الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إسماعيل بن إبراهيم بن إسماعيل
بن عبد الله بن عبد الرحمن ابن محمد بن يوسف بن عمر بن عليّ العَلَوي
الزَّبيدي الشافعيّ من ذريّة اليمنيّ شارح) الكشاف (
أغرُّ يَمانِي، منه تُجْنَى ثمار الأماني.
سحابُ فضله أوْطفُ الأهْداب، أخصبَتْ به رياضُ المعاني والآداب.
نَقَّابٌ محدّث تمُ أفكارُه على أسرار الغيوب، وربيعٌ مَرِيع إذا أنَيت الربيعُ البَقْلَ أنبت رَيْحان القلوب.
ولد بزَبيد، وبيت شرفه فيها مشيد.
ولدتْ به أمُّ السيادةِ أوْحدَا
…
مًضمنمّاً معنى العَديدِ الأكْثرِ
وللدهر فيه عِداتٌ لا تَعرِف المَطْل، ومقدَمات مُرتبةٌ لِنتائج الفضْل.
حتى ظهرتْ له اليدُ البيضاء في الفنون العقليَّة والنَّقليّة لا سيَّما ما أبدعه في) شرح الجامع الصغير (من دقائق العربية.
فكم شَفى إفهاماً مِراضا قلوبُها
…
ولا يعرف الأدْواء إلا طبيبُها.
كما قال تلميذه الصَّدرُ فيه من قصيدة:
وإن تكن للنحوِ أصلاً فلا
…
غَرْوَ فإسماعيلُ اصلُ العربِ
مع شرَف الحسَب، وعُلُوّ شجرةِ النَّسَب.
فهو مُكرّم مُفضَلَّ مُعَم مخْوَل.
والفَخار فنون، كما أن الحديثَ عنه شُجون، والأخبارُ الصادقة على محاسِنه عُيون.
وقد رأيتُ من آثاره أبْكارَ عَرائِس، وحُوراً مَقْصُوراتٍ في خِيام الأفكار أوأنِس: لا تَرْتَضِي الثريّا عْقداً والزُّهرةَ فُرْطاَ، ولا تَلْبَسُ المجرَّة ومِرْطا.
ك) شرح الجامع الصغير (وتعريف البيان، في شرح لَقْطة العَجْلان (، للزَّرْكشي في المنطق والأصْلَيْن والَجدَل.
وهو كما قال فيه نسيبُه الفاضل الدين:
يا سائلي جَهْلاً عن إسماعيلَ عَن
…
مِقدارِ رُتْبتِه ورِفْعةِ شأنِهِ
أنصتْ تجدْ تعْريفَه وبياَنَهُ
…
كافِيكَ عن تعْريفِه وبَيانِهِ
أولاً فُعذرُك فيهُ عثذرٌ واضِحٌ
…
والشيء قد يخْفَى لبُعْدِ مِكانِهِ
ولشُعراء عصره فيه مدائح كثيرة، كقول عامر بن هارون الموْزَعيّ:
رَأَوْك فضَلْتَهمْ أدباً وسَمْتاً
…
فنالوا منك عُدواناً وبَهْتاَ
ورامُو النَّقصَ منك فأكْذَبتُهمْ
…
ظنونُهمُ وعاد الذمُّ نَعْتاَ
حَماهُمْ نجمُ سعدِك أن يحُلُّوا
…
مَحلَّك أو يحُموا حيثُ حُمْتاَ
تَصرَّفْ يا أبنَ إبراهيم فيما
…
حوَيْتَ من المعارفِ حيث شِئْناَ
وكيف يسومُك الحُسَّادُ خَسْفاً
…
وأنت أجلُّهمْ حَظاَّ وبَخْتاَ
وأبرعُ مَن تلفَّت المعالي
…
إليه ومَن بَرَى قلماً وأفْتَى
وقد ناديتُ لما سِرْت ربّى
…
بما ناداه ذُو النُّونِ بنُ مَتَّى
بأن يكفيكَ عاديةَ الليالي
…
وتصْحَبك السَّلامةُ حيث كُنْتماََ
وقد أوتيتُ سُؤْلِى فيك إذْ لمْ
…
تزلْ فَوقاً ومَن عاداك تَحْتاَ
فُدونكها عروساً من صديقٍ
…
تُمتُّ بصُحْبةِ الآباء مَتَّا
وخُذْها غَصَّةً من مْنطقٍ
…
بالْثَغَ لا يَبينُ ولا أرَتَّا
ربطتُ بها معالي الشمس قَسْراً
…
القوافي فيك نَحْتاَ
يودُّ البدرُ لو ترْضَى أن
…
يكون لها أخاً والشمسُ أخْتاَ
وقد حاز قدراً عاليا ووَجاهة، ونشَر من الفضل ما أيَّد الله به عِزَّهُ وجاَهَه.
مع زُهد ليس طَرفُه لزُخرُف الدُّنْياَ بِرَاني، ولا بِدعْ فالحكمةُ يَمانية والإيمان يماِنى.
روَّح الله رُوحَه، وزاد من نعيم الجنانِ فُتُوحَه.