الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدين الحويزاءي، والحويزاء «153» على مسيرة ثلاثة من البصرة ومنهم نقيب الأشراف بديار مصر السيّد الشريف المعظم بدر الدين الحسيني «154» من كبار الصالحين ومنهم وكيل بيت المال المدرس بقبة الامام الشافعي مجد الدين بن حرمي «155» ، ومنهم المحتسب بمصر نجم الدين السهرتي «156» من كبار الفقهاء وله بمصر رياسة عظيمة وجاه.
ذكر يوم المحمل بمصر
وهو يوم دوران المحمل «157» يوم مشهود وكيفية ترتيبهم فيه أنه يركب قضاة القضاة الأربعة ووكيل بيت المال والمحتسب، وقد ذكرنا جميعهم، ويركب معهم أعلام الفقهاء، وأمناء الرؤساء، وأرباب الدولة ويقصدون جميعا باب القلعة: دار الملك الناصر فيخرج إليهم المحمل على جمل وأمامه الأمير «158» المعين لسفر الحجاز في تلك السنة، معه عسكره والسقاءون على جمالهم ويجتمع لذلك أصناف الناس من رجال ونساء، ثم يطوفون بالمحمل وجميع من ذكرنا معه بمدينتي القاهرة ومصر، والحداة يحدون أمامهم ويكون ذلك في رجب فعند ذلك تهيج العزمات وتنبعث الأشواق وتتحرك البواعث ويلقى الله تعالى العزيمة على الحج في قلب من يشاء من عباده، فيأخذون في التأهب لذلك والاستعداد «159» .
مسيرة احتفالية بالمحمل
…
ثم كان سفري من مصر على طريق الصعيد برسم الحجاز الشريف، فبت ليلة خروجي بالرباط الذي بناه الصاحب تاج الدين بن حناء بدير الطين «160» وهو رباط عظيم بناه على مفاخر عظيمة، وآثار كريمة، أودعها فيه، وهي قصعة من قطعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والميل الذي كان يكتحل به، والدّرفش وهو الأشفى الذي كان يخصف به نعله، ومصحف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الذي بخط يده رضي الله عنه. ويقال إن الصاحب اشترى ما ذكرناه من الآثار الكريمة النبوية بمائة الف درهم وبنى الرباط وجعل فيه الطعام للوارد والصادر والجراية لخدام تلك الآثار الشريفة، نفعه الله تعالى بقصده المبارك.
ثم خرجت من الرباط المذكور ومررت بمنية القائد «161» ، وهي بلدة صغيرة على ساحل النيل، ثم سرت منها إلى مدينة بوش «162» ، وضبطها بضم الباء الموحدة وأخرها شين معجم، وهذه المدينة أكثر بلاد مصر كتانا ومنها يجلب إلى سائر الديار المصرية وإلى إفريقية. ثم سافرت منها فوصلت إلى مدينة دلاص «163» ، وضبط اسمها بفتح الدال المهمل وآخره صاد مهمل، وهذه المدينة كثيرة الكتان أيضا كمثل الذي ذكرنا قبلها ويحمل أيضا منها إلى ديار مصر وإفريقية. ثم سافرت منها إلى مدينة ببا «164» ، وضبط اسمها بباءين موحدتين أولاهما