الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القاضي حسين المالِكيّ المَكّيّ
سماء سحائبِ الكرَم، وصائدُ قَنَص المعالِى في حِمَى الَحرمَ.
إذا نُشِرتْ صحفُ نَداه طُوِىَ ذكْرُ حاتمِ طَىّ، أو رُفعتْ راياتُ عُلاه فليس غير السُّوددِ فَىّ أو ذُكِر الكرامُ فهم له خدامَ، أو أيْنعت رياضٌ مُحَبرَّة دراتْ انهارُ جودِه حولَها خدام.
ذو هِمَّة نظَمتْ راحتُها عِقْد الكرام، وبدَّدتْ ما تجَّمعَ من خُطوب الأيام.
بطبعٍ ألذَّ من محادثةِ الحبيب، وأعذبَ من مُفاكِهةِ الصديق الأريب.
وغُرَّةِ أشهرَ من مَثل، وعن الملوك فلا تسَل.
شريفُ النسَّب، سَرِى الحسَب.
إذا أخصَبتْ بماء النَّدى عذَباتُه الخُضْر، أجدبَتْ ساحتُه من الحُمْرِ والصُّفْر.
إن قال يا عَنْبرُ جاء الشذا
…
أو قال يا ياقوتُ جاء الذَّهبْ
يُشرِقُ نورُ النُّبوَّة من بارِق أسرَّته، وتطلع بدورُ الهدى من هالِة أسرَّته.
ثم لم تزل السُّعود في خِدْمتِه قائمة، وعيونُ النوائبِ عن معاليِه نائِمة.
راقياً من مطالِع الكمال أوْجَها، بمُحَيا يفيضُ سَناً من بُدور اليتّمّ أوْجَهَا.
إلى أن تولَّى قضاءَ طَيْبَة الطَّيّبة وأمستْ خِيامُ سَعْدِه على هامِ الفَلك مُطنّبة.
فبّدا مِحَاقُ بدرِه، وخُتيِمتْ بيد القضاء صُحفُ عُمْرِه.
ويقال: إنه هَّبتْ عليه شَعوبُ بعواصفِ السَّموم، وجرَّعه ساقي أجلِه كأسَ السُّموم.
وكان في شَرْخ شبيبتِه، وإقْبال رايةِ طليعتهِ، في خُمول يُرى الدهَر الصَّبرَ كيف يكون، ويعزُّ والخُطوب عليه تَهوُن.
هَممُ الفتى في الأرضِ أغْصانُ الغِنىَ
…
أبداً وليستْ كلَّ حينٍ توُرقُ