان بن سرور بن زهري ابن جراح، ولد في أشيقر ونشأ فيها وأخذ مبادئ القراءة والكتابة ثم شرع في طلب العلم حتى صار علامة الديار النجدية في زمنه، وانتهت إليه الرياسة في العلم، وكان معاصرا للشيخ العلامة سليمان بن علي جد الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وهو مؤسس بيت العلم في آل إسماعيل لأنه أول عالم ظهر فيهم، وافاه أجله في يوم التروية من عام 1059هـ رحمه الله تعالى: علماء نجد خلال ستة قرون 3/788.

ص: 74

ابن ذهلان 1 وأحمد القصير2 وكان عبد الله بن ذهلان أستاذا لعدد من الطلاب منهم الفقيهان المؤرخان أحمد المنقور 3 ومحمد العوسجي 4 لكن أشهر علماء هذا القرن- حسب ما ذكرته المصادر- كان سليمان بن علي، جد الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ومن الواضح أن دراسة علماء نجد في تلك الفترة تركزت على مادة الفقه، أما العلوم الدينية الأخرى فكان حظها من العناية أقل من هذه المادة وربما كان ذلك منسجما مع الهدف الرئيس من التعلم آنذاك، وهو أن يصبح المرء مؤهلا لتولي القضاء، ويبدو أن الفقه كان ينظر إليه على أنه كاف لذلك التأهيل، ومن الذين خرجوا عن هذه القاعدة واهتموا بالعلوم الأخرى عثمان بن قائد5

1-عبد الله بن محمد بن ذهلان، ولد سنة 1038هـ في العيينة، وكانت حافلة بالعلماء ونشأ نشأة حسنة، وقرأ القرآن ثم حفظه غيبا وشرع في طلب العلم بهمة ونشاط، فقرأ على علماء العيينة حتى نبغ في فنون عديدة خصوصا في الفقه، وكان واسع الاطلاع ومرجعا في الأنساب والتاريخ والآداب توفي يوم التاسع من شهر ذي الحجة سنة 1099هـ في الرياض: روضة الناظرين عن مآثر علماء نجد وحوادث السنين 1/315.

2-

أحمد بن محمد بن حسن بن سلطان القصير مولود في أشيقر بالوشم وتربى أبوبة كريمة، وقرأ القرآن وحفظه عن ظهر قلب، وشرع في طلب العلم، فكانت أشيقر آهلة بالعلماء، كان نبيها قوي الحفظ، سريع الفهم من أوعية العلم، وكان صداعا بالحق لا يخاف في الله لومة لائم أوذي في سبيل الدعوة إلى الله فصبر وحبس وضيق عليه، وكان مرجعا في التريخ والانساب لنجد وفي سنة 1114هـ توفي رحمه الله: المرجع السابق 1/59.

3-

أحمد بن محمد المنقور التميمي النجدي ولد في سدير سنة 1067هـ ونشأ فيها وجد واحتهد في طلب العلم ولي قضاء بلدة الحوطة حتى مات بها في السادس من جمادى الأولى عام 1125هـ: علماء نجد خلال ستة قرون 1/195.

4-

هو محمد بن سلطان بن محمد العوسجي ولد في بلدة ثادق سنة 1179هـ، وقرأ القرآن وحفظه تجويدا، ثم رحل إلى الدرعية وكانت موطن العلماء العاملين، فقرأ على علمائها، ومن أبرز مشايخه فيها الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأكب على المطالعة خصوصا كتب الشيخين ابن تيمية وابن القيم وقد حضر إليه الطلبة من كل صوب للاستفادة من علومه الجمة، وافاه أجله بعد عيد النحر من عام 1223هـ: روضة الناظرين عن مآثر علماء نجد وحوادث السنين 2/178.

5-

عثمان بن أحمد بن سعيد بن عثمان بن قائد النجدي ولد في الحوطة سدير سنة 1022هـ حفظ القرآن وقرأ على علماء العيينة وما حولها، رحل إلى دمشق فقرأ على علمائها، وانتقل إلى القاهرة فقرأ على علمائها وتوفي سنة 1097هـ فقيه من أفاضل النجدين. المرجع السابق 2/67.

ص: 75

فكان من بين مؤلفاته رسالة عن التوحيد عنوانها: نجاة الخلف في اعقاد السلف 1 وكتاب التوحيد، منهم أيضا عبد الله بن إبراهيم بن سيف2 لكن ابن قائد- كما ذكر- لم يتوف في نجد وربما كان اهتمامه بالتوحيد أو العقيدة نتيجة لمناقشاته مع بعض العلماء خارج هذه المنطقة والله أعلم3.

ومما يدل على عدم اهتمام السواد الأعظم من العلماء حينئذ بتعلم وتعليم التوحيد قول الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:

"والله الذي لا إله إلا هو لقد طلبت العلم واعتقد من عرفني أن لي معرفة وأنا ذلك الوقت لا أعرف معنى لا إله إلا الله، ولا أعرف دين الإسلام قبل هذا الخير الذي من الله به، وكذلك مشايخي ما فيهم رجل عرف ذلك، فمن زعم من علماء العارض4 أنه عرف معنى لا إله إلا الله أو عرف معنى الإسلام قبل هذا الوقت، أو زعم عن مشايخه أن أحدا عرف ذلك فقد كذب

1- الشيخ محمد بن عبد الوهاب حياته وفكره ص 18-19.

2-

عبد الله بن إبراهيم بن سيف بن عبد الله الشمري نزح والده من المجمعه وجاور المدينة فولد المترجم له في المدينة ونشأ بها قرأ على علمائها والواردين إليها ثم سافر إلى دمشق فقرأ على علمائها، ومن أشهر مشايخه فيها علامة الشام شيخ الحنابلة فيها أبو المواهب، جد واجتهد في طلب العلم حتى نال قسطا كبيرا من العلوم الشرعية والعربية ثم جلس للتدريس والإفادة ولما حج الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله قبل إعلان دعوته توجه إلى المدينة فوجد فيها المترجم له فأول ما سمعه منه الشيخ محمد الحديث المسلسل بالأولية: توفي بالمدينة عام أربعين ومائة وألف 1140هـ رحمه الله تعالى: علماء نجد خلال ستة قرون 2/501 باختصار.

3-

الشيخ محمد بن عبد الوهاب حياته وفكره ص 19 بتصرف يسير.

4-

عارض: بفتح العين بعدها ألف، وراء مكسورة فضاد

هو " عارض اليمامة"، ويسمى " طويقا"، وسمى:" اليمامة" أيضا

أما ما اصطلح عليه أخيرا، بل وحتى ما قبل قرنين من الزمان

فهو يطلق على جزء من جبل " اليمامة"" الطويق"، هو ما بين منطقة " الشعيب" إلى منطقة الخرج" أي الرياض وملحقاتها

لذا نجد في رسائل الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله

ما هذا مفهومه وحتى الآن لا يخرج عن هذا المفهوم" معجم اليمامة2/129".

ص: 76

وافترى ولبس على الناس ومدح نفسه بما ليس فيه" 1.

ومهما يكن من أمر فإن هؤلاء العلماء مع قلتهم قد تحول أكثرهم مع الزمن إلى عقول جامدة لا تنشط إلى تفكير جديد ولا محاولة للإصلاح والتجديد2، فقد كانوا بقية لا طاقة لها بالنهي عن الفساد في الأرض أثرهم في ما معهم من علم كأثر من ينقل ولا يعقل ويهرف بما لا يعرف، فوقفوا عند حد حمل الأسفار وترديد المتون مقلدين غير مجتهدين فضلا عن أن غاياتهم من العلم قد انحطت3 وانحصرت في التأهيل لتولي القضاء كما سبقت الإشارة إليه4.

هذا باختصار ما يتعلق بالحالة العلمية في منطقة نجد، أما بالنسبة للحالة العلمية في العالم الإسلامي فليست بأحسن حالا منها في نجد، فلقد أخذ الجمود من المسلمين مأخذه حتى أنهم أقاموا لكل مذهب من المذاهب الفقهية فقيها وإماما، وتعددت الجماعات في المسجد الواحد كل ينتصر لمذهبه وكل يصلي خلف إمام مذهبه، وبذلك يقف المسلمون لصلاة الجماعة وراء كثير من إمام حسب المذاهب الموجودة في ذلك المسجد، كما أن الإفتاء في أي مسألة حسب مذهب السائل، وأحاطوا هذه المذاهب بالقدسية والعظمة، وحرم على الناس خروجهم عنها، وأغلق باب الاجتهاد بمغاليق من حديد5 ومن ثم غابت الصفوة من العلماء الذين ينهضون بتكليف الأمر

1-الرسائل الشخصية – الرسالة الثامنة والعشرون ص 186، والدرر السنية في الأجوبة النجدية 18/17.

2-

انظر دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأثرها في العالم الإسلامي ص 22.

3-

انظر الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة " 1115-1026هـ" ص 59 د. آمنة محمد نصير – ن دار الشروق- بيروت- ط/1"1403هـ-1983م".

4-

انظر ص "75" من هذا البحث.

5-

انظر إمام التوحيد الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الدعوة والدولة ص 21 تأليف الشيخ أحمد القطان، والأستاذ محمد الزين- ن مكتبة السندس- الكويت- الدوحة- ط/2 ربيع الثاني"1409هـ-ديسمبر1988م".

ص: 77

بالمعروف والنهي عن المنكر، وبغيابهم غاب وجدان الأمة اليقظ1.

ومن دلائل غياب العلماء ما ذكره الجبرتي في سياق حديثه عن خبر وفاة عبد الوهاب بن عبد السلام العفيفي أحد مشايخ الطرق الصوفية بمصر عام "1172هـ" حيث قال:

" ونزل سيل عظيم، وذلك في سنة "1178هـ" فهدم القبور وعامة الأموات فانهدم قبره وامتلأ بالماء، فاجتمع أولاده ومريده وبنو له قبرا في العلوة على يمين تربة الشيخ المتوفى، ونقلوه إليه قريبا من عمارة السلطان قايتباي وبنوا على قبره قبة معقودة، وعملوا له مقصورة ومقاما من داخلها، وعليه عمامة كبيرة وصيروه مزارا عظيما يقصد للزيارة ويختلط به الرجال والنساء، ثم أنشأوا بجانبه قصرا عاليا، عمره محمد كتخدا أباظة، وسوروا له رحبة متسعة مثل الحوش لموقف الدواب من الخيل والحمير دثروا بها قبورا كثيرة، بها كثير من أكابر الأولياء والعلماء والمحدثين وغيرهم من المسلمين والمسلمات، ثم أنهم ابتدعوا له موسما وعيدا في كل سنة يدعون إليه الناس من البلاد القبلية والبحرية فينصبون خياما كثيرة وصواوين2 ومطابخ وقهاوي ويجتمع العالم الأكبر من أخلاط الناس وخواصهم وعوامهم وفلاحي الأرياف وأرباب الملاهي والملاعب والغوازي3 والبغايا والقرادين4

1-انظر الشيخ محمد عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة ص 60.

2-

جمع الصيوان، الصيوان خيمة كبيرة من القماش" القاموس العربي الشامل عربي/عربي ص 315 مادة: الصيوان".

3-

مفردها غازية

وهي ضرب من المصكوكات القديمة كان يساوي عشرين قرشا من قروش أيامه، وكانت النساء يعلقن قطعا منه في أطراف جدائلهن تحليا وتجملا " المنجد في الآدب واللغة والعلوم ص 550 مادة " غزو". وربما كان المقصود به النسوة المتزينات بهذه الغوازي.

4-

ربما كان المراد بها جمع قراد، والراد سائس القرود" المعجم الوسيط 2/724 مادة:"القرد".

ص: 78

والحواة1 فيملأون الصحراء والبستان فيطاون القبور ويوقدون عليها النيران ويجتمع لذالك أيضاً الفقهاء والعلماء وينصبون لهم خياما أيضا ويقتدي بهم الأكابر من الأمراء والتجار والعامة من غير إنكار، بل ويعتقدون لذلك قربة وعبادة، ولو لم يكن كذلك لأنكره العلماء فضلا عن كونهم يفعلونه2 ، فالله يتولى هدانا أجمعين"3.

فإذا كان هذا حال من نسبوا إلى العلم فعلى العوام السلام.

والله المستعان.

1-الحواة: ربما كان المقصود بها جمع حاوي، والحاوي هو الذي يرقى الحيات ويجمعها، والرجل يقوم بأعمال غريبة " محدثة" " المرجع السابق 1/210 مادة: حوى".

2-

على افتراض صحة هذه الرواية، فإنه لا يصح أن يطلق المؤرخ رحمه الله على هؤلاء أنهم فقهاء وعلماء إنهم من أدعياء العلم.

3-

تاريخ عجائب الآثار في التراجم والاخبار 1/303-304 باختصار.

ص: 79