الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بن شعبان «103» ، وأبي محمد عبد الوهاب «104» لكن ليس لهم بها اشتهار، ولا يعرفهم الا من له بهم عناية، والشافعي رحمه الله ساعده الجد في نفسه واتباعه وأصحابه في حياته ومماته فظهر من أمره مصداق قوله رحمة الله عليه:
الجدّ يدني كلّ أمر شاسع
…
والجدّ يفتح كلّ باب مغلق!
ذكر نيل مصر
ونيل مصر «105» يفضل أنهار الأرض عذوبة مذاق واتساع قطر وعظم منفعة، والمدن والقرى بضفتيه منتظمة ليس في المعمور مثلها ولا يعلم نهر يزدرع عليه ما يزدرع على النيل، وليس في الأرض نهر يسمى بحرا غيره قال الله تعالى: فإذا خفت عليه فألقيه في اليم «106» فسماه يما وهو البحر.
وفي الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصل ليلة الإسراء إلى سدرة المنتهى «107» فإذا في أصلها أربعة أنهار: نهران ظاهران ونهران باطنان فسأل
عنها جبريل عليه السلام، فقال: أما الباطنان ففي الجنة وأما الظاهران فالنّيل والفرات.
وفي الحديث أيضا أن النّيل والفرات وسيحان وجيحان «108» كل من أنهار الجنة.
ومجرى النّيل من الجنوب إلى الشمال خلافا لجميع الأنهار. ومن عجائبه أن ابتداء زيادته في شدة الحر عند نقص الأنهار وجفوفها، وابتداء نقصه حين زيادة الأنهر وفيضها، ونهر السند مثله في ذلك، وسيأتي ذكره.
وأول ابتداء زيادته في حزيران، وهو يونيه «109» فإذا بلغت زيادته ستة عشر ذراعا تم خراج السلطان، فإن زاد ذراعا كان الخصب في العام، والصلاح التام، فإن بلغ ثمانية عشر ذراعا أضر بالضياع وأعقب الوباء، وان نقص ذراعا عن ستة عشر نقص خراج السلطان، وإن نقص ذراعين استسقى الناس وكان الضرر الشديد.
والنيل أحد أنهار الدنيا الخمسة الكبار: وهي النيل والفرات ودجلة وسيحون وجيجون، وتماثلها أنهار خمسة أيضا: نهر السند ويسمى بنج آب «110» ، ونهر الهند، ويسمى الكنك، واليه تحج الهنود وإذا حرّقوا أمواتهم رموا برمادهم فيه، ويقولون هو من الجنة، ونهر الجون بالهند أيضا، ونهر إتل بصحراء قفجق، وعلى ساحله مدينة السّرا، ونهر السرو «111» وبأرض الخطا، وعلى ضفته مدينة خان بالق، ومنها ينحدر إلى مدينة الخنسا، ثم إلى مدينة الزيتون بأرض الصين «112» وسيذكر ذلك كله في مواضعه ان شاء الله.