الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من الفيلة صنف
يبرك كما تبرك الجمال انتهى، وقوله: هرول بمعنى أسرع وقوله: الحمصة هي حبة معروفة وهو بكسر المميم المشذدة وفتحها، ولم يذكر أبو حنيفة إلا الكسر كجلق وليس للكسر نظير في الأبنية إلا الحلز وهو القصير على رواية فيه فقوله: في الكشف الكسر أفصح غير مسلم وقد روي أنها كانت كبارا تكسر الرؤوس، وقوله: فترميهم الخ عبر بالمضارع لحكاية الحال واست! او تلك الصورة البديعة. قوله: (وقرئ ألم تر جدا في إظهار أثر الجازم الأن جزمه بحذف آخره فإسكان ما قبل الآخر للاجتهاد في إظهار أثر الجازم ونظيره قوله: ألم أبل كما
واذا السعادة لاحظتك فلا تبل
قيل: والسر فيه الإسراع إلى ذكر ما يهم من الدلالة على أمر الألوهية والنبوّة أو الإشارة،
إلى الحث على تفجيل الرؤية وإن من لم يسرع لها لم يدركه حق إدراكه ولا يخفى بعده فإن تقليل البنية يدل على قلة المعنى، وهو الرؤية لا على قلة زمانه وهذا كما مرّ في صفد وأصفد. قوله:(وكيف نصب بفعل الخ (ونصبه على المصدرية أو الحالية، واختار الأول ابن هشام في المغني والمعنى أقي فعل فعل الخ وأمّا الحالية من الفاعل فممتنعة لأنّ فيه وصفه تعالى بالكيفية، وهو غير جائز وأمّا نصبه بتر لانسلاخ معنى الاستفهام عنه كما في شرح المفتاح الشريفي فقد صرّح أبو حيان بامتناعه لأنه يراعي صدارته إبقاء لحكم أصله، وهو الظاهر كما أشار إليه المصنف رحمه الله. قوله: (في تعطيل الكعبة) لأنّ مقصودهم من بناء الكنيسة تعطيل الكعبة من الزوار وصرفهم للكنيسة، وقوله: وابطال عطف تفسير لقوله: تضييع لأنه من ضل عنه إذا ضاع استعير هنا للإبطال، ودمّرهم أهلكهم وأنما سماه كيداً وهو قصد المضرّة خفية وهو مظهر لقصد تخريبه لأنّ سببه حسد سكان الحرم وقصد صرف شرفهم له وهو خفي فسمي كيداً لذلك فتدبر. قوله:(جمع إبالة) بكسر الهمزة وتشديد الموحدة، وهي حزمة الحطب فاستعير لجماعة الطير، والعباديد الفرق من الناس الذاهبون في كل وجه والشماطيط القطع المتفرّقة، والثوب المشقق واحده شمطيط أو لا واحد له على ما فصل في اللغة والنحو وقياس مفرده فعليل أو فعلول أو فعلال، وقوله: في تضامها أي اجتماعها، وقوله: قرئ بالياء هي قراءة أبي حنيفة لكن قد مرّ قول صاحب النشران أبا حنيفة لا قراءة له دمانّ القرا آت المنسوبة له
موضوعة، وقد أثبت العلماء وضعها، وقوله: لأنه اسم جمع أي وهو لازم التذكير كما في شرح الألفية فتأنيثه لتأويله بالجماعة لا لأنه اسم جمع أي وهو لازم التذكير كما في شرح الألفية فتأنيثه لأويى بالمجماعة لا لأنه يجوز فيه الأمران كما قيل. قوله:) معرب سنك كل) وهو تركيب معناه متحجر، وقوله: من السجل بالكسر أي السجيل مأخوذ منه، وهو الدلو العظيمة إذا كانت مملوءة بالماء أو قريبة من الملء والسجل والسجيل مذكر بمعنى الدلو المذكور فمن ابتدائية، ومعنى كون الحجارة من الدلو أنها متتابعة كثيرة كالماء الذي يصبّ من الدلو ففيه استعارة مكنية وتخييلية كقوله:{فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ} [سورة الفجر، الآية: 13] وكذا كونه من الأسجال بمعنى الإرسال أيضاً، والمعنى من مثل شيء مرسل كما مرّ في سورة هود وعلى هذا هو عربي لا معرب. قوله:(أو من السجل) وهو علم للديوان الذي كتب فيه عذاب الكفار فذلك من جملته وبعض منه فقوله: ومعناه يعني على هذا الوجه الأخير، وقوله: الآكال بالضم والكسر كغراب وكتاب وهو التآكل وقوله: أو أكل حبه بتقدير مضاف أو بالإسناد المجازي فالتشبيه به لذهاب أرواحهم، وبقاء أجسادهم أو لأن الحجر بحرارته يحرق أجوافهم. قوله:(أو كتبن الخ) معطوف على قوله: كورق، وقوله: وراثته جعل الروث مأكولاً باعتبار ما كان ولم يذكر الروث لهجنته فجاء على الآداب القرآنية فشبه تقطع أوصالهم بتفرّق أجزاء الروث ففيه إظهار تشويه حالهم ولما في القصة من هدم الكعبة ناسب إهلاكهم بالحجارة، وقوله عن النبيّ صلى الله عليه وسلم الخ حديث موضوع، وقوله: أعفاه بمعنى يراه وليس من العفو لأنه لا يتعدّى بالهمزة كما في كتب اللغة تصت السورة بحمد الله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وصحبه.
سورة
قريش
ويقال: سورة لئيلاف قريش كما في الحديث المذكور في آخر السورة ولا خلاف في
عدد آياتها، واختلف في كونها مكية أو مدنية والجمهور على الأوّل.
بسم الله الرحمن الرحبم
قوله تعالى: ( {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ} ) إيلاف مصدر ألفت الشيء وآلفته من الألف المعروف،
قال الهروفي في الغريبين: الإيلاف عهود بينهم وبين الملوك فكان هاشم يؤالف إلى ملك الشام والمطلب إلى كسرى وعبد شمس، ونوفل يؤالفان ملك مصر والحبشة قال: ومعنى يؤالف يعاهد ويصالح وفعله ا-لف على وزن فاعل ومصدره الأف بغير ياء بزنة قتال أو ألف الثلاثي ككتب كتاباً ويكون الفعل منه أيضاً آلف على وزن أفعل مثل آمن ومصدره إيلاف كإيمان ومنه يعلم وجه القراءة بالياء وعدمها. قوله: (متعلق بقوله: {فَلْيَعْبُدُوا} الخ) ولما لم تكن الفاء في جواب شرط محقق كانت في الحقيقة زائدة فلا يمتنع تقديم معمول ما بعدها كما أشار إليه المصنف رحمه الله تعالى، وقوله: لأجل إشارة إلى أنّ اللام تعليلية وقوله: رحلة الشتاء الخ إن كان الآلاف من الألفة فهو مفعول به، وإن كان بمعنى المعاهدة فهو منصوب على نزع الخافض أي على أو لأجل وأفراد الرحلة لا من اللبس وظهور المعنى وأصله رحلتي الشتاء، والصيف كقوله:
كلوا في بعض بطنكمو تعفوا
واعترض عليه أبو حيان بأنه عند سيبويه مخصوص بالضرورة، وفيه نظر وقوله:
(فيتمارون) بمعنى يشترون الميرة وهي الطعام. قوله: (أو بمحذوف) معطوف على قوله: فليعبدوا والتقدير كما يدلّ عليه السياق أعجبوا {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ} الخ، وتركهم عبادة الله الذي أعزهم ورزقهم وآمنهم فلذا أمرهم بعبادة ربهم المنعم عليهم بالرزق والأمن عقبه، وقرنه بالفاء التفريعية وقال مثل ليشمل تقدير فعلنا ذلك ونحو: فلا وجه لعده وجهاً آخر كما توهم. قوله: (أو بما قبله الخ) التضمين في الشعر هو أن يتعلق معنى البيت بما بعد. ويتوقف فهم معناه عليه
وهو معيب عند الأدباء فينبغي أن لا يشبه هذا به إلا أن يريد ردّه أو يريد أنه يشبهه في مجرّد التعلق، وإن لم يتعلق فهم معناه عليه فتأمّل. قوله:(فجعلهم كعصف مثول لئيلاف قريش) وعلى هذا فلا بدّ من تأويله فالمعنى أهلكهم، ولم يسلطهم على أهل حرمه ليبقوا على ما كانوا عليه، أو أهلك من قصدهم ليعتبر الناس ولا يجترى عليهم أحد فيتمّ لهم إلا من في الإقامة، والسفر وهذا لا ينافي كون إهلاكهم لكفرهم أيضا أو هي لام العاقبة، وقوله: وقرى ليألف بكسر اللام ونصب الفاء وجزمها على أنها لام الأمر بفتح اللام على لغة من فتح لام الأمر، وكلام المصنف رحمه ألله محتمل لهذه القراآت كلها. قوله:(وقريش ولد النضر الخ) قال أهل السير النضر بن كنانة هو قريش، وقيل: هو فهر وقريش اسمه وفهر لقبه، ومن لم يلد فهر فليس من قريش وعليه النساب ومن جاوز فهرا فليس من قريش أيضاً وخالف فيه الكلبيّ، وقوله: قريش هو مخلد بن النضر وهو الذي ذكره المصنف رحمه الله وسمي قريشا من التقريش، وهو التفتيش لأنه كان يفتش عن أرباب الحوائج ليقضي حوائجهم قال الحرث بن حلزة:
أيها الناطق المقرّس كأ اعندعمروفهل له إبقاء
وقيل: لتجمعهم والتقرّس التجمع، وقيل: التقرش التجارة فسموا به لتجارتهم. قوله:
(من تصغير ترس) بفتح القاف والعامّة تكسر. وهي سمكة عظيمة، وقوله: تعبث الخ أي تتعرّض لها وتريد إغراقها لتأكل من فيها وقوله: فلا تطاق يعني تشعل النار فتذهب للخوف منها كما أنّ الأسد يخاف النار، ويهرب منها والنسبة له قرشيّ، وقريشي كما في القاموس. قوله:(وإطلاق الإيلاف الخ) وجه التفخيم ما فيه من الإبهام، ثم التبيين وتقييده بالمفعول كما مرّ في وجهي إعرابه، وقوله: وقرأ ابن عامر الخ قد عرفت وجه إثبات الياء وتركها فيما مرّ وكان الأحسن أن يذكر. مقدما مع القراآت الأخر قال السمين ومن الدليل على أنّ القرّاء يعتدون بالرواية سماعاً دون رسم المصحف أنهم اختلفوا هنا في ثبوت الياء وسقوطها في الأولى مع اتفاق المصاحف على إثباتها خطأ واتفقوا على إثباتها في الثانية مع اتفاق المصاحف على سقوطها، وقد يقال: إنها رسمت في الأولى على الأصل وتركت في الثانية اكتفاء بالأولى فأشير فيهما إلى الوجهين فتدبر. قوله تعالى: ( {مِّن جُوعٍ} ) من تعليلية أي أنعم عليهم وأطعمهم لإزالة الجوع عنهم فعلى التعليل يقدر فيه مضاف أو هو علة باعثة عليه فلا يرد عليه أنّ الإطعام لا يجامع الجوع كما تيل، وقيل: هي بدلية وهذا ببركة دعوة الخليل عليه