الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقال: إن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليهما السلام لم يعقّب، فبلغ كلامه إلى أمير المدينة طفيل بن منصور بن جمّاز الحسيني «72» فأنكر كلامه، ويحقّ إنكاره، وأراد قتله، فكلّم فيه فنفاه عن المدينة، ويذكر أنه بعث من اغتاله، وإلى الآن لم يظهر له أثر نعوذ بالله من عثرات اللسان وزلله!
ذكر أمير المدينة الشريفة
كان أمير المدينة كبيش بن منصور ابن جماز «73» ، وكان قد قتل عمه مقبلا، ويقال إنه توضأ بدمه ثم إن كبيشا خرج سنة سبع وعشرين، إلى الفلاة في شدة الحر ومعه أصحابه، فأدركتهم القائلة في بعض الأيام فتفرقوا تحت ظلال الأشجار فما راعهم إلا وأبناء مقبل في جماعة من عبيدهم ينادون: يا لثارات مقبل! فقتلوا كبيش بن منصور صبرا ولعقوا دمه! وتولى بعده أخوه طفيل بن منصور الذي ذكرنا أنه نفى أبا العبّاس الفاسي.
ذكر بعض المشاهد الكريمة بخارج المدينة الشريفة
فمنها بقيع الغرقد، وهو بشرقي المدينة المكرمة ويخرج إليه على باب يعرف بباب البقيع، فأول ما يلقى الخارج إليه، على يساره عند خروجه من الباب قبر صفية بنت عبد المطلب، رضي الله عنهما، وهي عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليما، وأم الزّبير بن العوّام «74» رضي الله عنه، وأمامها قبر إمام المدينة أبي عبد الله مالك بن أنس رضي الله عنه وعليه قبة صغيرة مختصرة البناء، وأمامه قبر السّلالة الطاهرة المقدسة النبوية الكريمة
إبراهيم بن رسول الله «75» صلى الله عليه وسلم تسليما وعليه قبّة بيضاء، وعن يمينها تربة عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وهو المعروف بأبي شحمة، وبإزائه قبر عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه، وقبر عبد الله بن ذي الجناحين جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهما «76» ، وبإزائهم روضة يذكر أن قبور أمهات المؤمنين بها رضي الله عنهن، ويليها روضة فيها قبر العباس بن عبد المطلب «77» عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقبر الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، وهي قبة ذاهبة في الهواء بديعة الإحكام عن يمين الخارج من باب البقيع ورأس الحسن إلى رجلي العباس عليهما السلام، وقبراهما مرتفعان عن الارض متسعان مغشّيان بالواح بديعة الالصاق مرصّعة بصفائح الصفر البديعة العمل، وبالبقيع قبور المهاجرين والأنصار وسائر الصّحابة رضي الله عنهم إلا أنها لا يعرف أكثرها، وفي آخر البقيع قبر أمير المؤمنين أبي عمر عثمان ابن عفّان رضي الله عنه، وعليه قبّة كبيرة «78» ، وعلى مقربة منه قبر فاطمة بنت أسد بن هاشم أمّ علي بن أبي طالب رضي الله عنهما وعن ابنها. ومن المشاهد الكريمة قباء، وهو قبلى المدينة على نحو ميلين منها، والطريق بينهما في حدائق النخل، وبه المسجد الذي أسس على التقوى والرضوان، وهو مسجد مربّع فيه صومعة بيضاء طويلة تظهر على البعد، وفي وسطه مبرك الناقة بالنبي صلى الله عليه وسلم تسليما يتبرك الناس بالصلاة فيه، وفي الجهة القبلية من صحنه محراب على مصطبة وهو أول موضع ركع فيه النبي صلى الله عليه وسلم تسليما، وفي قبلى المسجد دار كانت لأبي أيوب الانصاري رضي الله عنه، ويليها دور تنسب لأبي بكر وعمر وفاطمة وعائشة، رضي الله عنهم وبإزائه بئر أريس، وهي التي عاد ماؤها عذبا لما تفل فيه النبي صلى الله
عليه وسلم تسليما بعد أن كان أجاجا، وفيها وقع الخاتم الكريم من عثمان رضي الله عنه «79» .
ومن المشاهد قبة حجر الزيت بخارج المدينة الشريفة، يقال إن الزيت رشح من حجر هنالك للنبي صلى الله عليه وسلم تسليما، وإلى جهة الشمال «80» منه بئر بضاعة وبإزائها جبل الشيطان حيث صرخ يوم أحد وقال: قتل نبيكم، وعلى شفير الخندق الذي حفره النبي صلى الله عليه وسلم تسليما «81» عند تحزب الأحزاب حصن خرب يعرف بحصن العزّاب يقال إن عمر بناه لعزّاب المدينة، وأمامه إلى جهة الغرب بئر رومة التي اشترى أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه نصفها بعشرين ألفا «82» .
ومن المشاهد الكريمة أحد «83» وهو الجبل المبارك الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليما: إن أحدا جبل يحبّنا ونحبّه، وهو بجوفي المدينة الشريفة على نحو فرسخ منها، وبإزائه الشهداء المكرمون رضي الله عنهم، وهنالك قبر حمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليما ورضي الله عنه وحوله الشهداء المستشهدون في أحد رضي الله عنهم، وقبورهم لقبلىّ أحد، وفي طريق أحد مسجد ينسب لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه.