الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كفانا السلف مؤونته حيث بينوا ضعفه في رواياته، وبينوا بدعته ودعاءه إليها ويغر الناس بنسكه
…
" إلى أن قال: (
…
وللسلف فيما ينسب إلى الصلاح كلام كثير، حتى قال يحيى القطان: ما رأيت قوماً أصرح كذباً من قوم ينسبون إلى الخير، وكان يغر الناس بنسكه وتشقفه، وهو مذموم ضعيف الحديث جداً معلن بالبدع، وقد كفانا ما قال فيه الناس ".
أما البدع التي دعا إليها فهي التي مضى ذكرها عند واصل بن عطاء، وقد ذكر علماء الجرح والتعديل ما قاله عمرو بين عبيد من بدع) .
6- مقاتل بن سليمان (150ه
ـ) :
أصله من بلخ، ويقال له الخرساني المروزي وهو أزدي بالولاء، انتقل إلى البصرة من بلخ وعاش بها، يروى على ضعفه وسقوطه ثقته عند بعض العلماء
عن أئمة كابن سيرين وعمرو بن شعيب والمقبري والزهري، اشتهر هذا الرجل بتفسير القرآن، قال الذهبي في السير: (قال ابن المبارك - وأحسن - ما أحسن تفسيره لو كان ثقة
…
".
اتهمه أكثر من الأئمة بالكذب والضعف في الرواية، والنكارة في الحديث، والجسارة على الكذب، وغير ذلك من الأوصاف الجارحة، توفي في سنة خمسين ومائة للهجرة.
البدع التي دعا إليها مقاتل:
في الوقت الذي خرج فيه جهم بن صفوان ببدعة نفي صفات الله عز وجل جاء مقاتل بن سليمان ببدعة أخرى كردة فعل لبدع الجهم فأثبت لله الصفات على سبيل تشبهه - سبحانه - بالمخلوقين.
روى ابن عدي بسنده في الكامل أن مقاتلاً قدم مرو فتزوج بها، وكان يقص في الجامع بمرو، فقدم عليه جهم فجلس على مقاتل، فوقعت العصبية بينهما فوضع كل واحد منهما على الآخر كتاباً ينقض على صاحبه.
وقال ابن حبان: (
…
كان يأخذ عن اليهود والنصارى علم القرآن
الذي يوافق كتبهم، وكان شبيهياً يشبه الرب بالمخلوقين، وكان يكذب في الحديث ".
وقد قرن الأئمة بين مقاتل وجهم في الذم والتحذير من كل منهما، بسبب بدعتيهما المتناقضتين، فقال الإمام أبو حنيفة:(أتانا من المشرق رأيان خبيثان جهم معطل ومقاتل مشبه) .
وقال: (أفرط جهم في النفي حتى قال إنه ليس بشيء، وأفرط مقاتل في الإثبات حتى جعل الله مثل خلقه ".
وقال أبو يوسف: (بخراسان صنفان ما على الأرض أبغض إليّ منهما المقاتلية والجهمية ".
ولعل هذه البدعة التي قال بها مقاتل قد أخذها من بعده الهاشمية والكرامية، ودعوا إليها.