الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أخوه السيد الجلّ ثَقَبَة
مَن لو وَجَّه لدُرّ الكواكب سِنانَ هِمَّتِه ثَقَبَه.
ومِشْكاةُ بصيرتهِ مُشْرِقَةٌ بنُور اليقين، وكلامُه ينُثر على الفصاحة نِثارَ الجوهر الثَّمين.
وكُلَّ مَن نَسَله يُحدثَّ نفسَه بالإمامَة، وأن يْتلُوَ في صحيِفها آياتِ مجدِه أمامَه.
فمنهم من جعل لذلك وَسيلَته، الدُّخولَ في حواشِيه ومُصاهرتَه، ولسانُ حالِه يُنادِى فيما يُبدِْئُ ويُعيد:) مَا لَناَ فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقّ وإنَّكَ لَتَعْلَمُ ماَ نُرِيدُ (.
فلما برع: حسين وترعْرَع، ولبِس لَامَةَ النَّجابةِ وتدرَّع.
وهو بحرُ نَوال أمواجُه الهِمَم، وروضُ سيادةِ الفخْرِ والكَرَم.
لم يزَل يرسلُ له هدايا وتُحَف، ويتضرَّع له بمودةٍ بأنواع الخلوص تُحَفّ.
فقال له والده يوما في أثناء الكلام: إيذَن لحسين في أن يلىَ الرّفادة في هذا العام.
فقال له: تريد أن تُضيِف السّباع، وهذه ضِباع المُنْحَنَى جِياع! فلما علم ما في هذه الكناية، صرع من النّكاية، صرَّح اليأسُ بجوابِه، وهجم على قلبه همٌّ أحلَّ تباريحَ الَجوَى بِه.
فرجع بخُفَّىْ حُنَين، وشاهد منه كَرْبَلا حسين، حتى ذات بسيفِ الحسرة طعمَ الشَّهادة، ولِبس عليه الدَّهرُ من دياجِيه حِدادَه.
فسقَى قبرَه رَبّقُ الغوادي الباسمِة البُروق، وإن كان فيه بحرُ كرمٍ يَعذُب في أفواهِ الأمانيّ ويَرُوق.