الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فمنهم، رحمهم الله تعالى:
عبد الله بن شمس الدين بن مُطهرَّ اليمَنيّ
فرعٌ من ذُوابةِ، هاشم، ونَبْعة من وَشِيجِ تلك المكارم.
من آل مُطهَّر وهم ملوكٌ مُكرَمون، لا يمَسّ صحف مجدِهم إلا المطَّهرون، من حَدث البشريَّة، ودَنَس الهَيُولَى الدَّنِيّة.
مِن كلَّ من قضى للعلْياء وَطَرَهَا، وتلى آياتِ المجد وسُوَرَها.
تعبَق منهم أنفاسُ النُّبوَّة، وتجرُّ على وجه البَسيطة أذيالَ الفتُوُة.
لم تُمْنحَ محاسُنهم من صحف الليالي والأيام، ولا تُثْمِر بمثلها أغصان اليَراع والأقلام.
مغارسُ طالتْ في رُباَ المجدِ فالْتقتْ
…
على أنبياءِ الله والخلفاءِ
إذا حمل الناسُ اللواء علامةً
…
كفاهمُ مُثارُ النّقْعِ كلَّ لِواءِ
حتى أغارت عليهم جيوشُ ابن عثمان فذَوَى ذلك الثمر، واستفت الأيامُ ماءَ حياتِهم فلم يَبْقَ إلا الكدَر.
فالتجأ إلى جبلِ كَوْكبان، واستظلَّ به من هَجيِر حوادثِ الحِدْثان
وهو جبلٌ تضئ فيه قناديلُ النجوم، وتلْفَّ على هامتهِ عصائبُ الغُيوم.
يزاحِم الأفلاكَ بالمناكبِ، وتكاد أن تلْتقِط سُكَّانُه لآلئ الكواكب.
عالٍ كأنَّ الجنَّ مُذ مَرَدَتْ
…
جعلّتْه مَرقاةً إلى السِّرِّ
وهو الآن تاجٌ على رأس الزَّمن، وخالٌ تتَزينَّ به وَجَناتُ اليمن.
كأنما شَمخ كبْراً بُمجاورةِ مَن به نزَل، وصار كبيرَ أناسٍ في بِحَادٍ مُزَمّل
وطَودٍ على ظْهرِ الفلاةِ كأنه
…
طُوالَ الليالي مُطرِقٌ في العواقبِ
يُلوثُ عليه الغيْمُ سُودَ عمائمٍ
…
لها من وَميِضِ البرْقِ خُضرُ ذوائبِ
تحلي به آثارُ آبائِه بعد مماتِها، ويَرُدُّ روحَ المكارمِ للآمالِ بعد وفاتِها وفواتِها.
فمما التقطته من بعض السَّيارة أشْعاره، وأهدَتْه إلىَّ تجِارُ اليمن من تحُفَ آثاره، قوله من قصيدة مدح بها أخاه عزّ الدين:
خطَرتْ فقال الغصنُ صَلّ على النّبي
…
وبدَت فقالت للشُّموشِ تحجَّبي
وسُموطُها دارت على لَبابِهاَ
…
وزهَتْ فقلنا للنُّجوم تغَّيبي
لاحتْ لنا كالبدرِ ثم تبَرْقعتْ
…
فرأيتُ بدراً حلَّ قلب العَقْربِ
وبخدّها خالٌ أراه عَمَّة
…
حُسْناً وناسَبه بلوْنٍ أجنبي
فلطَرْفِها عزُّ انكسارِ جفونِها
…
ولعِطفْيها تيِهُ المدُلّ المُعجَبِ
ومنها:
مُنىَّ علىَّ بزَوْرةٍ أحي بها
…
في أنْسِ قُربك أوْ عِدِيني وأكْذِبي
رِقَّي بعزِكّ يا سعادُ لذِلَّتيِ
…
مُتّى ومَتّنيِني أمانَي اْشْعَبِ
ما أحسنَ الأطماعَ يُرْجَى نَيْلُها
…
والصَّبُّ بين مًصدّقٍ ومَكذّبِ
ومنها:
يا ليتَ شِعْرِي هل أفوزُ بمَطْلبي
…
مِن لَثمْ دّياكَ الخُدَيْدَ المُذْهَبي
مَن لي بشمِسىّ الجمالِ ممُنَعٍ
…
ما دونه لِمُحبّة من مَذْهَب
مُتلوّنٍ كمَدا مِعي فوُعدودُه
…
لقّبْلَنِي بالخائفِ المُترقّبِ
يا قلبُ مالك ما انْقلْبتَ عن الهوى
…
والقلبُ قد قالوا كثيِرُ تقلُّبِ
خَلّ النسّيبَ فقد أطْلت وَعدَ عن
…
ذكرِ الصَّبابةِ واشتغِلْ بالأنسْبِ
كَفَرْ زخارِفَ زُورِ لهوس بالثَّنا
…
وانشُرْ مُلآآتِ الحديثِ الأطْيَبِ
بصفاتِ عز الدين والدنيا ومَن
…
ما قلتَ فيه من الثَّناء لم تكذِبِ
حدّثْ وقلْ ما شئتَ في أوصافِه ال
…
حسنَى وحَيّ بكلّ فنِ مُعجِبِ
أسد تخافُ الأسْدُ ثعلبَ رُمْحِه
…
وعجْبتُ من خوفِ الأسودِ لثعَلْبِ
قوله:) صلى على النبي (المراد به التعجب، والناس يستعملونه بهذا المعنى كثيرا، كقول شيخ الشيوخ الأنصاري، بحَماة:
فمن رأى ذلك الوِشا
…
ح الصَّائمَ صَلّى على محمد
وقال عَرْقَلة:
أقبلَ يهتزُّ في غُلالِتِه
…
مَن ليس يَشفِى لعاشقٍ غُلَّةْ
فقال كلُّ اْمرئ تأمّلَهُ
…
ألفُ صلاةٍ على رسُولِ اللهْ
وقد تابعتُهم، فقلت في قصيدة:
ظَبْىٌ على الصّبَ حين سلَّمْ
…
صلَّى على المصطفى وسلَّمْ
مُدْنَفُهُ والدموعُ بحرٌ
…
بُتربِ أقْدامِه تيمَّمْ
ومثله قولهم:) الله اكبر (، كما قال ابن النَّبيه:
الله أكبر ليس الحسنُ في العربِ
…
كم تحتَ كُمةِ ذا التركىَّ من عَجَبِ
وهو قد اقتدى بعلىّ بن الَجْهم، في قصيدة مدح بها بعض الخلفاء:
اللهُ أكبرُ والنبيُّ محمدُ
…
والحقُّ أبْلجُ والخليفةُ جعفرُ
وقد عابه شعراء عصره؛ حتى قال فيه مَروان يهجوه:
لَّما وصلتَ إلى الإمِام عشَّيةً
…
وكذَبْتهُ ومدحْتَهُ بآذانِ
وقال أيضا:
أراد علىُّ يقولَ قصيدةً
…
بَمْدحِ أميرِ المؤمنين فأذَّناَ