الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومما يدل على أن اتباع الهوى هو أحد أسباب البدع، أنك تجد من أهل البدع من يرد النصوص الصريحة الصحيحة؛ لأنها خالفت هواه كما فعلت الشيعة في النقول الواردة في فضائل الشيخين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (.. وأما أهل البدع من أهل الكلام والفلسفة ونحوهم، فهم لم يثبتوا الحق، بل أصلوا أصولاً تناقض الحق، فلم يكفهم أنهم لم يهتدوا، ولم يدلوا على الحق، حتى أصلوا أصولاً تناقض الحق، ورأوا أنها تناقض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فقدموها على ما جاء به الرسول) والهوى المضاد للهدى، والمتسبب في إيجاد البدع، قد يكون هوى الإنسان نفسه وقد يكون هوى لغيره وهو يتبعه، وقد يكون هوى التحسين والتقبيح، أو هوى اتباع الأقيسة والآراء، أو هوى الذوق والوجد، أو هوى الحب والبغض.
2- قلة العلم بالشرع المنزل:
كما قال الإمام أحمد في وصف المبتدعة:
(.. عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عقال الفتنة، فهم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب، مجمعون على مفارقة الكتاب، يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهال الناس بما
يشبهون عليهم، فنعوذ بالله من فتن المضلين".
فشعار المبتدعة ترك الآثار، وشعار أهل السنة مثل ما قال محمد بن سيرين رحمه الله:(كانوا يرون أنهم على الطريق ما كانوا على الأثر) .
ولذلك فإن أهل السنة أتباع الحق والهدى، يسمون أهل الحديث تارة، وأهل الأثر تارة، كما قال هارون الرشيد: (طلبت أربعة فوجدتها في أربعة: طلبت الكفر فوجدته في الجهمية، وطلبت الكلام والشغب فوجدته في المعتزلة، وطلبت الكذب فوجدته في الرافضة، وطلبت الحق فوجدته مع أصحاب الحديث".
فانظر كيف فرق بين اتباع الهدى أصحاب الاتباع، وأتباع الردى ذوي الابتداع؛ لأن الله عصم أولئك بمسلكهم خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال وكيع بن الجراح:(لو أن الرجل لم يصب في الحديث شيئاً إلا أن يمنعه من الهوى كان قد أصاب فيه) .
وأساس علوم الإسلام كتاب الله وسنة رسوله، وقد أخبر المصطفى عليه السلام عن ذهاب العلم فقال: ".. إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس ولكن قبض العلم قبض العلماء، فإذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤساء جهالاً فيسألون، فافتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) .