الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حسن بن محمد البورِينِي
دِيباجةُ الدنا، ومَكرُمة الدهرِ، ونكتة عُطَارِد التي يفتخر بها الفخر، حسنة اعتذر بها الدهرُ عما جَنَى، ودَوْحةُ فضل غَضَّة الأنوار والجَنَى، وزهرة الدنيا التي انبتَها اللهُ تعالى برِياض الشام نباتاً حسناً، فجعل الأدبَ فضله سِياجاً، ونار بدرَه في سماء الكمال سراجاً وهَّاجاً، ولم تزل مُساءلةُ الرُّكبان تُتحِفنى بهدايا أخبارِه، ونسيمُ المسامرة يهُبُّ مُعطَّرا بنفحات آثارِه، وأنا أُؤَمِّل اجْتلاءَ بدرِه المنير، وهو على جمعِهم إذا يشاء قدير.
فمن نفحاتِه، وغُرِّ لُمْعَاتِه قولُه:
يقولون في الصُّبحِ الدعاءُ مُؤثِّرٌ
…
فقلتُ نعم لو كان ليليِ له صُبْحُ
فيا عجباً منِّي أرُومُ لقاءَه
…
وفي جّفْنِه سيفٌ ومِن قَدهَّ رُمْحُ
وإنسانُ عينيِ كيف ينجُو وقد غَداً
…
يطول له في لُجِّ مَدْمَعِه سَبْحُ
وإن كان يوم البَيْن يسْوَدَّ فَحْمةً
…
ففي نَفَسِي نارٌ وفي مُهجَتِي قَدْحُ
وليس عجيباً أن دَمْعِي أحمرٌ
…
وفي مُهْجَتِي قَرْحٌ وفي مُقلتِي رَشْح
وفي البيت الأول معنًى حسن، قال: إنه ترجمة من الفارِسِيّ، مع أنه مشهور في كلام العرب قديماً وحديثاً، كقول ابن شَبِيب:
هوى صاحِبي رِيحَ الشَّمَالِ إذا جرَتْ
…
وأهْوَى لنفسِي أن تهُبَّ جَنوبُ
يقولون لو عزَّيْتَ قلبَك لارْعَوى
…
فقلتُ وهل للعاشقين قُلُوبُ
ومثله قول ابن أُذَيْنَه:
قالتْ وأبْثَثْتُها سِرِّى فبُحْتُ بِهِ
…
قد كنتَ عندِي تُحِبُّ السِّرِّ فاسْتَتِرِ
ألسْتَ تُبصِر مَن حولي فقلتُ لها
…
غَطَّي هَواكِ وما أَلْقَى على بَصَرِي
وتابعه البَاخَرْزِيّ، فقال مِن قصيدة:
قالتْ وقد فتَّشْتُ عنها كلَّ مَن
…
لاقيتهُ مِن حاضرٍ أو باَدِي
أنا في فُؤادِك فارْمِ طَرْفَك نحْوَه
…
تَرَنِي فقلتُ لها وأين فُؤادِي
وللْبَهاء زُهَير:
جعلَ الرُّقاد لكَيْ يُواصِلَ مَوعِداً
…
مِن أين لي في حُبِّه أن أرْقُدَا
وللعَرِْجيّ:
وزعمْتَ أن الدَّهْرَ يُعْقُبِنِي
…
صَبْراً عليكَ وأين لي صَبْرُ
وفي معناه قولي:
يقولون لي لم تُبْقِ للصُّلحِ موضِعاً
…
وقد هجرُوا مِن غير ذَنْبٍ فمَن يُلْحَى
صدقتُمْ وأنتم للفُؤاد سَلبتُمُ
…
ومالِيَ قلبٌ غيرهُ يطلبُ الصُّلْحَا
وقلتُ أيضاً:
مذُ أودعُوا قلبيَ سَّر الهوى
…
خافوا مِن الواشِي على حُبيَّ
فانْتهبُوا لُبَّي ولم يقْنَعوا
…
باللُّب حتى أخذُوا قلْبي
عوداً على بَدْءِ.
وله أيضاً:
وكُنَّا كغُصْنَي بَانَةٍ قد تألَّفا
…
على دَوْحةٍ حتّى استطالا وأيْنَعَا
يَغنِّيهما صَدْحُ الحمامِ مُرجَّعاً
…
ويَسْقِيهما كأسُ السَّحائب مُتْرَعاَ
سَليميْن من خَطْب الزمان إذا سطاَ
…
خَلِيَّيْن من قول الحسود إذا سعَى
ففارقني مِن غير ذنبٍ جنَيتْهُ
…
وأَبْقَى بقلبي حُرْقَةً وتوجُّعَا
عفا اللهُ عنه جَناهَ فإنني
…
حفظتُ له العهدَ القديمَ وضيَّعاً
وله أيضاً:
أحوِّلُ وجْهِي حين يُقبِل
…
مخافَةَ واشٍ بيننا ورقيب
وفي باطني واللهُ يعلمُ أعينٌ
…
تلاحظُه في أضْلُعٍ وقلوبِ
وهذا مما تداولوه كثيراً. كقول أبي عُبَادة:
أحْنُوا عليك وفي فؤادِي لوعةٌ
…
وأصُدَّ عنك ووجهُ وُدِّي مُقْبِلُ
وقوله أيضاً:
حبيبي حبيبٌ يكتُم النَّاسَ حُبَّه
…
لنا حين تلْقانا العيونُ قلوبُ
يُباعِدني في المُلْتَقى وفؤادُه
…
وإن هو أبْدَى لي البِعادَ قريبُ
ويُعرِض عنِّي والهوى منه مُقْبِلٌ
…
إذا خاف عَيْناً أو أشار رقيبُ
فتنطِقُ منَّا أعينٌ حين نلْتَقي
…
وتخرسُ منا ألسنٌ وقلوبُ
ولأبي تمام:
ولذاك قيل من الظنونِ جَلِيَّة
…
عِلْمٌ وفي بعض القلوبِ عُيونُ
وأحسن منه قولي:
تنازع فيه الشَّوْقَ قلبي وناظري
…
فأثَّر فيه الطَّرفُ والقلبُ واجبُ
وتنظَرُه مِن قلبيَ الصَّبِّ أَعينٌ
…
عليها لِمَحْنِيِّ الضُّلوعِ حواجبُ
وله في ترجمة من الفارسّية:
وَرَقُ الغُصونِ دفاترٌ مشحونَة
…
مملوءةٌ بأدلَّةِ التَّوحيدِ
وله أيضاً قوله:
النَّاسُ نحوَ معادِهمْ ومعاشِهم
…
يسْعَون في الإصْباح والإمْساءِ
وأنا الذي أسْعى لِلَذَّةِ نَظْرةٍ
…
مِن وجْهك المُزْرِي ببَدْر سماءِ
والناسُ يخْشَوْن الصُّدودَ وإنما
…
أخْشى سَلِمْتَ شَماَتةَ الأعدادِ
وأحسن من هذا قولي في رباعيَّة:
ما بي مهما رضِيتَ عنِّي بَاسُ
…
والصبرُ بمرْهَمٍ لِجُرْحِي آسُ
لكنني أخْشَى إذا طال نوىً
…
أن يشمَتَ في الرَّجا مني الناسُ
وله أيضاً:
أما ينقصني هذا الغرامُ من القلبِ
…
أما ينْطوي هذا المَلامُ عن الصَّبِّ
ألا حاكمٌ بيني وبين عواذِلي
…
فيسألهم ماذا يريدون من عَتْبي
ألا راحمٌ في الحبِّ أشكو ظُلَامتِي
…
إليه فقد زادت يدُ البَيْن في حَرْبي
إلا ساعةٌ أخلو بهِ فأبُثُّه
…
لواعِجَ نِيرانٍ أقامتْ على قلبي
أما في الورى مَن فيهِ رِقّةُ رحمةٍ
…
فُيُبْدِي له حالي ويُوصِلُه كُتْبي
لقد ضاقتِ الدنيا علىَّ لبُعْدِه
…
على رَحْبِها من غاية الشرقِ للغربِ
إذا لاح تبدوُ وقفةٌ في تلفُّظِي
…
وأغدُو لما ألقاه أحْيَرَ من ضَبِّ
فما فيَّ فْصاحٌ ولا فيه رَحمةٌ
…
فيسألَ عن حالي ويُفْرِجَ عن كَرْبي
ولا أنا ذو فِكْرٍ صحيح يدلُّني
…
على سببِ التَّأْنيسِ أو سببِ القُرْبِ
وإني إلى مولايَ أنْهيتُ حالتي
…
فغاية شكوىِ العاجزِين إلى الرَّبِّ
وله أيضاً:
إلهي أدِمْ حاكمَ الحبِّ فِيناَ
…
مُطاعاً وكلَّ البرَاياَ أُسارَى
إلهي وزِدْ ذلك القَدَّ لِيناً
…
وأشْرِب سَقِيمَ الجفونِ العُقَارا
إلهي على ضَعْفِ أهل الهوى
…
أتِلْ لحظَهُ في القلوبِ اقْتِدارا
إلهي جُنودَ الهوى أعْطِها
…
على قُوَّةِ الصَّابرين انْتِصارا
إلهي على الحبِّ ألقيتُ صبْراً
…
وعن حُسنِه ما أطقْتُ اصْطِبارا
إلهي أجَبْتُ رسولَ الهوى
…
ولم أَلْقَ منذ دعاني اخْتِيارا
إلهي رضيتُ بما تَرْتضي
…
بسِرِّي وسلَّمتُ أمري جِهَارا
إلهي لِيَ الجَبْرُ فيما تَرَى
…
وإن ظنَّه العاذلون انْكِسارا
إلهي أعِدْ ليلَ هِجْرانِه
…
بصُبْحِ الوفا والتلاقيِ نَهَارا
أقول: هذا أسلوبٌ من أساليب الفصاحة لطيف، كما بيناه في كتابنا المسمى ب) حديقة السحر (، وهو نقْل الكلام من طريق إلى آخر، كاستعمال ما عُهِد استعمالُه في الدعاء والمناجاة في التغزُّل، كما هنا.
ومثله قول ابن الوَكيل:
يا ربَّ جَفْنِي قد جفاه هُجُوعُه
…
والوجدُ يَعْصِي مُهجَتي ويُطيعهُ
يا ربِّ قلبي قد تصدَّع بالنَّوى
…
فإلي متى هذا البِعادُ يَرُوعُه
يا ربِّ في الأظعان سار فؤادُه
…
يا ليته لو كان سار جَميعهُ
ولم يزل يكرِّر) يا رب (إلى آخر القصيدة:
ومنه استعمال ما ورد في الرَّسائل والمكاتَبات في غيره، كقول الشَّاب الظريف ابن العَفيف:
أعزَّ اللهُ أنصارَ العيونِ
…
وخلَّد مُلكَ هاتيك الجُفونِ
وأسبغ ظلَّ ذاك الشَّعرِ دَوْماً
…
على قَدٍّ به هَيَفُ الغصونِ
ومن شعر صاحب الترجمة قوله:
لها في رُبَى قلبِ المحبِّ مَقِيلُ
…
وظلٌّ بأحْناءِ الضُّلوعِ ظَليلُ
وإن ظمِئتْ فالوِرْدُ من ماء دمعهِ
…
يُبلُّ به عند الهَجِير غَليلُ
فكم أَلفِتْ هذا النَّقار كأنما
…
فؤادُ المُعَّنى بالسِّقامِ مُحيلُ
أجَل إن عفاَ مِن بعدهم فكأنما
…
يُحَرُّ عليه للجَنُوب ذُيولُ
منازلُ هذا القلبِ كُنَّ أواهِلاً
…
وها هيَ من بعد الفرِاقِ طلُوعُ
لك اللهُ يا ابن الأكرمين أيَشتْفى
…
فؤادٌ لبَيْن الظَّاعنين عَليلُ
ويا ظبيُ هل بعد النَّقارِ تَأنسٌ
…
ويا بدرُ هل بعد الأُفولِ قُفولُ
ويا منزلَ الأحبابِ أين تَرحَّلُوا
…
وهم في فؤادي ما حييتُ نُزولُ
يميلون عنَّي للوُشاةِ وإنني
…
إليهم وإن طال الصُّدودُ أَمِيلُ
أيَجُمل من أحبابِ قلبيَ غدرُهم
…
بغَدْرِي وما غدرُ المُحِبِّ جَميل
علىَّ لهم حِفظُ الودادِ وإن جنَوْا
…
وليس إلى نقْضِ العهودِ سَبيلُ
وظبيٍ أراد العاذلون سُلُوَّهُ
…
وأبْعدُ شيءٍ ما أرد عَذُولُ
وقد ضاع قلبي مُذ رأيتُ جماله
…
فهل لي عليهِ في الأنامِ دليلُ
وما هاجنَي إلا ابنُ وَرْقاءَ سُحْرَةً
…
له فوق أفنانِ الرِّياض هَدِيلُ
يُردِّد في صُحْفِ الرِّياض قصائداً
…
من الشَّوق يُمليها لنا ويَميلُ
يُخِّيل أن البينَ آذى فؤادَه
…
وكيف ولمَّا يَنْأَ عنه خليلُ
ولم تحْتكم فيه اللَّيالي ولم يَبِنْ
…
عليه لبَيْنٍ رِقَّةٌ ونُحولُ
أمَا والهوى لو ذُقتَ ما ذقتُ في الهوى
…
لما ازْدان بالأطواقِ منك تَلِيلُ
على أنه ما فارق الإلْفَ دهرَه
…
ومالي إلى وَصْل الحبيب وُصولُ
تسنَّمَ غُصْناً في رياضٍ أريضَةٍ تهُبُّ عليها شَمْأَلٌ وقَبُولُ
يُصفِّق جَذْلانَ الفؤادِ كأنما
…
تُدارُ عليهِ في الكُئوس شَمُولُ
وأنشدني له بعض الأدباء رُباعيَّة، هي:
يا قلبُ إلى متى عَدَاك النُّصْحُ
…
كم تمزحُ كم جنى عليك المَزحُ
كم جارحةٍ عدا عليها الْجَرْحُ
…
ما تشعرُ بالخُمارِ حتى تصْحُو
قلتُ: ليست هذه له؛ فإنها في) ديوان محمد بن علي (، كما ذكرناه في) ديوان الأدب (.
ومن شعره، أعنىصاحب التَّرجمة:
ألا سامحْ أخاكَ إذا تعدَّى
…
وألْقِ إليه في الحربِ السِّلاحَا
فمن يعْتِبْ على الخِلَاّن يتْعَبْ
…
ومن لزم المُسامحةَ اسْتراحَا
وله أيضاً:
صاحبي مَن يَودُّني بالفؤادِ
…
لا قريبي في حِلَّتي وبلادِي
ليت شعرِي إذا تناءَتْ قلوبٌ
…
أيُّ نفعٍ لصُحبةِ الأجْسادِ
وله أيضاً:
خَبأْتُك في عيني لتخفَي عن الورَى
…
لذلك قالوا إن في العينِ إنْسانَا
وأحسن من هذا قولي:
خَبأْتُك في العين خوفَ الوُشاةِ
…
وكم شرَّفَ الدارَ سُكَّانُها
ومن غيرةٍ خِفْتُ أن يفطِنُوا
…
إذا قيل في العين إنْسانُها
ومن فوائد: أنه سئل عن قول احب الهمزيَّة:
شمسُ فضلٍ تحقَّق الظنُّ فيه
…
أنه الشمسُ رِفعةً والضَّياءُ
فإذا ما ضحَى محا نورُه الظِّ
…
لَّ وقد أثْبتَ الظَّلالَ الضُّحاءُ
فكأن الغمامةَ اسْتودعته
…
مَن أظلَّت من ظله الدفَّاءُ
فذكر ما للشَّارحين فيه من الكلام لا مُحصِّل له، فخالفهم فيما قالوا من أن) الدففا (بفاءين،) وأظلت (فيه بالظاء المشالة، وذكر كلاما لا طائل تحته،
بناء على أن) أظلت (بالضاد، من الضلال بمعنى الإضاعة) والدففا (بمعنى جماعة مُسرِين من الجيش أو الملائكة، وفيه خَبْط وخَلْط، والذي عندي فيه أنه تحرَّف عليهم أجمعين، وإنما هو هكذا:
فكأنَّ الغَّمامة اسْتُودعتْهُ
…
مُذْ أُظِلَّتْ مِن ظِلَّه الدَّقْعاءُ
) فاستُودِعْته (و) أُظِلَّت (مبنيّان للمفعول بصيغة المجهول،) ومذ (بميم مضمومة وذال معجمة) والدَّقْعاء (بدال مفتوحة مهملة وقاف) ثم مذ (بمعنى الأرض وترابها، كما هو مُصرَّح به في كتب اللغة، والمعنى أن الغمام إنما أظلَّه لئلا يمسَّ الأرض؛ فلذا أخذه وديعة عنده، ليصونه عن مسِّ التراب، وهذا معنًى بديع، يعرفه مَن ذاق حلاوةَ الشِّعر، وعرف مغزاه.
وفي قوله) مذ اظلت (الخ، معنيان: إحداهما، مذمس ظله التراب. والآخر: مذ صارت الارض كلها في حمايته، لأنه ظل الله.
وفي معناه رباعيَّة لي:
ما جُرَّ لظلِّ أحمدَ أذيالُ
…
في الأرضِ كرامةً كما قد قالُوا
هذا عجيبٌ وكم له من عَجَب
…
والناسُ بظلَّه جميعاً قَالُوا
وفي التائية المنسوبة للسُّبْكِيُّ التي نظم فيها معزاتِ النبي صلى الله عليهم وسلم، وشرحها بعض المتأخِّرين:
لقد نزَّهَ الرحمنُ ظِلَّك أن يُرَى
…
على الأرضِ مُلقْىً فانْطَوى لِمَزَّيةِ
وأثَّر في الأحجارِ مَشْيُك ثم لم
…
يُؤثِّرْ برمْلٍ حلَّ بطْحاءَ مَكَّةِ
قال شارحها: قيل: إنه عليه الصلاة والسلام كان لا يقع ظِلّه على الأرض؛ لأنه نور رُوحَانِيّ.
ما لطه رأى البريَّةُ ظِلَاّ
…
هو رُوحٌ وليس للرُّوحِ ظِلُّ
والنور لا ظلَّ له، وكذا الرُّوحانِيّات كالملائكة؛ لأنها أنوار مُجرَّدة.
قيل: ولهذا أظْهرَ الأُمِّيَّة؛ لئلا يقع ظلُّ يدِه على اسم الله لو كتَبه، ولا يخفى ما فيه.
وقيل: لم يُرَ ظِلُّه؛ لأن الغمام يُظِلهُّ.
وقيل: هو تكريمٌ له، لئلا يقع ظِلهُّ على الأرض، فيوُطَأ مَحلُّه.
ونُقِل أن بعضَ اليهود كان يطأُ ظلَّ المسلمين إهانةً لهم، فصِين لئلا يُمْتَهن.
وقيل غير ذلك.
وأما كون قدمِه صلى الله عليه وسلم يُؤثِّر في الحجر دون الرمل، فكان في ذهابه لغار ثَوْر مع أبي بكر، كان يقول له:) ضَعْ قَدَمَك موضع قدمي فإنَّ الرَّمْل لا يَنمُّ عَلَيْهِ (لإرادة الله تعالى إخفاء أثره عمَّن يطلبه من المشركين؛ ولأن له الحجرُ إظهاراً لأنه لا يستعصِي عليه، ولتكون فيه سِمَة ينجو بها من النار، التي وَقُودُها الناسُ والحجارة، ودلالة على شِدَّة قسوة قلوب الكَفَرةإلخ.