الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باليمن.. وظهرت بدع الخوارج في هذه المواضع منهم..".
وهذا أحد أسباب تفرقهم في البلدان، وما ذكر آنفاً من شدة نزاعهم وغلظة جدالهم، هو السبب في تفرقهم إلى فرق متناحرة متقاتلة، لكل منها مقولة وعقيدة، كالأزارقة، والنجدات، والصفرية، والعجاردة، والإباضية..) وكانت لهم دولاً وحكومات في نجد واليمن وعمان والمغرب العربي ولا يزال من بقاياهم الإباضية المنتشرة في عمان وليبيا وأجزاء من المغرب العربي، وعلى منهجهم الفكري وطريقتهم العملية والاعتقادية وجدت في مصر في هذا القرن (جماعة المسلمين) أو ما يسمى بجماعة التكفير والهجرة.
الشيعة:
في أواخر عهد الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه نقم عليه بعض الناس أموراً بعضها لا يثبت بدليل، والآخر مما ثبت له مجال من الاجتهاد المقبول.
وهناك أثيرت الفتن في الأقطار الإسلامية ضد الخليفة الراشد.
وسواء أكانت هذه الفتن مثارة من قبل عبد الله بن سبأ اليهودي الذي تظاهر بالإسلام، أم أنه استغل وجود هذه الفتن لينشر أفكاره وسمومه، وهي مسألة تمسك كل فريق من المؤرخين قديماً وحديثاً فيها بجانب.. وهذا لا يعنينا هنا، ولكن الذي يعنينا أن ابن سبأ قد فعل فعلته تلك ومعه من المؤيدين من يثير الفتنة ويذكيها، ويجمع أراذل الناس وأوباش القبائل، والهمج والرعاع والغوغاء وسفلة الناس، ويرتب لكل منهم مسؤولاً ويكاتبهم ويحرضهم، حتى اجتمعوا على قتل الخليفة رضي الله عنه ووقعت الفتنة التي تموج كموج البحر، كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وتولى علي رضي الله عنه في هذه الظروف الصعبة بعد أن بقيت المدينة والأمة الإسلامية فترة بدون خليفة، وكانت لعلي رضي الله عنه محبة في قلوب الناس، بما وهبه الله من علم وتقوى، وسابقة في الإسلام، وقرب من النبي صلى الله عليه وسلم وقوة في الحق.
ولما تولى ازداد المعجبون به إعجاباً، وأصبحوا يعلنون على الناس آراءهم فيه ومحبتهم له، حتى وصل بهم الأمر إلى تفضيله على عثمان رضي الله عنه ولا سيما بعد أن انقسم الناس بينه وبين معاوية رضي الله عنه من جانب، وطلحة والزبير وعائشة رضي الله عنهم من جانب آخر.
وازداد تعلق هؤلاء به بعد مقتل عمار ورجوع عائشة من معركة الجمل وندمها، وفي هذه الأثناء عملت السبئية عملها مستغلة هذه العواطف، وهذه القلوب المائلة نحو أمير المؤمنين علي رضي الله عنه فزادت في إذكائها، وأظهر ابن سبأ محبته لآل البيت وعلي بالذات، وغالى فيه وزعم أنه الوصي بالخلافة، ثم زعم له الرجعة، ثم زعم له الألوهية، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً..
وبهذا يتضح لنا أن المتشيعين لعلي رضي الله عنه لم يكونوا على درجة واحدة منذ بداية الأمر.
فالمفضلة على قسمين: الأول من يرى أفضليته على عثمان دون أبي بكر وعمر، والثاني من يرى أفضليته على سائر الصحابة وعلى أبي بكر وعمر، من غير تكفير أو ذم لأحد منهم.
والسابة هم الذين كانوا يسبون أبا بكر وعمر، وتفرع منهم الرافضة الذين جاءوا في خلافة هشام بن عبد الملك للخروج مع زيد بن علي بن
الحسين فخرجوا عليه وتركوه لرفضه التبري من الشيخين ولترحمه عليهما، فانقسم الشيعة: الرافضة فتولى أخاه أبا جعفر محمد بن علي، والزيدية يتولون زيد بن علي.
والسبئية: وهم الذين كانوا يقولون بأنه إله وقد أحرقهم علي رضي الله عنه.
وهم أصل فرق الشيعة الباطنية كالإسماعيلية والدروز والنصيرية.
ومن أهم بدع الشيعة التي تكاد سائر الطوائف الشيعية أن تتفق عليها:
1-
تفضيل علي رضي الله عنه على سائر الصحابة.
2-
القول بإمامته نصاً ووصية.
3-
القول بعصمته.
4-
القول بإمامة وعصمة ذريته من بعده.
مع أن بعض طوائف الشيعة تخالف في بعض هذه الأمور بزيادة فيها أو